لا تزال قضية إخفاء وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لأيام خبر تعرضه لانتكاسة صحية ودخوله قسم العناية المركزة، تثير ضجة كبيرة في الولايات المتحدة.

وفيما كثف الجمهوريون، ومعهم كثير من الديمقراطيين حملتهم للمساءلة، تداولت بعض وسائل الإعلام الأميركية، خبر استعداد بعض النواب الجمهوريين للتقدم بطلب رسمي لعزله من منصبه، بعدما امتنعت إدارة الرئيس جو بايدن عن الامتثال لطلبات إقالته، التي صدرت خصوصاً من الجمهوريين والرئيس السابق دونالد ترمب.

سقوط بعض الرؤوس وتوقع بعض المسؤولين أن يفقد أحد كبار المساعدين في البنتاغون وظيفته على الأرجح بسبب الضجة.

ونقلت صحيفة «ذي هيل» عن أحد مسؤولي وزارة الدفاع قوله: «يجب أن يتدحرج رأس شخص ما»، وأضاف «عدم إخبار البيت الأبيض أو الكونغرس أو وسائل الإعلام بأنه مريض، ثم إخبار موظفي البنتاغون بأنه يعمل من المنزل هو المستوى التالي».

وقال أحد كبار المسؤولين السابقين في وزارة الدفاع: «هذه مشكلة... لقد اتخذ شخص ما قرارا بعدم الكشف.

من المرجح أن يختفي هذا الشخص قريبا».

ومنذ أن أعلن البنتاغون عن الوضع ليلة الجمعة، وردت تقارير جديدة، بما في ذلك ما كشفته صحيفة «بوليتيكو» مساء السبت بأن البنتاغون لم يبلغ الرئيس جو بايدن أو مجلس الأمن القومي لعدة أيام بأن أوستن كان متوعكا.

وكافح كبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون لنزع فتيل الضجة التي أثيرت، حيث يأتي ترتيب أوستن في التسلسل القيادي للجيش الأميركي خلف الرئيس بايدن مباشرة.

وتسببت أيضا في إحراج كبير للإدارة التي تفتخر بالاحترافية والتواصل والعمل الجماعي، «خاصة أنها تتناقض مع الفوضى التي سادت رئاسة دونالد ترمب». هل خرق أوستن القانون؟

أثار تصرف أوستن غضب الكثيرين، وعده البعض خرقاً للقانون، أو على أقل تقدير، للبروتوكول والأعراف التي كان ينبغي احترامها في مثل هذه الحالات. وتساءلت وسائل إعلام عدة، عمّا إذا كان أوستن قد خرق القانون فعلاً، وينبغي أن يتعرض لإجراءات عقابية؟

وقالت رابطة الصحافة في البنتاغون، وهي مجموعة تمثل الصحافيين الذين يغطون وزارة الدفاع، إن إصدار بيان بعد أربعة أيام من دخول أوستن للمستشفى، هو «أمر مثير للغضب»، و«يقع أقل بكثير من معايير الكشف العادية التي عادة ما تتبعها الإدارات الفيدرالية الأخرى، عندما يكون كبار مسؤوليها في الخدمة ويخضع المسؤولون لإجراءات طبية أو يصبحون عاجزين مؤقتاً».

 ووفق تقرير لوكالة «رويترز»، فقد كشف خبراء قانونيون أن تعامله مع الموقف قد يعد انتهاكاً صارخاً لبروتوكول المسؤولين رفيعي المستوى في مجلس الوزراء، والذين عادةً ما يقومون بإبلاغ الجمهور بالغياب الطبي المخطط له مسبقاً، وتحديد من سيحل محلهم، إذ تتطلب واجبات أوستن أن يكون متاحاً في أي لحظة للرد على أي أزمة تتعلق بالأمن القومي.

وأوضح الخبراء أن أوستن ربما يكون قد انتهك القانون الأميركي بشأن «الإبلاغ عن الوظائف الشاغرة» الذي يتطلب من الوكالات التنفيذية الإبلاغ عن حالات غياب كبار المسؤولين إلى مجلسي الشيوخ والنواب.

غير أنهم أضافوا أن القانون إجرائي إلى حد كبير، ولا ينص على أي عقوبات. وبيّن هؤلاء أن أوستن يبدو أنه انتهك القاعدة بشكل واضح، لكن من المرجح أن يواجه فقط توبيخاً وتحذيراً من بايدن.

وربما يكون وزير الدفاع قد انتهك أيضاً البروتوكولات الداخلية لوزارة الدفاع الأميركية، حيث يقول المسؤولون إنهم يجرون مراجعة كاملة للحادث لتحديد كيفية منع الهفوات المستقبلية.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض يوم الاثنين: «سنلقي نظرة على العملية والإجراء، ونحاول التعلم من هذه التجربة، وإذا كانت هناك بعض التغييرات التي يتعين إجراؤها فيما يتعلق بالعملية والإجراء، فسنفعل ذلك».

شكوك في كفاءة إدارة بايدن في موازاة ذلك وجه الحلفاء السياسيون والمعارضون، سهام انتقادهم للإدارة الأميركية بسبب السرية التي أحاطت بالوضع الطبي لأوستن.

وأشار الكثيرون إلى «الكارثة» التي كان من الممكن أن تحدث، مع تورط الولايات المتحدة بشكل نشط، ولو بشكل غير مباشر، في حربين والارتفاع الأخير في الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط.

وقال النائب الجمهوري مايك غالاغر، رئيس اللجنة المشرفة على الصين: «في الوقت الذي تتعرض فيه القوات الأميركية لهجوم نشط ويموت بعضهم في الشرق الأوسط، لم يعرف الرئيس ولا مجلس الأمن القومي ولا الكونغرس من هو الذي كان أو لم يكن، على رأس البنتاغون... هذا أمر غير مسؤول ويثير الشكوك حول الكفاءة الأساسية لإدارة بايدن..

للشعب الأميركي الحق في معرفة سبب عدم إبلاغ القائد الأعلى للقوات المسلحة بعجز وزير الدفاع».

 وقال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، السناتور الديمقراطي جاك ريد، وهو الوحيد الذي تحدث معه أوستن شخصيا عبر مكالمة هاتفية يوم الأحد، إنه يشعر بالقلق من عدم اتباع إجراءات سلسلة القيادة والإخطار الحيوية.

وقال ريد في بيان: «إنه يتحمل المسؤولية عن الوضع، لكن هذا كان حادثاً خطيراً، ويجب أن تكون هناك شفافية ومساءلة من الوزارة». وداخلياً، فقد اشتكى بعض المسؤولين المحبطين أيضاً، قائلين إن التعامل مع الحادث أظهر «حكماً سيئاً بشكل لا يصدق» من جانب أوستن، وفق صحيفة «واشنطن بوست».

ورغم محاولة المتحدث باسم وزارة الدفاع، الجنرال بات رايدر، تقديم شرح عن أسباب إخفاء الوضع الصحي لأوستن، في حوار استمر لأكثر من ساعة مع المراسلين، خلال إحاطة إعلامية في مبنى البنتاغون يوم الاثنين، غير أنه لم يقدم أي تفسير لسبب عدم قيام مسؤول آخر في البنتاغون بإخطار البيت الأبيض عاجلاً، على الرغم من أن البروتوكول المتعارف عليه في وزارة الدفاع، يقضي بإسناد المسؤولية عن الواجبات الرئيسية إلى موظفين أو مكاتب متعددة، لتجنب الثغرات في عملية صنع القرار

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي: إيران تعي جيدا أننا لن نتسامح مع هجمات الحوثيين

قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إن بلاده لن تسامح مع هجمات الحوثيين على السفن والطائرات الأمريكية وقوات الولايات المتحدة.

 

وأضاف هيغسيث في تدوينة على منصة (إكس) "يجب استعادة حرية الملاحة، وإيران تعي جيدا أننا لن نتسامح مع هجمات الحوثيين".

 

وتابع "أمر الرئيس ترامب اليوم بسلسلة من العمليات العسكرية للدفاع عن أصول الشحن الأميركية في البحر الأحمر وردع التهديدات المعادية للمصالح الأميركية، لن يتم التسامح مع هجمات الحوثيين على السفن والطائرات الأمريكية وقواتنا".

 

ومساء أمس، شنت مقاتلات أمريكية بريطانية، غارات جديدة على مواقع للحوثيين في صنعاء وصعدة في أول هجوم ضد الحوثيين بعد تصنيفهم "منظمة إرهابية".

 

وكشفت وسائل إعلام أمريكية، أن الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أمريكية مساء السبت، جاءت بتوجيهات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي، في صنعاء، في أول استهداف ميداني للحوثيين عقب تصنيفهم "منظمة إرهابية".

 

وذكرت نيويورك تايمز، إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون باليمن، وأنها جاءت بأوامر من ترامب، واستهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيرات

 

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن القصف الأمريكي في اليمن يهدف أيضا إلى إرسال إشارة تحذير لإيران، وأن استهداف ترسانة الحوثيين قد يستمر عدة أيام وقد يزداد نطاقه اعتمادا على ردهم.

 

وأعلنت جماعة الحوثي مساء أمس، مقتل وإصابة 18 شخصا، بغارات أمريكية بريطانية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وعقب الغارات هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جماعة الحوثي بإستخدام القوة المميتة والساحقة ضدهم، بالتزامن مع بدء عملية واسعة أطقتها المركزية الأمريكية ضد جماعة الحوثي التي عاودت تهديداتها للملاحة الدولية وإعلانها حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي

 

وقال ترامب "اليوم، أمرتُ الجيش الأمريكي بشنِّ عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن. لقد شنّوا حملةً متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات المُسيّرة الأمريكية وغيرها".

 

وخاطب ترامب الحوثيين بالقول: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءًا من اليوم. إذا لم يفعلوا ذلك، فسوف تمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل!".


مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الأمريكي هدد العراق بعمل عسكري في حال دعم اليمن
  • عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها
  • العراق.. السوداني يبحث وزير الدفاع الأمريكي تطورات الأمن الإقليمي
  • وزير الدفاع الأمريكي يسلم السوداني تحذيراً: سنرد على أي دعم للحوثيين
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن
  • وزير الخارجية الأمريكي: سنتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت علينا رسوما جمركية
  • وزير الدفاع الأمريكي يحدد متى تتوقف الضربات على مليشيا الحوثي
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنواصل حملتنا العسكرية ضد الحوثيين بلا هوادة
  • راهبات سنترال الفاتيكان.. مكالمات لا تتوقف للسؤال عن الوضع الصحي للبابا
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران تعي جيدا أننا لن نتسامح مع هجمات الحوثيين