تحليل غربي: الصراع في البحر الأحمر يهدد بالانتشار ويعيد تصنيف المنطقة بعالية المخاطر (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
حذر تحليل غربي من تطور الصراع في البحر الأحمر، مع تصاعد هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن التجارية، الأمر الذي سيكون له تداعيات اقتصادية وسياسية عميقة.
وقالت صحيفة "ذا هيل" البريطانية في تحليل لها ترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن "الولايات المتحدة تواجه قراراً مهماً في ظل الوضع الجيوسياسي المعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضافت أن التصعيد الأخير في البحر الأحمر، والذي اتسم بهجمات المتمردين الحوثيين على طرق الشحن الدولية، بما في ذلك استهداف سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل، قد دفع المنطقة إلى حالة غير مستقرة. وهذا الوضع، الذي تفاقم بسبب الحظر الذي فرضته ماليزيا مؤخراً على السفن الإسرائيلية كإظهار لدعمها لفلسطين، يزيد من احتمالات توسيع الصراع.
وبحسب التحليل فإنه يمكن للولايات المتحدة أن تختار إما تصعيد التدخل العسكري أو مواصلة جهود السلام الدبلوماسية. وفي كلتا الحالتين، سيكون له آثار اقتصادية كبيرة.
وأفادت "لا يمكن المبالغة في تقدير الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر باعتباره قناة للتجارة العالمية، وخاصة بالنسبة للطاقة" مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة قد أدت بالفعل إلى إعادة تصنيف المنطقة على أنها منطقة عالية المخاطر من جانب سوق التأمين البحري في لندن، وهي خطوة من شأنها أن تزيد بشكل ثابت أقساط التأمين، وبالتالي تكلفة البضائع.
وذكرت أن الهجمات أجبرت شركات الشحن العالمية العملاقة مثل ميرسك، وهاباغ لويد، وسي إم إيه، وسي جي إم على تعليق الشحنات عبر البحر الأحمر، وحذت حذوها شركة النفط العملاقة بي بي. وهذا التصاعد في التكاليف التشغيلية ليس مجرد قضية إقليمية؛ فهو يؤثر على الاقتصاد العالمي، حيث أن ارتفاع تكاليف الشحن يؤدي حتماً إلى زيادة الأسعار بالنسبة للمستهلكين والشركات في جميع أنحاء العالم.
وأكدت ـن التحالف العالمي، مثل ذلك الذي تصوره عملية حارس الازدهار، أمر حيوي لحماية هذه الممرات الملاحية الحيوية. ومع ذلك، فإن مدى فعاليتها كرادع لا تزال قيد التحديد، خاصة مع تراجع بعض الحلفاء عن التزامهم بالعملية.
وأوضحت أن أحد الجوانب الأساسية لهذا الصراع هو التفاوت الاقتصادي في أساليب الحرب لدى الجانبين. ويستخدم المتمردون الحوثيون بشكل متزايد طائرات بدون طيار منخفضة التكلفة لشن هجماتهم. وقد أثبتت هذه الطائرات بدون طيار، على الرغم من أنها رخيصة الثمن، فعاليتها في تعطيل طرق الشحن الرئيسية والتسبب في مخاوف أمنية كبيرة. إن فعالية هذه الطائرات بدون طيار من حيث التكلفة تعني أن الحوثيين يمكنهم مواصلة هجومهم على مدى فترة طويلة دون ضغوط مالية كبيرة.
ورجحت "ذا هيل" أن ترد الولايات المتحدة وحلفاؤها بأنظمة دفاع وأسلحة متطورة وعالية التكلفة. مشيرا إلى أن التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، المعروفة بفعاليتها العالية، تأتي بتكلفة باهظة.
وقالت إن استخدام مثل هذه الأنظمة المتقدمة لمواجهة الطائرات بدون طيار الرخيصة نسبيًا يمثل عدم تطابق اقتصادي. ويعني هذا التفاوت أنه حتى لو تمكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من مواجهة التهديدات المباشرة بشكل فعال، فإن العبء المالي للقيام بذلك مرتفع بشكل غير متناسب.
وأكدت أن الاستخدام المستمر لتقنيات الدفاع باهظة الثمن ردًا على الهجمات المستمرة منخفضة التكلفة يمكن أن يؤدي إلى استنزاف الموارد بشكل كبير.
وبحسب التحليل فإن جوهر القضية يكمن في حقيقة أن الوجود العسكري وحده لا يمكنه فك الديناميكيات السياسية المعقدة التي تغذي هذا الصراع. وبدون اتباع نهج شامل ودبلوماسي لمعالجة هذه القضايا الأساسية، هناك خطر حقيقي من أن مثل هذه التدابير قد لا توفر سوى فترة راحة مؤقتة أو تساهم في مزيد من التصعيد.
عواقب اقتصادية عميقة
وتوقع أن تخسر الولايات المتحدة بشكل كبير من التصعيد المستمر. وقال "يمكن أن تؤدي الاضطرابات في البحر الأحمر إلى زيادة أسعار الوقود، مما يؤثر على كل شيء بدءًا من تكاليف النقل إلى التصنيع، مما يزيد من الضغط على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من التضخم. وفي اقتصاد عالمي مترابط، قد تكون التأثيرات المتتابعة المترتبة على مثل هذه الاضطرابات واسعة النطاق، فتؤثر على النمو الاقتصادي، والموازين التجارية، بل وحتى تشغيل العمالة المحلية".
واستدرك "إذا تصاعد الوضع أكثر، فمن الممكن أن تتورط الولايات المتحدة في صراع أوسع في الشرق الأوسط له عواقب اقتصادية عميقة".
وقال التحليل "يتعين على الولايات المتحدة أن تتبع استراتيجية تعطي الأولوية للسلام والاستقرار الاقتصادي. وهذا ينطوي على الانخراط في الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات والسعي إلى حل للصراع. ومن خلال لعب دور في تعزيز السلام، تستطيع الولايات المتحدة المساعدة في ضمان التدفق الحر للتجارة عبر الطرق البحرية الحيوية، وبالتالي دعم الاستقرار الاقتصادي العالمي".
وأفاد "علاوة على ذلك، فإن التوصل إلى حل سلمي من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بالتركيز على الأولويات المحلية والنمو الاقتصادي. ويمكن إعادة توجيه موارد حكومة الولايات المتحدة المتعلقة بالمشاركة العسكرية نحو تعزيز الاقتصاد المحلي، والاستثمار في الابتكار، والحفاظ على القدرة التنافسية العالمية".
وختمت الصحيفة البريطانية تحليلها بالقول إن "الطريق إلى السلام ليس مجرد ضرورة أخلاقية واقتصادية. إنها استراتيجية تتوافق مع المصالح طويلة المدى للولايات المتحدة والمجتمع العالمي. وفي عالم يتسم بالثروات الاقتصادية المترابطة بشكل عميق، من الضروري تعزيز الاستقرار وفتح طرق التجارة. ويتعين على الولايات المتحدة أن تغتنم هذه الفرصة للتأكيد من جديد على دورها كمعزز للاستقرار العالمي وحارس للازدهار الاقتصادي".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر أمريكا الحوثي اقتصاد الولایات المتحدة فی البحر الأحمر بدون طیار
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر
يمن مونيتور/ مسقط/ ترجمة خاصة:
قال وكيل وزارة الطاقة والمعادن العمانية محسن حامد الحضرمي في 29 يناير/كانون الثاني إن سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الحضرمي على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ43 لمؤتمر التعاون المشترك بين اليابان والصين في طوكيو إن “الأمور تتحسن ونتوقع أن تتحسن في المستقبل”-حسبما نقلت لوكالة ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس.
وقال “نأمل أن يهدأ التوتر الجيوسياسي بالتوصل إلى اتفاق. بالطبع نحن متفائلون ونعمل بجد للتأكد من تخفيف التوتر السياسي والتوصل إلى نتيجة سلمية”.
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، تعهد الحوثيون المدعومون من إيران بوقف مهاجمة السفن المارة عبر البحر الأحمر، باستثناء تلك التي ترفع العلم الإسرائيلي أو المملوكة بالكامل لشركات أو أفراد إسرائيليين.
وقال الحضرمي إن إمدادات الغاز الطبيعي المسال العمانية لم تتعطل في مضيق باب المندب وقناة السويس لأن معظم إمداداتها متجهة إلى آسيا، لكن وزارة الطاقة تراقب عن كثب السفن التي تحمل منتجاتها النفطية.
وقال “أعتقد أن كل شركة وكل عمل تجاري سيحاول تجنب الطرق الأطول والأكثر تكلفة. وهذا أمر طبيعي، وسوف يؤثر على تكلفة المنتج النهائي”.
وأضاف “لكننا لا نتعامل بشكل خاص مع الوزارة المعنية اليوم”، في إشارة إلى التأمين والتكاليف الأخرى.
يمن مونيتور30 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام وزير دفاع إسرائيل: قواتنا ستبقى في مخيم جنين هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟ مقالات ذات صلة هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟ 30 يناير، 2025 وزير دفاع إسرائيل: قواتنا ستبقى في مخيم جنين 30 يناير، 2025 مقتل 20 من عمال النفط في تحطم طائرة بجنوب السودان 29 يناير، 2025 رسمياً.. تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا 29 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق تراجم وتحليلات اعتقال طالب يمني في الهند 29 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟ 30 يناير، 2025 سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر 30 يناير، 2025 وزير دفاع إسرائيل: قواتنا ستبقى في مخيم جنين 30 يناير، 2025 مقتل 20 من عمال النفط في تحطم طائرة بجنوب السودان 29 يناير، 2025 رسمياً.. تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا 29 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟ 30 يناير، 2025 وزير دفاع إسرائيل: قواتنا ستبقى في مخيم جنين 30 يناير، 2025 اعتقال طالب يمني في الهند 29 يناير، 2025 الجيش اليمني يحبط هجوما للحوثيين شرق صنعاء 29 يناير، 2025 الأرصاد اليمني يتوقع استمرار الأجواء الباردة على عدة محافظات 29 يناير، 2025 الطقس صنعاء سماء صافية 14 ℃ 23º - 11º 50% 1.18 كيلومتر/ساعة 23℃ الخميس 21℃ الجمعة 21℃ السبت 22℃ الأحد 21℃ الأثنين تصفح إيضاً هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟ 30 يناير، 2025 سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر 30 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬170 غير مصنف 24٬203 الأخبار الرئيسية 15٬617 عربي ودولي 7٬343 غزة 10 اخترنا لكم 7٬194 رياضة 2٬457 كأس العالم 2022 75 اقتصاد 2٬312 كتابات خاصة 2٬125 منوعات 2٬055 مجتمع 1٬878 تراجم وتحليلات 1٬879 ترجمة خاصة 133 تحليل 18 تقارير 1٬651 آراء ومواقف 1٬573 صحافة 1٬491 ميديا 1٬470 حقوق وحريات 1٬358 فكر وثقافة 927 تفاعل 828 فنون 492 الأرصاد 388 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 33 حصري 27 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات عبدالملك قاسماخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...
جمالاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...