1 أثارت جولات حميدتي تساؤلات حول الأهداف التي يسعى إليها المتمردون من خلال تلك الجولات.لقراءة ما بعد مشهد الجولات، قبل ذلك دعونا نجيب على تساؤل ذي صلة بتلك الجولات وهو لماذا ظهر حميدتي.؟
2
خرج المتمرد حميدتي بعد أن تعاظمت جرائم قواته في طول البلاد وعرضها وأصبحت عصابات منفلته تقتل وتنهب وتغتصب، بعد أن كانت قوات محترمة معترف بها من الدولة ولها قانون.

روجت دوائر متعددة أن خروجه محاولة للسيطرة على تلك القوات المنفلتة والتي استجلابها آل دقلو من مرتزقة غرب أفريقيا ولكن حميدتي حين طالبه القحاتيون فى لقاء بهم في أديس أبابا بالسيطرة على تلك القوات ولتتوقف عن ما تفعله بأهلهم في الجزيرة قال لهم إنه لا يستطيع أن يوقفهم الآن هؤلاء ليس جزءا أصيلاً من قواته إنما (كسابة)، والكسابة عصابات معروفة بغرب أفريقيا تنهب وتقتل وتفعل أي شئ من أجل الغنائم.!!. وفي تصريح للدكتور بكرى الجاك وهو من مؤسسى (تقدم) لجريدة القدس العربي أول أمس قال (حميدتي قال خلال الاجتماع مع “تقدم” عن وجود قوات لا تنتمي إلى الدعم السريع جاءت عن طريق ما يسمى شعبيا بالفزع، لافتاً إلى أن ذات القوات يمكنها الدخول في مواجهة مع الدعم السريع نفسه، وأفاد أنها وصلت ولاية الجزيرة دون تنسيق معه).

هكذا تحول الدعم السريع إلى جيش من عصابات كسابه وفزاعة مرتزقة، سبحان الله هؤلاء الكسابة الفزاعة بعد نهبوا الدولة والمواطنين تسعى قحت لإدخالهم ولإعادتهم للسلطة واكسابهم شرعية لا يستحقونها.
2
ظهور حميدتي للعلن جاء بعد دخول قواته (الكسابة) إلى مدينة ود مدني الأمر الذي اعتبره انتصاراً نهائياً في الحرب وليس جولة من جولاتها، لا وبل طالب برهان بالتسليم، وقدر أن يتم استثمار هذا الانتصار بحضوره شخصياً. لقد وضح أن اقتحام المدن لم يحقق أي فائدة للمتمردين سوى أنها كشفت الوجه الحقيقي للمرتزقة والكسابة وزادت كراهية الشعب فيهم وارتدت عليهم موجاتها بأن توجه الشعب كله لحمل السلاح، أدرك هذه الحقيقة قادة المتمردين ومموليهم ليظنوا أن هذا التقدم كافٍ لفرض شروطهم وبإمكانهم أن يحققوا مكاسب أعظم مما يمكن أن يحققه اقتحام مدن أخرى. حان وقت السياسة فخرج حميدتي في هذا التوقيت ليحول مكاسب الدعم السريع على الأرض إلى مكاسب سياسية مستعيناً بالضغوط الدولية والإقليمية لفرض ما لم يستطع أن يحققه بالحرب طيلة تسعة أشهر.

3
كانت أولى الخطوات هي إعلان تحالفه مع قحت (تقدم) بتوقيع وثيقة سياسية يدعون أنها تدعو لوقف الحرب ولكنها في جوهرها جعلت من قحت جناحاً سياسياً متحالفاً مع متمردين ارتكبوا جرائم حرب وإبادة، فبذا تزيد هذه الخطوة من تعميق أزمات الحرب وتطيل أمدها ولا تنهيها، هذا التحالف أمد المليشيا بوقود جديد وألبسها قناعاً مدنياً.
4
جولات حميدتي الخارجية تستهدف تحقيق عدة أهداف،أولها محاولة لنقله من خانة مجرم حرب كما تصفه كل الصحافة الغربية الآن إلى قائد عسكري وسياسي ، مستهدين في ذلك بتجربة الرئيس الكيني الحالي وليم روتو الذي جرى غسل جرائمه في المحكمة الجنائية نفسها، إذ برأته من تهمة جرائم حرب خلال مهزلة عدلية في لاهاي عن جرائم ارتكبها بحق شعبه أثناء أزمة العام 2007 وعاد ليلعب دوراً سياسياً في كينيا.
5
تلك الجولات حملة علاقات عامة لتبييض وجهه أمام الأفارقة الذين أبادتهم قواته في الجنينة وزالنجي وارتكبت كل الجرائم في حقهم بدارفور، ومحاولة تسويقه أيضاً كقائد وطني داعية للسلام والديمقراطية والدولة المدنية وكثير من دعاوى الإفك تلك التي وضعوها على لسانه دون أن يفهم منها شيئاً فأصبح مضحكة.

يحاول منظمو هذه الجولات حشد القادة الأفارقة للضغط على السودان للموافقة على وقف غير مشروط لإطلاق النار وخاصة في الاجتماع المقبل للإيقاد المتوقع خلال هذا الشهر. وذلك يتيح للمتمردين العودة والتموضع مجدداً على سدة السلطة ومواصلة نهب الدولة على نهج الكسابة الذين لن ينسوا وقتها مواقف القادة الأفارقة معهم فيكون لهم من أموال وذهب السودان المسروق نصيب.
6
تهدف جولات حميدتي إلى الضغط على المنظمات الإقليمية للاستمرار في تأييد موقفه، بل تصعيد الضغوط على الحكومة السودانية أولاً بتجاوز اتفاقيات جدة التي وضعت شروطاً أمام المليشيات المتمردة ثم بقبول الانتقال لمبادرة الإيغاد. معلوم أن سيناريو نقل الملف إلى الإيغاد ثم الاتحاد الأفريقي يهدف للضغط على السودان و إذا رفض السودان الخضوع لشروط المتمردين سيصبح فى مواجهة القارة الأفريقية كلها ثم يمكن نقل الملف إلى مجلس الأمن يفرض على السودان عقوبات أو حتى يستخدم الفصل السابع للتدخل العسكري. قال بكرى الجاك في نفس التصريح أعلاه لصحيفة القدس العربي أن حميدتي أبلغ (تقدم) في لقائه معها بأديس أبابا (أبلغهم في أديس أبابا بأن الحرب لن تتوقف دون تدخل دولي). وقد ان د. بكرى الجاك هذا التصريح لاحق. والغريب أن د. الشفيع خضر الذى لم يتماهى مع اجندة الجنجويد ولم يلتحق إلى الآن ب( تقدم) وهذا موقف محترم كتب أمس في صحيفة القدس العربى نفسها قائلا(بالنظر إلى فشل منبر جدة في إيقاف الاقتتال،فربما تبحث القوى المدنية السودانية طلب التدخل الدولي المباشر، على أساس الشرعية الدولية ووفق نصوص القانون الدولي، لفرض وقف الاقتتال وإقامة ممرات آمنة تسمح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى المواطنين المحاصرين في مناطق العمليات.) هكذا بدأ العزف على موضوع التدخل الدولى وسنعود للموضوع فى مقال آخر بإذن الله.طبعاً تلك أمانيهم وذلك تخطيطهم ولكن كله سيخيب بإذن الله ولكن لابد أن تكون دبلوماسيتنا في مستوى التحدي. يمكن أن نشير في مقال آخر للتكتيكات التي يمكن اتباعها لهزيمة هذا المخطط.

أخيراً، يمكن القول إن محاولة غسل الإبادة لن تنفعه جولات ولقاءات خارجية مع مرتشين من الرؤساء وقادة المنظمات الأفريقية، في الحملات التي تقودها الآن الصحافة العالمية قد بلغت مدى بعيد ،كما تعمل كل المؤسسات الحقوقية والعدلية الدولية وبدأت اجراءاتها ثم إن جماعات الضغط من أبناء دارفور الآن انتظمت في كافة أرجاء أوروبا وأمريكا مما يجعل أي محاولة لتحسين صورة المتمردين وغسلهم من جرائم الحرب والإبادة عالمياً، محض وهم.كما أن مجلس الأمن سيستمع لتقرير خطير خلال هذا الشهر أعده خبراء حول الحرب وانتهاكات الدعم السريع والتمويل الإمارات للحرب،يتوقع أن يحسم التقرير كثير من الجدل الذي يدور في أروقة الدبلوماسيين حول طبيعة هذه الحرب.وسنستعرضه للقراء حين صدوره بإذن الله.

✒️ عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان

القاهرة- وكالات

ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار، جنوبي شرق السودان، منذ أن بدأت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات على بلدات، فيما أعلن الجانبان المتقاتلان تحقيق انتصارات في مواقع مختلفة.

وينضم هؤلاء إلى نحو 10 ملايين سوداني فروا من ديارهم منذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل 2023، والتي رافقتها اتهامات بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" وتحذيرات من مجاعة، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بأنحاء البلاد.

وبدأت قوات الدعم السريع في 24 يونيو حملة عسكرية للاستيلاء على مدينة سنار، وهي مركز تجاري، لكنها سرعان ما تحولت إلى مدينتين أصغر، هما سنجة والدندر، مما أدى إلى نزوح جماعي من المدن الثلاث، خاصة إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً من جميع الأعمار يخوضون عبر النيل الأزرق.

ويقول ناشطون في الولايتين إن هناك القليل من أماكن الإيواء أو المساعدات الغذائية للوافدين.

القضارف.. أمطار بدون خيام

وفي القضارف، واجه القادمون هطول أمطار غزيرة بينما تقطعت بهم السبل في السوق الرئيسية بالعاصمة من دون خيام أو أغطية، بعد أن أخلت الحكومة المدارس التي كانت مراكز إيواء للنازحين، حسب ما ذكرت إحدى لجان المقاومة المحلية السودانية.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إنه منذ 24 يونيو، نزح ما إجماليه 136 ألفاً و130 شخصاً من سنار.

وتؤوي الولاية بالفعل أكثر من 285 ألف شخص نزحوا من الخرطوم والجزيرة، مما يعني أن كثيرين ممن غادروا في الأسبوعين الماضيين كانوا ينزحون على الأرجح للمرة الثانية أو الثالثة.

وأضافت المنظمة أيضاً أن قرى ولاية القضارف، وهي واحدة من بضعة أهداف محتملة لحملة قوات الدعم السريع، شهدت كذلك خروجاً جماعياً.

الفاشر وجبل مرة

وفي غرب البلاد، قال ناشطون محليون إن 12 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم بنيران مدفعية على سوق للماشية، الأربعاء، في مدينة الفاشر التي تشهد منذ شهور قتالاً بين الجانبين.

وتسبب القتال في نزوح عشرات الآلاف باتجاه الغرب إلى طويلة وجبل مرة، وهما من المناطق التي تُسيطر عليها إحدى أكبر الجماعات المتمردة في السودان بقيادة عبد الواحد النور الذي عرض، الخميس، أن تتولى قواته تأمين الفاشر إذا انسحب منها الجانبان.

وقال عبد الواحد النور، في بيان، إن الفاشر، التي ذُكرت مع مخيم زمزم المجاور لها ضمن 14 موقعاً أشار مراقبون إلى أنها تقترب من المجاعة، يمكن أن تستأنف حينها دورها كمركز لتوصيل المساعدات الإنسانية.

ولم يُعلق الجيش على العرض عندما طلبت منه "رويترز" التعقيب، في حين قال مصدر في قوات الدعم السريع إنها قبلتها من حيث المبدأ وتأمل أن يقبلها الجيش والقوات المتحالفة معه وأن يخرجوا من المدينة.

تحرير الدندر

على الصعيد الميداني، أعلن حاكم إقليم دارفور السوداني منّي أركي مناوي، الخميس، نجاح الجيش السوداني في تحرير مدينة الدندر بولاية سنار في شرق البلاد من قوات الدعم السريع.

وقال مناوي، عبر فيسبوك، إن الجيش حرر المدينة بالتعاون مع القوة المشتركة، وإنه بسط تأمينها على المؤسسات والمناطق السكنية، "بعد أن تعرضت للاستباحة الكاملة من مليشيات الدعم السريع وتم قتل وتشريد مواطنيها ونهب البنوك ومحاولة تدمير البنى التحتية ومعالم الحياة البرية".

وأضاف في المنشور الذي أرفقه بمقطع فيديو لقوات عسكرية: "سنؤكد للجميع استعدادنا لمقاومة مشروع تدمير استقرار المواطنين ومضاعفة معاناتهم وسنقف على كل الجبهات لأداء واجباتنا الوطنية من أجل حماية البلاد".

الجيش يدافع عن سنجة

ونقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP) عن متحدث باسم حكومة ولاية سنار أن قوات الجيش نجحت في التصدي لمحاولات قوات الدعم السريع للسيطرة على مدينة سنجة عاصمة الولاية، وإن أكد استيلاء الدعم السريع على نحو 30% من سنجة بينها أحياء الشمال والشرق وجزء من الحي الجنوبي.

وقال محمد البشر، في المقابلة التي جرت عبر الهاتف، إن "مجمل الأوضاع في ولاية سنار الآن بخير وتحت السيطرة، وشهدت مدينة سنجة دخول مليشيا الدعم السريع في بعض الأحياء وتصدت لها القوات المسلحة في معركة كبيرة استبسلت فيها القوات المسلحة.. ولا تزال المعارك تدور في مدينة سنجة".

وكانت قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش في أنحاء متفرقة من السودان، أعلنت سيطرتها على سنجة عاصمة ولاية سنار، بما في ذلك مقر رئاسة الحكومة وقيادة الجيش بالولاية بعد أن توغلت إلى منطقة جبل موية الاستراتيجية.

وأشار البشر إلى ما وصفها بأنها "خسائر فادحة" للمدينة وأهلها جراء الاشتباكات، واتهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال نهب والاستيلاء على سيارات المواطنين وممتلكاتهم والأسواق والفنادق، ودخول المستشفى الكبير في سنجة.

واتهم الدعم السريع بممارسة ما وصفه بـ"نوع من التصفية في صفوف المواطنين وقيادات الشرطة".

غرب كردفان

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع، في بيان، إنها حققت انتصاراً جديداً، الخميس، "بتحرير اللواء 92 (الميرم) التابع للفرقة 22 مشاة بولاية غرب كردفان".

وأضافت أنها "بسطت سيطرتها الكاملة على المنطقة" وتمكنت من "تحرير المدينة الاستراتيجية (الميرم) والاستيلاء على عتاد عسكري وأسلحة متنوعة وذخائر.  

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الحرب تشرد 136 ألفاً من جنوب شرق السودان
  • وفيات جراء غرق سودانيين أثناء هربهم من الحرب.. بينها عائلات كاملة
  • البرهان: مسلحون من تنظيم الدولة يقاتلون مع قوات الدعم السريع
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب معارك سنار
  • 25 نازحا سودانيا فروا من الحرب فغرقوا في النيل الأزرق
  • قوى سياسية سودانية تناقش في جنيف مستقبل الإسلاميين والجيش والدعـم السريع
  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • “إلا بعزة”.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • «تقدم»: اجتماع القاهرة يهدف لايجاد حل لحرب السودان
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان