افتتاح معرض الرحلة والإرث لمونديال 2022
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن افتتاح معرض الرحلة والإرث لكأس العالم FIFA قطر 2022™ في مكتبة قطر الوطنية، والذي يسرد رحلة استضافة قطر للبطولة العالمية التي أقيمت للمرة الأولى في المنطقة والعالم العربي. ويروي المعرض قصة البطولة من الألف إلى الياء، مع سرد بالكتابة والصور وبعض المقتنيات المنتقاة، الإنجازات المبهرة التي نجحت قطر في تحقيقها، والتحديات التي واجهت استضافة الحدث التاريخي، إضافة إلى المشاريع والبرامج المختلفة والمشاركات المجتمعية الخاصة بتنظيم البطولة.
وتم تطوير محتويات المعرض بالتعاون مع شركة مايكروسوفت مع الاستعانة بمنصة خدمات أزور للذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى قيّم يغطي مجموعة واسعة من المستندات والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو. كما توفر منصة أزور محرك بحث ذكيا لتمكين المشجعين والباحثين والمهتمين من أنحاء العالم من استكشاف المحتوى الغني للمعرض الذي يلقي الضوء على العناصر والمكونات الأساسية المختلفة التي ساهمت في تحقيق استضافة نسخة مبهرة من البطولة العالمية.
وافتتح معرض الرحلة والإرث، سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة السيد حسن عبد الله الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث.
وبهذه المناسبة، أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري: «لم يقتصر تنظيم المهرجان الكروي على استضافة بطولة في كرة القدم، بل أحدث تأثيراً ملموساً على حياة الكثير من الأفراد في المنطقة والعالم، فضلاً عن تعزيز مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها قطر، لذلك حرصنا على توثيق محطة مضيئة في تاريخ البلاد من خلال هذا المعرض».
وأضاف الكواري: «انطلاقاً من المكانة المتميزة لمكتبة قطر الوطنية في مجالات التعلم والبحوث والثقافة والمحافظة على تراث قطر والمنطقة، نلتزم بأرشفة وتوثيق ومشاركة تاريخ بلادنا، حيث سيبقى كأس العالم 2022 محفوراً في الذاكرة باعتباره معلماً بارزاً في قطر والمنطقة بأكملها. يسرنا استضافة معرض الرحلة والإرث والترحيب بالزوار للتعرف عن كثب على هذه الرحلة الملهمة وقصة النجاح المبهرة التي سطرتها قطر بحروف من نور».
من جانبه، قال سعادة السيد حسن عبد الله الذوادي، إن المعرض يقدم موجزاً قيّماً يتناول رحلة تاريخية في مسيرة قطر الحافلة بالإنجازات، والتي ستبني إرثاً مستداماً للأجيال المقبلة. وأضاف الذوادي: «أسهمت استضافة قطر للبطولة العالمية في تسريع تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، وإبراز الإمكانات اللامحدودة في البلاد والمنطقة مع التعريف بإرثنا الغني وأصالة عاداتنا وتقاليدنا».
وأضاف الذوادي: «يهدف معرض الرحلة والإرث إلى إلقاء الضوء على الحدث التاريخي من عدة جوانب، بما فيها فريق العمل الذي أسهم في تحقيق استضافة مبهرة نالت إشادة عالمية واسعة، كما يتناول تجربة المشجعين الفريدة من نوعها، إلى جانب البرامج والمبادرات المختلفة التي انبثقت عن مونديال قطر 2022».
ويضم معرض الرحلة والإرث لكأس العالم قطر 2022، شاشات عرض تفاعلية تعمل باللمس وتحتوي على جميع الأفلام ومقتطفات الأفلام والصور الخاصة بالبطولة، مع إمكانية تحويلها الى أجهزة الهواتف الخاصة عن طريق تقنية الباركود.
كما يوجد قاعدة بيانات تحتوي على الإرث المعرفي للبطولة التاريخية، وتتصل مباشرة مع قاعدة بيانات مكتبة قطر الوطنية، بحيث تكون متاحة لرواد المكتبة من عامة الجمهور وطلبة المدارس والكليات والجامعات، وكذلك للهيئات الحكومية وغير الحكومية.
وحرصت مكتبة قطر الوطنية على تخصيص موقع مميز للمعرض، مع التركيز على المحتوى الثقافي لمونديال قطر 2022، بهدف المحافظة على الإرث المستدام للبطولة، واستخدام هذا الإرث كقاعدة لإقامة معارض وندوات رياضية على مدار العام.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المشاريع والإرث معرض الرحلة والإرث مونديال قطر 2022 مکتبة قطر الوطنیة قطر 2022
إقرأ أيضاً:
ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.
ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.
هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.
فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.
لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.
أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.
وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟
في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.
إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.
لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري