عربي21:
2025-04-25@02:53:20 GMT

وائل الدحدوح… هذه الأيقونة

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

«وائل الدحدوح.. قصة، أسطورة» هكذا خاطب أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) النوّاب الإسرائيليين وهو يصرخ في وجوههم «لماذا تستهدفون الدحدوح؟!» بعد أن قتلت طائرة مسيّرة ابنه البكر حمزة، الصحافي في قناة «الجزيرة» وزميله مصطفى ثريا في نفس السيارة.
قتلوا ابنه حمزة بعد أن كانوا قتلوا قبل أسابيع زوجته وابنه الأصغر وابنته ذات الست أعوام وحفيده الرضيع في قصف للبيت الذي لجأوا إليه.

حادث لم تمض عليه سوى بضعة أسابيع حتى استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية الدحدوح نفسه ورفيقه المصوّر سامر أبو دقة مما أدى إلى إصابة الأول في يده واستشهاد الثاني.
ليس لدى هؤلاء النواب ما يردون به على كلمات الطيبي الغاضبة من على منبر برلمانهم وهو يقول لهم إن ما جرى استهداف مباشر ومخطط له مسبقا. هذا صحيح فمن يرسل طائرة مسيّرة لاغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري في شقة محدّدة، وفي طابق بعينه وفي عمارة بعينها، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، لا يمكن له أن يزعم أن قصف السيارة وإحراق من كان فيها هو مجرد حادث، ولهذا لجأ إلى اختلاق الأكاذيب كعادته.
وإذا كان الطيبي تساءل «لماذا تستهدفون الدحدوح؟!» فإن تقريرا في «الجزيرة» بث فور هذه الجريمة بدأه صاحبه مجدي عبد الهادي بالتساؤل «ما الذي تريده إسرائيل من الدحدوح؟!» وكأنه يريد أن يقول «ما الذي يريده نتنياهو من الدحدوح؟!» والجواب عن كلا التساؤلين واحد: إنهم يريدون قتل الأسطورة وتدمير الأيقونة التي أصبح الدحدوح يمثلها في نظر العالم كلّه وتختزل مأساة شعب بأكمله.
وجّهوا له في البداية إنذارا دمويا قاسيا باغتيال عدد من أفراد عائلته فأفرغ الله عليه صبرا كبيرا وهو يتلقف رسالة «ينتقمون منا بالأولاد». قال «معليش!!» الشهيرة، التي جابت العالم كله، والألم يعتصره ثم صلى على زوجته وفلذات أكباده وعاد إلى موقعه في تغطية ما يجري في غزة. ماذا عساهم يفعلون الآن؟ حاولوا قتله هو نفسه فلم يصب سوى في يده، فيما تُرك صاحبه المصوّر ينزف حتى الموت مانعين طواقم الإسعاف من الوصول إليه. عاد الرجل إلى التغطية المستمرة ويده مضمدة تنتظر شفاءها المعقّد والطويل. ما العمل الآن؟ دعنا نوجعه من جديد فنغتال ابنه البكر حمزة الذي قال عنه وائل إنه «كان كُلّي وليس بضعة مني، كان نفسي وروحي».
عاد وائل من جديد، كطائر الفينيق، وفي فيديو له بدأه بتنهيدة عميقة اعتبر التعاطف الواسع معه «وسام شرف يساعده ويقوّيه على مواصلة هذا الطريق». ومع أن «الألم كبير جدا والوجع أكبر والثمن باهظ جدا جدا جدا» لكن ذلك «لن يثنينا عن مواصلة الطريق (..) لن نتردد ولو للحظة واحدة، ولن نتوقف للحظة واحدة طالما أننا على قيد الحياة، وطالما أننا قادرون على أداء هذا الواجب (..) فهي رسالة إنسانية نبيلة مقدّسة كفلتها كل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية» واصفا من فقدهم من أهله بأنهم «ضحّوا بالكثير وبأعز ما يملكون حتى أستمر أنا على هذا الطريق، وبالتالي كان لزاما عليّ أن أكون وفيّا بالحد الأدنى.. وأستمر».
لم يشهد التاريخ الصحافي بطوله وعرضه، شرقه وغربه، حالة كهذه من الجلد والتضحية، لن يبزّها سوى التضحية بالنفس التي تبدو مع ذلك أهون مما يحدث مع وائل، فمن يفقد حياته يذهب عند رب كريم عادل مقتدر فلا يكون في وضع يئن فيه بحمل جبال من آلام الفقد والقهر.. حتى أن أحد الوزراء التونسيين السابقين وصل إلى حد اقتراح أن يتم تغيير اسم جبل الشعانبي، أعلى نقطة في البلاد، ليصبح جبل وائل الدحدوح.
كذلك لم يشهد هذا التاريخ أن جاء ذكر اسم صحافي بعينه، والتعاطف مع معاناته، على لسان رؤساء ووزراء وسفراء في كل أرجاء العالم كما حدث مع وائل الدحدوح، ولو أن بعض ما جاء على لسان مسؤولين أمريكيين بالتحديد ينطبق عليه المثل القائل «يقتلون الإنسان ويمشون في جنازته» ذلك أن هذه الوحشية الإسرائيلية، وهذا الإسراف في القتل بلا حدود، ما كان له أن يستمر بمثل هذه العجرفة المستفزة دون السلاح الأمريكي والغطاء السياسي الذي توفّره مع أغلب الدول الغربية التي لم يعد من حقها بعد اليوم أن تفتح فمها لتتحدث عن حقوق الإنسان والقانون الدولي، ناهيك أن تقدم دروسا في ذلك لأي دولة في هذا العالم، بعد كل هذا النفاق الذي رأيناه منها جميعا.
هل يمكن لكل هذه التصريحات أن تشكّل على الأقل نوعا من الحماية لوائل شخصيا من الآن فصاعدا؟ نتمنى ذلك، ولو أن إسرائيل لا يؤمن جانبها على الإطلاق ولا عهود لها، فيما يظل المؤلم حقا هو غياب التضامن الدولي بين الصحافيين مع أن من ذهب من زملائهم في غزة عدد غير مسبوق في أي نزاع آخر، وتلك خيبة مريرة أخرى من بين خيبات غزة الكثيرة.
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه وائل الدحدوح غزة غزة الاحتلال وائل الدحدوح مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وائل الدحدوح

إقرأ أيضاً:

فَمَا ٱسۡطَـٰعُوۤا۟ أَن یَهزموهُ، وَمَا ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ لَهُ هدماً !!

ظلَّ جيشنا فی مرمیٰ نيران التافهين من العملاء الَّذين لا أخلاق لهم، بعد أن ملأوا عقول المغيبين، بالمخدرات (المجانية!!) بعبارات لم يستنكفوا عن ترديدها، وهم يرددون كالببغاوات (معليش معليش ماعندنا جيش!!) ولم يفكروا للحظة فی السٶال التلقاٸی [طيب لو ما عندكم جيش،، عندكم شنو؟] ولا إجابة ولا مُجيب،وقبله كان السٶال علی شعار (تسقط بس!!) [أها بعد تسقط نعمل شنو؟]

لم يلتفت أی واحد من الجياشة إلیٰ هذه الترهات، ولم يستجب لهذه الإستفزازات، ومضی في طريقه الذی وَطَّنَ نفسه عليه منذ أن وطِأَت قدماه مصنع الرجال عرين الأبطال طالباً حربياً، أو كان مجنَّداً مستجداً فی أی مركز تدريب، يتلقیٰ جرعات التدريب المُرَّة،وهو راضٍ عن المهمة التی نذر نفسه لها،إذ أن العمل فی الجندية ليس مجرد وظيفة يتلقَّیٰ نظيرها راتباً هزيلاً، يكسب أضعافه مَن يمتهن غسل السيارات، أو من يبيع الماء، ولن نجٸَ علی ذِكر من يمتهنون السمسرة فی بيع العقارات أو العربات، فأولٸك تزيد مداخيلهم علی كبار القادة، والضباط العِظَام.

ويبحث الناس عن سر الأسرار الذی يجعل الجيَّاشة، يقتسمون بينهم اللقمة بالسوية، ويحكمون بالعدل، ويتآسون ويتراحمون، حالهم واحدة، وكلمتهم واحدة، وأخلاقهم متشابهة وطريقهم مستقيمة، وقلوبهم متآلفة، وسيرتهم حسنة، لايتفاضلون إلَّا بالأقدمية، ولا يختلفون إلَّا في الأسماء والرُتَب، ولا يتنازعون إلَّا بالقانون، ولا يقاتلون إلَّا من عاداهم واختار قتالهم!! و عند ذلك يریٰ عدوهم منهم ما يكره من شدة البأس والقوة، مع حُسن التدبير وبراعة التكتيك، والثبات علی المبدأ، ولا يناقش الضابط أو الجندی قاٸده، عند صدور الأوامر،فالأوامر لا تُناقش، وإلَّا لاتخذ الجياشة نقابات تُضيِّع بمطالبها تراب الوطن وأرواح المواطنين!!

وقد فوَّضَ الشعبُ الجيشَ، وهتفوا له (شعبٌ واحد،جيشٌ واحد) دون أن يحشدهم أحد،أو يحشو رٶوسهم بالمخدرات أو بالشعارات، لكن الجيش يُقدم (البيان بالعمل) وكان البيان العملي فی معارك حرب الكرامة مكتوبٌ بدماء الشهداء، في ساٸر بقاع السودان، من مختلف الرُتب، قادة وضباط وضباط صف وجنود، لم يجدوا حتیٰ (كفناً من طرف السوق ولا شبراً فی المقابر) إذ كانت قبورهم داخل الوحدات مثل الشهيد اللواء ياسر، أو فی سور القيادة العامة كحال شهداء الحرس الرٸاسی، وآخرين لا نعلمهم الله يعلمهم.

فما اسطاعوا هزيمة الجيش، ولا إستطاعوا هدم أساسه المتين.

ومن واقع تفويض الشعب للجيش، الذی لا ينكره إلَّا منافق ظاهر النفاق، سيحكم الجيش الفترة الإنتقالية بعد أن تضع الحرب أوزارها، وقد دار جدلٌ كثيف عن حكومة كفاءات، وإذ إن الجيش مَلٸٌ بالكفاءات في مختلف التخصصات، فإنّ الأنظار تتجه إلیٰ المعاشيين من كبار ضباط الجيش والقوات النظامية الأخریٰ، ولن تكون الترشيحات لمجرد إنهم خدموا فی سلك العسكرية وحسب ولكن يُقرأ ذلك مع سيرتهم الذاتية في مجال العمل العام، أو التخصص المعنِي، نقول ذلك وفی البال كمثال الفريق الركن النعيم خضر مرسال، الذی لم أعرفه إلَّا من خلال رساٸله الصوتية، وتحليلاته الرصينة، إبَّان إحتلال مليشا آل دقلو الإرهابية قریٰ ومدن ولاية الجزيرة، وبحثتُ بعد ذلك فی سيرته الذاتية، فعرفت إنّه من منسوبی الدفعة 29 كلية حربية، وقد عمل في وحدات قوات الشعب المسلحة المختلفة فی كل أنحاء بلادنا، واجتاز كل الدورات الحتمية بإمتياز، وأدار مكتب رٸيس هيٸة الأركان ثم مكتب وزير الدفاع،ثم شغل بعد المعاش منصب معتمد ود مدنی، وشغل منصب والی شمال دارفور.

الفريق الركن النعيم خضر مرسال من قلب الجزيرة، مسقط رأسه ود مدنی، إذاً فهو شِفِت، وواقعة ليهو، بقدر ماهو منضبط، وتفتيحة، شأنه شأن أولاد الجزيرة، ثمَّ إنه رياضي في رقبتو دی، ومهتم بالوسط الرياضي والثقافي وصديق للفنانين وإن كان لا يعرف أن يغني، وفوق ذلك فإنه لم يتلوث بأي تنظيم سياسي طيلة حياته، وفی تسميته فی منصب دستوري بعض السلویٰ لأهل الجزيرة علی ما أصابهم من حزن وأسی بعد ماحاق بهم العذاب علی يد مليشيا آل دقلو الإرهابية، فلٸن تخطاه الإختيار فی منصب والی الجزيرة فليس أقلَّ من أن نراه رٸيساً للوزراء أو زيراً للدفاع وهذا أضعف الإيمان.

-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء

محجوب فضل بدري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • تأهل ملك إسماعيل وفريدة خليل إلى نهائي كأس العالم للخماسي بالمجر
  • تأهل ملك إسماعيل وفريدة خليل إلى نهائي كأس العالم للخماسي الحديث بالمجر
  • دايما سبب سعدنا .. وائل جمعة يهنئ الأهلي بمناسبة ذكرى نشأته
  • غرف السياحة: إتاحة مهلة 48 ساعة للشركات لاستكمال بيانات الحجاج| فيديو
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند
  • البابا الذي عشق كرة القدم: من هو لاعبه المفضّل؟
  • ما التحديّات التي تنتظر البابا الجديد؟
  • فَمَا ٱسۡطَـٰعُوۤا۟ أَن یَهزموهُ، وَمَا ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ لَهُ هدماً !!
  • لقطات تبرز جمال منزل وقصر وائل كفوري.. صور