تستعد الهيئة المصرية العامة للكتاب لإصدار مجموعة من مؤلفات وترجمات الدكتور سليم حسن عالم المصريات، شخصية الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وبينها كتاب «فجر الضمير» تأليف جيمس هنري برستد، وترجمة سليم حسن، والذي عدّه المترجم «خير كتاب أُخرج للناس في هذا العصر».

معلومات عن كتاب «فجر الضمير»

وكتاب فجر الضمير أصدره المؤلف هنري بريستد عالم الآثار الأمريكي، باللغة الإنجليزية عام 1934، وترجمه سليم حسن، وصدرت هذه الترجمة عام 1956م، ويتناول رؤية المؤلف عن الحضارة المصرية القديمة، والتي يعدها أصل حضارات العالم.

وفي المقدمة يقول سليم حسن: «لست مبالغًا إذا قررت هنا أنّ خير كتاب أُخرج للناس في هذا العصر من ذلك الطراز هو كتاب «فجر الضمير» الذي وضعه الأستاذ «برستد» في عام 1934، وهو في الواقع مؤلف يُدلل على أنّ مصر أصل حضارة العالم ومهدها الأول؛ بل في مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، فنشأ الضمير الإنساني بمصر وترعرع، وبها تكونت الأخلاق النفسية.

وتابع سليم حسن في مقدمة الكتاب: والعظيم يقدر العظيم؛ فالأستاذ «برستد» شغف في بادئ حياته بدرس تاريخ الشرق القديم عامة، ولما اشتد ساعده مال بكل نفسه وروحه لدرس تاريخ مصر وحضارتها، وأنفق في سبيل الوصول إلى معرفة مكانة مصر بين دول العالم القديم ما يربي على ألف ألف جنيه، جمعها من رجالات أمريكا الذين يشجعون العلم والبحوث القديمة، وانتهى به البحث بعد درس حضارات الأمم الشرقية القديمة كلها؛ إلى أنّ مصر أصل مدنيات العالم، ومنبت نشوء الضمير، والبيئة الأولى التي نمت فيها الأخلاق؛ فهو إذن رجل عظيم كشف عن ماضي أمة عظيمة.

وتأتي أهمية هذا الكتاب، في أنّ «برستد» قضى بكتابه «فجر الضمير» على الخرافات والترهات التي كانت شائعة بين السواد الأعظم من علماء التاريخ القديم والحديث قضاء مبرمًا، ففريق منهم ظن أنّ الصين والهند ثم بلاد اليونان كانت مهد الحضارة العالمية وعنها أخذ العالم الحديث، والواقع أنّ مصر هي التي أخذ عنها العالم حضارته عن طريق فلسطين التي ليس لها فضل في ذلك سوى أنّها كانت نقطة الاتصال بين الحضارة الأوروبية والحضارة المصرية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب 2024 سليم حسن سلیم حسن

إقرأ أيضاً:

منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة

« الأفق المفتوح: مسار حياة » هو عنوان الصيغة العربية لكتاب منصف السلاوي العالم المغربي الذي اشتهر خلال أزمة كوفيد 19.

يستعرض الكتاب المترجم للعربية والفرنسية الصادر عن منشورات أفريقيا الشرق، ويقع في 262 صفحة مساره المذهل منذ طفولته بالدار البيضاء إلى تعيينه على رأس عملية « وارب سبيد » بالولايات المتحدة لتسريع تطوير اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19، وهي المهمة التي كلفه بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، بعد أن رفضها باحثون آخرون.

يقول السلاوي في لقاء تقديم كتابه « لطالما أثار اهتمامي كيف تتطور الحياة في عالم الحيوان بناءً على مبدأ « البقاء للأقوى »، وكأس العالم تجسد هذا المفهوم في أبسط وأقسى صوره؛ حيث تتقلص قائمة أفضل 32 منتخبًا في العالم تدريجيًا إلى 16، ثم 8، ثم 4، ثم 2، حتى يبقى منتخب واحد فقط، هو الأقوى والأفضل في العالم.
وهنا نستحضر منتخبنا الوطني المغربي، أسود الأطلس، الذي قدّم أداءً باهرًا خلال منافسات كأس العالم 2022 بقطر. فقد أبان اللاعبون المغاربة عن مهارات عالية جدًا؛ فعلى هذا المستوى من المنافسة، إن لم تمتلك المهارة، فلا أمل لك في التقدم إلى الأدوار الموالية بهذه العبارات الدالة عبر العالم المعروف منصف السلاوي عن بعض من هواجسه في الكتاب.

بالنسبة لمنصف السلاوي، « لم تكن هناك مخاطرة شخصية بالنسبة لي؛ بل كانت المخاطرة الحقيقية هي آلاف الضحايا الذين كان يسقطون يوميًا بسبب الفيروس، ومئات المليارات التي كان يخسرها الاقتصاد العالمي يوميًا، حيث كان الاقتصاد الأميركي وحده يفقد 23 مليار دولار يوميًا.
وأضاف السلاوي أن الأميركيين خصصوا كل الإمكانيات اللازمة، بعكس الأوروبيين الذين اتسم موقفهم بالتردد والخوف
« لقد كانت حربًا ضد أقوى وباء، وكان لا بد من تشكيل جيش مجهز بكل الوسائل »، يقول السلاوي، مشيرًا إلى أن هناك اليوم طائرات تكلف مئات الملايين استعدادًا للمخاطر، وعلينا اليوم أن نستعد كذلك للحروب ضد الأوبئة.
أمام الحضور الغفير بقاعة مجلس الجالية المغربية بالخارج، عبّر منصف السلاوي عن رغبته في إلهام الشباب المغاربة ليؤمنوا بقدراتهم قائلاً: «إنها سلسلة من الخيارات المتتالية، دون خوف من الفشل، هي التي سمحت لي بالتقدم». كما كشف عن دوره في تطوير أول لقاح ضد مرض الملاريا، وهو عمل استغرق 27 سنة من الجهد المتواصل، لكنه أثمر في النهاية وحول الإلهام الذي قدمته له كرة القدم، قال السلاوي: « لاعبونا لم يبرعوا فقط من الناحية التقنية، بل أظهروا انضباطًا كبيرًا واستعدادًا بدنيًا ممتازًا تحت إشراف المدرب وليد الركراكي. كانت لياقتهم البدنية عالية، مما مكنهم من اللعب بوتيرة مرتفعة طوال المباريات. وعندما كانوا يبطئون نسق اللعب، كان ذلك بدافع تكتيكي لإرباك الخصم.
كان اللاعبون المغاربة يدركون جيدًا ما يسعى إليه كل خصم هجوميًا، وكانوا قادرين على تعطيل خططه باستمرار، وفي الهجوم استغلوا اللحظات المناسبة لدفع الكرة إلى الأمام وخلق فرص حقيقية للتسجيل.
وقبل نسخة 2022، سبق للمغرب أن شارك في كأس العالم خمس مرات، لكن أداءه في نسخة قطر كان الأفضل على الإطلاق. بالنسبة للجماهير المغربية، بل للمغاربة عمومًا، لم يكن الأمر مجرد حدث رياضي، بل أصبح ظاهرة اجتماعية واحتفالية وطنية وتجسيدًا لهوية مغربية وعربية طالما تم تهميشها على الساحة العالمية.
كان هذا النجاح كاسرًا للقيود، ومفاجئًا حتى لأكثر المتفائلين. فبعد عامين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، جاءت كأس العالم كمتنفس جماعي، ولحظة وحدة وطنية وشعور بالقوة والاعتزاز. كانت فرحة عارمة؛ المدرجات ممتلئة والهتافات تصدح بحب الوطن.ولم يسبق لأي بلد عربي أو مسلم أو إفريقي أن وصل إلى هذا الدور المتقدم في كأس العالم. الجماهير من مصر وسوريا والجزائر والسودان شاركتنا الفرحة، ورفرفت الأعلام المغربية في كل مكان. بالنسبة لي، كانت تلك اللحظة مهمة للغاية.
ورغم الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي، إلا أن أداء المنتخب المغربي كان بطوليًا وتاريخيًا.
حين تابعت مباراة المغرب ضد إسبانيا رفقة ابني مهدي، شعرت بتحرر تام من هموم الحياة اليومية. كل تركيزي كان منصبًا على هذه المواجهة، وعلى تلك الرقصة التكتيكية بين اللاعبين. كانت الطاقة مشحونة ومليئة بالبراعة.
تذكرت حينها الأطفال الذين كنت أراهم في أزقة المغرب، يلعبون كرة القدم بعلب صفيح أو كرات مصنوعة من أوراق الألمنيوم، مستخدمين الحجارة كمرمى. الآن صار بإمكانهم أن يحلموا أحلامًا أكبر. بالنسبة لمنصف السلاوي، هذه تجربة تؤكد أن الإصرار وعدم الاستسلام يصنعان النجاح.
هذا المسار يذكره بطفولته كطفل عادي من أسرة عادية، درس في مدرسة حكومية، إلى أن وصل إلى مستوى الاحتكاك بصناع القرار في العالم.
وأضاف السلاوي خلال تقديم كتابه:
« اخترت كتابة هذه السيرة بالتعاون مع كاتب السيرة الأميركي أندرو زانتون، في عمل منظم حول سبعة محاور موضوعاتية، حيث أتقاسم فيه فلسفة حياة قائمة على الشغف والدقة العلمية. وقد تطلب العمل معي سنتين ونصفًا من المقابلات المكثفة.
وأشار إلى أن كتابته للسيرة جاءت بعد تحمله مسؤولية قيادة أحد أصعب المشاريع الطبية في تاريخ البشرية لإنقاذ الإنسانية من الوباء، وكان على يقين من النجاح رغم صعوبة المهمة، بناءً على خبرة ثلاثين عامًا في البحث البيولوجي وعمله مع كبرى شركات الأدوية مثل « موديرنا »، مؤكدًا أنه مع توفر الإمكانيات، يمكن تحقيق النجاح، وهو ما حصل بالفعل.وقد وضعت إدارة دونالد ترامب كل الإمكانيات أمام فريقه، ليس فقط لإنقاذ الأرواح، بل أيضًا لإنقاذ الاقتصاد العالمي.
ولا يزال منصف السلاوي، الذي قاد مجموعة صيدلانية كبرى لمدة ثلاثين عامًا، نشطًا في مجال علوم الحياة، عبر عضويته في مجالس إدارة مختلفة واستثماراته في الابتكار العلمي.
ورغم تقاعده، لا يزال يهتم بالبحث العلمي عبر الاستثمار.
وحول إمكانيات البحث العلمي في المغرب، أشار السلاوي إلى أن الطريق ما زال طويلًا لبناء الكفاءات اللازمة لباحثي المستقبل. وأضاف أن المغرب أدار أزمة جائحة كورونا بشكل جيد، وكان من بين أفضل الدول في توفير اللقاحات لمواطنيه.
وأكد أنه تابع الوضع الصحي بالمغرب يوميًا عبر التواصل مع عائلته، واعتبر أن التجربة المغربية كانت ناجحة في مواجهة الوباء وتأمين السلامة الصحية لسكانه.

كلمات دلالية اللقاحات المعرض خبير كتاب منصف السلاوي

مقالات مشابهة

  • جديد معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالأرقام
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • بإصدارات متنوعة.. الثقافة المصرية تشارك بفعالية في معرض أبوظبي للكتاب
  • حميد برادة يكشف أسراره في لقاء في معرض الكتاب بمناسبة صدور كتابه "انطولوجيا الحوارات الصحافية"
  • إقبال جماهيري على معرض الكتاب بجامعة الأزهر في أسيوط
  • “بودكاست من أبوظبي”.. مبادرة مبتكرة لنشر المعرفة في معرض الكتاب
  • "الوثائق والمحفوظات" تصدر كتاب "منظومة المرأة العُمانية"
  • الدورة الـ30 من معرض الكتاب الدولي بالرباط تحتفي بالشاعر المغربي بنطلحة
  • بودكاست من أبوظبي.. مبادرة مبتكرة لنشر المعرفة في معرض الكتاب
  • منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة