لا مكان لخصوم حزب الله على طاولة التفاوض
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": يدور الكلام لدى معارضي حزب الله حول احتمالين لا ثالث لهما: إما تفاوض إيراني - أميركي يعطي حزب الله مكاناً ثابتاً في المعادلة اللبنانية مقابل تسويات مضبوطة الإيقاع جنوباً، أو خربطة إسرائيلية لأي تفاوض لا يأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل الأمنية عند حدودها الشمالية. وفي الحالتين، يصبح التفاوض حول لبنان محصوراً بدائرتين، إيران خارجياً وحزب الله داخلياً.
وبقدر التسليم بهذه المعادلة، يظهر عجز هذه القوى، في المقابل، عن الحضور بقوة في حالات التفاوض الجارية. وهنا بيت القصيد، لأن القوى المعارضة لحزب الله، أو حتى المتحالفة معه موسمياً كالتيار الوطني الحر، لم تتمكن طوال المرحلة الماضية من تكوين حضور خارجي على المستوى المطلوب. فحتى العلاقة مع السعودية، والتي كان يمكن أن تُستثمر في التفاوض الجاري، تبدو محصورة في إطار محدد، كما تُرجمت مثلاً في لحظة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، حين زار السفير وليد البخاري بكركي، وتحرّكت الرياض واتفقت مع اللجنة الخماسية على التجديد له. أكثر من ذلك، يصبح الحضور الخارجي هزيلاً، ولا دور مؤثّر في مجريات التفاوض. وقد يكون الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أكثر من أعطوا هذه القوى فرصة الإطلالة الخارجية عبره، إلى ما يمكن التعبير عنه دبلوماسياً. مع ذلك، كشفت حرب غزة عورة الغياب الخارجي المستمر منذ سنوات لهذه القوى، والذي يأخذ أهمية مزدوجة عند مفاصل حقيقية. فمنذ 7 تشرين الأول، ظهر أن التفاوض الذي بدأ حول مرحلة ما بعد غزة، سيشمل ساحات المنطقة التي تُعنى بها طهران، ولبنان في مقدّمها، بسبب وجود حزب الله وتحريك جبهة الجنوب. غير أن الاستنهاض الذي كان يفترض أن يواكب حدثاً «تاريخياً» في المنطقة مؤثّراً على لبنان، اقتصر على البيانات والمطالبات بتنفيذ القرار 1701، ولم يرتق إلى المستوى المطلوب خارج الحدود اللبنانية. فإذا كان تحوّل كالمتوقّع حدوثه، حرباً أو سلماً، ومفاوضات تأخذ في مندرجاتها النظام السياسي والتسويات الداخلية وحجز مكان مناسب في التسوية، أبقى الانشغال السياسي محلياً دون الوصول إلى دول القرار، فكيف يمكن الرهان، إذاً، على أن حصة إيران وحزب الله لن تكون كبيرة؟ حتى لو كانت هذه القوى تعتبر أن إيران تريد التفاوض بأي ثمن ومستعدّة لكبح دور حزب الله العسكري مقابل عدم توسيع رقعة الحرب. لكن، في المقابل، فإن للتفاوض أسسه وتنازلاته وأرباحه، وإيران وحزب الله حاضران بقوة. أما خصومهما من قوى سياسية برلمانية وحزبية، فربحوا معركة يتيمة حتى الآن بموافقة حزب الله، ويتصرفون وكأنهم سلّموا جدلاً بأن لا وجود لهم على الطاولة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يعرب عن التضامن مع إيران جراء حادث انفجار ميناء رجائي
يمانيون../
أعرب حزب الله في لبنان عن أحر التعازي المواساة لقائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، وحكومتها وشعبها العزيز، وعوائل الشهداء، جراء الحادث الأليم الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس، وأدّى إلى ارتقاء عدد من الشهداء ووقوع عدد كبير من الجرحى.
وقال حزب الله في بيان “إننا إذ نعرب عن تضامننا العميق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووقفونا إلى جانب شعبها الأبي والمعطاء، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمّد الشهداء بواسع رحمته، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وأن يحفظ الجمهورية الإسلامية وشعبها العزيز من كل سوء.”.
وأكد حزب الله “إننا على يقين بأن الجمهورية الإسلامية، بما تمتلكه من إيمان وإرادة صلبة، قادرة على تجاوز هذه الحادثة المفجعة ومواصلة مسيرتها المباركة في التقدم والتطور والصمود ونصرة قضايا الأمة”.