الحانة الأكثر حصرية في لندن تختبىء داخل حصن عمره 900 عام
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعد "برج لندن" البالغ عمره 900 عام من المعالم التاريخية الأكثر شعبية في المملكة المتحدة، حيث يدخل إليه أكثر من 3 ملايين زائر لاستكشاف ممراته القديمة، ومشاهدة جواهر التاج الملكي، ولقاء طيور الغربان الأسطورية.
وهناك سر واحد لا يمكنهم رؤيته، أي الحانة الأكثر حصرية في العاصمة البريطانية، لندن.
وللوهلة الأولى، تبدو "The Keys" كأي حانة أخرى مشهورة في المملكة المتحدة، لكن يتميز تصميمها بسمات ملكية فريدة من نوعها، بما في ذلك فأس احتفالي من القرن الـ16، وخزائن تعرض أزياء الحراس.
يُدير حرّاس برج لندن حانة The Keys. Credit: Alasdair Skene/CNNويُدير الحانة 35 شخصًا، يقومون بالخدمة بصفتهم من حَرَس "يومان واردر" في البرج، والذين حصلوا على لقب "آكلي اللحم" من حصة اللحوم اليومية، التي أُعطيت لهم تقليديًا.
ويُسمح لهم ولضيوفهم المدعوين فقط بالدخول.
فأس احتفالي من القرن الـ16 معروض على جدار الحانة. Credit: Alasdair Skene/CNNومع وجود مساكن للحَرَس المقيمين وعائلاتهم، ومكتب طبيب، وكنيسة صغيرة، قد يبدو البرج كقرية لأولئك الذين يعيشون هناك.
وتُعد الحانة جزءًا مهمًا من المجتمع، إذ أنها مكان يمكنهم الذهاب إليه للاحتفال بالمناسبات الخاصة، أو الاسترخاء بعد يومٍ حافل.
من ضابط إلى سجّان الحانة مفتوحة للحراس، وعائلاتهم، وضيوفهم. Credit: Alasdair Skene/CNNوقال رئيس هيئة حرس "يومان"، روبن فولر إنّها "الحانة موجودة كمركز مجتمعي، لكننا نستخدمها أيضًا كوسيلة لجمع الأموال للجمعيات الخيرية من خلال استضافة مجموعات من الزملاء والأصدقاء".
وانضم فولر إلى حرس "يومان" في عام 2011 بعد أن خدم في البحرية الملكية لـ34 عامًا.
وقال فولر إنه "بعد إرسال سيرته الذاتية، وإجراء مقابلة ثانية مع شرطي البرج، تم اختياري لأصبح حارس يومان رقم 393 منذ عام 1827".
وعلى مدار 13 عامًا، تسلّق فولر السلم الوظيفي ليتحول من حارس "يومان واردر"، إلى رقيب، وسجّان، ويتبوأ منصب الرئيس مؤخرًا.
دور الحَرَس في القرن الـ21 الحارس كلايف تاول. Credit: Alasdair Skene/CNNكما هو الحال مع أي منصب قديم، تغيّر دور حراس "يومان" أيضًا على مرّ القرون.
وبينما كان الحَرَس في السابق لديهم مسؤولية عن حراسة البرج وكل ما بداخله، بما في ذلك جواهر التاج، والإشراف على السجناء، يقضي حَرَس اليوم غالبية وقتهم في التعامل مع السياح المتحمسين الذين يلتقطون الصور لهم.
وقال الحارس والسجان كلايف تاول: "أدوارنا الحديثة تشمل الترحيب بالزوار إلى البرج، وقيادة جولات يومان واردر الشهيرة، ومشاركة الأساطير والحقائق من تاريخ هذه القلعة الشهيرة مع كل من يختار الدخول".
الحانة جزء مهم من مجتمع البرج. Credit: Alasdair Skene/CNNورأى فولر أنّ مقابلة الأشخاص في جميع مناحي الحياة من الجوانب المفضلة لديه في وظيفته، قائلًا: "من الرائع أن توسّع آفاقك".
ولكن لم يتم تحديث جميع تقاليدهم.
ولا يزال الحَرَس يحضرون العديد من الاحتفالات الملكية، بما في ذلك تتويج الملك أو الملكة، وعرض اللورد مايور السنوي (Lord Mayor’s Show) في لندن، وغيرها من المناسبات الحكومية، والخيرية.
وتنص عادات "تيودور" التاريخية على أنّه في المناسبات الرسمية، يجب على الحَرَس ارتداء زيهم الاحتفالي، المعروف أيضًا باسم "ريدس"، والذي يتكون من سترة قرمزية وذهبية، مع جوارب حمراء، وطوق "تيودور" أبيض، وحذاء أسود.
لعنة الغربان اعتنى سيّد الغربان، كريس سكايف، بالطيور لعِقدين تقريبًا. Credit: Alasdair Skene/CNNوفي كل ليلة، يرتدي فولر معطفه الأحمر التقليدي وغطاء رأس "تيودور" لأداء طقوس ألهمت اسم الحانة، وهي مراسم المفاتيح.
وفي الظلام الدامس بتمام الساعة 9:53 مساءً، تحدث المراسم وسط أسوار برج لندن، وتشكّل جزءًا من عملية "إغلاق" البرج التقليدية، وهي ممارسة استمرت لأكثر من 740 عامًا.
وأكّد فولر أنّ مراسم المفاتيح "أمر لا بدّ منه، ولا يمكنك نسيانه"، موضحًا: : "قمت بضبط المنبهات في جميع أنحاء المنزل للتأكد من أنني مستيقظ، ومستعد، وجاهز. وعندما أنتهي من هذه المراسم، أذهب دائمًا إلى الحانة، وأتحدث مع المتواجدين هناك فقط للتأكد من أن كل شيء على ما يرام".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة بريطانيا لندن الح ر س
إقرأ أيضاً:
زوجة جيدة ورياضة منتظمة.. الوصفة المثالية من مُعمر لحياة صحية
عندما كانت الشابة الإيطالية ليديا، في طريقها للتزلج في جبال الألب في ستينيات القرن الماضي، لم تكن تتوقع أن الجندي الأميركي ديفيد سكوت، الذي شاركها رياضة التزلج، سيكون شريك حياة تمتد لأكثر من 6 عقود، وتثمر 3 أبناء.
والآن تعيش ليديا البالغة من العمر 86 عاما، مع زوجها سكوت الذي تشاركه عشق الرياضة منذ تعارفهما، ويتمتع بصحة جيدة ويقترب عمره من 100 عام؛ في منزلهما بمدينة دوفر، بنيو هامبشاير، الولايات المتحدة.
في أواخر العام الماضي، تحدث الجندي الأميركي، ديفيد سكوت (95 عاما الآن)، لمواقع عالمية مثل "فوكس نيوز" و"بزنس إنسايدر"، و"توداي"، عن عاداته في ممارسة الرياضة التي شكلت ركنا أساسيا من نمط حياته الصحي، قائلا "إن الرياضة تجعلني أشعر بالرضا، كما أنها مفيدة للعقل".
فهو من رواد صالة الألعاب الرياضية بانتظام، حيث يمارس رياضة رفع الأثقال 3 مرات في الأسبوع، للحفاظ على قوة كتفيه وذراعيه وساقيه وعضلات بطنه؛ ويمشي أيضا عدة مرات في الأسبوع لتمرين القلب والأوعية الدموية.
إليك ما يجب معرفته عن هذه التجربة الملهمة لمعمر استطاع أن يعيش حياة طويلة بصحة جيدة، وأهم نصائحه.
اتبع نظاما غذائيا صحيايتناول سكوت وزوجته النظام الغذائي المتوسطي، المعروف بفوائده لصحة القلب والدماغ؛ وتتضمن قائمة الوجبات المطبوخة في منزلهم الكثير من الفواكه والخضروات، وبعض الدجاج والأسماك، والكثير من زيت الزيتون.
إعلانويملك الزوجان حديقة يزرعان فيها الخضروات والجزر والكوسة والفاصوليا الخضراء وفول الصويا وبراعم بروكسل والبروكلي وجميع أنواع الأعشاب.
تقول ليديا سكوت التي تفخر بأنها الطاهية في المنزل، "نتناول الخضروات الطازجة طوال الصيف، وأصنع الكثير من الحساء، وأجمّده لفصل الشتاء"، وتضيف "أصنع أيضا مربى من جميع الفواكه التي نزرعها، وأجمّد الكثير من التوت للعصائر".
النظام الغذائي المتوسطي معروف بفوائده لصحة القلب والدماغ (بيكسابي)ولأن أطباق المعكرونة الغنية بالخضروات، تُعد جزءا لذيذا وصحيا من النظام الغذائي المتوسطي، يقول ديفيد سكوت "إن الطبق المفضل لديَّ هو الإسباغيتي التي تصنعها زوجتي الإيطالية". أما بالنسبة للحلوى، فيحب سكوت الشوكولاتة الداكنة، الغنية بالبوليفينول، أو المركبات المفيدة التي تنتجها النباتات.
ومن أجل حياة طويلة مليئة بالصحة، ينصح سكوت -الذي توقف تماما عن شرب الكحول منذ حوالي 20 عاما- الآخرين "بالابتعاد عن الأطعمة الدهنية".
تزوج واختر زوجة جيدةعندما سُئل عن سر طول عمره، سارع ديفيد سكوت إلى الرد قائلا: "زوجة جيدة"، وأضاف دون تردد: "إنها موجودة بقربي، وتعرف ما أحتاجه دائما".
وقد وجدت دراسات أن الأشخاص المتزوجين "يعيشون سنوات دون أمراض، أكبر بكثير من أقرانهم غير المتزوجين؛ حيث يتمتع الرجال بشكل خاص بالتأثيرات الصحية الوقائية للزواج".
كما يميل الرجال المتزوجون إلى تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية، والحصول على رعاية طبية؛ أكثر انتظاما من الرجال غير المتزوجين أو المطلقين أو الأرامل، وفقا لأبحاث حول تأثير الزواج على صحة الرجال، تناولها موقع "هارفارد هيلث".
وأشارت إلى أن "الرجال الذين يعيشون مع زوجاتهم يعيشون عمرا أطول، ويتمتعون بصحة أفضل ممن لم يتزوجوا أبدا، أو الذين انتهت زيجاتهم بالطلاق أو الترمل"؛ وأنه "كلما طالت مدة زواج الرجل، زادت ميزة بقائه على قيد الحياة، مقارنة بأقرانه غير المتزوجين".
إعلانوأوضح تقرير هارفارد هيلث، أن العديد من الدراسات التي أجريت على مدى السنوات الـ150 الماضية، أشارت إلى أن "الزواج مفيد للصحة، وأن له تأثيرا على أمراض معينة، بما فيها الأمراض القاتلة الرئيسية، كأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان".
فكر بإيجابيةتعتقد ليديا سكوت أن السر في طول عمر زوجها، ودوام زواجهما الطويل مستقرا، "هو امتلاك طريقة تفكير إيجابية، والتمتع بحس فكاهة جيد، وقبول الحياة كما هي، وعدم وجود الكثير من الشكوى".
وهو ما سبق أن أظهرته دراسة أجراها باحثون في كلية "هارفارد تي إتش تشان" للصحة العامة، وشملت ما يقرب من 160 ألف امرأة من مختلف الأعراق والأجناس في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
وقد أشارت إلى "أهمية تعزيز التفكير الإيجابي، لدوره في جني الفوائد الصحية، كما أكدت أن المتفائلين يعيشون عمرا أطول، ربما لأن التفاؤل "قد يساعد الناس على الحفاظ على عادات أكثر صحة وتنميتها، وتنظيم عواطفهم خلال الأوقات العصيبة".
السر في طول العمر هو امتلاك طريقة تفكير إيجابية، والتمتع بحس فكاهة جيد، وقبول الحياة كما هي (شترستوك) كن مغامرافقد ذهب سكوت إلى هارفارد في السادسة عشرة من عمره، وانضم إلى الجيش الأميركي في عام 1945 عندما كان عمره 17 عاما، ثم عاد إلى الجامعة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ليتخرج بدرجة في الفلسفة اليونانية؛ ثم ذهب إلى كلية هارفارد للأعمال.
وعمل سكوت في العديد من الشركات قبل أن يقرر الانتقال إلى أوروبا. واختار إيطاليا لعشقه لرياضة التزلج، وهناك عمل في مصنع أميركي في ميلانو، دون أن يتوقع أن يلتقي مع زوجته المستقبلية على متن حافلة متجهة إلى منحدرات التزلج.
عاش سكوت في إيطاليا لمدة عقدين من الزمان، وسافر إلى المملكة العربية السعودية والكويت ونيجيريا، قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ويكتب عن مغامراته في كتاب بعنوان "عشرون عاما في إيطاليا: كيف غيرت الأوبرا والتزلج حياتي".
إعلانفروح المغامرة تشكل حافزا قويا للنمو والرفاهية، بما توفره من فرص فريدة لتنمية التفاعل مع الواقع، وتعزيز الوعي الذاتي، وإعادة اكتشاف متعة التعلم؛ "من خلال الخبرة في تجاوز مناطق الراحة، واحتضان بعض مغامرات الحياة الرائعة، ومواجهة التحديات الجديدة، والانخراط في العمل الشاق، والتغلب على عدم اليقين، وخوض تجارب غنية تمدنا بالطاقة". كما يقول مايك روكر، عالم النفس والعضو المؤسس في الجمعية الدولية لعلم النفس الإيجابي.
حرك جسمكما زال سكوت يتذكر كيف تأثر عندما كان في العاشرة من عمره وقرأ مقالا في إحدى المجلات عن بطل في رياضة كمال الأجسام، وقرر أن يكون قويا عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، وأصبح يحب الرياضة دائما، ولعب كرة القدم والمصارعة في الكلية.
وبالإضافة إلى حبهما رياضة التزلج على الجليد، مارست زوجته ليديا سكوت المبارزة وكانت ضمن الفريق الإيطالي. وفي السنوات اللاحقة، مارست التاي تشي والتشي غونغ، وهي تمارين تعمل على تعزيز العلاقة بين العقل والجسد.
تقول ليديا "ممارسة الرياضة مهمة جدا في عائلتنا، فقد كنا دائما نمارس العديد من الرياضات، وأطفالنا أيضا يحبون الرياضة كثيرا".