هل دخول لويد أوستن المستشفى سرا يمثل انتهاكا للقوانين؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
قال مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني في الولايات المتحدة في بيان أصدرته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس الثلاثاء، إن وزير الدفاع لويد أوستن يتلقى الرعاية بعد إصابته بعدوى في المسالك البولية عقب خضوعه لجراحة في ديسمبر لعلاج سرطان البروستاتا.
وربما يكون أوستن انتهك القانون بسبب عدم إبلاغ رئيسه بدخوله المستشفى في الآونة الأخيرة، لكن رغم بعض الدعوات لتقديم استقالته فمن المرجح أن يتلقى توبيخا فحسب من الرئيس الأميركي جو بايدن بحسب اثنين من الخبراء القانونيين.
ماذا فعل أوستن؟
دخل أوستن، البالغ من العمر 70 عاما، في يوم رأس السنة وحدة العناية المركزة في مركز والتر ريد الطبي بسبب ما قال البنتاغون إنها "مضاعفات عقب إجراء طبي اختياري خضع له مؤخرا"، وهي حقيقة أبقتها الوزارة طي الكتمان لمدة 5 أيام.
ويخلف أوستن بايدن مباشرة في قمة التسلسل القيادي للجيش الأميركي، لكن موظفيه لم يبلغوا البيت الأبيض بحالته لمدة 3 أيام، وحتى نائبته الأولى لم تعرف بالأمر.
ما هو البروتوكول المتبع؟
يبدو أن طريقة تعامله مع الموقف تمثل انتهاكا صارخا للبروتوكول الخاص بالمسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الذين عادة ما يبلغون الرأي العام بالغياب لأسباب طبية معروفة سلفا وتحديد من سيحل محلهم.
تتطلب واجبات أوستن أن يكون متاحا في أي وقت للتعامل مع أي أزمة تتعلق بالأمن القومي. وقال يوم السبت إنه يتحمل "المسؤولية كاملة" عن السرية التي أحاطت بدخوله المستشفى.
وذكر مسؤولون بالبيت الأبيض أن بايدن لا يزال يولي أوستن "ثقة كاملة". ولا يزال وزير الدفاع في المستشفى لكنه عاد لممارسة مهامه الاعتيادية.
ما القواعد التي ربما انتهكها أوستن؟
قال خبراء قانونيون إن أوستن ربما انتهك القانون الأميركي بشأن "الإبلاغ عن الشغور الوظيفي" الذي يلزم الوكالات التنفيذية إبلاغ مجلسي النواب والشيوخ عن حالات غياب كبار المسؤولين واسم أي شخص يعمل بالنيابة عنهم. وهذا القانون إجرائي إلى حد كبير ولا ينص على أي عقوبات.
وأشار خبراء قانونيون إلى أنه يبدو أن أوستن انتهك القانون بصورة واضحة، لكن من المرجح أن يتلقى توبيخا وتحذيرا فحسب من بايدن، وهو الحال أيضا بالنسبة لكبار الموظفين في وزارة الدفاع.
ربما يكون أوستن انتهك أيضا بروتوكولات وزارة الدفاع الأميركية الداخلية، ويقول مسؤولون إنهم يجرون مراجعة شاملة للواقعة لتحديد كيفية الحيلولة دون وقوع هفوات مماثلة في المستقبل.
هل كان أوستن فاقدا للوعي؟
ذكر مركز والتر ريد الطبي في بيانه "خلال إقامته، لم يفقد الوزير أوستن الوعي قط ولم يخضع للتخدير الكلي مطلقا".
وكشف البنتاغون أن أوستن وصل إلى والتر ريد وهو في كامل وعيه بعد أن استقل سيارة إسعاف من مقر إقامته إلى المستشفى حيث أودع في وحدة العناية المركزة. وكشف البنتاغون أيضا عن أنه كان يعاني من ألم شديد، لكنه لم يذكر إذا كان قد تناول مسكنات للألم بإمكانها تشويش قدرته على اتخاذ القرار.
متى تحدث مع بايدن؟
قال البيت الأبيض إن أوستن تحدث مع بايدن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في صباح الأول من يناير قبل دخول المستشفى. وأشار إلى أن "المحادثة الجماعية المؤمنة" كانت تدور حول الوضع في الشرق الأوسط وأن بايدن كان يقضي إجازة في سانت كروا في ذلك الوقت.
وأشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أن مسؤولين آخرين واصلوا إطلاع بايدن على قضايا الأمن القومي أثناء وجود أوستن بالمستشفى، كما تلقى الرئيس إحاطته اليومية بشأن الأمن القومي التي أعدتها أجهزة المخابرات. وتتضمن الإحاطة اليومية معطيات من وزارة الدفاع لكنها لا تعدها.
ما موقف الكونغرس؟
يطالب زعماء الكونغرس بإجراء تحقيق في الواقعة.
وقال نواب من كلا الحزبين إنهم يشعرون بقلق بالغ لأن الرئيس لم يكن على دراية بأن القائد المدني الأعلى في حكومته دخل المستشفى لمدة 3 أيام في وقت تدور فيه حربين في غزة وأوكرانيا.
وقال السيناتور الأميركي روجر ويكر، وهو أبرز عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، يوم السبت إن الوضع "غير مقبول" وطالب "بسرد الحقائق كاملة فورا".
ودعا الرئيس السابق دونالد ترامب، المنافس الجمهوري المحتمل لبايدن في انتخابات 2024، مساء يوم الأحد إلى إقالة أوستن بسبب "سلوكه المهني غير اللائق وتقصيره في أداء الواجب".
وقال السناتور الديمقراطي جاك ريد رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ "عدم الكشف عن المعلومات يجب ألا يحدث مجددا مطلقا".
هل ستخضع الواقعة لمراجعة من البنتاغون؟
وردا على سؤال عما إذا كان مكتب المستشار العام في وزارة الدفاع يعتقد أن أوستن انتهك القوانين، قال كبير المتحدثين باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر للصحفيين "ندرس تبعات متطلبات الإفصاح القانونية وسنقدم التحديثات حسب الضرورة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوستن جو بايدن البنتاغون البيت الأبيض وزير الدفاع القانون الأميركي مجلسي النواب والشيوخ بروتوكولات وزارة الدفاع الأميركية العناية المركزة جيك سوليفان أنتوني بلينكن الأمن القومي الكونغرس غزة أوكرانيا لجنة القوات المسلحة أخبار أميركا البنتاغون الدفاع الأميركية لويد أوستن مرض أوستن الكونغرس أوستن جو بايدن البنتاغون البيت الأبيض وزير الدفاع القانون الأميركي مجلسي النواب والشيوخ بروتوكولات وزارة الدفاع الأميركية العناية المركزة جيك سوليفان أنتوني بلينكن الأمن القومي الكونغرس غزة أوكرانيا لجنة القوات المسلحة أخبار أميركا وزارة الدفاع
إقرأ أيضاً:
عملية مفاجئة ومبتكرة.. كواليس البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تفاصيل عما حصل بأروقة البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان.
ووفقاً لما نقلته جيروزاليم بوست عن دانيال شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط السابق أن يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بدأ يوماً عادياً في البنتاغون حتى تلقى فجأة طلباً من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، من أجل التحدث إلى نظيره الأمريكي آنذاك، وزير الدفاع لويد أوستن في شكل عاجل.وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُبدي فيها شابيرو، أو أي مسؤول أمريكي آخر، استعداده لمناقشة الأحداث الخفية في واشنطن بالتفصيل بشأن انفجار أجهزة البيجر التابعة لحزب الله.
رئيس #الموساد: #تفجيرات_البيجر_في_لبنان أجهزت على حزب الله https://t.co/kNAvxVVbQO
— 24.ae (@20fourMedia) February 25, 2025 قدرة خاصةوأخبر غالانت نظيره الأمريكي أوستن، أن إسرائيل تمتلك قدرة خاصة، وأنها على وشك استخدامها في لبنان، وكان غامضاً بشأن ماهيتها أو كيفية عملها، لكنه أراد أن يكون لدى أوستن علم مسبق بها، حسبما صرّح شابيرو.
وأضاف أنه حتى اللحظة الأخيرة، شعر غالانت بأنه مضطر لإخفاء جميع التفاصيل، محافظاً على السرية المطلوبة لمثل هذه العملية الحساسة، ولكن أوستن سأله هم ماهية "القدرة الخاصة" لإسرائيل، كما وصفها غالانت، من شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وأوضح شابيرو: "عندما انتهت المكالمة، كنا لا نزال في حيرة من أمرنا بشأن ما كان يصفه لأنه لم يتطرق إلى الكثير من التفاصيل، ولكن في غضون أقل من 30 دقيقة، بدأنا نرى تقارير على شبكة سي إن إن وشبكات تلفزيونية أخرى حول انفجارات تحدث في لبنان".
وفي ذلك اليوم، 17 أكتوبر (تشرين الأول)، انفجرت آلاف من أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله، وفي اليوم التالي، انفجرت أيضاً مئات أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة للتنظيم، وتحدثت التقديرات الرسمية عن مقتل 59 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين.
وأفادت وكالة أنباء "رويترز" لاحقاً، بأن 1500 عنصر من حزب الله أصيبوا بجروح بالغة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من العودة إلى الخدمة، وصرح شابيرو لـ"واشنطن بوست": "لم نتلقَّ أي تفسير لسبب اختيار إسرائيل استخدام هذه القدرة في تلك اللحظة تحديداً".
وأضاف: "ما فهمناه هو وجود قلق من أن هذه القدرة على وشك الانكشاف، لقد ازدادت شكوك حزب الله بشأن أجهزة الاتصال، وأصبح الأمر بمثابة إما استخدامها أو فقدانها".
إعجاب أمريكي
ووصف شابيرو العملية بأنها "مفاجئة ومبتكرة، وكانت غير عادية، ومن بعض النواحي، يمكن القول إنها كانت مثيرة للإعجاب"، مشيراً إلى أن رد فعل كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية أعجبوا بـ"الإبداع والبراعة والسرية والاستهداف الدقيق لأعضاء حزب الله، مما ضمن عدم تضرر المدنيين".
سجال حاد بين غالانت ونتانياهو حول توقيت عملية البيجرhttps://t.co/axxGOp8jnE pic.twitter.com/f49s4DncK1
— 24.ae (@20fourMedia) February 7, 2025 جدل إسرائيليوتقول الصحيفة، إنه منذ بداية الحرب، دار جدل مستمر بين غالانت ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حول ما إذا كان بنبغي لإسرائيل فتح جبهة مع حزب الله في 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أي بعد 4 أيام فقط من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وبينما جادل غالانت بأنها كانت فرصة ضائعة، وأنه كان بإمكان إسرائيل تفجير أجهزة الاتصال، مما يتسبب في أضرار جسيمة لحزب الله، صرح نتانياهو ورئيس الموساد ديفيد بارنيع بأن هذه القدرة لم تكن جاهزة في ذلك الوقت، وخلال الأسبوع الأول من الحرب، عارض
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فكرة فتح جبهة جديدة ضد حزب الله، والآن، يقول شابيرو للصحيفة، إنه لو كانت الولايات المتحدة على علم بعملية أجهزة النداء، وكذلك الخطط والهجمات اللاحقة، لكان موقف إدارة بايدن مختلفاً.
أضاف شابيرو: "لم يكن المسؤولون الأمريكيون على علم بالأمر آنذاك، لذا لم يتمكنوا من أخذه في الاعتبار عند تقديم نصائحنا أو توصياتنا بشأن مهاجمة حزب الله من عدمه"، موضحاً أنه لم يُشرح لهم مسار الأحداث، ولو كانوا على علم بذلك، لكان شكل تأثيراً على مجرى النقاش بشكل مختلف".