لماذا هذه التسريبات حول الضفة الغربية؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
لماذا هذه #التسريبات حول #الضفة_الغربية؟ – #ماهر_أبوطير
وفقاً للقناة 12 الإسرائيلية فقد وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، وكبار ضباط الجيش تحذيرات واضحة ومباشرة لمجلس الحرب الإسرائيلي، تتضمن تقييما يقول إن الضفة الغربية على شفا الانفجار، وإن الأمر قد ينتهي باندلاع انتفاضة ثالثة.
القناة ذاتها أشارت إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلية حذرت مما وصفته بـمنحدر زلق قد يقود إلى تصعيد وشيك في مدن الضفة الغربية، الأمر الذي قد يشكل جبهة جديدة سيتعين على إسرائيل التعامل معها، كما أن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك مسؤولو جهاز الأمن العام “الشاباك” هم شركاء في هذه المخاوف وانضموا إلى تحذيرات الجيش، هذا في الوقت الذي اشارت فيه القناة إلى أن المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يشاركون الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هذه المخاوف، ويضغطون على تل أبيب للعمل على التخفيف من حدة التوتر في الضفة، تحوطا من انفجار كامل داخل الضفة الغربية.
إذا أردنا أن نصدق هذه التحذيرات وفقا للتسريب الإسرائيلي فهذا يعني بشكل مباشر تأكيدا للمعلومات التي تتحدث عن انقسام في المؤسسة الإسرائيلية، والتي تسربت معلوماتها مؤخرا، بما يشير إلى وجود نزاع في إدارة كل الملف الأمني والعسكري داخل كينونة الاحتلال، خصوصا، مع اصرار نتنياهو على مواصلة الحرب في كل الجبهات، وعدم التوقف ولو جزئيا عند تقييمات الأمنيين والعسكريين والمعسكرات السياسية المعارضة والمضادة لسياساته الحالية.
لهذا التسريب وجه آخر يقول إن إسرائيل توطئ لحرب شاملة في ذات الضفة من خلال التهيئة داخل إسرائيل وتبرير هذه الحرب بوجود مواجهات مستمرة داخل الضفة الغربية، مع الإدراك هنا أن رئاسة الحكومة الإسرائيلية وفي سياق سعيها للنجاة سياسيا داخل كينونة الاحتلال، تريد ادامة الحرب وتوسعتها بعد الفشل المؤكد في تحقيق الكثير من أهداف الحرب على غزة، مع توسع الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، وما يحدث في البحر الأحمر.
المفارقة هنا أن السياسات الإسرائيلية ذاتها هي التي تؤدي الى هذا الوضع في الضفة الغربية بما في ذلك القدس، ونتابع يوميا عمليات القتل والاقتحام لكل مدن الضفة الغربية ومخيماتها وهذا يعني ان التصعيد الإسرائيلي في الضفة هو الذي سيؤدي الى انفجار الوضع فيها، خصوصا، ان الانفجار هذه المرة سيكون مسلحا، ولن يكون على ذات نمط الانتفاضة الأولى والثانية، كما ان استقرار سلطة اوسلو ومؤسساتها الأمنية سيكون على الأغلب معرضا للانهيار بحيث سيتمرد آلاف الشباب بأسلحتهم على السلطة في ظل المذابح الجارية، خصوصا، مع وجود تنظيمات عاملة داخل الضفة الغربية، بما يجعل كل الضفة أمام سيناريو خطير، ويترافق كل هذا مع خنق اقتصادي، وملاحقات، وأسر آلاف الفلسطينيين وتقطيع أوصال الضفة الغربية، ومنسوب الغضب الداخلي ضد إسرائيل والسلطة أيضا، على خلفية وضع غزة.
هذه التصورات ربما تريد إسرائيل أن تصل اليها بشكل متعمد ومدروس، من أجل تنفيذ مخططات استراتيجية داخل الضفة والا بماذا نفسر كل هذه الجرائم في الضفة الغربية، والكلام هنا يرتبط بإعادة صياغة وجه الضفة الغربية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، وهذه الصياغة ترتبط بكل المشروع الإسرائيلي الذي يريد في المحصلة الإستراتيجية انهاء اتفاقية اوسلو، مع ما يمكن أن تعتبره إسرائيل انهاء للدور الوظيفي للسلطة، إضافة إلى دفن كل مشروع الدولة الفلسطينية، ومصادرة كل متر أرض، خارج التجمعات السكانية وصولا إلى التوهم بإمكانية تحقيق سيناريو التهجير نحو الأردن، بهذه البساطة التي يظنها الإسرائيليون.
في كل الأحوال بعيدا عن القراءات الجزئية لمناطق الازمات بشكل محدد، فإن مجمل المشهد يقول إن إسرائيل دخلت مرحلة مختلفة في تاريخها، وليس أدل على ذلك من اضطرارها للاشتباك داخل الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس، ولبنان، وسورية، واليمن أيضا بشكل غير مباشر، بما يعني أمرين، اولهما أننا ننزلق في المنطقة نحو حرب اقليمية، وثانيهما أن إسرائيل ذاتها تواجه اليوم وضعا غير مسبوق، بدأته هي، لكنها لا تمتلك القدرة على التحكم في نهاياته.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: التسريبات الضفة الغربية داخل الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
ملامح الانهيار الشامل داخل إسرائيل.
16 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: عباس البخاتي
إعتمدت حكومة الكيان الإسرائيلي على الجانب الإعلامي، لاعتقادها بتأثيره المباشر، على العامل النفسي في المجتمعات، التي تنتمي للدول المطبعة، او تلك التي تتبنى موقف الحياد، تجاه تهور الكيان ضد شعوب المنطقة.
كان هذا ما يتعلق بالألية الصهيونية، وكيفية مناغمتها للدول “الحليفة”، أما سلوكها في الحرب المباشرة، مع خصومها في الساحتين الفلسطينية واللبنانية، فقد فاق كل التصورات، وتجاوز جميع القوانين والأعراف الدولية، وتعدى الخطوط المعروفة لقواعد الاشتباك، ولعل الحديث عن مصاديق لهذا الوصف سيكون مضيعة للوقت، بعد أن إعتاد سكان المعمورة على مشاهدة الصور المأساوية، لشعب محاصر برا، ويتلقى حمم النيران من الجو، ويمنع عنه الغذاء والدواء، وتمنع فرق الإسعاف من انتشال جثث الأطفال، من بين ركام الدور المهدمة، وسط صمت مخزي، من المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات التي ترفع شعارات حقوق الإنسان!
تعتقد حكومة الاحتلال أن إصرارها، على إدامة الواقع الدموي، سيجعل العالم منشغلا، بمتابعة ما يجري في جبهات القتال، ويحلل مألات الوضع التفاوضي، ومدى قدرة أطراف النزاع، على كسب الرهان، وتأثيرات الحرب على الإنتخابات الأمريكية، وغيرها من القضايا ذات التأثر المباشر على ما يجري في الشرق الأوسط.
هذا التصور التي تعتقده حكومة الكيان، لا يمكنه التغطية على ما يجري في الأراضي المحتلة، ويتخلل كواليس الواقع السياسي والاجتماعي لهذا الكيان، خصوصا بعد المواقف والتصريحات، التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة، لشخصيات حكومية سابقة وإعلاميين، ونخب سياسية واجتماعية، رافضة لإطالة أمد الحرب.
يمكن اجمال المواقف، التي عكسها هذا الحراك في الداخل الاسرائيلي، على النحو الآتي:
أولا_ يعتقد غالبية الإسرائيليون، ان موافقة نتنياهو على الصفقة الجزئية، والمتعلقة بإفراج جزئي عن الرهائن، كانت ثمنا لبقاءه في السلطة.
ثانيا_ الاعتقاد السائد بأن نهاية الحرب، ستفضي لتغيير في الواقع السياسي داخل الكيان، لذا يتعمد نتنياهو اطالة أمد الحرب قدر المستطاع، للحيلولة دون حصول هذا التغيير، الذي سيبدأ به اولا.
ثالثا_ تنامي الشعور العكسي لدى نخب يهودية، بأن رئيس حكومة الكيان يتعمد استغفالهم، بعدم اطلاع الشارع الاسرائيلي، على حقيقة ما يجري، وخصوصا في جبهة القتال اللبنانية.
رابعا_مصطلح القيادة السامة، اصبح متداولا بين تلك الاوساط، في إشارة لخطوات الكنيسيت، ودعمه لحكومة نتنياهو، والتي ستفضي لنهاية الحركة الصهيونية كلها ربما..
خامسا_ اتهامات مباشرة وصريحة للحكومة، بعدم معرفتها بكيفية الوصول، لآلية معتبرة لإنهاء الحرب، والتشكيك أصلا بمصداقية رغبتها في إنهاءها.
سادسا_ مواقف حكومة الكيان، ولدت الشعور لدى مواطني الداخل الاسرائيلي، بخسارتهم لانسانيتهم وفقدانهم لهويتهم كبشر، وكشعب يمثل الديانة اليهودية.
سابعا _ تنامي تولد قناعة، تتجه للترسخ لدى غالبية في الداخل الاسرائيلي، بضرورة نهاية الاحتلال لبعض الأراضي العربية، لانه المدخل الوحيد للشعور بالأمن، والذي فقدوه طيلة عقود، وان استمرار الاحتلال ينافي القيم الديمقراطية، التي يدعيها صناع القرار هناك.
ثامنا_ تزايد القلق لدى مختلف الاوساط الإسرائيلية، بقرب نهاية الحلم الصهيوني، المتمثل بقيام دولة ذات هوية محددة، قوامها اليهودية الديمقراطية.
تاسعا_ اعتراف غالبية مواطني الداخل الاسرائيلي، بأحقية “بعض” المطالب الفلسطينية، وضرورة منح حرية ما لعرب فلسطين، والتي كافح من أجلها كثيرا، لأن هؤلاء يعتقدون ان الفلسطينين، سيواصلهم القتال حتى ينالوا تلك الحقوق.
عاشرا_ الاعتراف الصريح عند عدد لا يستهان به، داخل مجتمع الكيان، بأن الأرض للشعب الفلسطيني “بشكل ونسبة ما” ولن يشعر الاسرائيلي، بالأمن دون ان تقسم الارض بين الطرفين، بطريقة ما.
رغم أن كل تلك المؤشرات، هي أمور وملامح قد تبدوا طبيعية لتغير الواقع الإجتماعي، عندما يمر بحروب او احداث مزلزلة، لكنها أيضا تؤشر لبداية انهيار، منظومة كيان بني على عنصرية وفكر منحرف، وأسس قسرا وتحت قوة قاهرة وظلم وتعدي، وليس بشكل طبيعي كما هو المعتاد في تشكل الدول.. وهذه علامة خطيرة يخافها مؤسسوا الكيان ودعموه، وحتى أشد المنظرين له فكريا وعقائديا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts