بقلم: كمال فتاح حيدر ..
باشرت القوى الداعمة لإسرائيل منذ زمن بعيد بحملات إخراج الناس من ديارهم، وطردهم من قراهم، واستبدالهم بأناس قدموا من مدن أوروبية وامريكية وافريقية وحتى هندية. فالهولوكوست الذي احرقوا فيه اليهود في ألمانيا، كان هو المبرر العقائدي لتنفيذ عمليات التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، وهو المبرر للتوسع الاستعماري في الشرق وإقتلاع المسيحيين والمسلمين من جذورهم الفلسطينية المغروسة في أرضهم منذ العصور الضاربة في أعماق التاريخ.
ولكي نضع النقاط على الحروف اسمحوا لي باستعراض أقوال الرئيس (هاري ترومان) وكان رئيسا للولايات المتحدة من الحزب الديمقراطي في عام 1948، أي في العام الذي وقعت فيه النكبة الأولى، وهذا ما جاء بكلمته التي ألقاها في ذلك العام المشؤوم: (في بلادنا يهود وصهاينة لا يرضون بأقل من استحواذهم على فلسطين كلها من النهر إلى البحر، ونحن على أتم الاستعداد لمنحها لهم على طبق من فضة حتى لا يقوموا بأي فعل ضدنا، لكننا سوف نقدمها لهم على دفعات صغيرة، حيث يتعذر علينا إخلاء ستة ملايين نسمة من ديارهم بين ليلة وضحاها، ويتعذر علينا أيضاً استبدالهم بأقوام نازحين من بلدان أخرى). .
كانت هذه هي الخطة، التي اقرتها الولايات المتحدة منذ اكثر من سبعين سنة. الإخلاء التدريجي الممنهج على شكل دفعات ومجاميع، وتوفير مستلزمات الاستيطان والتوسع على مراحل مدروسة ومتفق عليها مسبقاً. والعمل على نسف تاريخ المنطقة واستبداله بتاريخ مُنتحل، لا يمت إلى الحقيقة بصلة، وهذا يفسر الدوافع الأمريكية لطرد السكان الأصليين سواء أكانوا في غزة أو في الضفة الغربية. .
وبالتالي فان الولايات المتحدة الأمريكية هي الشريك الأساسي في حملات التطهير والإبادة، فالذي يحدث الآن في غزة لم يكن ليحدث لولا تدخل امريكا. فهي الممول الأقوى لتلك الحملات، وهي التي تغذيها بالأسلحة الفتاكة، فقد قدمت عام 1950 اكثر من 80% من الأسلحة التي استخدمتها اسرائيل في حروبها المفتعلة ضد الفلسطينيين، وارسلت للتو المزيد من الأسلحة الحديثة، وهي التي تأمر عملاءها في مصر والأردن بتضييق الحصار على غزة، بينما هي التي تتظاهر بالعدل والإنصاف والحرية والديمقراطية ومحاربة الأرهاب، لكن شعوب كوكب الأرض ادركت الآن ان الولايات المتحدة الأمريكية هي المحور الرئيس في عجلة الأرهاب الدولي، ومن خلفها فرنسا وبريطانيا التي اشتركت ومازالت تشترك معها في تغذية المنظمات الأرهابية حول العالم. .
يقول المناضل نيلسون مانديلا: (إن كانت هنالك دولة ارتكبت أبشع الجرائم الإنسانية فهي الولايات المتحدة الأمريكية. إنهم لا يكترثون بمصير الشعوب والأمم). وهذه هي الحقيقة التي يلمسها كل إنسان في كوكب الأرض. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
واشنطن: الولايات المتحدة تضغط بكل ما بوسعها للتوصل لحل في لبنان
قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الإثنين إن الولايات المتحدة تضغط بكل ما في وسعها للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان.
أمريكا: حتى هذه اللحظة لا يمكن القول إن الاتفاق بشأن لبنان تم إنجازه أمريكا: نأمل في اتفاق بشأن لبنان وننتظر موافقة إسرائيل وحزب الله
وبحسب"سكاي نيوز عربية"، حذر ميلر في إفادة صحفية دورية من أن التوصل لمثل هذا الاتفاق يتطلب موافقة جميع أطراف الصراع.
وجاء حديث ميلر وسط مؤشرات على حدوث انفراجة دبلوماسية بعد أن قال مسؤول إسرائيلي كبير إن مجلس الوزراء سيجتمع الثلاثاء لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله والموافقة عليه.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر لبناني قوله إن الإعلان عن وقف إطلاق النار "قد يتم خلال 24 ساعة".
وكان البيت الأبيض قد أفاد في وقت سابق من يوم الإثنين بأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار "قريبا
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، أن "التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحزب الله أولوية بالنسبة للرئيس جو بايدن".
وأضاف كيربي: "المحادثات ما تزال مستمرة حتى هذه اللحظة. الرئيس بايدن يتابع هذه المفاوضات عن قرب. ليس من الحكمة تقديم تفاصيل والمحادثات ما تزال مستمرة".
وشدد على أن "الأمور تمضي في اتجاه إيجابي. لا يمكن أن نقول إننا حققنا هدفنا حتى نحصل على اتفاق".