لبنان لم يعد جذابا: ضربة جديدة لسمعته الدوائية وبصيص أمل حكومي وحيد
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
وكأنه مكتوب لملفّ الدواء في لبنان أن يبقى مضطرباً بعد الأزمة التي كانت قد ألمّت به ولم يخرج منها بعد. أما المواطنون بشكل عام والمرضى بشكل خاص، فـ"إيدهن على قلبهن" من عودة شبح انقطاع الدواء في ظلّ وضع غير مستتبّ أصلاً، يحكمه الكارتيلات والسوق السوداء والتهريب غير الشرعي. المستجدّ اليوم هو هجرة مكاتب تمثيلية لشركات الأدوية العالمية من لبنان، فأي تأثير على الواقعين الطبي والدوائي؟ هل الدواء بخطر؟
أوضحت رئيسة تجمّع الشركات العالمية كارول حسّون، أن المكاتب العلمية التي أقفل منها نحو 60% في لبنان، تعنى بالعمل العلمي ولا تتعاطى ببيع وشراء الأدوية، إلا أن المشكلة تكمن في الدور الأساسي الذي تلعبه على صعيد الدراسات السريرية العالمية التي تسمح للمريض اللبناني أن يأخذ أحدث العلاجات الفعالة من دون أي مقابل.
وأضافت لـ"لبنان 24"، أن هذه المكاتب تعمل مع المرضى منذ بداية تسجيل الدواء في اميركا وأوروبا وفي طور تسجيله في لبنان، على إتاحته لهم بشكل مجاني، فضلاً عن الإستثمارات العلمية وتطوير القدرات البشرية للأطباء، الممرضين والصيادلة للتأكد من أنهم على بيّنة من أحدث التطورات العلمية العالمية.
وأضافت أن الخوف بعد إقفال المكاتب أبوابها، هو من قدرة الأطباء على مواكبة هذه التطورات في الحقل الطبي ومدى قدرتهم على اختبار طرق العلاج الجديدة في ظل غياب تسجيله ودخوله إلى لبنان. وعن أسباب اتخاذ المكاتب قرار الإقفال، شددت حسّون على أن مستحقات الشركات العالمية لم تستوفَ بالكامل، إذ يتبقى حوالي الـ175 مليون، وما من خطة واضحة لتسديدها، كما أن الأدوية المدعومة اليوم غير كافية لناحية تغطية جميع المرضى.
وتحدث عن أدوية السرطان والأمراض المستعصية، التي قبل الأزمة كان يصل حجمها إلى 35 مليون شهرياً، بينما اليوم يتم العمل على تمويلها بالتعاون مع رئيس الحكومة ووزير الصحة على الرغم من أن التمويل لن يتعدى الـ10 مليون شهرياً، مشيرة إلى أنه الأمر الإيجابي الوحيد في الموضوع ويشكّل بصيص أمل.
وأَضافت: "قسم كبير من المرضى لا يستطيع شراء الأدوية في حال لم يكن لديه أي تأمين صحي خاص، ما يعني أن حجم الرقعة الدوائية قد تقلّص في لبنان، الأمر الذي شكّل ضغطاً إضافياً على الأدوية الجديدة".
وسبب جديد أدّى إلى اتخاذ قرار الإقفال بحسب حسّون، وهو الأدوية التي رُفع الدعم عنها فتدخل البلاد عن طريق التهريب من دون رقابة، بالإضافة إلى الأدوية المزوّرة التي تهدد حياة المريض. لبنان لم يعد "جذاباً" من جهته، شدد نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات جو غرّيب، على ضرورة التمييز بين وجود المكاتب العلمية في لبنان وتوفرّ الأدوية في السوق.
وقال في حديث لـ"لبنان 24": "صحيح أن العديد من هذه المكاتب أقفل في لبنان وصرف موظّفيه، إلا أن معظم أدوية المكاتب ما زال لبنان يستوردها"، مشيراً بالتالي إلى أن الإقفال لا يعني بالضرورة عدم توفّر أدوية هذه الشركات.
وأشار غرّيب إلى أن لبنان كان "سوقاً جذاباً" بالنسبة إلى هذه الشركات كونه كان سبّاقاً في إدخال أحدث الأدوية إلى بروتوكوله الطبي، وبطبيعة الحال حين لم يعد السوق اللبناني قادراً على الحصول على هذه الأدوية، تتوجه الشركات الى الاسواق القوية التي لها جهات ضامنة والقادرة على اعتماد هذه الأدوية.
وفي هذا الإطار، أكد غرّيب أن معظم الجهات الضامنة في لبنان لم يعد بمقدورها تغطية الأدوية، لا البدائي منها ولا المبتكر، ما أدّى على المنظور إلى قلّة توفر الأدوية الجديدة والتي نسبة الشفاء من خلالها أعلى بالنسبة للمرضى. ما هي انعكاسات الإقفال؟
وعن انعكاس إقفال هذه الشركات مكاتبها في لبنان، لفت غرّيب إلى أن الأدوية المبتكرة لن تصل كلها إلى البلاد، مع التوقف التدريجي لدورات الإرشاد الموجودة في السوق لناحية فعاليته، كيفية إستخدامه، تمرين الأطباء والممرضين عليه بالإضافة إلى إطلاع لبنان على التجارب السريرية.
كما تحدّث غريّب عن انعكاس الإقفال على العجلة الإقتصادية، مشدداً على أن لبنان كان مركزاً يتوجّه إليه الأطباء لحضور المؤتمرات الطبية وآخر الإبتكارات العلمية والطبية، كما أن وجود لبنان على خارطة العلاجات الطبية بات مهدداً، إذ أنه لم يعد المركز الأساسي المعتمد.
وأوضح أن العديد من الشركات التي أقفلت يتعاون مع وكلائه في لبنان للاستمرار بالعمل الذي كانت المكاتب تقوم به سابقاً، مع الإشارة إلى عدداً كبيراً من الموظفين المصروفين منها، يتمّ توظيفه في شركات محلية أي تلك المستوردة للدواء.
وفي ما يتعلّق بمرضى الأمراض المزمنة والمستعصية، اعتبر غريّب أن المشكلة ليست في وجود هذه الشركات من عدمه، بل بالتمويل وعدم التخطيط على المدى الطويل.
وأشار إلى أن طلبيات الدواء تفعّل قبل 6 أشهر للتأكد من تأمينها، وبالتالي لا يمكن العمل على انتظار الإعتمادات كلّ شهر بشهره، منوّهاً بعمل كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الصحة د. فراس الأبيض ووزير المالية د. يوسف الخليل بالتعاون مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، الذين يعملون على آلية لتأمين الدواء بطريقة دائمة لدعم أدوية مرضى السرطان، الأمر الذي طُرح في لجنة المال والموازنة، متمنياً العمل على خطة بعيدة الأمد توضح مصير معالجة الأدوية التي لا تزال مدعومة لغاية الساعة. ضربة لسمعة لبنان
أما نقيب الصيادلة في لبنان جو سلّوم، فاعتبر أن قرار الإقفال الذي اتخذته المكاتب العلمية هو نتيجة طبيعية للتفلّت الحاصل على صعيد القطاع الدوائي.
وقال لـ"لبنان 24": "إنها ضربة لسمعة لبنان من جهة، ونوعية وجودة العلاج في البلد الذي كان سباقاً في الوصول إلى أحدث الإبتكارات الدوائية والطبية، بينما بات اليوم دولة مارقة على لائحة الصحة العالمية وآخر اهتمامات الشركات المصنّعة بعدما كان على رأس أولوياتها".
وشدد سلّوم على أنه كان أوّل من أطلق الصرخة في ما يخصّ الأزمة مع المكاتب العلمية منذ حوالي السنتين "إلى أن وصلنا اليوم إلى أن 60% منها أقفل أبوابه، بينما خفض الـ40% الباقي منها تمثيله إلى أدنى مستوى".
وقال سلّوم إنه على الرغم من وجود وكلاء للشركات العالمية، إلا أن ذلك لا يوازي وجودها بشكل فعلي لتثقيف الطبيب والصيدلي على الدواء وجودته وكيفية استخدامه، نافياً انقطاع الدواء بشكل عامّ إلا أن أسعاره باتت أغلى بكثير، داعياً لتوحيد الصناديق الضامنة لتقديم الدعم المباشر للمريض. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه الشرکات لبنان 24 إلى أن لم یعد إلا أن
إقرأ أيضاً:
اسرائيل ترسّم حدوداً جديدة في الجنوب واتصالات للامم المتحدة للجم التصعيد
يستمر العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية بوسائل وأساليب متنوّعة.وتشمل هذه الاعتداءات غارات جوية واستهدافات بالقذائف المدفعية، إلى جانب إطلاق الرصاص على المدنيين الذين يقتربون من مواقع العدو أو المناطق العازلة داخل الأراضي اللبنانية، فضلاً عن مواصلة التجريف والحفر وبناء التحصينات العسكرية، سواء من خلال الإنشاءات أو عبر زراعة الألغام وتمديد الأسلاك الشائكة.
وفي سياق المعالجات الديبلوماسية للوضع التصعيدي على الحدود الجنوبية بدأت أمس المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن 1701.
وأفادت المعلومات أنه "تأكيداً لأهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، تواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701".
ميدانيا، وفي تصعيد جديد ولافت، أقدم العدو في منطقة سهل الخيام وسردا في القطاع الشرقي على حفر خنادق داخل الأراضي اللبنانية، بعضها يبعد كيلومتراً عن السياج الحدودي، فيما لا يتجاوز البعض الآخر مئات الأمتار، ويمتدّ طول هذه الخنادق إلى نحو سبعة كيلومترات، وفق ما اوردت صحيفة"الاخبار".
اضافت"ويبدو واضحاً أن العدو، مستفيداً من المتغيّرات الكبرى التي تلت انتهاء الحرب وإعلان وقف إطلاق النار، ولا سيما سقوط النظام الحاكم في سوريا وتسلّم إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب البيت الأبيض، وجدَ فرصة سانحة لإحداث تغييرات جوهرية في اتفاق وقف إطلاق النار بشكل أحادي، مستفيداً من دعم وتواطؤ الإدارة الأميركية.
وقد ظهر خلال المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار أن الأميركيين كانوا حريصين على منح إسرائيل «حرية العمل» في لبنان، بهدف عرقلة تعافي المقاومة ومنعها من إعادة بناء قدراتها، وهو ما حُكي عنه تحت عنوان «ورقة ضمانات» جانبية أميركية لإسرائيل.
إلا أن الأمور لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ عمد العدو، بعد إعلان الاتفاق، إلى احتلال مواقع جديدة وإقامة مناطق عازلة داخل الأراضي اللبنانية، متّكئاً على الواقع السياسي والعسكري المستجدّ الذي صبّ في مصلحته، ولا سيما بعد انهيار الحكم في دمشق. ولم يقتصر هذا التوجه الإسرائيلي على لبنان فحسب، بل انسحب أيضاً على ساحتي سوريا وقطاع غزة.
أقامت إسرائيل خمسة مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى أربع مناطق عازلة، وليس اثنتين كما ادّعت في الخرائط التي زوّدت بها القوات الدولية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. وقد أطلقت تسمية «درع» على مواقعها داخل لبنان، بحيث يكون الموقع درعاً مزعوماً للمستوطنة التي يطلّ عليها، فحملت المواقع تسمية دروع شلومي وشوميرا وأفيفيم والمنارة والمطلّة. وقد بلغت مساحة الأراضي اللبنانية المحتلة نحو 13.25 كيلومتراً مربعاً (13250 دونماً)، وهو ما يمثّل أقل بقليل من 1% من إجمالي مساحة جنوب لبنان.
اللافت أن هذه الاعتداءات المتواصلة والمتصاعدة في المواقع المحتلة والمناطق العازلة المذكورة، لا تُدرَج ضمن الخروقات المسجّلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث بات يُتعامل معها على أنها تقع ضمن «التوافق غير المعلن». وليس ذلك فقط، بل يقوم العدو بتثبيت براميل مطليّة باللون الأبيض، في نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتحديداً في المناطق التي حدّدها العدو عازلة وممنوعة على اللبنانيين. وبذلك، أصبح في جنوب لبنان خطّان، الخطّ الأزرق الذي يمثّل خط انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، والخطّ الأبيض الذي يحدّد المناطق اللبنانية الجديدة التي احتلّها العدو خلال الأشهر الماضية.
وكتبت" اللواء": لم يحصل اي جديد، حسب المصادر الوزارية والرسمية، بالنسبة لوقف الخروقات المعادية في الجنوب، ولا حتى اتصالات جديدة مع طرفي لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار الاميركي والفرنسي لوقفها على امل ان تتحرك اللجنة من تلقاء نفسها بحسب طبيعة مهمتها، إلّا ان اللجنة لم تحدد حتى يوم امس اي موعد لإجتماعها.لكن المصادر اشارت الى ان الرئيس جوزاف عون استمر طوال يومي امس الاول وامس على تواصل مع قيادة الجيش والجهات المعنية بالوضع الجنوبي ومع لجنة الاشراف الخماسية ولو بشكل غير مباشر، بهدف وقف العدوان المتمادي، وتحريك العمل لإنهاء احتلال النقاط المحتلة في اقرب وقت.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، صباح أمس ، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ تمرينًا مفاجئًا لاختبار الجاهزية لعمليات التسلل في القواعد والمواقع في الشمال".
وسجل ظهر أمس تحليق لمسيّرة اسرائيليّة في اجواء مدينة الهرمل على علو منخفض. وأفيد بعد الظهر عن استهداف الجيش الإسرائيلي أحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين، وتم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن "أن إطلاق العدو الإسرائيلي النار على مواطن في بلدة كفركلا أدى إلى إصابته بجروح وحالته حرجة". وكانت بلدة كفركلا شيعت أمس 24 شهيداً في موكب جماعي. ولاحقاً، أفيد بأن جندياً في الجيش اللبناني قد توفي جراء أزمة قلبية بعد أن اطلق الجيش الإسرائيلي النار على الناس خلال مشاركتهم بمراسم تشييع 24 شهيداً في بلدة كفركلا، وهو من بلدة زوطر.
وأمس، كانت للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة "المنار" سلسلة مواقف ، ومما قاله: "للبعض في الداخل نقول: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم"
ورد على وزير الخارجية فاعتبر أن ما قاله غير مناسب أبداً وهو الذي يعطي الذريعة لـ "إسرائيل" وليس نحن.
وانتقد قاسم مَن يتكلم بمنطق "حروب الآخرين" فاعتبر أن لا منطق له. وكرر مقولة أن القرار 1701يتعلق بجنوب الليطاني وفي رأيه أن حصرية السلاح تتعلق بالداخل لكن "المقاومة شأن آخر".