الخليج الجديد:
2025-01-10@06:37:50 GMT

الإبادة الجماعية «والكلام الساكت»!

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

الإبادة الجماعية «والكلام الساكت»!

الإبادة الجماعية «والكلام الساكت»!

استخدام وزير الدفاع الإسرائيلى تعبير «الحيوانات البشرية» لم يكن عشوائيًا وإنما كان مختارًا بعناية.

الإبادة الجماعية في القانون الدولى «تدمير جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية تدميرًا كليًا أو جزئيًا».

إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى هذا العالم التى بإمكانها قصف أكثر من دولة فى وقت واحد ثم لا تتعرض لأى عقاب.

الخطوة الأولى فى كل وقائع الإبادة تاريخيًا نزع الإنسانية عن الجماعة المستهدفة تمهيدًا لإبادتها. وهو ما حدث بوضوح فى حالة غزة.

«غالانت»، كيهودى، يعرف يقينًا أن مثل تلك المفردات هى ذاتها التى استخدمها النازيون فى ألمانيا لنزع الإنسانية عن اليهود، ويعرف لماذا استخدموها.

عقاب تلك الجريمة بالقانون الدولى يتطلب إثبات تعمد الإبادة، وهو الأكثر صعوبة. وساسة إسرائيل وإعلامها يُفصحون علنًا عن أن النية المبيتة إبادة الفلسطينيين.

«كل صواريخنا وطائراتنا وقنابلنا وذخائرنا من أمريكا.. وفى اللحظة التى تغلق فيها (أمريكا) الصنبور لن يكون بإمكانك مواصلة الحرب.. الكل يعرف أننا لا يمكننا خوض هذه الحرب دون أمريكا».

* * *

الإبادة الجماعية التى تحدث فى غزة على مرأى ومسمع من العالم تتفوق على سابقاتها فى التاريخ الإنسانى من حيث المدى الذى وصلت إليه إسرائيل فى الإفصاح علنًا عن نواياها. وأهمية تلك المسألة أن عقاب تلك الجريمة بالقانون الدولى يتطلب إثبات تعمد الإبادة، وهو الأكثر صعوبة. وساسة إسرائيل وإعلامها يُفصحون علنًا عن أن النية المبيتة هى إبادة الفلسطينيين.

والإبادة الجماعية جريمة يعرفها القانون الدولى بأنها «تدمير جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية تدميرًا كليًا أو جزئيًا». وفى كل وقائع الإبادة تاريخيًا تكون الخطوة الأولى هى نزع الإنسانية عن الجماعة المستهدفة تمهيدًا لإبادتها. وهو ما حدث بوضوح فى حالة غزة. فاستخدام وزير الدفاع الإسرائيلى تعبير «الحيوانات البشرية» لم يكن عشوائيًا وإنما كان مختارًا بعناية.

فـ«غالانت»، كيهودى، يعرف يقينًا أن مثل تلك المفردات هى ذاتها التى استخدمها النازيون فى ألمانيا لنزع الإنسانية عن اليهود، ويعرف لماذا استخدموها.

لذلك ربط «غالانت» الاثنين فقال نصًا: «هم حيوانات بشرية وسنتصرف بناء على ذلك»، معلنًا الحصار الشامل لغزة «بدون كهرباء، بدون طعام، بدون ماء، وبدون وقود»، وهو ما يعنى بالضرورة «التدمير الكلى أو الجزئى» حسب العهد الدولى للإبادة الجماعية، الصادر عام 1948، والذى ينص فى تعريفه للإبادة الجماعية على أنها «الفرض العمدى لظروف حياتية تؤدى للتدمير الكلى أو الجزئى» لتلك الجماعة البشرية.

ولتبرير الإبادة قدم الرئيس الإسرائيلى «وثيقة» قال إنها تثبت أن حماس قادرة على إنتاج السلاح الكيماوى، ثم تبين أنها صفحة منقولة من كتاب عن تنظيم القاعدة منشور على الإنترنت، تمامًا مثل قصة قطع رؤوس 40 طفلًا إسرائيليًا، التى ثبت أنها مزيفة وتهدف لشيطنة الفلسطينيين لتبرير إبادتهم.

والإعلام الإسرائيلى يستخدم يوميًا مفردات من نوع «محو» غزة، «وتسويتها» بالأرض. ودعا ذلك الإعلام المجرم «لتحويل غزة إلى درسدن»، المدينة الألمانية التى سواها الحلفاء بالأرض فى الحرب العالمية الثانية، ومات فيها أكثر من 25 ألف شخص.

وبالمناسبة، استخدم الحلفاء وقتها 2700 طن من المتفجرات و800 قنبلة لمحو المدينة، بينما أعلنت إسرائيل فى الأسبوع الأول وحده من حربها على غزة أنها ألقت 6 آلاف قنبلة، ومع نهاية الشهر الأول وحده كانت قد ألقت 25 ألف طن من المتفجرات.

ومع نهاية الشهر الثالث وصل الرقم إلى 65 ألف طن. وقد قدر بعض الخبراء ما ألقته إسرائيل على غزة بما يعادل ثلاث قنابل ذرية بحجم تلك التى استخدمت فى هيروشيما.

هذا فضلًا عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، ومنها الفوسفور الأبيض المدمر للبشر والبنية التحتية. وإلى جانب الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، فإنها ترتكب جرائم بالجملة فى الضفة والقدس، ثم تزعم أنها الضحية الأبدية بلا منازع فى العالم.

وإسرائيل هى الدولة الوحيدة فى هذا العالم التى بإمكانها قصف أكثر من دولة فى وقت واحد ثم لا تتعرض لأى عقاب.

لكن إسرائيل لم يكن بمقدورها أن تفعل أيًا من ذلك وحدها. ففى كلمات صريحة للواء سابق فى الجيش الإسرائيلى، يدعى إسحق بريك، قال إن «كل صواريخنا وطائراتنا وقنابلنا وذخائرنا من الولايات المتحدة.. وفى اللحظة التى تغلق فيها (أمريكا) الصنبور لن يكون بإمكانك مواصلة الحرب.. الكل يعرف أننا لا يمكننا خوض هذه الحرب دون الولايات المتحدة».

لذلك فإن أفضل وصف لكل حرف نطق به وزير الخارجية الأمريكى فى جولته الحالية فى المنطقة هو أنه «كلام ساكت»، كما يقول السودانيون.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غالانت أمريكا غزة إبادة الفلسطينيين الإبادة الجماعية الأسلحة المحرمة دولي ا الفوسفور الأبيض نزع الإنسانية وحوش بشرية الإبادة الجماعیة الإنسانیة عن تدمیر ا

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع: الخارجية الأمريكية لم تحدد ضد من ارتكبنا جرائم الإبادة الجماعية

 

متابعات – تاق برس

انتقدت قوات الدعم السريع في بيان أصدرته اليوم القرارات الصادرة بحقها من قبل وزارة الخارجية الأميركية.

ونوهت قوات الدعم السريع إلى أن القرار جانبه الصواب لجهة أن قرار الخارجية الأمريكية لم يذكر على وجه التحديد المجموعة التي ارتكبت ضدها الإبادة الجماعية ولا مكان وقوع هذه الإبادة الجماعية.

واعتبر الدعم السريع في بيانه القرارت الأمريكية الأخيرة بأنها سياسية وتجاهلت الطرف الرئيسي في تقويض الحكم المدني وجر البلاد إلى حرب مدمرة.

مقالات مشابهة

  • لماذا يتجاهل الإعلام الأميركي الإبادة الجماعية في غزة؟
  • الدولية لدعم فلسطين: إسرائيل ترفض إيقاف جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني
  • شهداء وجرحى في اليوم الـ461 لحرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة
  • جحيم ترامب وسياسة الضغط
  • الدعم السريع: الخارجية الأمريكية لم تحدد ضد من ارتكبنا جرائم الإبادة الجماعية
  • محكمة العدل تعلن انضمام أيرلندا إلى قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • أيرلندا تنضم لقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في الجنائية الدولية
  • دولة جديدة تنضم لقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل .. عاجل
  • مايكل مور: دعاية قوية تعتم على الإبادة الجماعية بغزة
  • مخرج أمريكي: ثمة دعاية قوية تعتم على الإبادة الجماعية في غزة