سودانايل:
2024-11-18@17:42:45 GMT

السودان: حرب اليوم التالى

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

حسين التهامى
فى اللغة الصينية تكتب كلمة أزمة من حرفين يرمزان إلى الخطر المحدق والمهلك . غير ان الحرف الثانى يرمز ايضاً إلى الفرصة فى تحول الخطر الماثل إلى سانحة مواتية وحاضرة للنجاة والتغيير.الحرب هى تواصل السياسة عبر وسيلة الغلبة . والسياسة Politics تعنى إسقاط وسيلة العنف / التدافع War/Violence فى حل اسئلة التنوع Diversity بدلا من ردها إلى القانون Law الذى يبسط العدالة والسياسات Policy التى تستدعى الحرية والمساواة .

قد نعلم ان المجتمع البشرى هو اعظم اختراع للإنسان بعد ان اكتشف انه لو ظل وحيدا فسيواجه خطر الفناء بدون الاستعانة بالآخرين وتوزيع العمل لخلق شرطى توفير الغذاء والأمن لمواجهة ظروف الطبيعة القاسية واستكمال حظوظه فى البقاء . يقع التدافع بسسب التنوع كما فى حالة الأفراد والمجتمع ، والنزاع Conflict بالسعى لضمان الموارد كما فى حالة الجماعات . وفى الأولى ينشأ القانون الذى ينظم كيفية إدارة التنوع وعندما تتسع دائرة الجماعة لتنشأ الدول تتدخل السياسة ايضاً لتنظم كيفية ادارة الصراع على الموارد لضمان بقاء الجماعات/ الدول . وهكذا فان السياسة هى إدارة التنوع داخل الجماعة وضمان توفر الموارد بين الجماعات حتى لا تقع المواجهة Confrontation بين الأطراف فى الحالتين . وعندما تعجز الجماعة عن إدارة التنوع او المجتمعات التى تشكل الدول فى ضمان الحصول على الموارد يقع العنف كما قدمت ليس بسبب عجز فعل السياسة بل استمرارا لها بوسيلة الغلبة والحرب . وحالتنا السودانية ليست بعيدة عن التوصيف أعلاه. فشل فى إدارة التنوع وتكالب دول | مجتمعات قريبة أو بعيدة جغرافيا للاستحواذ على مواردنا الغنية فى دولة السودان كما نعرفها منذ ١٨٢١م. ومن هنا فان أزمتنا شديدة التعقيد بسسب هذا الاشتباك بين العاملين الداخلى إدارة التنوع والخارجى إدارة النزاع على الموارد - انظر على سبيل المثال كارثة حرب المياه المقبلة ليس فى الإقليم ألذى نقع فيه فحسب بل العالم والتى ستؤثر على حياة ٧٠٠ مليون إنسان فى الشرق الأوسط ومنطقة الخليج الفارسى وشمال أفريقيا فى الفضاء الحيوى حولنا - وتأثيرهما البالغ لدرجة الحراجة بالتهديد الوجودي فى بقاء مجتمعاتنا وبلادنا كما نعرفها . وبالنتيجة فان النظر بان مفتاح الحل عن طريق الغلبة لن يؤدى بنا إلا إلى مزيد من تناسل العنف بل يتوجب النظر فى كيفية وقف استمرار السياسة كفعل عنف وقهر إلى فعل سلام داخلى وتفاهم خارجى لندلف جميعا إلى سؤال كيف نكون ؟ بدلا عن سؤال نكون أو لا نكون. الشجاعة ليست فى الحرب فقط بل فى السلام ايضاً . وكما يقول المثل السودانى المعروف : من فش غبينته خرب مدينته. وكان يضرب فى سبيل حل المشاكل بين الزوجين حتى لا يقع الطلاق وهو خراب فالوطن أولى بالإعمار والبناء لا الهدم. وظل السودان قبل تكون حدوده الجغرافية والسياسية قبل وبعد ١٨٢١م فى حالة متواصلة ومستمرة من العنف والنزاع فى شماله وجنوبه وغربه وشرقه مع فترات سكون وكمون ريثما يلتقط الجميع انفاسهم لمواصلة العنف . وينبغى علينا جميعا ان نكف عن التظاهر بان هذه الحرب كانت مفاجئة لنا أو على حين غرة بل هى حرب الجميع ضد الجميع. جميعنا مذنبون لا استثناء لأحد . لا مركز ولا هامش فالسودان كله هامش وإنما المركز فى الخارج فى شكل استعمار حتى ١٩٥٦م وبعد ذلك التاريخ فى الوكلاء الإقليميين والمؤسسات الدولية لنهب الموارد الزراعية والمعدنية والقوة البشرية . نحن الآن فى مواجهة ذواتنا العارية وهى فرصتنا فى التفكير وإعمال النظر فى تاريخنا وليس التوقف عنده لأننا لا نملك ازاء تغييره شيئا ولكننا بالتأكيد نمتلك القدرة على تغيير الحاضر والمستقبل وصنع دولة المواطنة والسيادة ومجتمع الحرية والعدالة. والمساواة
.
حسين التهامى
husselto@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إدارة التنوع

إقرأ أيضاً:

سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السودان لـ “الحرة”: الدعم الأميركي مهم لإنهاء الحرب في السودان

قال سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السودان، تيموثي كارني، إن "الدعم الأميركي مهم لإنهاء الحرب في السودان"، داعيا الإدارة المقبلة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى "تقديم الدعم اللوجستي والمالي للسودان، ودعم جهود نشر قوات حفظ السلام هناك"، واستبعد كارني أن يتمكن المبعوث الأميركي توم بيرييلو، من "عمل الكثير" في الفترة المتبقية من عمر إدارة الرئيس جو بايدن.

وقال في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن إدارة بايدن "أخطأت مرتين بشأن الأزمة السودانية"، معتبرا أن "الأولى كانت عندما لم تخصص منذ بداية الأزمة مبعوثا رئاسيا يمتلك صلاحيات وسلطات، واكتفت بإرسال ممثل أو مبعوث من وزارة الخارجية".

وأضاف: "إرسال مبعوث أميركي ذو صلاحيات محدودة غير كاف للتعامل مع النزاع المسلح في السودان، خاصة أن الطرفين (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) لا يرغبان بالسلام دون تحقيق نصر عسكري".

عودة ترامب.. ماذا تعني للحرب في السودان؟
مع احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024، تثار تساؤلات حول انعكاسات هذه العودة على السياسة الأمريكية تجاه السودان ومنطقة القرن الأفريقي، التي تواجه أزمات متشابكة.
أما "الخطأ الثاني"، حسب كارني، هو "قرار واشنطن غلق سفارتها في الخرطوم وعدم افتتاح مقر دبلوماسي لها في بورتسودان".

وأشار سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السودان، إلى أن إدارة ترامب السابقة تعاملت مع السودان عبر "الصفقات"، "حين وعدت برفع العقوبات ودعم البلد في حال وافقت الخرطوم على التطبيع مع إسرائيل عبر اتفاقيات أبراهام"، مضيفا أن عقد الصفقة هذه "أثمر بزيارة وزير الخارجية الأميركية آنذاك مايك بومبيو إلى السودان نهاية عام 2020".

أما الآن، يضيف كارني، فإنه "من الصعب أن تصل واشنطن إلى صفقة مع السودان، سيما مع تصاعد الأحداث في غزة"، على حد قوله.

واعتبر أن إدارة ترامب المقبلة "لن تعمل الكثير لدعم سلطة (قائد الجيش السوداني) عبد الفتاح البرهان، لكن أي تقدم في ملف السودان سيعتمد على ما تبذله الدول الإقليمية والاتحاد الإفريقي".

ما تأثير فوز ترامب على الملف السوداني؟
وفي هذا الصدد، أكد كارني أهمية أن تلعب الدول في الإتحاد الإفريقي ومنظمة "إيغاد" دورا في جهود السلام وإنهاء الصراع والأزمات في السودان، من خلال "نشر قوات حفظ السلام لحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية".

وأنهى حديثه للحرة، بالإعراب عن اعتقاده أن "فرض عقوبات أميركية أو دولية لن يحل المشكلة السودانية، والمهم هو أن تحث الولايات المتحدة الدول الإقليمية القريبة من طرفي النزاع، مثل الإمارات ومصر والسعودية، على التعاون مع الاتحاد الإفريقي لوضح حد للحرب".

ويقود مهمة الأسابيع الأخيرة للإدارة الأميركية الحالية، في إيجاد حل سياسي للأزمة السودانية، المبعوث الأميركي للسودان توم بيريلو، وهذه المرة عبر اجتماعات بدأها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وبحث بيريلو مع وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية، سبل إيجاد حل سياسي دائم للصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي أثر بشكل كبير على مناحي الحياة في البلاد.

واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان
قال المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيريلو الأربعاء، إن "هناك دولا في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان"، مؤكدا أن "النزاع السوداني دخلت عليه الكثير من المجموعات الإثنية".
ومن المقرر أن يصل بيريلو إلى مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، في وقت لاحق، في إطار مساعيه الحثيثة لوقف القتال، الذي انطلق في منتصف أبريل من العام الماضي، ولم يتوقف حتى الآن.

وكان بيريلو قد صرح قبل أسابيع أنه تم فتح قنوات اتصال مع الاتحاد الإفريقي، لإيجاد آلية مراقبة بشأن الاتفاقيات الحالية والمستقبليه، بهدف حماية المدنيين في السودان.

وعلى الرغم من ذلك، فإن طرفي النزاع لم يصغيا حتى الآن لكل مبادرات الحلول السياسية، واستمرا في القتال الذي لا يزال يحصد أرواح المزيد من المدنيين.

الحرة الليلة
الحرة / خاص - واشنطن  

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ضد الأطفال
  • تداخل السياسة والرياضة في عالم اليوم
  • تنفيذ 10 ملايين إجراء ذاتي عبر تطبيق «FAHR»
  • موظفو الحكومة الاتحادية ينفذون 10 ملايين إجراء ذاتياً عبر FAHR
  • السودان: العنف في الجزيرة يهدد عشرات الآلاف ومعبر أدري يسهل مرور قوافل إلى دارفور
  • سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السودان لـ “الحرة”: الدعم الأميركي مهم لإنهاء الحرب في السودان
  • بنك الخرطوم يتهم جهات بتشويه سمعة إدارة البنك
  • الأمم المتحدة تحذر: العنف المسلح يفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • تحذير أممي: العنف المسلح يفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • "الأمم المتحدة": العنف المسلح يفاقم الأزمة الإنسانية في السودان