تدمير البنية التحتية.. وسيلة الاحتلال لإنهاء المقاومة في طولكرم
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
طولكرم- داخل حفرة عميقة، يتوسطها أنبوب حديدي كبير، يجلس موظف اللحام في بلدية طولكرم مدحت بدير منذ قرابة 8 ساعات في محاولة للحام وتصليح أنابيب المياه الرئيسية في أحد شوارع مخيم طولكرم شمال غرب الضفة الغربية، والتي دمرتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس بعد اقتحامها المخيم.
بدير أعاد لحام وتصليح أنابيب المياه، في شارع المخيم الرئيسي، 5 مرات بعد عمليات الاقتحام المتكررة التي تنفذها آليات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية والمدعومة بالجرافات.
يقول "لا نستطيع ترك أهلنا دون ماء، اليوم أعود إلى إصلاح خط المياه الذي كنت أصلحه ليلة أمس، في كل اقتحام للمخيم تقوم الجرافات الإسرائيلية بتجريف خطوط المياه في كل الحارات والشوارع".
سياسية التعطيش
يضيف بدير "هذا ضرر واضح ومتعمد لأهل المخيم، فالجيش الإسرائيلي في كل مرة يدمر خطوط المياه الرئيسية والفرعية، يدمرون شبكات المياه التي تغذي منازل المواطنين، ويدمرون الشبكات الكبيرة التي تنقل الماء من الآبار الكبيرة إلى حارات المخيم، نحن نرى ذلك في مخيم طولكرم وأيضا مخيم نور شمس".
وتعمل الطواقم المتخصصة في إصلاح ما دمرته جرافات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحاماتها مخيم طولكرم بالأدوات المتاحة، ويضطر أهالي المخيم للبقاء دون مياه لأيام قبل عودة تفعيل الخطوط الرئيسية والفرعية.
عن هذا يقول بدير "الأمر مرهق جدا لنا كطاقم عامل على الأرض، وهو متعب جدا تكرار الحفر لعمق كبير، حتى نصل إلى أنابيب المياه، ونعيد تركيبها أو فكها وتركيب واحدة جديدة، لكن لا يمكن أن نترك الأهالي دون ماء، لذا سنعيد ترميم ما يدمرونه المرة تلو المرة".
ويرى أهالي المخيم أن هدف قوات الاحتلال من ضرب شبكات المياه عند كل اقتحام وتدميرها هو سياسة واضحة لتعطيش أهالي المخيم، ومنع وصول المياه إليه، بهدف الضغط عليهم للتخلي عن المقاومة، ومحاولة إجبارهم على ترك المخيمات.
آثار الدمار الكبير بشوارع مخيم طولكرم عقب اقتحامه ليلة أمس (الجزيرة) مخطط إفراغ المخيميقف رامز أبو سرية أمام دكانه المدمر في مخيم طولكرم، ويتحدث للجزيرة نت عن الخراب الكبير الذي لحق المكان الوحيد الذي يعتبر مصدر رزقه وعائلته.
يقول "عمرت هذه الدكان وهي عبارة عن صالون للحلاقة بعد إصابتي برصاص الاحتلال، عام 2000، هذه الإصابة سببت لي العديد من المشاكل الصحية، وأفقدتني القدرة على المشي بشكل طبيعي، لكن حتى اليوم تم تخريب دكاني 3 مرات".
ويضيف "أعدت إصلاح الخراب الذي حل في الدكان، وفتحه مرة واثنتين وهذه ثالث مرة يتم تدميره، نحن في المخيم نعرف أن هدف إسرائيل هو ضرب المقاومة، يحاولون إيصال الناس لكره المقاومة والتخلي عنها كحاضنة شعبية، ولرفض وجود المقاومين داخل المخيم، نحن نعرف هدف إسرائيل من كل اقتحام يتم للمخيم، ومن كل هذا الدمار والخراب الذي يقومون به".
ويرى أبو سرية أن مخطط إسرائيل يمشي بطريقة واضحة لإفراغ المخيمات من سكانها، بعد ترحيلهم من أراضيهم عام 1948، ويسعى الاحتلال لتهجير السكان من مخيماتهم، وذلك لإنهاء قضية العودة وقضايا اللاجئين وحقوقهم.
ويؤكد المواطن أن كل ما تقوم به قوات الاحتلال في المخيم لن يؤثر في حاضنته المقاومة الشعبية، فالمهم بالنسبة لأهل المخيم هو حياة المقاومين، وأن كل هذا الخراب يمكن تعويضه، ما دامت المقاومة موجودة وترد على اعتداءات الاحتلال بكل قوتها.
صمود وفداء
وفي شوارع المخيم التي كانت تغمرها المياه، خرج الأهالي لمشاهدة الدمار الكبير الذي أحدثته جرافة الاحتلال ليلة أمس، في المنازل والمحال التجارية والبنية التحتية، وعبرت مواطنة عما حدث خلال الاقتحام أمس، وقالت "نحن نعيش في رعب، الخوف مرافق لنا دائما، أحيانا أتخيل أننا ننتظر الموت في كل لحظة، لكن ماذا عسانا نفعل؟ بالنهاية الموت يأتي مرة واحدة، لذا الأجدر لنا أن نموت بكرامة وعزة وثبات في مخيمنا".
وأضافت "لن نترك المخيم، ولا يمكن أن نرحل من هنا، لقد تدمر جزء من منزلي، وتكسرت نوافذه، لكن كل ذلك فداء فلسطين، فداء لشباب المخيم، وللمقاومة، العدو واحد في غزة وجنين ونابلس وطولكرم، وهدفه واحد وهو ترحيلنا من أرضنا لكننا صامدون".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مخیم طولکرم لیلة أمس
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: المقاومة تنقل القتال إلى خارج جباليا للدفاع عن المخيم
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن المقاومة الفلسطينية تستهدف المسار الذي تسلكه الآليات العسكرية الإسرائيلية شرقي مخيم جباليا شمال قطاع غزة في محاولة منها "لنقل المعركة قدر الإمكان إلى خارج المخيم".
جاء حديث حنا في معرض تعليقه للجزيرة على بث كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد من استهداف مقاتليها آليات إسرائيلية شرقي جباليا على مدار الأيام الأخيرة.
وأوضح حنا أن الفيديو الجديد للقسام يبين أن استهداف ناقلة الجند جرى في منطقة زراعية مفتوحة شرقي جباليا، لافتا إلى أن عناصر المقاومة ترصد بدقة خط الآليات في تلك المنطقة.
وتتبع المقاومة، وفق الخبير العسكري، تكتيك نقل المعركة خارج جباليا لكسب الوقت وإنزال أكبر قدر من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي في سياق "الدفاع عن المخيم".
وأضاف أنه يمكن لاحقا "الذهاب إلى المعركة الفاصلة داخل مخيم جباليا".
ونبه الخبير العسكري إلى أن فصائل المقاومة تستعمل القذائف المضادة للدروع ضد الآليات العسكرية الإسرائيلية، في حين تلجأ إلى عبوات "شواظ" الناسفة من أجل تفجير الدبابات.
وقال إن جيش الاحتلال زج في بداية معركة جباليا بـ3 ألوية (لواءان مدرعان ولواء للمشاة)، إضافة إلى وحدات قتالية خاصة، فيما بدا "فرقة ناقص"، حسب وصفه (أقل من عديد الفرقة العسكرية بقليل).
وتتكون الفرقة من أكثر من لواء عسكري، وتضم وفق المعايير العسكرية أكثر من 10 آلاف جندي.
ويشير الخبير العسكري إلى وحدة الكوماندوز (888)، والتي تعرف باسم "الوحدة المتعددة الأبعاد"، أو "وحدة الأشباح"، وهي وحدة نخبة في الجيش الإسرائيلي تعمل في البيئات الصعبة، وفي جبهات القتال كافة.
ويعتقد حنا أن مخيم جباليا "هدف حيوي وذي قيمة إستراتيجية لإسرائيل، إذ يعطيها -في حال سقوطه- مساحة للسيطرة على محافظة شمال قطاع غزة وتطبيق (خطة الجنرالات)".
لذلك تعد معركة جباليا "حياة أو موت" للمقاومة الفلسطينية، ولا يمكنها تجنب خوض المعركة من المسافة صفر، وفق حنا.
ومنذ السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة في محافظة شمال القطاع، وأطبق حصاره على منطقة جباليا بذريعة "منع (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة".
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت -في سياق إحصاء الخسائر الإسرائيلية- أن أكتوبر/تشرين الأول الماضي هو الأكثر دموية منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث قتل 88 جنديا ومدنيا إسرائيليا.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن 19 جنديا إسرائيليا قتلوا في قطاع غزة في الشهر المنصرم، مقابل 37 جنديا إسرائيليا قتلوا في معارك جنوب لبنان وعلى الحدود الشمالية.