هل تتسبب الانتخابات الرئاسية في تايوان باندلاع حرب كبرى؟.. سيناريوهات محتملة
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات"، تقريرا سلط خلاله الضوء عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في تايوان في الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير باعتبارها الحدث الدولي الأكثر إثارة للاهتمام في بداية العام الجديد.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن بعض الخبراء يتوقعون اندلاع حرب كبرى أخرى على وجه التحديد بسبب الانتخابات في تايوان.
وأضاف الموقع أن هذه الحرب مجرد هدف للعبة متعددة الأطراف تمارسها الولايات المتحدة لإضعاف الصين، التي تشكل تايوان جزءا لا يتجزأ منها. بعد توحيد الصين وإعلان نفسها جمهورية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1949، واصلت حكومة ماو تسي تونغ عملياتها العسكرية في مختلف المناطق النائية من البلاد. فعلى سبيل المثال، لم يتم ضم منطقة التبت إلا في عام 1951.
وقد حدد جيش التحرير الشعبي لنفسه أهداف رئيسية أخرى للعمليات النهائية، بما في ذلك ضم تايوان.
والجدير بالذكر أن أكثر من مليوني جندي وموظف من حزب الكومينتانغ، الذي حكم الصين لعقود من الزمن وخسر حربا أهلية وحشية أمام الشيوعيين، فروا إلى الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة. وعقب الحرب الكورية وإرسال ماو تسي تونغ أفضل قواته لإنقاذ كيم إيل سونغ، أعاد الأمريكيون النظر في موقفهم تجاه شيانغ كاي شيك وأرسلوا سفن الأسطول السابع إلى مضيق تايوان التي بدأت تتحول إلى حاملة طائرات هدد منها الأمريكيون المدن في المقاطعات الساحلية المجاورة للصين، وفقا للتقرير.
وتابع الموقع قائلا إنه بعد ذلك؛ قررت واشنطن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات ووقعت معاهدة أمنية مع تايبيه في سنة 1954 ونشرت وحدات من القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية في الجزيرة. وبناء عليه، امتلك جيش الكومينتانغ أسلحة حديثة، وبدأ إنتاج أسلحته الخاصة، وفي عام 1961 انطلق في تنفيذ برنامجه النووي.
وذكر الموقع أنه بعد إنشاء نظاما عسكريا صارما وخلق نظاما فعالا للتفاعل بين الاقتصادين العام والخاص وتلقي مساعدة سخية من الخارج، وقام شيانغ كاي شيك بالفعل في الستينيات بتحويل تايوان إلى واحدة من "النمور الآسيوية".
وأشار الموقع إلى أن العيش تحت "المظلة النووية" الأمريكية يمكن أن يستمر لفترة طويلة. لكن واشنطن رأت فرصة لصيد غنيمة أكبر. ومن أجل جذب الصين إلى جانب الغرب، سمحت الولايات المتحدة بطرد تايوان من الأمم المتحدة في سنة 1971، حيث كانت تحل محل الصين. وعليه، في سنة 1978، أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وبكين وقطعت العلاقات مع تايبيه. وبسبب إقرار الكونغرس الأميركي قانونا ينص على استمرار إمداد الأسلحة تحولت تايوان مرة أخرى إلى نقطة ضغط ضد بكين.
في المقابل؛ أدى انتقال الصين إلى صف الغرب في المواجهة مع المعسكر الاشتراكي بمبادرة من دنغ شياو بينغ إلى إزالة العداء تجاه "الصين الحمراء" واستبعاد استخدام تايوان للضغط عليها من جدول الأعمال لعدة عقود. ومع ذلك، بدأ نجاح سياسة الإصلاح والانفتاح التي حققها دنغ شياو بينغ وأتباعه بمساعدة الغرب، يثير قلق السياسيين الأكثر بعد نظر، حسب ما أورده التقرير.
وذكر الموقع أنه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما إلى بكين سنة 2009، عُرض على بكين دور "الأخ الأصغر" في مجموعة الاثنين العالمية بين الولايات المتحدة والصين. وبسبب رفض بكين هذا المقترح، أمر أوباما بعد عودته إلى واشنطن ببدء احتواء الصين. وأعلنت وزيرة خارجيته آنذاك هيلاري كلينتون إستراتيجية "المحور نحو آسيا"، وانطلق نشر القوات المسلحة في هذا الجزء من العالم. وفي إطار ذلك، جُددت التحالفات العسكرية في المحيط الهادئ وتعززت القواعد العسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين. ومن أجل الاحتواء الاقتصادي، أُنشئت كتلة الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، التي لم تُدعى الصين باعتبارها أكبر اقتصاد في المنطقة إليها.
وأردف الموقع أن عمليات تسليم الأسلحة الكبيرة إلى الجزيرة استؤنفت وبدأت وكالة المخابرات المركزية في جذب المنظمات المناهضة للصين، مع التركيز على تحفيز مشاعر "الهوية التايوانية"، وتفوق تايوان "الديمقراطية" على الصين "الاستبدادية". وكان المعبر عن مثل هذه المشاعر هو الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي وضع مسارا نحو "السيادة"، أي الانفصال النهائي لتايوان عن المملكة الوسطى.
وفاز الانفصاليون للمرة الأولى في انتخابات سنة 2000. ومنذ ذلك الحين، استمر الصراع بين الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب الكومينتانغ، وسوف تُحسم المعركة التالية في الثالث عشر من كانون الثاني/يناير.
وأفاد الموقع أنه من غير المرجح أن تؤدي أي نتيجة لهذه الانتخابات إلى الأحداث المرغوبة في واشنطن، فقد أعلن المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، "نائب رئيس تايوان" الحالي لاي تشينج تي، عن غياب خطط محددة لبدء إجراءات لمناقشة إعلان "الاستقلال"، وخاصة إضفاء الطابع الرسمي القانوني عليه.
وأورد الموقع أن الفرصة الوحيدة لتصعيد الوضع واستفزاز بكين لاتخاذ إجراءات وقائية هي تنظيم تمرد من طرف المحرضين، على غرار الاضطرابات التي شهدتها هونغ كونغ في سنة 2019 عند استغلال مجموعات من المتطرفين، معظمهم من الشباب، السخط المتراكم بين سكان منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ونظموا مذابح في الجمعية التشريعية وفي محطات المترو والقطارات واستولوا على مطار هونغ كونغ الدولي. ومن ناحية أخرى، استخدم مثيرو الشغب في هونج كونج لغة التايوانيين ذوي التفكير المماثل.
وقال إن غياب التغيرات السريعة والدراماتيكية في تايبيه، مهما كانت نتيجة الانتخابات الحالية لا يعني غياب التداعيات على الوضع الإقليمي والعالمي.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكي جو بايدن في سان فرانسيسكو، أن التدخل العسكري الصيني مستبعد عمليا. ويعتبر أقصى رد ممكن على الأحداث غير المواتية هو فرض حصار اقتصادي قصير على الجزيرة، على غرار الذي عقب وصول نانسي بيلوسي في آب/ أغسطس 2022. بدورهم، لن يتخذ الأمريكيون خطوة أبعد من تحرك مجموعات حاملات الطائرات بالقرب من تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، حسب التقرير.
ولفت الموقع إلى أنه في المستقبل ستتطور الأحداث تبعا لنتيجة الانتخابات. وقد يؤدي انتصار الانفصاليين إلى تدهور الوضع العسكري والاقتصادي على جانبي مضيق تايوان. من جانبها، سوف تجري الطائرات والسفن الصينية مناورات على نحو متزايد، مما يدل على استعدادها لتحقيق الوحدة لا فقط من خلال الوسائل السلمية.
في هذا السياق، قد تشمل التداعيات العلاقات التجارية والاقتصادية، علما أن استثمارات الشركات التايوانية في البر الرئيسي بلغت 200 مليار دولار، بينما بلغت التجارة الثنائية السنة الماضية، 320 مليار دولار.
وأشار الموقع إلى إعلان بكين بعض القيود على الشركات التايوانية عشية الانتخابات. مع العلم أن انتصار مؤيدي الوحدة الصينية وفقًا لصيغة دنغ شياو بينغ "دولة واحدة ونظامان سياسيان" لن يخفف التوترات العسكرية فحسب، بل سيمهد إلى بناء تعاون تجاري متبادل المنفعة.
ومن المخطط عبور مضيق تايوان عبر نفق تحت الماء يبلغ طوله حوالي 120 كيلومترا. بالنسبة لواشنطن، يعني انتصار الانفصاليين الاستمرار في استخدام "النفوذ التايواني" للضغط على بكين، بحيث سيحاول الاستراتيجيون الأميركيون إغراء بكين للوقوع في "فخ تايوان" ودفعها إلى شن ضربة وقائية ضد الانفصاليين المطلقين العنان.
وفي ختام التقرير، نوه الموقع إلى أن انتصار القوى العقلانية قد يدفع واشنطن إلى التخلي عن اللعب بورقة تايوان، وقد يتحول "احترام إرادة التايوانيين" إلى ذريعة ملائمة لإنهاء تدخلها المكلف وغير الفعال في شؤون الصين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية تايوان الصين بايدن امريكا الصين بايدن تايوان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع إلى الموقع أن
إقرأ أيضاً:
الخارجية الصينية: بكين مستعدة لتوسيع التعاون العملي مع أعضاء مجموعة البريكس وشركائها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرّحت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، اليوم بأن بلادها تعتزم تعزيز التعاون مع أعضاء مجموعة البريكس وشركائها في مجالات متعددة.
جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي يومي، حيث أكدت ماو على التزام الصين بدعم الجهود الرامية إلى تعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول الأعضاء.
وأشارت المسؤولة الصينية إلى أن السماح بانضمام شركاء جدد إلى مجموعة البريكس كان من أبرز النتائج التي خرجت بها القمة التي عُقدت في أكتوبر الماضي في قازان، روسيا. واعتبرت هذه الخطوة تطورًا محوريًا في مسار نمو المجموعة، خاصة بعد التوسع الذي أُعلن عنه العام الفائت.
تتكون مجموعة البريكس من خمس دول مؤسسة، هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وقد شهدت مؤخرًا انضمام مصر إلى جانب خمس دول أخرى.
يُنظر إلى هذا التوسع على أنه خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المجموعة عالميًا وزيادة تأثيرها في المجالات الاقتصادية والتنموية.