عن توقيت دعوات مقاطعة محلات السوريين في مصر
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
عن توقيت دعوات مقاطعة محلات السوريين في مصر
هناك مزاعم أخرى تتجدد، منها أن السوريين هم سبب أزمة الدولار في مصر، بسبب تحويلاتهم السنوية الضخمة للخارج.
لا أحد يعرف، ما سبب إطلاق دعوات "مقاطعة محلات السوريين في مصر" بهذه الغزارة وفي هذا التوقيت، وما علاقتها بأزمات الاقتصاد المصري.
أتفهم انطلاق دعوات تدعو لشراء المنتج المحلي، فهذه دعوة مطلوب مساندتها وبقوة، وأتفهم الدعوة لمقاطعة السلع والمنتجات الإسرائيلية في أسواق مصر.
ما سبب إطلاق دعوات "مقاطعة محلات السوريين في مصر" في هذا التوقيت، علما أن السوريين ضخوا مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري في 13 عاما؟
هل هناك علاقة لتلك الدعوات بمحاولة البعض سكب مزيد من الزيت على الاقتصاد المصري الذي يحتاج لترميم قوي وسريع، في ظل التحديات والأزمات التي تمر بها.
ألا يحتاج الاقتصاد أكثر من أي وقت مضى لطمأنة المستثمرين العرب والأجانب في مصر على أموالهم ومشروعاتهم، وليس إثارة الذعر بينهم، كما يحدث مع انطلاق تلك الحملات الخبيثة والمقززة؟
* * *
دعوات مريبة وتحريضية انطلقت بشكل مفاجئ ضد المستثمرين والتجار السوريين في مصر، حملات مكثّفة مجهولة المصدر، فلا أحد يعرف بالضبط من يقف خلفها، ويحركها بهذه السرعة، ويديرها، ويوعز بنشرها على نطاق واسع، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي، أو بعض الصحف والفضائيات، أو حتى بين جلسات النميمة داخل النوادي الرياضية والاجتماعية الشهيرة، وعلى لسان سائقي التاكسيات والتوك توك.
ولا أحد يعرف، ما سبب إطلاق دعوات "مقاطعة محلات السوريين في مصر" بهذه الغزارة وفي هذا التوقيت، علما بأن السوريين ضخوا مليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد المصري على مدى ما يقرب من 13 سنة خاصة في قطاع الخدمات والمطاعم، ويقدمون خدمة جيدة بشهادة ملايين المصريين؟
وما علاقة تلك الحملات الجديدة القديمة بأزمات الاقتصاد المصري، وفي مقدمتها أزمة سعر الدولار الذي يواصل ارتفاعه مقابل الجنيه، رغم الترويج على نطاق واسع بقرب تدفق عشرات المليارات من الدولارات على الاقتصاد المصري، سواء من صندوق النقد الدولي، أو الاتحاد الأوروبي، أو أصحاب الأموال الساخنة وحملة السندات الدولية، أو من الراغبين في شراء الأصول المصرية المطروحة للبيع، سواء كانت بنوكاً أو شركات أو حتى أراضي ومستشفيات ومعامل تحاليل؟
وهل هناك علاقة بين تلك الدعوات ومحاولة البعض سكب مزيد من الزيت على أوضاع الاقتصاد المصري التي تحتاج أصلاً إلى ترميم قوي وسريع، في ظل التحديات والأزمات التي تمر بها.
كما يحتاج الاقتصاد أكثر من أي وقت مضى إلى طمأنة المستثمرين العرب والأجانب في مصر على أموالهم ومشروعاتهم، وليس إثارة الذعر بينهم، كما يحدث مع انطلاق تلك الحملات الخبيثة والمقززة؟
ببساطة وبشكل مفاجئ وجد المصريون أنفسهم أمام دعوتين، الأولى تدعو لمقاطعة محال ومتاجر ومطاعم السوريين في مصر، أما الثانية فهي تدعو لشراء المنتج المحلي على حساب الأجنبي تحت وسم "مش _هشتري_غير_من_المصري".
وللأسف واكب الدعوتين حملات تحريض ضد السوريين في مصر، والذين يتجاوز عددهم نحو 1.5 مليون شخص، وإطلاق ألفاظ بذيئة وكلمات عنصرية وسجالات وخناقات، وكأنها معركة حقيقية.
وغذّى البعض الحملة الأولى بترويج عشرات الآلاف من التغريدات والبوستات ومقاطع الصور والفيديوهات القديمة التي حمل بعضها تجاوزاً لفظياً وسلوكاً لا أخلاقياً بحق الأشقاء السوريين.
كما صاحبها ادعاءات ومزاعم مختلفة وقديمة، منها مثلاً اتهام مطاعم السوريين ببيع لحوم فاسدة وبضائع منتهية الصلاحية، وهذا ادعاء لا دليل عليه من جهات رسمية أو محايدة، وإن حدث فإن نسبته في مطاعم السوريين لا تختلف عما هو موجود في المطاعم الأخرى، سواء التي يملكها مصريون أو عرب أو أجانب مقيمون في مصر.
وهناك مزاعم أخرى تتجدد، منها مثلاً أن اللاجئين السوريين هم سبب أزمة الدولار في مصر، بسبب تحويلاتهم السنوية الضخمة للخارج، سواء لذويهم داخل سورية وتركيا أو في دول أخرى.
رغم أن المتابع لحال سوق الصرف في مصر يجد أن أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الحالية هو ضخامة أعباء الديون الخارجية، وتراجع إيرادات النقد الأجنبي بنسبة تصل إلى نحو 17.5% خلال التسعة أشهر الأولى من عام 2023، وهذا التراجع زاد عقب انطلاق الحرب على غزة، وما صاحبها من تأثيرات سلبية على أنشطة حيوية مثل السياحة والاستثمارات الأجنبية.
فوفق أحدث الأرقام الصادرة عن البنك المركزي المصري، فإن إيرادات مصر فقدت نحو 13.9 مليار دولار من 5 مصادر أساسية، هي الصادرات، وتحويلات المغتربين، والسياحة، وقناة السويس، وصافي الاستثمار الأجنبي المباشر، وذلك في أول 9 أشهر من عام 2023 مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه التدفقات خلال الفترة نفسها من عام 2022.
وأن حصيلة مصر من النقد الأجنبي من تلك المصادر الخمسة بلغت نحو 65.6 مليار دولار مقابل نحو 79.6 مليار دولار في الفترة نفسها من عام 2022، أي إن مصر فقدت 14 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم مقارنة بالإيرادات الدولارية الكلية.
أتفهم انطلاق دعوات تدعو لشراء المنتج المحلي، فهذه دعوة مطلوب مساندتها وبقوة، وأتفهم الدعوة لمقاطعة السلع والمنتجات الإسرائيلية في أسواق مصر، والتي قد ترد إلى البلاد من دول وسيطة، بعد تغيير بيانات دولة المنشأ الحقيقية وهي إسرائيل.
وأتفهم دعم الشارع المصري حملات مقاطعة السلع ومنتجات الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، بخاصة تلك المنتجة من شركات تصرّ على مواصلة تقديم الدعم لجيش الاحتلال في حربه على أهالي غزة، لكن أن تنطلق في هذا التوقيت حملات تدعو لمقاطعة محال السوريين في مصر وتهدد أرزاقهم، فهذا أمر يدعو للشك والريبة.
*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر مقاطعة العنصرية مطاعم أسواق مصر السوريون في مصر أزمة الدولار الاقتصاد المصري الاقتصاد المصری فی هذا التوقیت ملیار دولار من عام
إقرأ أيضاً:
وزير المالية: نستهدف رفع كفاءة المنظومة الجمركية لنمو وتنافسية الاقتصاد المصري
أكد أحمد كجوك وزير المالية، أننا نستهدف رفع كفاءة المنظومة الجمركية، في إطار سياسات مالية محفزة لنمو وتنافسية الاقتصاد المصري، لافتًا إلى أننا نسعى لتبسيط الإجراءات الجمركية في مسار بناء حالة من الثقة والشراكة والمساندة مع مجتمع الأعمال المحلي والأجنبي.
قال في كلمته خلال الاحتفال باليوم العالمي للجمارك، التي ألقاها نيابة عنه شريف الكيلاني نائب الوزير للسياسات الضريبية، المشرف على مصلحة الجمارك، إنه سيتم إطلاق الحزمة الأولى للتسهيلات الجمركية خلال الفترة المقبلة، في إطار رؤية متكاملة لدفع النشاط الاقتصادي، موضحًا أننا نعمل مع شركائنا المحليين والدوليين على توطين الممارسات العالمية لخفض زمن الإفراج الجمركي وتقليص تكاليف الإنتاج والتصدير.
أضاف أننا حريصون على الاستفادة بالخبرات الدولية في تحليل زمن الإفراج الجمركي لعمليات الاستيراد والتصدير من أجل التغلب على التحديات، وحوكمة الإدارة الجمركية لتشجيع القطاع الخاص المحلى والأجنبي على توسيع أنشطته الإنتاجية والصناعية والتصديرية في مصر، مشيرًا إلى أن تطوير المنظومة الجمركية يتكامل مع جهود الحكومة لرفع تنافسية الصادرات السلعية والخدمية وتحسين الميزان التجاري.
وأوضح أننا نسعى لتحقيق التكامل بين «الضرائب» و«الجمارك» لصالح التيسير على مجتمع الأعمال بهدف تحفيز الاستثمارات الخاصة في الاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن الربط الإلكتروني لكل الموانئ عبر منظومة «النافذة الواحدة» يساعدنا في دفع جهود تيسير الإجراءات الجمركية، أخذًا في الاعتبار أننا منفتحون إلى أبعد مدى مع المستثمرين في حوارات مستمرة، للتعرف بشكل أكبر على التحديات وطرح حلول عملية مبسطة.
قال الوزير: «كل التقدير لجهود منظمة الجمارك العالمية فى دعم جهود الحكومات الهادفة لحوكمة وتيسير التجارة الدولية.. وأشكر زملائي العاملين بمصلحة الجمارك، وأراهن على قدراتهم فى تحقيق مستهدفاتنا خلال المرحلة المقبلة».
أكد إيان سوندز الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية، فى كلمة مسجلة، أننا نعمل على تحويل الالتزامات إلى إجراءت ملموسة، تُعزز تسهيل التجارة وتدعم النمو الاقتصادي المستدام، موضحًا أن «الكفاءة والأمن والازدهار» أهداف جمركية عالمية تتحقق بتطوير الخدمات الرقمية وتعزيز البيانات التحليلية، وتنمية القدرة على تحصيل الإيرادات بشكل عادل، وتعميق الابتكار ودفع ريادة الأعمال.
وقام الكيلاني، نيابة عن الوزير، بتكريم مجدي إسحق عازر رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي، وممدوح الرفاعي رئيس الاتحاد العربي للمخلصين الجمركيين، ومحمود بزان رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية.
كما قام بتكريم العاملين المتميزين لتحفيزهم على مواصلة جهودهم للارتقاء بالمنظومة الجمركية، وهم: أحمد أبو الحسن رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس مصلحة الجمارك، وأحمد القرنشاوي رئيس الإدارة المركزية لجمارك الإسكندرية، ومها ماهر مدير عام خدمة العملاء بالإدارة المركزية لبرامج المشغل الاقتصادي، وأمل عبد الفتاح مدير عام مبادرات التطوير والإصلاح الجمركي، ومصطفي محمد عبد الفضيل مدير عام العلاقات العامة، ومحمد محمود مدير عام جمرك طرود البريد بالإدارة المركزية للصادرات والواردات الجوية، ونصره علي مدير إدارة تحليل نظم التعريفة بالإدارة المركزية للسياسات والإجراءات، وصافيناز مصطفى مدير إدارة المتابعة بالإدارة المركزية لجمارك المنطقة الغربية، وطه حسين عبد العزيز مدير إدارة المكتب الفني بالإدارة المركزية لتكنولوجيا الالتزام، وروفائيل سليمان مدير إدارة المكافحة بالقاهرة بالإدارة المركزية لدعم العمليات بمنطقة الوسطى والجنوبية.
ومن المكرمين: محمد عبد القادر مدير الإدارة الإلكترونية للتعريفة بالإدارة المركزية للتعريفة والقيمة والمنشأ، وصلاح محمد مدير إدارة المكتب الفني بالإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس المصلحة، وريهام أحمد مدير إدارة المكتب الفني بالإدارة المركزية للتطوير والإصلاح الجمركي، ونهى صبحي مدير إدارة الاتصال الخارجي بالإدارة المركزية للتعاون الدولي، وحسام سيد رئيس قسم البحوث بالإدارة المركزية لجمارك القاهرة، وياسر جمال محمد رئيس قسم بالمكتب الفني بالإدارة المركزية لدعم العمليات بالمنطقة الشرقية، ورمضان حسين رئيس قسم بالإدارة العامة للعمالة والتعيينات بقطاع الموارد البشرية، ومحمد السيد رئيس قسم بالإدارة العامة للمكافحة التهرب الجمركي بالمنطقة الوسطى والجنوبية، ومحمد جميل مدير إدارة بالوديعة بالإدارة المركزية لجمارك تفتيش الركاب بمطار القاهرة الدولي، وحسام محمد مدير إدارة مراجعة تحليل البيانات بقطاع التكنولوجيا، وأحمد إبراهيم رئيس قسم بالإدارة المركزية للركاب والأسواق الحرة، وأحمد سليم مدير إدارة تفتيش الركاب بمطار شرم الشيخ، وشهدي عيد رئيس الإدارة المركزية لشئون المجتمع التجاري، وصبحي عوض مدير عام الشئون المالية والإدارية بقطاع التكنولوجيا.
ومن المكرمين أيضًا: صفوة عوض مدير عام الترانزيت بدمياط، وهشام عبد الفتاح مدير عام الشئون المالية والإدارية بمكتب رئيس المصلحة، وياسر يسرى مدير عام جمرك الصادر بالدخيلة، وأيمن محمد مدير عام مبادرات تكنولوجيا المعلومات، ومحمد فوزي محمد مدير عام مكافحة التهرب الجمركي بالإدارة المركزية لدعم العمليات بالمنطقة الشرقية، ومحمد حسنى مدير إدارة النظم والمعلومات بالإدارة المركزية للإعفاءات والنظم الخاصة بالمنطقة الشرقية، وعاصم حسن مدير إدارة العقود ومراجعة التشريعات بالإدارة المركزية للشئون القانونية، ونجلاء نبيل مدير إدارة الموازنة بالإدارة العامة للعمالة والتعيينات بقطاع الموارد البشرية، وهمت جابر عبد المجيد مدير إدارة المتابعة بالإدارة المركزية للدعم الإداري بالمنطقة الشمالية والغربية، ومجدي ميلاد قديس مدير إدارة المخازن بالإدارة المركزية للخدمات الإدارية، ومها حسين مدير إدارة بالمكتب الفني بقطاع النظم والإجراءات، ولمياء محمد مدير إدارة المراجعة بالإدارة المركزية لدعم العمليات بالمنطقة الشمالية، ونسرين محمود مدير إدارة المكتب الفني بالإدارة المركزية للعلاقات العامة والاتصالات، ومحمد بدوي مدير المعهد القومي الجمركي بالقاهرة، ومحمد سعد مدير إدارة المتابعة بالإدارة المركزية لجمارك الإسكندرية، ومحمد أحمد باحث أول بالمكتب الفني لرئيس المصلحة، ومحمود محمد مدير إدارة المتابعة والتخطيط بالإدارة المركزية لشئون المجتمع التجاري، وإسلام صادق مدير إدارة انتقاء وتحليل المخاطر بالإدارة المركزية لتسهيل التجارة.
وشمل التكريم: نعمة عبد الحميد مدير إدارة متابعة وتحليل الاحتياجات بالإدارة المركزية لتخطيط الموارد، ومحمد عادل مدير إدارة متابعة وتحليل والدفع الإلكتروني بالإدارة المركزية للخدمات المالية، وهاني أحمد مدیر وردية الإدارة المركزية لجمارك تفتيش الركاب بمطار القاهرة الدولي، ومحمد محيي الدين مدير إدارة الخدمات الأمنية بالإدارة المركزية للخدمات الأمنية، وطارق محمد مدير إدارة المتابعة والتنسيق بالإدارة المركزية لدعم البرامج، ودعاء خيري مدير تعريفة بالإدارة المركزية للمنطقة الشمالية والغربية، وأيمن حسام الدين مدير إدارة مكتب المدير العام بالوحدة المركزية للسماح المؤقت، ومحمود صلاح الدين رئيس قسم الإدارة المركزية بجمارك البحر الأحمر بالمنطقة الوسطى والجنوبية، وسحر محمد مدير تعريفة بالمراجعة اللاحقة بالإدارة المركزية لجمارك السويس، وعلاء فهيم إبراهيم مدير حركة إدارة تموين السفن بالإدارة المركزية لجمارك الركاب والأسواق الحرة.
اقرأ أيضاًوزير المالية: نسعى إلى تحويل مصر لمركز إقليمى لإنتاج وتصدير الطاقة الجديدة والخضراء
«وزير المالية»: حريصون على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر وهونج كونج