أي دلالات يحملها استهداف السفينتين الإسرائيليتين في المحيط الهندي؟
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
الجديد برس:
كشفت قناة “الميادين” أن باخرتين تابعتين لكيان الاحتلال الإسرائيلي تحملان كمية ضخمة من النفط استُهدفتا في المحيط الهندي في الرابع من شهر يناير الحالي.
ونقلت القناة عن مصادر وصفتها بالخاصة، إن الباخرة الأولى الإسرائيلية استُهدفت شمالي غربي جزر المالديف، واسمها “CHEM CILICON”، وهي تابعة لشركة “ACE”، وكانت ترفع علم ليبيريا.
أما الباخرة الثانية،- وفق المصادر- فهي إسرائيلية واسمها “PACIFIC GOLD”، وهي تابعة لشركة استرن. وقد استُهدفت قرب مرفأ “كوتشي” في الهند.
ويأتي استهداف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في المحيط الهندي، في الوقت الذي تواصل فيه قوات صنعاء عملياتها في البحر الأحمر، التي تستهدف السفن الإسرائيلية وتلك التي تتجه نحو موانئ الاحتلال، رداً على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها استهداف سفن للاحتلال الإسرائيلي في المُحيط الهندي؛ ففي 23 ديسمبر 2023، تعرضت سفينة تجارية “مرتبطة بإسرائيل” ترفع علم ليبيريا لهجوم بطائرة مسيرة في المحيط الهندي، على بعد 200 ميل من فيرافال الهندية، ما أدى إلى اندلاع حريق على متنها.
لكن اللافت في استهداف السفينتين مطلع العام الجاري أنه جاء بعد نحو 48 ساعة من استشهاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروي (2 يناير) باعتداء إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد مرور أيام على اغتيال المستشار العسكري للحرس الثوري الإيراني العميد رضي موسوي (25 ديسمبر) بقصف إسرائيلي على سوريا.
لذلك، فإن هذا الاستهداف، وعلى الرغم من عدم تبنيه من أي جهة، يحمل في خلفياته رسائل ودلالات عسكرية وسياسية في التوقيت والمكان. ما هي؟
رسائل عسكريةبحسب محلل “الميادين” للشؤون الأمنية والعسكرية شارل أبي نادر، فإنّ هذا الاستهداف، من الناحية العسكرية، “قد يكون رسالة من محور المقاومة مفادها أن لديه القدرة والإمكانيات العسكرية لتنفيذ تهديداته ضد الاحتلال الإسرائيلي دعماً لقطاع غزة”.
ووفق أبي نادر، فإن “قوى محور المقاومة لديها قدرات عسكرية في الطائرات المسيرة والصواريخ البحرية، وأيضاً في الصواريخ بعيدة أو قصيرة المدى”، مشيراً إلى أن طبيعة هذا الاستهداف قابلة لأن تكون عبر هذه الخيارات في القدرات المطروحة، بانتظار بيان رسمي في الأمر.
وأكد لـ”الميادين نت”، في هذا السياق، أن “قوى محور المقاومة أثبتت هذه القدرات في العديد من العمليات التي شُنت ضد الاحتلال والقواعد الأمريكية، وأيضاً في البحر الأحمر والمحيط الهندي، ضمن معركة طوفان الأقصى”.
رسائل سياسيةلناحية الرسائل السياسية، فهذا الاستهداف “يدخل ضمن إطار التزام محور المقاومة بالقضية الفلسطينية ومسار دعم غزة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والدعم الغربي لها”، بحسب أبي نادر.
وأضاف للميادين نت أن “هذه المنطقة البحرية في المحيط الهندي لها دلالة مهمة وأساسية، لأن التأثير العسكري فيها بالتحديد سيكون داعماً لموقف محور المقاومة السياسي في هذه المواجهة”.
دلالات التوقيتأما بشأن توقيت هذا الاستهداف عقب اغتيال القائدين موسوي والعاروري، فقد رأى أبي نادر أن هذا التوقيت هدفه “تثبيت ارتباط محور المقاومة في إطار مواجهة إسرائيل ودعم قطاع غزة، إذ إنه يأتي ضمن هذا المسار، وليس منعزلاً عنه”.
وأوضح أن تداعيات هذا الاستهداف الاقتصادي في ظل الحصار اليمني المفروض على السفن الإسرائيلي في البحر الأحمر “قد تكون مؤلمة، لأنها تضرب وتُخل باقتصاد الاحتلال وحركة تنقلاته وتأثيره في مجتمعه”.
لمحة عامة عن المحيط الهندييقع المحيط الهندي بين آسيا وأستراليا وأفريقيا، وكذلك المحيط الجنوبي، إذ تحده من الشمال آسيا، ومن الغرب أفريقيا. أما من الشرق فتحده أستراليا. ومن جهة الجنوب، يحده المحيط الجنوبي.
يغطي هذا المحيط نحو 20% من مساحة سطح الأرض، وهو من حيث الحجم يعادل تقريباً أكثر من 5 أضعاف حجم الولايات المتحدة الأمريكية بأكملها، فهو ثالث أكبر محيطات العالم الخمسة (بعد المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي).
تكمن أهمية هذا المحيط الجيوبوليتيكية في أنه يضم 4 ممرات من أهم المعابر المائية، هي قناة السويس (مصر)، وباب المندب (جيبوتي – اليمن)، ومضيق هرمز (إيران – عمان)، ومضيق ملقا (إندونيسيا-ماليزيا).
كما أن المحيط الهندي يعد ساحة رئيسية لحركة النفط والبضائع من جميع أنحاء العالم، بحيث يمر عبره نحو 80% من النفط البحري في العالم، و9.84 مليار طن من البضائع، بحسب أحدث الدراسات.
أبعد من البحر الأحمروبعد تكرار استهداف السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، يمكن القول إن المحيط الهندي أصبح، مثل البحرين الأحمر والعربي، كابوساً لهذه السفن، لأنها ستكون عرضةً للاستهداف من جانب قوى محور المقاومة الذي يواصل دعمه وإسناده لقطاع غزة ومقاومته حتى النصر وفك الحصار عنه.
هذا الأمر دليل آخر، بعد تردد الدول الأوروبية في المشاركة الفعلية فيه، على فشل ما يسمى تحالف “حارس الازدهار” الذي قادته الولايات المتحدة لحماية ملاحة السفن الإسرائيلية، ظناً منها أن ذلك سيردع القوات اليمنية أو قوى محور المقاومة عن استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، إذ إن الرد على أنها لن تردع أحداً من هذا المحور جاء أبعد منه؛ جاء من المحيط الهندي.
*نقلاً عن (الميادين نت)
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة السفن الإسرائیلی فی المحیط الهندی فی البحر الأحمر هذا الاستهداف أبی نادر
إقرأ أيضاً:
مصدر حشدوي:فصائلنا مستمرة في استهداف إسرائيل بأمر إيراني
آخر تحديث: 24 نونبر 2024 - 3:16 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مصدر حشدوي مسؤول, اليوم الأحد (24 تشرين الثاني 2024)، عن أسباب توقف إصدار بياناتها منذ 48 ساعة.وقال المصدر ، أن “الانباء التي تتحدث عن توقف بيانات التي توثق عمليات فصائل المقاومة العراقية في استهداف الكيان المحتل لا يعود الى قرار بهذا المضمون بل هو يأتي ضمن جهود رسم أهداف جديدة والتي تحتاج الى دقة وجهود فنية استثنائية تحتاج ساعات”.وأضاف أن “توقف اصدار البيانات لا يعني بان المقاومة توقفت بل العكس نحن نخوض حرب وكل عملية تنفذ تحتاج الى جهود كبيرة ومتداخلة للتنفيذ من ناحية تحديد التوقيتات وصولا الى الأهداف والتي نحرص على ان تكون مهمة في عمق الكيان الصهيوني”.وأشار الى أن “المقاومة تعمل في اكثر من جبهة لمواجهة الكيان المحتل وتوقف اصدار البيانات لـ24 ساعة او اكثر لا تعني ان لا توجد عمليات بل العكس من ذلك”.وهددت إسرائيل، باستهداف العراق بشكل مباشر رداً على هجمات الفصائل، غير أنها لم تنفذ وعيدها حتى اليوم وسط مؤشرات تشي بأن الولايات المتحدة هي من أوقفت أي عمل عدواني تجاه الحشد الشعبي، خشية من تعرض قواعدها في سوريا والعراق لهجوم عنيف من قبل الفصائل المنتشرة بين العراق وسوريا.