اكتسبت المواجهات الميدانية بين إسرائيل و"حزب الله" دلالات جديدة وتراكمية من الخطورة مع تسعير إسرائيل حرب التصفيات لكوادر الحزب فيما اتسمت ردود الحزب ببعد ميداني تمثل باستهداف الأعماق العسكرية الإسرائيلية.

وتبعا للتصعيد المخيف الذي توالت فصوله ان بحرب التصفيات وان بالمواجهات الميدانية لم يعد غريبا "تهافت" الموفدين الدوليين والغربيين الى بيروت على النحو الحاصل بما يعكس تصاعد المخاوف الخارجية الى ذروتها من تفلت المواجهات الجارية عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل من ضوابط الخطوط الحمر التي ظلت قائمة حتى الان رغم الضراوة التي بدأت تظلل المواجهات.

ولذا ستتركز الأنظار من اليوم على المهمة الجديدة التي يتولاها كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الذي سيصل الى بيروت في زيارة تستمر يومين.
وكتبت" النهار": المعلومات عن مهمة هوكشتاين ظلت عرضة للاجتهادات المحلية من دون أي دقة كافية وحاسمة في انتظار شروعه في اللقاءات مع المسؤولين الرسميين التي سيبدأها من دون انتظار السفيرة الجديدة بما يعكس الطابع العاجل والاستثنائي لزيارته وما سينقل خلالها من أفكار واتجاهات تهدف الى تبريد الجبهة الميدانية جنوبا أولا والانطلاق في مفاوضات جديدة تهدف الى تحريك ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل. وعلمت "النهار" ان هوكشتاين سيبقي لقاءه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى خاتمة زيارته يوم غد بعد ان يكون انهى لقاءاته الأخرى في بيروت.

وكتبت" الاخبار": برغم التكتم على الاتصالات الجارية، فإن المعطيات تشير الى أن الموفد الأميركي سمع كلاماً إسرائيلياً كبيراً حول الوضع في لبنان، وهو كلام يضعه المسؤولون في لبنان في إطار التهويل، وخصوصاً مع رجل يفترض أن يقود مفاوضات حول "اليوم التالي" لبنانياً. كما علم أن هوكشتين يعمل في ظل أجواء تقول بأن الإدارة الأميركية تنوي إلزام إسرائيل بالانتقال سريعاً الى "المرحلة التالية من عمليّتها العسكرية في غزة"، وأن الأميركيين يأملون بأن تكون هذه المرحلة "مدخلاً لوقف العمليات العسكرية الكبيرة، ما يسمح بوقف العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية". وهو "يعتقد بأن ذلك سيسمح بانطلاقة مساعيه الهادفة الى إعادة تنظيم الاستقرار الأمني والعسكري والسياسي على الحدود الجنوبية للبنان، ما يسمح بالسير قدماً في مساعي إلزام الجانبين اللبناني والإسرائيلي بمندرجات القرار 1701، وإنهاء النزاع على النقاط البرية العالقة على الخط الأزرق".
ونقل عن الموفد الأميركي بأنه ليس مخوّلاً في هذه المرحلة البحث في مستقبل مزارع شبعا، وأن "المعطيات التي في حوزته تشير الى أن سوريا لم تبلغ الأمم المتحدة بعد بصورة رسمية خريطة حدودها البرية مع لبنان في هذه المنطقة، وبالتالي فإن البتّ بمصير المزارع يحتاج الى توافق لبناني – سوري قبل أي بحث مع إسرائيل".

وكتبت" نداء الوطن": في انتظار ما ستحمله زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت غداً بالتزامن مع بدء السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون مهماتها، بدا واضحاً أنّ فريق الممانعة بكل تلاوينها، انخرط في محاولات لحرف مسار الحل الدولي في شأن جبهة الجنوب المشتعلة. ووفق معلومات ديبلوماسية لـ»نداء الوطن»، توسّل «حزب الله» عبر وسطاء توجيه رسائل الى الدول المعنية التي تنشط لنزع فتيل الاشتعال في الجنوب، مفادها أنّ هناك نافذة مفتوحة للحل،وأنّ «الحزب»على استعداد للتجاوب معها على قاعدة ربط تطبيق القرار 1701 الذي تتمسك به إسرائيل بترتيبات سياسية في الداخل اللبناني. في المقابل، أكدت مصادر مواكبة لحراك هوكشتاين أنّه «لا يحمل جديداً، بل مجرد عرض أفكار وتقطيع وقت»، ما دامت الجهة المعنية بالترسيم وتطبيق القرار الدولي أي «حزب الله» ترفض أي بحث قبل نهاية حرب غزة. ومن أبرز ما جاء في المعلومات الديبلوماسية أنّ «تسويق» رسائل «الحزب» ينطلق من رغبة في إطالة أمد المحادثات الجارية في شأن تطبيق القرار 1701 في انتظار انتهاء حرب غزة، وهو مطلب أعلنه أخيراً السيد حسن نصرالله، مقابل الشروع في مساعٍ لانجاز الاستحقاق الرئاسي وما يليه من قيام حكومة جديدة. وقالت أوساط قيادية في المعارضة تسنّى لها الحصول على هذه المعلومات: «يحاول «حزب الله» كسب الوقت، والحصول على مكاسب في السلطة التنفيذية. كما أنّه يضع نفسه في موضع المفاوض القوي. وهذا ما دفع بالمعارضة الى مباشرة تعبئة سياسية لمواجهة هذا التطور الذي قد يؤدي الى قيام سلطة تدور في فلك الممانعة. وأبلغت مراجع قيادية في المعارضة الأقنية الديبلوماسية المعنية بلبنان رفضها بقوة ما تتطلع اليه الممانعة. وأُبلغ بذلك الأميركيون. وما جاء في موقف المعارضة بلغ مسامع الجهات الديبلوماسية المعنية: «المطلوب اليوم بقوة ألا يكون «حزب الله» في موقع فارض الشروط فيما هو فعلياً في موقع من يجب أن يمتثل لتطبيق القرار 1701». وحذّرت المعارضة من أنه «إذا سيطر «الحزب» على مفاصل السلطة الجديدة، فلن تنفّذ عندئذ القرارات الدولية. هذا ما سنصل اليه إذا ما انتخب رئيس للجمهورية على مقاس الممانعة، وعندها ستدور الدولة برمتها في فلك «الحزب». وماذا عن مشروع الحل الذي سيحضره غداً هوكشتاين، والذي ينطلق من تصور للترسيم البري بدءاً من الناقورة ساحلاً، وصولاً الى مزارع شبعا جبلاً؟ بحسب المعلومات الديبلوماسية أيضاً، حاول وسطاء الممانعة ذرّ الرماد في العيون في شأن التسوية المرتجاة لمزارع شبعا التي ما زالت حتى اللحظة ضمن ملف الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1973، والتي صدر في شأنها القرار 338 وصنّفها ضمن الأراضي السورية. وبدا أنّ الممانعة، بإرشاد من «الحزب»، تسعى الى الوصول الى ما يسمى «تطبيعاً أمنياً» يؤدي الى ربط نزاع يسمح لـ»الحزب» بمواصلة التمسك بسلاحه بذريعة استخدامه لاحقاً في تحرير المزارع.

وكتبت" اللواء": حسب المعلومات التي رشحت فإن هوكشتاين سيبدأ محادثاته من زاوية التوجيهات التي تلقاها قبل وصوله، في ضوء ما تجمع لدى وزير الخارجية بلينكن، سواء في تل ابيب او قبل وصوله اليها، عبر المحادثات التي اجراها في العواصم الفاعلة في المنطقة.
وذكرت المعلومات انه لم يتطرق في محادثاته سواء في بيروت او تل ابيب الى مزارع شبعا، التي هي مسألة سورية - لبنانية ولا تدخل ضمن مهمة استعاد الهدوء في الجنوب، من زاوية تطبيق القرار 1701، او مناقشة الطلب الاسرائيلي بإبعاد حزب الله عن منطقة جنوبي الليطاني.
وقالت ‎مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي هوكشتين إلى بيروت يتظهر أكثر فأكثر  مضمون المسعى الذي يعمل عليه في ما خص إنهاء  التوتر في جبهة الجنوب والتفاوض، وأشارت إلى أن ما من تفاصيل بشأن أي طرح جديد لاسيما أن الوقائع الميدانية في جبهة الجنوب تشهد تطورات متسارعة، خرجت عن الضوابط المرسومة لها. 
‎وكشفت مصادر ديبلوماسية ان عاملا مهما طرأ على مهمة المستشار الرئاسي الاميركي في لبنان هذه المرة إلى جانب مشروع ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية، وهو كيفية إنهاء وضعية الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كي يتمكن من مقاربة موضوع الترسيم الذي حمل في المرة الماضية خلال زيارته لبنان افكارا طرحها، تتضمن حل مشكلة النقاط الثلاثة عشر على طول الحدود، بينما بقيت النقطة b2 المطلة على رأس الناقورة، موضع خلاف ومعلقة بسبب رفض الجانب الاسرائيلي مناقشتها وضمها إلى باقي نقاط الخلاف. 
‎واستبعدت المصادر ان يتمكن هوكشتاين وبالرغم من مرونته وديبلوماسيته، ونجاحه في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سابقا، من فصل الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية بمعزل عن التوصل لوقف اطلاق النار في قطاع غزّة، وهو غير متاح حتى الساعة بالرغم من الديبلوماسية الاميركية النشطة للبحث عن حلول لنقاط الخلاف بينهما.
‎ورجحت المصادر ان تبقى مهمة هوكشتاين لترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية، تدور حول نفسها، في انتظار التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وإنهاء حال الحرب القائمة، الا اذا تم التفاهم بين كل الاطراف الموجودة هناك على الالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١ وتسليم الجيش اللبناني مهام الحفاظ على الامن، مقابل انسحاب عناصر حزب الله وحلفائه من المناطق المتواجدين فيها حاليا، باتجاه المناطق التي كانوا متواجدين فيها قبل عملية طوفان الأقصى.

ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى «أن لا معطيات جديدة تستوجب زيارة هوكشتاين الى لبنان، إذ أنّ الحرب في غزة مستمرة وقنوات التفاوض الغير مباشرة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية أقفلت بعد اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، كما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بأن لا حديث عن الوضع الحدودي قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة. ووضعت المصادر زيارة هوكشتاين في إطار المحاولة الأميركية لاحتواء التصعيد بين لبنان و»إسرائيل» وتمدّده الى المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في البحر الأحمر والخليج والبحر المتوسط، لذلك يوفد الرئيس الأميركي جو بايدن مستشاريه ومعاونيه الى المنطقة التي يزورها حالياً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لاحتواء العمل العسكري الإسرائيلي في غزة وتهدئة الجبهة في جنوب لبنان والحؤول دون تدحرج الوضع الى حرب واسعة النطاق. وأشارت الأوساط الى أنّ «الوسيط الأميركي سينقل الى الحكومة اللبنانية اقتراحات وعروضاً لحلّ الصراع الحدودي بين لبنان و»إسرائيل»، أيّ تراجع قوات الرضوان في حزب الله الى شمال الليطاني ووقف إطلاق الصواريخ على المواقع الإسرائيلية، مقابل انسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة لا سيما الغجر والنقاط الـ13 المتحفظ عليهم وكفرشوبا مع وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة. إلا أنّ أجواءً رسمية تشير لـ»البناء» الى أنّ هوكشتاين يحمل طرحاً متكاملاً وجدياً ضمن سلة كاملة لحلّ الصراع على الحدود بين لبنان وإسرائيل بما فيه مزارع شبعا وسيناقشه مع المسؤولين اللبنانيين خلال لقاءاته المقبلة في بيروت».

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مزارع شبعا فی انتظار بین لبنان القرار 1701 فی بیروت حزب الله فی غزة الى أن

إقرأ أيضاً:

خرق جديد.. طيران مسيّر إسرائيلي في سماء بيروت والضاحية

 

بيروت- حلَّق طيران حربي مسيّر إسرائيلي، صباح الأربعاء، في سماء العاصمة اللبنانية بيروت والضاحية الجنوبية، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، في خبر مقتضب، بـ"بتحليق للطيران الحربي المسيّر المعادي (الإسرائيلي) في أجواء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية، على علو منخفض".

وبذلك يرتفع إلى 249 عدد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار منذ سريانه قبل 21 يوما، ما أسفر إجمالا عن 30 قتيلا و37 جريحا، وفق إحصائية للأناضول استنادا إلى إعلانات وزارة الصحة ووكالة الأنباء اللبنانيتين.

والثلاثاء أصيب 3 أشخاص بجروح، جراء قصف شنته طائرة مسيرة إسرائيلية على سيارة في بلدة مجدل زون بقضاء صور جنوبي لبنان، وفق الوكالة.

وادعي متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر بيان، أن السيارة تم استهدافها بعد "رصد عنصر من "حزب الله" يضع وسائل قتالية" بها.

ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار، انسحاب إسرائيل تدريجيا من جنوب الخط الأزرق (الفاصل) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية الرسمية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وبموجب الاتفاق، ستكون قوات الجيش والأمن اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و61 قتيلا و16 ألفا و662 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.

وردا على العدوان، أعلن "حزب الله" أنه نفذ بين 17 سبتمبر/ أيلول و27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين 1666 عملية عسكرية، قتل خلالها أكثر من 130 إسرائيليا وأصاب ما يزيد على 1250، ودمر 76 آلية عسكرية.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتوغل جنوبا في العمق السوري.. فما هو "حوض اليرموك" ولماذا يمثل هدفًا استراتيجيًا لتل أبيب؟
  • اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
  • خبير استراتيجي: انتهاكات إسرائيل للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة
  • كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟
  • بعد انتهاء اجتماع لجنة الإشراف على وقف النار.. هذا ما فعلته إسرائيل جنوبا
  • بالفيديو... إسرائيل تزعم تدمير مقرّ قيادة لـحزب الله في الجنوب
  • خرق جديد.. طيران مسيّر إسرائيلي في سماء بيروت والضاحية
  • يخصُّ لبنان.. هدف يجمع إسرائيل وسوريا الجديدة!
  • لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تعقد اجتماعها الثاني اليوم
  • طريق بيروت - دمشق معبّد بالعتاد العسكري المتروك... وبكثير من الحذر