الخليج الجديد:
2024-10-05@05:38:51 GMT

ديماغوجية ترامب تعمّق مأزق ديمقراطية أمريكا

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

ديماغوجية ترامب تعمّق مأزق ديمقراطية أمريكا

ديماغوجية ترامب تعمّق مأزق ديمقراطية أمريكا

نجح ترامب بإقناع أنصاره أنه ضحية وشهيد مؤامرة الدولة العميقة ووزارة العدل وأذرعها بهدف حرمانه من الترشح ضد بايدن!

عمّق ترامب الشرخ الاجتماعي والسياسي وقسّم المجتمع بخطابه الديماغوجي العنصري ضد الأقليات والمهاجرين واللاجئين وفضّل المستبدين الأقوياء!

انتكاس الديمقراطية الأمريكية ولم يعد يؤهلها محاضرات مقنعة على شعوب ودول العالم عن أهمية المشاركة السياسية واحترام نتائج الاقتراع وتبادل السلطة سلميا ودوريا.

تجاوز بايدن 81 عاماً أكبر رئيس بتاريخ أمريكا ويترشح لمنصب الرئيس! والوضع الاقتصادي وموقفه الداعم بقوة لإسرائيل في إبادة غزة، ما يكرس مأزق الديمقراطية الأمريكية!

* * *

وضع الديمقراطية الأمريكية منتكس ولم يعد يؤهلها إلقاء محاضرات مقنعة على شعوب وأنظمة العالم عن أهمية المشاركة السياسية واحترام نتائج صناديق الاقتراع وتبادل السلطة بشكل سلمي ودوري، التزاماً بمرجعيات دستورية وقوانين الانتخابات.

وخاصة بعدما عاث ترامب الرئيس السابق فساداً وإفساداً برفضه وطعنه حتى اليوم بعد ثلاثة أعوام من حسم خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020. وبرغم تقدم ترامب مرشحي حزبه الجمهوري في استطلاعات الرأي، لكنه لا يزال يطعن ويّدعي تزوير وسرقة الانتخابات منه. بينما يعتقد 36٪ من أنصار ترامب أن فوز بايدن بالرئاسة غير شرعي!!

لذلك غير مستغرب اعتقاد 68٪ من الأمريكيين المستطلعة آراؤهم قبل أكثر من عام في نوفمبر 2022، أن ديمقراطيتهم مهددة وفي خطر، مقابل 30٪ لا يرون ذلك! وهذه نسبة صادمة وغير مسبوقة في ديمقراطية تمارس المشاركة السياسية والانتخابات الرئاسية منذ عام 1789!! بل وتحاضر وتضغط، وتحجب المساعدات عن الدول والأنظمة التي تزور وتقيد المشاركة السياسية وتنقلب على الديمقراطيات المنتخبة.

كان صادماً وغير مسبوق تحريض الرئيس ترامب أنصاره يوم 6/1/2021 على اقتحام الكونغرسـ لتعطيل إجراءات فرز الكونغرس الجديد أصوات المجمع الانتخابي ـ ومنع نائب الرئيس ـ مايك بنس ـ إعلان الرئيس جو بايدن دستورياً الرئيس السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة. لكن ترامب وأغلبية أنصاره مقتنعون بسرقة الانتخابات وحاولوا تنفيذ انقلاب على الدستور-كما اتهمهم الرئيس بايدن الجمعة الماضي. وذلك باقتحام مئات من مؤيديه وأنصاره مبنى الكونغرس وترهيب المشرعين والمطالبة بشنق نائب الرئيس بنس ـ لرفضه وقف الإجراءات الدستورية والطعن بنتيجة فوز بايدن وخسارة ترامب! ووصفوا ذلك بالخيانة والعار، رغم عدم وجود أي أدلة تثبت التزوير.

واليوم، بعد ثلاثة أعوام على سقوط الديمقراطية الأمريكية في مستنقع التشكيك بنموذجها الجدير بالاتباع، وصدم العالم بأسره وقرّب أمريكا أكثر من دولة هشة بترتيب 141 من 179 دولة! أكثر منها دولة رائدة ونموذجا للأنظمة الديمقراطية العريقة ـ ما يعمق مأزق الديمقراطية الأمريكية. والصادم تُظهر استطلاعات رأي صحيفة واشنطن بوست ـ ارتفاع نسبة المتعاطفين من جمهور ترامب معه ومع مقتحمي مبنى الكونغرس!

وبرغم مقاضاة الحكومة الأمريكية ترامب على تحريض أنصاره على التمرد حسب الفقرة الثالثة من التعديل 14 للدستور الأمريكي لعام 1866 ـ بعد إنهاء العبودية والرق ـ بمنع أي مسؤول أقسم يمين حماية الدستورـ من الانخراط بأعمال تمرد على الدستور، من تسلم أي منصب رسمي في الحكومة الأمريكية!(ينطبق على ترامب بصفته رئيسا سابقا ولا يحق له العودة لمنصب الرئيس)-وشطبت ولايتا كولورادو وماين اسم ترامب من قائمة مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية التي تبدأ هذا الشهر. واستأنف ترامب أمام المحكمة العليا.

وُجهت تهم جنائية فدرالية لحولي 1200 شخص من أنصار ترامب قاموا باقتحام الكونغرس في واشنطن في 6 يناير 2021 ـ وبحلول ديسمبر 2023 ـ أعترف 728 من المتهمين بذنبهم، وتم سجن 745 منهم!

وعينت وزارة العدل للشفافية مدعيا خاصا مستقلا للنظر بالتهم التي ستواجه لترامب الذي يدعي أنه كانت لديه حصانة رئاسية وقت اقتحام الكونغرس. وطلب المدعي العام من المحكمة العليا البت في قانونية ادعاء محامي ترامب ـ للبدء بمحاكمته ـ

وإذا ما أدين ترامب فإنه سيسجن لارتكابه أربعة أفعال جنائية: التآمر والتحريض على التمرد والتآمر ضد الحكومة الأمريكية والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية، والتآمر ضد الحقوق القانونية للمواطنين!

وإذا ما أدين بتلك التهم فعقوبتها السجن. كما قد يسجن ترامب 77 عاماً إذا ما أدين في تهم الاحتفاظ بوثائق ومستندات رسمية حكومية سرية وبالغة السرية احتفظ بها بعد تركه البيت الأبيض بدلاً من تسلميها إلى الأرشيف الوطني كما يشترط القانون من جميع الرؤساء. وهناك تهم جنائية ومدنية أخرى.

ودأب الرئيس بايدن المنافس الرئيسي لترامب على رئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 5 نوفمبر القادم ـ على التحذير من خطر وتهديد ترامب واستعداده للتضحية بالديمقراطية للوصول إلى السلطة! والتصويت لبايدن هو تصويت لدعم الديمقراطية والنظام، بينما اتهم ترامب بايدن بالفساد وإثارة المخاوف!

تشير استطلاعات الرأي قبل 10 أشهر من الانتخابات لتنافس حاد بين بايدن وترامب في انتخابات الرئاسة القادمة، وتكرار للمواجهة الشرسة عام 2020.

فاز الرئيس بايدن بـ81.2 مليون صوت بفارق 7 ملايين صوت-وحصل ترامب على 74.2 مليون صوت و46.8٪ لترامب! وحسب آخر استطلاعات الرأي لوكالة رويترز ـ يتقدم بايدن بـ38٪ مقابل 36٪ لترامب، يعني شبه تعادل، و26٪ لم يحسموا أمرهم.

الواضح أن ترامب ساهم بشكل كبير بتعميق الشرخ الاجتماعي والسياسي وبتقسيم المجتمع بخطابه الديماغوجي ـ العنصري ضد الأقليات والمهاجرين واللاجئين ـ وتفضيله المستبدين الأقوياء مثل بوتين ورئيس وزراء هنغاريا أوربان!

حتى أنه صرح أنه لا يمانع أن يكون ديكتاتوراً ولو ليوم واحد! والملفت ارتفاع شعبية ترامب بين أنصاره برغم 4 قوائم تهم جنائية تصل بمجملها إلى 91 تهمة مختلفة ومتنوعة!

ونجح ترامب بإقناع أنصاره أنه ضحية وشهيد مؤامرة الدولة العميقة ووزارة العدل وأذرعها بهدف حرمانه من الترشح ضد بايدن! كما يكرر ترامب انتقاده واتهامه بايدن بالاحتيال والنصب ويكيل التهم للقضاة والمدعين العامين والمحقق الخاص في التهم الموجهة إليه. ما يكرس صورته لدى أنصاره بأنه بالفعل ضحية النظام الأمريكي.

ولذلك يكرر أنه إذا فاز سيحاكم ويعاقب وينتقم من الدولة العميقة، ما يكسبه مزيدا من الشعبية. كما يمنع المرشحين المنافسين له من حزبه التهجم عليه واتهامه بالإساءة للديمقراطية الأمريكية وتحميله مسؤولية تحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس.

يقابل ذلك نقاط ضعف بايدن: تجاوزه 81 عاماً- أكبر رئيس بتاريخ أمريكا في البيت الأبيض ويترشح لمنصب الرئيس! والوضع الاقتصادي، وموقف بايدن الداعم والمصطف بقوة مع إسرائيل في حربها الدموية على غزة. ما يكرس معضلة ومأزق الديمقراطية الأمريكية!

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية، جامعة الكويت

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا ترامب بايدن أوربان بوتين اقتحام الكونغرس الديمقراطية الأمريكية الدولة العميقة الدیمقراطیة الأمریکیة المشارکة السیاسیة

إقرأ أيضاً:

وثيقة تكشف أدلة جديدة حول محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020

كشفت وثيقة قانونية نُشرت الأربعاء عن أدلة جديدة تدين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في مساعيه لقلب نتائج انتخابات 2020.

الوثيقة، التي أعدها فريق المستشار الخاص جاك سميث، تُظهر أن ترامب روج لمزاعم حول تزوير الانتخابات، ولجأ إلى "ارتكاب جرائم" ضمن محاولاته الفاشلة للاحتفاظ بالسلطة رغم خسارته.

الوثيقة، تكشف رؤية المدعين حول ما سيقدَّم في حال وصول القضية الجنائية ضد ترامب إلى المحكمة.

ورغم التحقيقات السابقة التي أجراها الكونغرس على مدار شهور، إضافة إلى قرار الاتهام الذي وثّق تفاصيل جهود ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات، تأتي هذه الوثيقة بحسابات جديدة لم تُعرف سابقًا من أقرب مساعدي ترامب.

تفاصيل

تسرد الوثيقة تفاصيل حادثة يوم 6 يناير 2021، حينما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأميركي في محاولة لوقف عملية التصديق على نتائج الانتخابات. وتشير إلى أن ترامب تجاهل نصيحة مستشاريه الذين أخبروه أن المحامين الذين يديرون شؤونه القانونية لن يتمكنوا من إثبات مزاعمه أمام المحاكم، ورد ترامب حينها قائلاً: "التفاصيل لا تهم".

وتم نشر هذه الوثيقة في وقت حساس، حيث يتنافس ترامب مجددا في السباق الرئاسي لعام 2024.

ويسعى الديمقراطيون إلى جعل رفض ترامب نتائج انتخابات 2020 مركز حملتهم ضده، مُطالبين بإثبات عدم أهليته للترشح للرئاسة مرة أخرى.

تقرير يحذر من 3 دول قد تستخدم الذكاء الاصطناعي للتأثير في الانتخابات الأميركية أظهر تقييم سنوي أميركي صدر الأربعاء، أن الولايات المتحدة تشهد تهديدا متزايدا من روسيا وإيران والصين لمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر المقبل، بما في ذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات كاذبة أو مثيرة للانقسام.

وقد أثارت هذه القضية مزيدًا من الجدل خلال مناظرة المرشحين لمنصب نائب الرئيس الثلاثاء، حينما أدان حاكم مينيسوتا، تيم والز، العنف في الكابيتول، بينما تهرب خصمه الجمهوري، جي. دي. فانس، من الإجابة المباشرة حول ما إذا كان ترامب قد خسر بالفعل في انتخابات 2020.

الحصانة الرئاسية والمعركة القانونية

تزامن تقديم هذه الوثيقة مع قرار المحكمة العليا الذي منح الرؤساء السابقين حصانة واسعة عن الأفعال التي قاموا بها أثناء وجودهم في المنصب، وهو ما أدى إلى تضييق نطاق القضية ضد ترامب وألغى إمكانية محاكمته قبل انتخابات 2024.

والهدف من هذا الموجز القانوني هو إقناع القاضية الأميركية تانيا تشوتكان بأن الجرائم التي يُتهم بها ترامب قد ارتُكبت بصفته الشخصية، وليس كرئيس، وبالتالي يمكن محاكمته، وفق الوكالة نفسها.

سمحت القاضية تشوتكان بنشر نسخة منقحة من الوثيقة للجمهور، على الرغم من اعتراضات الفريق القانوني لترامب الذي اعتبر توقيت نشرها غير عادل، خاصةً قبيل الانتخابات الرئاسية.

ومع أن احتمالية إجراء محاكمة لا تزال غير مؤكدة، لاسيما إذا فاز ترامب بالانتخابات وسعى النائب العام الجديد لإسقاط القضية، إلا أن هذه الوثيقة تُعتبر بمثابة خارطة طريق للمدعين لإظهار الأدلة والشهادات التي سيقدمونها أمام هيئة المحلفين.

ومن المتوقع أن تُحدد القاضية تشوتكان مدى مسؤولية ترامب عن هذه الأفعال، سواء كانت رسمية أو خاصة.

ففي الوثيقة، يُزعم أن ترامب "أسس الأرضية" لرفض نتائج الانتخابات قبل أن تنتهي المنافسة، إذ قال لمستشاريه إنه في حال حصل على تقدم مبكر، فإنه سيعلن "الانتصار قبل أن يتم فرز جميع الأصوات".

كما ورد في الوثيقة أن ترامب كان يعلم بأن مزاعمه عن تزوير الانتخابات ليست صحيحة، ومع ذلك استمر في نشرها.

"أكاذيب"

تظهر الوثيقة أيضا أنه بحلول 5 ديسمبر 2020، بدأ ترامب بالتركيز على دور الكونغرس في التصديق على النتائج، حين طرح لأول مرة فكرة أن مايك بنس يمكنه الطعن في نتائج الانتخابات خلال الجلسة المشتركة لمجلس النواب.

ووثّق بنس بعض هذه التفاعلات في كتابه الصادر عام 2022 بعنوان "ساعدني الله"، كما استُدعي للإدلاء بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى التي تحقق في تصرفات ترامب بعد رفض المحاكم مزاعم الحصانة التنفيذية.

إلى ذلك، تكشف الوثيقة أن ترامب استغل حسابه على تويتر لنشر مزاعم كاذبة حول التزوير، مهاجمًا أي شخص يُفند تلك المزاعم.

وحث أنصاره على القدوم إلى واشنطن لحضور مراسم التصديق على نتائج الانتخابات في 6 يناير 2021.

في النهاية، يرى المدعون أن ترامب استخدم سلسلة من "المعلومات المضللة" لتحفيز أنصاره على اقتحام الكابيتول وتعطيل إجراءات التصديق على نتائج الانتخابات، ما أدى إلى أحداث العنف الدامية في ذلك اليوم. المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشونغ، وصف المذكرة القانونية بأنها "مليئة بالأكاذيب" و"غير دستورية"، مشيرا إلى أن سميث والديمقراطيين "مصممون على استخدام وزارة العدل كسلاح"، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، بينما قال ترامب إن القضية ستنتهي بـ"نصره الكامل".

مقالات مشابهة

  • بايدن يحذر من تأثير تصريحات ترامب على "سلمية الانتخابات"
  • بايدن: لا أعرف إذا ستكون الانتخابات الأمريكية سلمية
  • معركة صعبة مرتقبة للسيطرة على الكونغرس الأميركي
  • أزمة الشرق الأوسط تنعكس على الانتخابات الأمريكية
  • نائب هاريس يغازل المسلمين قبل الانتخابات الأمريكية
  • لمن سيعطي قدامى المحاربين أصواتهم في الانتخابات الأمريكية المقبلة؟ (أرقام)
  • لمن سيعطي قدامي المحاربين أصواتهم في الانتخابات الأمريكية المقبلة؟ (أرقام)
  • 3 دول تستهدف الانتخابات الأمريكية بالذكاء الاصطناعي
  • وثيقة تكشف أدلة جديدة حول محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات 2020
  • مرتبط بترامب ومصر.. مطالب ديمقراطية بإعادة فتح تحقيق الـ10 ملايين دولار