رؤية مفاهيمية: من المقاومة الشعبية إلى القيادة المجتمعية (1-2)
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
(1) هذه مرحلة مفصلية في تاريخ بلادنا ووطننا ، وبعد كل حالة الهشاشة والوهن ، وبعد كل الأثمان التى مهرت ، لابد من تأسيس واقع جديد ، تكون قاعدته المقاومة الشعبية والتماسك الوطنى ، هذه ليست حالة ظرفية ، وإنما حالة وعى وطنى بالمخاطر المحدقة بالوطن ، حتى أمسكت بتلابيب كل فرد منا ، فكيف نوظف ذلك ؟ لنتجاوز الظرف الأمني الراهن إلى ما بعد ذلك.
هل يمكننا نقل المقاومة الشعبية من مدافعة بالسنان إلى مرافعة سياسية وكيان جامع ، لقد تشكلت البدايات والمقدمات وحتى الموجهات العامة ، الوطن ، الأرض ، العرض ، الممتلكات ، الضمير الوطنى أو الولاء للوطن..
لم يعد الأمر ترف سياسي ، بل معركة بقاء ، ومن الأفضل أن يكون موسسا على قواعد راسخة ، لا تسمح بتكرار الخيبات ، ومثلما خرج من هياج سبتمبر 2019م سوس ينخر في جسد الأمة ، لابد أن نصنع من جرح ابريل 2023م مصل ينهى تسلل الداء..
(2)
لقد وهن العقد الإجتماعي (المواطن والحكومة والمجتمع) ، مع تنامى تأثير قوة التيارات المدنية وضعف الاحزاب ، مما استدعى العودة للقبيلة والمنطقة وهى مؤسسات (هرمة) كأقل توصيف.. مما يستدعي قواعد جديدة والظرف الآن متاح ..
من خلال تحويل المحن إلى منح وتلك سمة المجتمعات المبدعة وقادة الراي وهم قادة المجتمعات وليس النخب ، تلك القيادات التى تبرز في لحظات الشدة ، تتقدم الصفوف وتتميز بالثبات والرؤية والإقدام ، هم الاجدر بالقيادة ، فأغلب النخب عندنا – للأسف – مصنوع وبعضها تم تجييره وبعضها تحزب ، قليل هم الذين سموا فوق التحيزات الحزبية والقبلية والمهنية ، إلى فضاء الاستقلالية .. إن لم نخرج من هذه المحنة بدرس بليغ وعبرة متينة فإنها تتكرر وتتلون كما تفعل بعض القوى السياسية وهى تدور في دائرة العدم والخواء..
وللأمم تجارب مهمة وملهمة بالقطع مع الخيارات العدمية ، في رواندا نهض شعب بأكمله فوق الجراحات لأنهم لم يعيدوا خياطته دون نظافة ، وهي هنا تحديد سقف المناورات السياسية والمزايدات الكذوب ، لا خيار فوق الوطن ولا مجال لإستعمار جديد..
(3)
لقد كانت ابريل (2019م) نقطة السقوط فى نفق نهايته (ثم ماذا) ، فقد تخطفت الأيدى الخفية الوطن الجريح ، إلى مستنقع الإنزلاق ، وقد وصفها د.حمدوك في بيانه عيشة 30 يونيو 2021م بعد عامين من التشاكس والتناحر والاستقطاب بإنه (نكون أو لا نكون)..
لم يكتفوا بالسقوط والتشتيت ، بل بدات معاول الهدم في تفتيت الثوابت الوطنية ، والمؤسسات الوطنية (الجيش ، القضاء ، النيابة ، الخدمة المدنية ، المناهج التعليمية ، والقيم المجتمعية) ، تلك كانت مراحل تمهيدية من معركة اليوم ، إفراغ الأمة من مقومات (الغائية) والدوران في الفراغ ، ولذلك فإن أكبر صفعة يمكن أن تصوب لهذا المخطط هو توافق مجتمعي لحراسة هذه القيم والثوابت ، وتصاغ ببساطة شديدة ، لا مكان ( للخونة) ، خيانة الوطن ، خيانة القيم ، خيانة الحق الانساني ، خيانة الكرامة الانسانية..
وهو ما يمثل العودة إلى منصة التأسيس والولاء للوطن ، هذه الراية الأسمى وهذه غاية مؤسسات الحكم والدولة ، وإزالة أى غشاوة دون ذلك ، وحماية هذا الأمر بقوة الوعى ومدافعة اللسان والدستور والقانون وترسيخ ذلك كمبدأ ..
(4)
السودان هو الدولة الوحيدة التى أصبح فيها احد عملاء المخابرات وزير ، وحده السودان أصبح فيه جاهل وفاقد الاهلية العلمية رجل دولة ، وحده السودان تتحدث السفارات بإسمه ، وتدير المنظمات الدولية أنشطتها من داخل القصر الجمهورى رمز السيادة ، هذا بالتأكيد سعى لترسيخ مفهوم (لا دولة ، لا سيادة ، لا كرامة ، لا مصالح عليا) ، إنها صورة أخرى من الاستعمار..
ان هذا الوعى الجمعي الراهن لابد من توظيفة للقطع مع هذه الحالة والليونة السياسية وضعف الولاء للوطن..
وهذا ما ينبغي أن يكون منطلق تركيزنا في المرحلة القادمة ، ولنتجاوز حساسيات التحزب والمذاهب ونتفق على الكليات ونحميها ، من خلال تكتل شعبي وخطوط حمراء.. واساس ذلك هو المقاومة الشعبية بروحها وشخوصها ، وينبغى أن يكون كل (مشارك أو متعاون أو متواطىء أو صامت) مع المليشيا منبوذ ، ليس في شخصه فذلك أمر تحدده المؤسسات القانونية والعدلية وإنما في فعله ومكانته الإجتماعية والسياسية ، وهكذا نربى أجيالنا..
فمن غمضت عينه عن افواج القادمين الغزاة لأرضنا هو التأكيد غير حقيق بان يؤتمن على غير ذلك..
وهذا مفتتح النقاش بإذن الله..
يتبع..
د.ابراهيم الصديق على
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
«اجتماعية الشارقة» تنظم لقاء المسؤولية المجتمعية
الشارقة: «الخليج»
نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، لقاء المسؤولية المجتمعية الثالث والذي يقام تحت شعار «بالمسؤولية المجتمعية نزرع الاستدامة» في «شَجَر» الجادة، ويهدف اللقاء إلى التعرف على خبرات بعض الجهات في مجال المسؤولية المجتمعية وترسيخ ممارسات المسؤولية المجتمعية بما يتناسب مع رؤية دولة الإمارات، كما يهدف لتعزيز دور الشراكة المجتمعية، ومعرفة ممكنات تعظيم أثر المبادرات المجتمعية.
ورحبت حصة الحمادي، مدير إدارة التلاحم في الدائرة، بالحضور من مختلف الأطراف المعنية بالمسؤولية المجتمعية لمناقشة المشاريع والمبادرات المجتمعية المستدامة التي تعود بالنفع على جميع الجهات المعنية.
وأضافت أن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد مفهوم نظري أو التزام يُنفَّذ ضمن حدود معينة، بل نهج حياة يُسهم في تعزيز روح التعاون بين الأفراد والمؤسسات، كما إنها جسر يربط بين دعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعود بالنفع على الجميع. وشارك في الجلسة الحوارية الشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم المهندس فتحي عفانة الرئيس التنفيذي، ومؤسس شركة «فاست» لمقاولات البناء، والذي أكد أن العمل المجتمعي يعكس تربية الفرد بالأساس ونشأته، وهنا يأتي دور الأم بشكل خاص والأسرة بشكل عام في هذا الشأن، في تعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد العائلة، ما يدفعنا لسلوك ثقافة العطاء منذ الصغر، وتنميتها على مر السنوات.
وتابع أنه يواصل رعاية فعاليات ومبادرات متعددة، مثل تأسيس صندوق وقف لدعم برنامج المنح للطلاب المتفوقين وتقديم الرعاية لعدد من المراكز المتخصصة بذوي الإعاقة، ورعاية ملتقى الشارقة الدولي لألعاب القوى للمعاقين، والرعاية السنوية لمبادرة الإفطار الجماعي ل 70 ألف وجبة إفطار، كذلك رعاية عرس زايد العربي، والذي شمل 200 شاب عربي مقيم على أرض الدولة، ومبادرة مرسال الخير بمدن السودان.
كما شاركت موزة الشحي من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وشرحت أنه يمكن للمؤسسات الحكومية تعزيز مشاركة الشركات في المشاريع التنموية طويلة الأجل عبر اعتماد مجموعة متكاملة من السياسات والإجراءات تركز على تخفيف المخاطر، وتحفيز الاستثمارات، وضمان الشفافية، والاستدامة.
وعرف كل من بطي آل علي وعبد الرحيم الحمادي من قسم المسؤولية المجتمعية بإدارة التلاحم المجتمعي، بالمشاريع التي تم إطلاقها خلال الفترة الماضية وهي: «فرحة عيد» وهي عبارة عن صناديق يتم وضع هدايا العيد فيها من قبل أفراد المجتمع للأطفال لإسعادهم في العيدين (الفطر والأضحى)، ومشروع «نون» الذي يُعنى بتوفير مقاعد دراسية للأطفال، و«بركة الدار» الذي يخصص وقف يعود ريعه إلى كبار السن.
كما تم الإعلان عن مشروع شبكة «أمان».