RT Arabic:
2024-07-07@04:27:49 GMT

"ستالينغراد" في أدغال إفريقيا!

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

'ستالينغراد' في أدغال إفريقيا!

بدأت كوبا في سحب قواتها من أنغولا في 10 يناير عام 1989، بعد أن صدت غزوا قامت به قوات تابعة لجنوب إفريقيا العنصرية حينها وقوات مرتزقة تدعمهم الاستخبارات المركزية الأمريكية.

اللافت أن الكوبيين أطلقوا على معركة "كويتو كوانافال" الحاسمة التي دارت عامي  1987-1988 اسم "ستالينغراد الأنغولية"، وتمكنت القوات الحكومية الأنغولية بقيادة أغوستينيو نيتو المدعومة بمستشارين وبقوات كوبية من هزيمة قوات غازية من جنوب إفريقيا كانت تساند قوات حركة "يونيتا" المتمردة، إضافة إلى مرتزقة بريطانيين وأمريكيين كانت جندتهم الاستخبارات المركزية الأمريكية في إطار الاستراتيجية الأمريكية في مكافحة المد الشيوعي في ذلك الوقت.

معركة "ستالينغراد الأنغولية" أدت إلى انسحاب قوات جنوب إفريقيا وتحرير ناميبيا، وأسهمت أيضا في وصول المؤتمر الوطني الإفريقي إلى السلطة في جنوب إفريقيا وإنهاء نظام الفصل العنصري، هناك حتى أن الزعيم الوطني الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا كان أقر بأن معركة "كويتو كوانافال"، كانت نقطة تحول في النضال من أجل الحرية للسكان السود في بلاده.

الأمر ذاته تحدث عنه فيدل كاسترو بتأكيده أن "نهاية الفصل العنصري جرت في كويتو كوانافال وفي جنوب شرق أنغولا، بمشاركة أكثر من 40 ألف مقاتل كوبي جنبا إلى جنب مع الجنود الأنغوليين والناميبيين على هذه الجبهة".

النظام الثوري في كوبا بزعامة فيديل كاسترو كانت يقيم الصلات منذ الستينيات مع حركات التحرر الوطني في عدة دول إفريقيا ويقدم لها الدعم إضافة على الاتحاد السوفيتي، وبدأت كوبا منذ صيف عام 1975 في إرسال المدربين العسكريين إلى أنغولا، المستعمرة البرتغالية السابقة حتى قبل إعلان استقلالها.

في سرية تامة وبطلب من الفصيل الرئيس المقاتل من أجل تحرير أنغولا والمتمثل في الحركة الشعبية لتحرير أنغولا، بقيادة أغوستينيو نيتو، أرسلت كوبا على عجل إلى أنغولا 480 عسكريا من المتطوعين من جنود الاحتياط، كلفوا بإقامة مراكز تدريب عسكرية وتكوين 16 كتيبة مشاة و25 مجموعة لمدفعية الهاون ومضادات الطيران، إضافة إلى فريق طبي و115 شاحنة ومعدات اتصالات، وجرى في وقت لاحق دعم القوات الكوبية بسرب من مقاتلات "ميغ – 17".

الولايات المتحدة لم تتمكن من معرفة الحجم الحقيقي للوجود العسكري الكوبي في أنغولا، وكانت واشنطن تحدثت في نهاية نوفمبر عام 1975 عن انتشار 15000 جندي كوبي هناك، في حين أن وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت هنري كيسنجر كان أبلغ في ديسمبر عام 1975 رئيس فنزويلا حينها كارلوس أندريس بيريز بأن كوبا أرسلت إلى أنغولا 12000 جندي، فيما كان عدد القوات والمدربين الكوبيين والمختصين المدنيين في تلك الفترة أكبر من ذلك بكثير.

القوات الكوبية شاركت بدور يوصف بالحاسم في معركة رواندا وصولا إلى إعلان جمهورية أنغولا الشعبية المستقلة في 11 نوفمبر 1975، ووصول الحركة الشعبية لتحرير أنغولا إلى السلطة.

العملية العسكرية الكوبية في أنغولا أطلق عليها الاسم الرمزي "كارلوتا"، وبلغ في بداية عام 1976 عدد الجنود الكوبيين الذين أرسلوا إلى هناك 36000، فيما شارك بشكل عام في الحرب الأهلية في أنغولا أكثر من 300000 جندي كوبي.

الزعيم الكوبي فيدل كاسترو قال في مارس عام 1976 مخاطبا شعب بلاده: "نحن الكوبيين ساعدنا إخواننا الأنغوليين في المقام الأول لأننا انطلقنا من المبادئ الثورية، لأننا أمميون. ثانيا، لقد فعلنا ذلك لأن شعبنا من أمريكا اللاتينية وأفريقيا اللاتينية فقد تم جلب الملايين من الأفارقة إلى كوبا من قبل المستعمرين كعبيد. جزء من الدم الكوبي هو دم أفريقي".

انتهت معركة كوبا في إفريقيا بنجاح تام، وزال الخطر عن أنغولا وتحررت ناميبيا وزال نظام الفصل العنصري من جنوب إفريقيا، وقدم الكوبيون تضحيات بشرية ومادية كبيرة على الرغم من إمكانيات بلادهم الاقتصادية الشحيحة.

هذا الأمر عبّر عنه أغوستينيو نيتو، أول رئيس لأنغولا بعد الاستقلال، حين أطل من شرفته على خليج رواندا ورأى عددا كبيرا من السفن الكوبية الراسية هناك. أغوستينيو نيتو التفت إلى مساعد له وقال في نبرة متألمة: "هذا ليس عدلا.. إذا استمر هذا الحال فإن كوبا ستفلس"!

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف جنوب إفریقیا

إقرأ أيضاً:

مارتينيز يرد على الانتقادات قبل معركة فرنسا

رفض روبرتو مارتينيز، مدرب المنتخب البرتغالي، وبرناردو سيلفا لاعب الوسط، الانتقادات الموجهة للفريق قبل مواجهة فرنسا، غدا الجمعة، في ربع نهائي بطولة أمم أوروبا "يورو 2024".

مارتينيز يرد على الانتقادات قبل معركة فرنسا

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية أن المنتخب البرتغالي لم يرتق لمستوى التوقعات في مباراته أمام سلوفينيا التي أقيمت بدور ال16، والتي انتهت بفوز البحارة بركلات الترجيح، بعدما فشل كريستيانو رونالدو في تسجيل ركلة جزاء احتسبت في الوقت الإضافي.

وقال مارتينيز، في تصريحات صحفية: "الانتقادات جزء من الوظيفة. بعد 18 شهرا (من تعيينه) أعتقد الانتقادات تظهر مدى شغف الجماهير بالمنتخب الوطني، وأنا أتقبل هذا".

وأضاف: "أعتقد أننا نخاطر كثيرا. هناك الكثير من الإحصائيات التي تظهر أن فريقنا يصل للمرمى، ولكن صحيح أننا بحاجة للتسجيل من الفرص التي تتاح لنا".

وكان سيلفا أكثر صراحة بشأن الادعاءات التي تشير إلى أن المنتخب البرتغالي لم يغامر بما يكفي، رغم أنه أكد أن التعادل السلبي بعد 120 دقيقة لم تكن تجربة جيدة للجماهير.

وعلق: "عندما يحين شهر حزيران/يونيو، لإقامة بطولة كأس عالم أو أمم أوروبا يعتقد الجميع أنهم مديرون فنيون".

وتابع: "لا أوافق عندما تقول إننا لم نكن نلعب بمستوى جيد، نحن أحد أفضل ثمانية فرق في أوروبا، وصولنا لدور الثمانية، يعني أننا قمنا بعملنا بشكل ملائم".

وأردف: "ربما لم يكن العرض جيدا للأشخاص الذين تابعوا المباراة في منازلهم، ولكننا نقوم بعمل مذهل، وإلا ما كنا قد تواجدنا في دور الثمانية".

وستكون المباراة بمثابة إعادة لنهائي 2016 عندما كسر المنتخب البرتغالي قلوب الفرنسيين عندما توج بلقب البطولة في ستاد دو فرانس.

ولكن المنتخب الفرنسي تغلب في الدور قبل النهائي في نسخة 1984 و2000 باليورو وفي الدور قبل النهائي بنسخة 2006 في كأس العالم.
 

مقالات مشابهة

  • سنار .. رواية التاريخ وجغرافية المنطقة!!
  • عبد الله بن زايد يبحث العلاقات الثنائية مع وزير العلاقات الدولية في جنوب إفريقيا
  • 35 مسيرة في إب تؤكد الاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني والاستعداد للمشاركة في معركة الدفاع عن المقدسات
  • الخارجية الإسبانية: انضممنا إلى دعوة جنوب إفريقيا وعلى الدول الأوروبية دعم محكمة العدل الدولية
  • مارتينيز يرد على الانتقادات قبل معركة فرنسا
  • المنتخب اللبناني لكرة السلة يحقّق فوزًا ثمينًا على أنغولا
  • مجموعة مصر.. قرعة تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2025
  • عاجل.. نتائج قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 كاملة
  • المغرب والجزائر ومصر في مستوى واحد.. التصنيف الرسمي لمنتخبات إفريقيا قبل القرعة
  • موعد قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025 اليوم والقنوات الناقلة