سواليف:
2024-09-19@21:00:39 GMT

حكاية تافهة

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

#حكاية_تافهة
فايز شبيكات الدعجه
صحيح ان الحكاية التي سأرويها ليس لها قيمة ظاهرية ولا يمكن حتى للباحث العادي استخلاص عبرة منها في الحال او التقاط جز من عبرة مباغتة.
لكني سأرويها كما سمعتها لما فيها من إثارة بأقل ما يمكن من السطور قبل ان اتخلص منها واقذفها الى حيز ألاشيء ، ذلك أنها على تفاهتها ذات وزن ثقيل.

ومغزى عميق. ومتصلة باللاشيء المرعب الذي كثيرا نواجهه في تفاصيل حياتنا اليومية.
والحكايه من ألفها الى يائها تدور حول اربعة رجال تسامروا ذات ليل وبدأوا الجلسة المعتادة بالفكاهة والمرح قبل ان تنقلب سريعا بالنسبة لثلاثة منهم الى لحظة مأساوية كما سنرى .
اصدقاء كانوا يبحثون عن وسائل التخلص من ألهم وتناسي مواجع الحياة ومنغصات الايام المتلاحقة، وعقدوا العزم على ان لا يتحدثون بشأن جاد، وان يصنعوا الضحك وينتجونه بأنفسهم على امتداد اللقاء .. يضحكون او يفتعلون الضحك لإبسط الاسباب، فكانوا يدخلون بنوبة ضحك لأتفة الامور، وللحكايات الساذجة ، حتى لو قال احدهم انه يشعر بالعطش او الجوع او حك انفه، او قال يوما اني اريد ان انام فأنهم يدخلون في نوبة ضحك هستيري غريب.
أحدهم كان بدينا، والثاني وهو موضوع الحدث كان لا يرتدي الا السراويل الفضفاضة اللافتة متذرعا انها اختيار جرى عنده مجرى العادة تطبيقا لفلسفته الخاصة بكراهية التقييد، وميوله للتحرر من التضييق، لكن ذلك التبرير لم يكن مقنعا لهم على الاطلاق، وهو فوق ذلك شخصية مغلقة، وبدأ يلفها الغموض عندما وصلت لمسامعهم مؤخرا انباء مريبة لا زالوا بصدد التأكد من صحتها تفيد انه ملاحق وثمة من يتابعونه، فأوجسوا في نفوسهم خيفه وراودهم بخصوصه ألشك .
وهو فوق هذا وذاك ثابت الملامح، لا يثيره غضب، ولا يبدل من تضاريس صفحة وجهه خوف او سرور، كان ذلك في بداية التعارف، لكنه إتبع الخطة، والتزم بتنفيذ بنودها كبقية الاصدقاء الثلاثة، بل لقد كان يصل الى درجة الاغماء عند افتعاله نوبة الضحك المعتادة.
علينا القول ان سراويلة الفضفاضة كانت تسبب له الحرج كلما انحدرت تحت الخصر، وكلما هبطت احيانا هبوطا حادا قد يصل الى حدود ما فوق ركبتيه بقليل، فيسرع بالامساك بها واعادتها الى محيط خصرة النحيل. أما الصديقين الاخرين فلا يمكننا وصفهم بوصف مميز جدير بالذكر.
على اي حال استمروا في تنفيذ فكرتهم الفكاهية بنجاح وعلى ذات المنوال، وقضوا في غمارها ردحا من الزمن، وكانوا على غاية من السعادة لولا ان صاحب الملابس الفضفاضة حك انفه ذات جلسة ففجر الاصدقاء حوله بركان من الضحك، عنئذ إمتدت يده مباشرة وامسك بشيء على خاصرته فارتعدت أبدانهم، ذلك انهم لا يعرفون على وجه اليقين من يكون صديقهم الممسك بذلك الشيء المجهول ، ومع ان مدة الازمة الطارئة بتفاصيلها الرهيبه لم تتجاوز دقيقة صامتة من الوقت، الا انها كانت دقيقة رعب لا تنسى قبل ان تنتهي على ذلك النحو الغريب كنا سنرى.
فبلمح البصر إقتحم احدهم الحمام، واغلق على نفسة الباب بلمح البصر، متظاهرا بحاجة ملحة غير قابلة للتأجيل للذهاب هناك، واخذ يسترق السمع لما سيحل بصاحبيه وماذا سيفعل بهما السروال، وفيما كان البدين يقضي دقيقته في التفكير بطريقة تمكنه من انجاز صفقة للخلاص من السروال، وفيما كان الصديق الرابع يتموضع مذهولا خلفه طلبا للنجاه، وبينما هم كذلك كان ابو السروال قد أنهى مهتمه في إعادة سرواله الداخلي الذي قبض عليه عندما بدأ يهوي الى اسفل بعد ان حك انفه واثار اصدقائه بركان الضحك ذاك.. وهذا كل ما في الأمر.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

نجم الثمانينيات رحل بعد موت والدته بشهرين.. اعرف حكاية إيهاب خورشيد في ذكرى وفاته

في مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات، والذي يوافق 19 سبتمبر، رحل عن عالمنا الفنان إيهاب خورشيد، بعد صراع مع المرض، إذ يعد أحد أبرز الفنانين في فترة الثمانينيات، وشارك في العديد من الأدوار المؤثرة، قبل اختفائه عن الأضواء.

وهناك قصة مؤثرة في وفاة الفنان إيهاب خورشيد، ففي نهاية شهر يونيو 2021، أعلن وفاة والدته المنتجة اعتماد خورشيد إثر إصابتها بالتهاب رئوي، عن عمر يناهز 82 عامًا.

وفاة إيهاب خورشيد بعد شهرين من رحيل والدته

لم يمر سوى عدة أسابيع قليلة، وفي يوم 19 سبتمبر 2021، غيّب الموت الفنان إيهاب خورشيد، بعد فترة وجيزة من صراعه مع المرض، ووفاة والدته المنتجة والفنانة اعتماد خورشيد.

معلومات عن الفنان إيهاب خورشيد

ويعد إيهاب خورشيد ممثل مصري لم يكمل مشواره الفني بعد فترة انتشار في الثمانينيات، تزوج إيهاب خورشيد من الفنانة علا رامي شقيقة الفنانة سحر رامي أنجب منها ابنهما الوحيد الفنان الشاب عمر خورشيد، بحسب تصريحات تلفزيونية للفنانة علا رامي.

وظهر في عدد قليل من الأعمال في أدوار مؤثرة ثم اختفى، ويعد من الفنانين المنتمين إلى أسر فنية كاملة حيث تزوج من فنانتين وأنجب 3 أبناء، ظهر في 6 أعمال فنية فقط، ومن ضمن أعماله :«عودة الهارب، وتحت الربع، وبنت مشاغبة جدا، وعلى هامش المدينة، والمشاغبون في إجازة نصف السنة، وصاحب الإدارة بواب العمارة».

مقالات مشابهة

  • نجم الثمانينيات رحل بعد موت والدته بشهرين.. اعرف حكاية إيهاب خورشيد في ذكرى وفاته
  • حكاية بطل.. «زكري» يتحدى الإعاقة بـ«البرونزية»
  • حكاية منشور أحمد فتوح.. محاميه يرد
  • أصوات خافتة في الحقول والمدارس: حكاية المرأة العراقية العاملة
  • حكاية رجل يحارب آثار زلزال المغرب بفناجين القهوة
  • حكاية «أرشيف بدوي».. صور فوتوغرافية للإسكندرية قبل 80 عاما
  • ‏كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم