هل تندلع الحرب بين الولايات المتحدة وإيران في البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
استعرض تقرير لموقع "معهد الاستراتيجيات السياسية والاقتصادية الدولي"، الأحداث التي وقعت بداية سنة 2024 والتي مهدت لدخول الصراع في البحر الأحمر مرحلة جديدة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في الأول من كانون الثاني/ يناير أعلنت طهران اعتزامها إرسال المدمرة الإيرانية "ألبرز" إلى البحر الأحمر.
وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجمات التي شهدتها إيران في الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ومن جهتها، اعترفت الولايات المتحدة باستهداف الزعيم النافذ الموالي لإيران أبو التقوى في العراق، وهي حادثة طالب على إثرها رئيس الوزراء العراقي بانسحاب القوات الأمريكية.
وذكر الموقع أن المواجهة بين البحرية الأمريكية والحوثيين حلفاء إيران، الذين يسيطرون على شمال اليمن في البحر الأحمر، اشتدت مما يزيد من احتمال الصدام بين القوات البحرية الإيرانية والولايات المتحدة في البحر الأحمر.
ويتلخص جوهر تقييمات الخبراء في حقيقة وقوف إيران وراء تحرّكات الحوثيين.
وفي الواقع، يتمتع الحوثيون بالدعم السياسي من إيران، لكن لا يمكن اعتبارهم دمى في يد أي شخص، ومن الجدير بالذكر أن الحوثيين يمثلون عاملا جيوسياسيا مستقلا إذ يرتبط نشاطهم بالصحوة العامة للجنوب العالمي على خلفية مؤشرات واضحة تعكس ضعف الهيمنة الأمريكية.
وأشار الموقع إلى أن تصرفات الحوثيين تسترشد في المقام الأول بمنطق مصالحهم الخاصة، مع العلم أن جزءًا كبيرا من أركان قيادة الجيش اليمني، الذي يمثل المهاجرين من شمال البلاد عموده الفقري، يتواجد في خدمة الحوثيين.
وبينما يسيطر الحوثيون على شمال اليمن ويسعون للسيطرة على البلاد بأكملها، يصر خصومهم على اتحاد اليمن ومنح صلاحيات واسعة للمناطق الجنوبية من البلاد.
وشدّد الموقع على ضرورة فهم دوافع وأهداف الحوثيين الذين يهاجمون السفن التابعة "لإسرائيل"، وإلى جانب الأهداف الأيديولوجية البحتة التي تتمثل في مساعدة الفلسطينيين ووقف العملية الإسرائيلية في قطاع غزة، يسترشد الحوثيين بدوافع عقلانية تمامًا.
وبعد ثماني سنوات من القتال، حقق الحوثيون نجاحا رغم عدم تمكنهم من السيطرة على عدن وجنوب اليمن، لكنهم أبقوا عاصمة البلاد ومعظم شمال اليمن تحت السيطرة.
وخلال هذه الفترة، صمد الحوثيون أمام المواجهة مع السعودية والإمارات، اللتين كانتا تمتلكان موارد مالية غير محدودة وقدرات عسكرية تقنية كبيرة.
وفي الوقت الراهن، قرر الحوثيين تحويل الإنجازات العسكرية إلى نتائج سياسية ملموسة.
ولفت الموقع إلى أن الخصم الرئيسي للحوثيين، الرئيس المدعوم من السعودية، يعتمد بشكل كبير على الجماعات الإسلامية القريبة أيديولوجيا من حركة حماس.
ومن خلال مهاجمة السفن التابعة "لإسرائيل" في البحر الأحمر، يحسم الحوثيّون مسألة توسيع عدد مؤيديهم وتقليص القاعدة السياسية لخصومهم بشكل مباشر في اليمن.
وأورد الموقع أن دخول إيران في الصراع يزيد في الرهانات في هذه المواجهة، فالتناقضات الداخلية في شبه الجزيرة العربية يمكن حلها في إطار مجموعة البريكس، التي تضم إيران والسعودية والإمارات.
ويرى التقرير، أن دخول إيران في الحرب أمر غير مرغوب فيه بالنسبة للغرب رغم اهتمام بعض الدوائر المتطرفة في الولايات المتحدة وخاصة في بريطانيا بمثل هذا التطور للأحداث، لكن الصدام المفتوح بين الولايات المتحدة وإيران يشكل خطورة على الغرب بسبب عدم القدرة على التنبؤ بعواقبه.
وتابع، "أن وجود إسرائيل تحت طائلة التهديد يشكل خطرا على الإستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط، التي تشكل إسرائيل حجر الأساس فيه".
وأضاف، "أن هزيمة إسرائيل في الصراع العسكري وإضعافها الجذري من شأنه أن يمنح تركيا الضوء الأخضر لتحقيق طموحاتها في مجال الطاقة لتطوير جرف البحر الأبيض المتوسط، العامل الذي يهدد بدوره بزعزعة استقرار سوق النفط العالمية الأمر الذي سيولد أزمة طاقة ستؤثر على الولايات المتحدة نفسها".
وبحسب الموقع، "فإنه من الصعب التنبؤ بالنتائج المحتملة لإعادة صياغة كاملة للمنطقة على حرب الولايات المتحدة مع إيران".
ونظرا لإمكانية إضعاف الحرب موقف الولايات المتحدة بشكل كبير خلال مواجهتها العالمية مع الصين، ستترك واشنطن مسألة إثارة الحرب مع طهران الخيار الأخير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيرانية البحرية الأمريكية الحوثيون غزة الحرب إيران غزة البحرية الأمريكية الحوثيون البحر الاحمر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر إیران فی
إقرأ أيضاً:
النقد الدولي: مصر تفقد 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين
كشف صندوق النقد الدولي عن فقدان مصر 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس التي تعد مصدرا رئيسا للعملة الأجنبية للبلاد اثر توترات البحر الأحمر.
وقال الصندوق -في بيان حديث له- إن الهجمات في البحر الأحمر وانقطاعات التجارة ما تزال تؤثر سلبا وتتسبب في انخفاضات كبيرة تصل إلى 70 بالمئة في عائدات قناة السويس.
وأضاف "مع استمرار التوترات الجيوسياسية المتعددة في المنطقة، "تظل التوقعات الاقتصادية للمنطقة، بما في ذلك مصر، صعبة".
وفي وقت سابق اليوم أعلنت هيئة التجارة البحرية البريطانية، الخميس، عن حادث بحري وقع جنوب غرب مدينة عدن.
وقالت الهيئة في بيان مقتضب نشرته عبر منصة (إكس) إنها تلقت تقريرا يفيد بحادث وقع على بعد 74 ميلا قرب سفينة قبالة خليج عدن.
وتسببت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى تغيير العديد من سفن الشحن مسارها من البحر الأحمر عبر طريق رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع التكلفة.
وتضامنا مع غزة التي تتعرض لإبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، يهاجم الحوثيون في اليمن بصواريخ ومسيّرات، سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر.
وكانت المنظمة البحرية الدولية قد شددت على ضرورة وقف فوري لهجمات الحوثين ضد السفن التجارية والبحارة في البحر الأحمر والمستمرة منذ عام.
وقال الأمين العام للمنظمة "أرسينيو دومينغيز" في كلمة خلال اجتماع للمنظمة، إن الهجمات التي تستهدف البحارة مدانة وغير مقبولة، مشيرا إلى أنها لا تهدد سلامة البحارة فحسب، بل تخلف آثارًا كبيرة على استقرار الشحن الدولي.
وحث جميع الأطراف على تكثيف جهودهم من خلال كل القنوات المتاحة للإفراج الفوري عن السفينة "جالكسي ليدر" وطاقمها الذين مر عام على احتجازهم.
ويوم أمس الأول أعلنت واشنطن عن قلقها بشأن تصميم الحوثيين على مواصلة استهداف السفن الحربية الأمريكية والأوربية.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ لموقع "بيزنس إنسايدر" إن أحد المخاوف الرئيسية هو محاولة روسيا مساعدة الحوثيين عسكريا.