مصر ترفض طلباً إسرائيلياً لمراقبة حدودها مع غزة
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
قالت ثلاثة مصادر أمنية مصرية إن مصر رفضت مقترحا إسرائيليا لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة وإن القاهرة تعطي الأولوية لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب.
وتشترك مصر في حدود يبلغ طولها 13 كيلومترا مع غزة، وهي الحدود الوحيدة لقطاع غزة التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.
وقالت المصادر المصرية إنه خلال هذه المحادثات اتصلت إسرائيل بمصر لتأمين منطقة محور فيلادلفيا العازلة الضيقة على طول الحدود، كجزء من الخطط الإسرائيلية لمنع الهجمات في المستقبل.
وبدأ الصراع الحالى يوم السابع من أكتوبر حين شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر نحو 240 رهينة. وردت إسرائيل بهجوم أدى إلى استشهاد أكثر من 23 ألف شخص، وفقا لمسؤولين في غزة، ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم.
وقال مسؤول إسرائيلي مشترطا عدم الكشف عن هويته إن المراقبة المشتركة لمحور فيلادلفيا مع مصر كانت من بين القضايا التي ناقشتها الدولتان.
وردا على سؤال عما إذا كانت مصر رفضت، قال المسؤول الإسرائيلي «لا علم لي بذلك».
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر لم تكشفه الاثنين قوله إن التقارير في الآونة الأخيرة عن التعاون المزمع بين مصر وإسرائيل بشأن المحور ليست صحيحة.
ولم يرد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر على طلب التعليق. وقالت المصادر المصرية إن المسؤولين الإسرائيليين لم يناقشوا السيطرة على المحور خلال محادثات وقف إطلاق النار الحالية، لكنهم طلبوا بدلا من ذلك المشاركة في مراقبة المنطقة، بما في ذلك من خلال تقاسم استخدام تكنولوجيا المراقبة الجديدة التي ستشتريها إسرائيل.
وقالت المصادر إن المفاوضين المصريين رفضوا الفكرة، لكن مصر عززت الحواجز على جانبها من الحدود.
وأضافت المصادر أن مصر تعطي الأولوية للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار كأساس ضروري للمناقشات حول غزة ما بعد الحرب، بما في ذلك تأمين الممر.
الأنفاق
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الثلاثاء إن الأولويات بالنسبة لغزة هي وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات ومنع نزوح سكان غزة إلى مصر.
وسيطرت إسرائيل على محور فيلادلفيا حتى عام 2005 عندما أنهت احتلالها لقطاع غزة. وسيطرت حماس على غزة في عام 2007. وفي أواخر الشهر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تسعى إلى إعادة تأكيد سيطرتها على المحور الذي أدار الفلسطينيون أسفله أنفاقا تحت الأرض لفترة طويلة.
وبدأ عدد الأنفاق في الزيادة في عام 2008، واستخدمها المهربون والمسلحون الفلسطينيون لتفادي حصار اقتصادي إسرائيلي ولجلب أسلحة إلى القطاع. لكن حملة عسكرية مصرية بدأت عام 2013 تمكنت من تدمير معظمها، بحسب قول مصادر فلسطينية.
وقال أشرف أبو الهول، مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية والمتخصص في الشأن الفلسطيني إن مصر أوضحت أنها أغلقت جميع الأنفاق على جانبها من الحدود، لكن إسرائيل لا تزال غير قادرة على استيعاب أو فهم أن ما شاهدوه في غزة من أنفاق ربما تم إنتاجه أو تطويره محليا.
وأضاف أبو الهول أن إسرائيل يمكنها السيطرة فعليا على المنطقة الحدودية العازلة من بعيد من خلال قوتها النارية، دون الحاجة إلى السيطرة المباشرة.
وتكرر القصف بالقرب من المنطقة الحدودية التي تشمل معبر رفح الذي يستخدم لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من مصر ولإجلاء أعداد صغيرة من الفلسطينيين الذين يحتاجون لعلاج طبي عاجل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: مصر قطاع غزة وقف إطلاق النار وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
محمد الغباري: إسرائيل تخطط منذ عقود.. ومصر ترفض تهجير الفلسطينيين
أكد اللواء محمد الغباري الخبير الاسترايتيجي، أن أعضاء الكونجرس الأمريكي شنّوا هجومًا حادًا على وزيري الدفاع والخارجية بسبب سياسات تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإضعاف الشعب الفلسطيني ومنع دعمه للمقاومة.
وخلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج «صالة التحرير» على قناة "صدى البلد"، أوضح محمد الغباري أن الحرب ستخلف دمارًا واسعًا، إلا أن تحقيق النصر يبقى الهدف الأساسي من خوض أي حرب، لافتًا إلى أن حركة حماس اعتمدت على استراتيجيات مستوحاة من حرب السادس من أكتوبر في هجومها الذي وقع في 6 أكتوبر 2023، والمعروف بـ"طوفان الأقصى".
وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على إزالة العقبات أمام مخططاتها التوسعية، تحضيرًا لحروب مستقبلية مع بعض دول المنطقة، مما يستدعي ضرورة وجود تخطيط استراتيجي عربي وإسلامي لمواجهة هذا السيناريو.
وانتقد غياب التخطيط المستقبلي للقضية الفلسطينية، في مقابل التخطيط الإسرائيلي الممنهج منذ عقود، سواء على مستوى القصف أو الاحتلال التدريجي للأراضي.
وشدد الغباري على الدور المحوري لمصر في رفض تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن القاهرة ثابتة على موقفها رغم الضغوط الدولية، متوقعًا أن تتعرض السعودية والأردن لضغوط مماثلة خلال الفترة المقبلة.