الخليج الجديد:
2025-02-01@09:44:15 GMT

ديماغوجية ترامب تعمّق مأزق ديمقراطية أمريكا

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

ديماغوجية ترامب تعمّق مأزق ديمقراطية أمريكا

ديماغوجية ترامب تعمّق مأزق ديمقراطية أمريكا

نجح ترامب بإقناع أنصاره أنه ضحية وشهيد مؤامرة الدولة العميقة ووزارة العدل وأذرعها بهدف حرمانه من الترشح ضد بايدن!

عمّق ترامب الشرخ الاجتماعي والسياسي وقسّم المجتمع بخطابه الديماغوجي العنصري ضد الأقليات والمهاجرين واللاجئين وفضّل المستبدين الأقوياء!

انتكاس الديمقراطية الأمريكية ولم يعد يؤهلها محاضرات مقنعة على شعوب ودول العالم عن أهمية المشاركة السياسية واحترام نتائج الاقتراع وتبادل السلطة سلميا ودوريا.

تجاوز بايدن 81 عاماً أكبر رئيس بتاريخ أمريكا ويترشح لمنصب الرئيس! والوضع الاقتصادي وموقفه الداعم بقوة لإسرائيل في إبادة غزة، ما يكرس مأزق الديمقراطية الأمريكية!

* * *

وضع الديمقراطية الأمريكية منتكس ولم يعد يؤهلها إلقاء محاضرات مقنعة على شعوب وأنظمة العالم عن أهمية المشاركة السياسية واحترام نتائج صناديق الاقتراع وتبادل السلطة بشكل سلمي ودوري، التزاماً بمرجعيات دستورية وقوانين الانتخابات.

وخاصة بعدما عاث ترامب الرئيس السابق فساداً وإفساداً برفضه وطعنه حتى اليوم بعد ثلاثة أعوام من حسم خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020. وبرغم تقدم ترامب مرشحي حزبه الجمهوري في استطلاعات الرأي، لكنه لا يزال يطعن ويّدعي تزوير وسرقة الانتخابات منه. بينما يعتقد 36٪ من أنصار ترامب أن فوز بايدن بالرئاسة غير شرعي!!

لذلك غير مستغرب اعتقاد 68٪ من الأمريكيين المستطلعة آراؤهم قبل أكثر من عام في نوفمبر 2022، أن ديمقراطيتهم مهددة وفي خطر، مقابل 30٪ لا يرون ذلك! وهذه نسبة صادمة وغير مسبوقة في ديمقراطية تمارس المشاركة السياسية والانتخابات الرئاسية منذ عام 1789!! بل وتحاضر وتضغط، وتحجب المساعدات عن الدول والأنظمة التي تزور وتقيد المشاركة السياسية وتنقلب على الديمقراطيات المنتخبة.

كان صادماً وغير مسبوق تحريض الرئيس ترامب أنصاره يوم 6/1/2021 على اقتحام الكونغرسـ لتعطيل إجراءات فرز الكونغرس الجديد أصوات المجمع الانتخابي ـ ومنع نائب الرئيس ـ مايك بنس ـ إعلان الرئيس جو بايدن دستورياً الرئيس السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة. لكن ترامب وأغلبية أنصاره مقتنعون بسرقة الانتخابات وحاولوا تنفيذ انقلاب على الدستور-كما اتهمهم الرئيس بايدن الجمعة الماضي. وذلك باقتحام مئات من مؤيديه وأنصاره مبنى الكونغرس وترهيب المشرعين والمطالبة بشنق نائب الرئيس بنس ـ لرفضه وقف الإجراءات الدستورية والطعن بنتيجة فوز بايدن وخسارة ترامب! ووصفوا ذلك بالخيانة والعار، رغم عدم وجود أي أدلة تثبت التزوير.

واليوم، بعد ثلاثة أعوام على سقوط الديمقراطية الأمريكية في مستنقع التشكيك بنموذجها الجدير بالاتباع، وصدم العالم بأسره وقرّب أمريكا أكثر من دولة هشة بترتيب 141 من 179 دولة! أكثر منها دولة رائدة ونموذجا للأنظمة الديمقراطية العريقة ـ ما يعمق مأزق الديمقراطية الأمريكية. والصادم تُظهر استطلاعات رأي صحيفة واشنطن بوست ـ ارتفاع نسبة المتعاطفين من جمهور ترامب معه ومع مقتحمي مبنى الكونغرس!

وبرغم مقاضاة الحكومة الأمريكية ترامب على تحريض أنصاره على التمرد حسب الفقرة الثالثة من التعديل 14 للدستور الأمريكي لعام 1866 ـ بعد إنهاء العبودية والرق ـ بمنع أي مسؤول أقسم يمين حماية الدستورـ من الانخراط بأعمال تمرد على الدستور، من تسلم أي منصب رسمي في الحكومة الأمريكية!(ينطبق على ترامب بصفته رئيسا سابقا ولا يحق له العودة لمنصب الرئيس)-وشطبت ولايتا كولورادو وماين اسم ترامب من قائمة مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية التي تبدأ هذا الشهر. واستأنف ترامب أمام المحكمة العليا.

وُجهت تهم جنائية فدرالية لحولي 1200 شخص من أنصار ترامب قاموا باقتحام الكونغرس في واشنطن في 6 يناير 2021 ـ وبحلول ديسمبر 2023 ـ أعترف 728 من المتهمين بذنبهم، وتم سجن 745 منهم!

وعينت وزارة العدل للشفافية مدعيا خاصا مستقلا للنظر بالتهم التي ستواجه لترامب الذي يدعي أنه كانت لديه حصانة رئاسية وقت اقتحام الكونغرس. وطلب المدعي العام من المحكمة العليا البت في قانونية ادعاء محامي ترامب ـ للبدء بمحاكمته ـ

وإذا ما أدين ترامب فإنه سيسجن لارتكابه أربعة أفعال جنائية: التآمر والتحريض على التمرد والتآمر ضد الحكومة الأمريكية والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية، والتآمر ضد الحقوق القانونية للمواطنين!

وإذا ما أدين بتلك التهم فعقوبتها السجن. كما قد يسجن ترامب 77 عاماً إذا ما أدين في تهم الاحتفاظ بوثائق ومستندات رسمية حكومية سرية وبالغة السرية احتفظ بها بعد تركه البيت الأبيض بدلاً من تسلميها إلى الأرشيف الوطني كما يشترط القانون من جميع الرؤساء. وهناك تهم جنائية ومدنية أخرى.

ودأب الرئيس بايدن المنافس الرئيسي لترامب على رئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 5 نوفمبر القادم ـ على التحذير من خطر وتهديد ترامب واستعداده للتضحية بالديمقراطية للوصول إلى السلطة! والتصويت لبايدن هو تصويت لدعم الديمقراطية والنظام، بينما اتهم ترامب بايدن بالفساد وإثارة المخاوف!

تشير استطلاعات الرأي قبل 10 أشهر من الانتخابات لتنافس حاد بين بايدن وترامب في انتخابات الرئاسة القادمة، وتكرار للمواجهة الشرسة عام 2020.

فاز الرئيس بايدن بـ81.2 مليون صوت بفارق 7 ملايين صوت-وحصل ترامب على 74.2 مليون صوت و46.8٪ لترامب! وحسب آخر استطلاعات الرأي لوكالة رويترز ـ يتقدم بايدن بـ38٪ مقابل 36٪ لترامب، يعني شبه تعادل، و26٪ لم يحسموا أمرهم.

الواضح أن ترامب ساهم بشكل كبير بتعميق الشرخ الاجتماعي والسياسي وبتقسيم المجتمع بخطابه الديماغوجي ـ العنصري ضد الأقليات والمهاجرين واللاجئين ـ وتفضيله المستبدين الأقوياء مثل بوتين ورئيس وزراء هنغاريا أوربان!

حتى أنه صرح أنه لا يمانع أن يكون ديكتاتوراً ولو ليوم واحد! والملفت ارتفاع شعبية ترامب بين أنصاره برغم 4 قوائم تهم جنائية تصل بمجملها إلى 91 تهمة مختلفة ومتنوعة!

ونجح ترامب بإقناع أنصاره أنه ضحية وشهيد مؤامرة الدولة العميقة ووزارة العدل وأذرعها بهدف حرمانه من الترشح ضد بايدن! كما يكرر ترامب انتقاده واتهامه بايدن بالاحتيال والنصب ويكيل التهم للقضاة والمدعين العامين والمحقق الخاص في التهم الموجهة إليه. ما يكرس صورته لدى أنصاره بأنه بالفعل ضحية النظام الأمريكي.

ولذلك يكرر أنه إذا فاز سيحاكم ويعاقب وينتقم من الدولة العميقة، ما يكسبه مزيدا من الشعبية. كما يمنع المرشحين المنافسين له من حزبه التهجم عليه واتهامه بالإساءة للديمقراطية الأمريكية وتحميله مسؤولية تحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس.

يقابل ذلك نقاط ضعف بايدن: تجاوزه 81 عاماً- أكبر رئيس بتاريخ أمريكا في البيت الأبيض ويترشح لمنصب الرئيس! والوضع الاقتصادي، وموقف بايدن الداعم والمصطف بقوة مع إسرائيل في حربها الدموية على غزة. ما يكرس معضلة ومأزق الديمقراطية الأمريكية!

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية، جامعة الكويت

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا ترامب بايدن أوربان بوتين اقتحام الكونغرس الديمقراطية الأمريكية الدولة العميقة الدیمقراطیة الأمریکیة المشارکة السیاسیة

إقرأ أيضاً:

ترامب يتهم بايدن وأوباما بخفض معايير السلامة الجوية

اتهم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي ، مساء اليوم الخميس، الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والرئيس الأسبق باراك أوباما، بخفض معايير السلامة الجوية والذي أسفر عن حادث اصطدام طائرتين صباح اليوم، وفقًا لخبر عاجل لقناة العربية.

ترامب: سأكلف لجنة جديدة لإدارة وكالة الطيران الفيدرالية ترامب: لا نعرف حتى الآن سبب اصطدام الطائرتين


فيما أعلنت السلطات الأمريكية انتشال جثامين 37 من قتلى حادث اصطدام مروحة عسكرية بطائرة ركاب في واشنطن.
 وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأنه من غير المعروف حتى الآن سبب وجود المروحية العسكرية في مسار طائرة الركاب في واشنطن.
وأكدت مصادر أمريكية أنه لا ناجين من الحادث الذي يُضاف لسلسلة حوادث الطائرات في أمريكا. 
اصطدمت طائرة تحمل 60 راكبًا وأربعة من أفراد الطاقم بمروحية عسكرية، مساء الأربعاء، أثناء اقترابها من مطار رونالد ريغان.
وقالت الخطوط الجوية الأمريكية، في بيان منشور صباح اليوم، إن الرحلة كانت في طريقها من ويتشيتا بولاية كانساس إلى واشنطن العاصمة.
وقالت شركة الطيران: إن قلقنا منصب على الركاب وأفراد الطاقم على متن الطائرة. ونحن على اتصال بالسلطات ونقدم المساعدة في جهود الاستجابة للطوارئ.
وأوضحت إدارة الطيران الفيدرالية، في بيان، لصحيفة ذا هيل، إن الطائرة اصطدمت في الجو بالمروحية أثناء اقترابها من المدرج 33 في المطار حوالي الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.
وأشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى أنها ستحقق في الحادث بالتعاون مع مجلس سلامة النقل الوطني.
شهدت الولايات المتحدة العديد من حوادث الطائرات على مر السنين، مما أثار تساؤلات بشأن سلامة النقل الجوي. تعتبر حادثة طائرة "تيتانيك" الجوية، والمعروفة باسم "حادثة 11 سبتمبر 2001"، واحدة من أكبر المآسي التي شهدتها البلاد، حيث استخدم الإرهابيون أربع طائرات مدنية للاعتداء على أمريكا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وأدى إلى تغييرات جذرية في السياسات الأمنية داخل المطارات والطائرات. بعد ذلك، زادت الإجراءات الأمنية بشكل ملحوظ، بما في ذلك تفتيش الركاب والأمتعة بشكل أكثر دقة.

مقالات مشابهة

  • ديمقراطية أميركا..من أيزنهاور إلى بايدن
  • الرئيس اللبناني يعزي ترامب في ضحايا الطائرة الأمريكية
  • بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل
  • ترامب يعلّق على حادثة الطائرة والمروحية ويلوم بايدن وأوباما
  • ترامب يهاجم بايدن وأوباما بعد كارثة الطائرة المنكوبة
  • ترامب يتّهم بايدن وأوباما بخفض معايير السلامة الجوية
  • ترامب يحمّل بايدن واوباما مسؤولية تصادم الطائرتين
  • ترامب يتهم بايدن وأوباما بخفض معايير السلامة الجوية
  • لا بايدن ولا ترامب، وإنما المقاومة
  • إدارة ترامب تعتزم طلب تمويل إضافي من الكونغرس لبرامج ترحيل المهاجرين غير الشرعيين