الثورة نت:
2025-03-16@07:41:18 GMT

رجال المقاومة الفلسطينية.. صُنَّاع النصر القادم

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

 

ذات يوم أرادت إحدى حركات التحرير الفلسطينية المعروفة الاستفادة من التجربة الفيتنامية في طرد المحتلين الأمريكان والتقوا في إحدى العواصم، لاحظ ممثلو الوفد الفيتنامي المظاهر المترفة التي يتحلى بها الوفد الممثل للحركة الفلسطينية (رفاهية العيش والنزول في الفنادق المترفة وغيرها)، وهنا تساءلوا “لا يمكن لمن يعيش كل هذه الرفاهية أن يحرر وطنا ويطرد محتلا” وذلك الاستنتاج نابع من تجربة واقعية وحقيقة معاشة، ومع ذلك فقد تم اغتيال القيادات المؤثرة لهذه الحركة وتصعيد القائمين على حماية المصالح الصهيونية ليكونوا هم صناع التحرير، وبواسطة الحوار والحوار والحوار فشلت كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها، وتعزز خيار المقاومة لا التطبيع والاستسلام، المقاومة والشهادة.


يدرك الصهاينة خطورة أن تكون هناك حركة مقاومة مسلحة نابعة من الإيمان بالله ورسوله، كما هو حال حركة حماس والجهاد الإسلامي، لذلك فقد سلط كل إمكانياته العسكرية وغيرها لاغتيال قادة المقاومة سواء في داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، وكلما أعلن عن اغتيال يكون الجواب الاستمرارية والصمود، فالمنهج الذي تسير عليه المقاومة لا يتأثر باستشهاد أحد أو بقائه، فالكل يحمل هم القضية والاعتماد أولا وأخيرا على الله سبحانه وتعالى.. تم اغتيال المؤسس الشهيد المقعد أحمد ياسين ومؤسس حركة الجهاد فتحي الشقاقي وغيرهما الكثيرين، فما أصاب المقاومة الوهن ولا الضعف ولا الخور والاستسلام.
ولم يكتف الصهاينة بجهدهم في محاربة المقاومة، بل استعانوا بالصهاينة العرب، فرأينا بعض الأنظمة العربية العميلة والخائنة تعاقب كل من ينتمي إلى المقاومة، وشيطنة وكيل التهم ضدها، حتى رأينا من يعاقب على الدعاء للمجاهدين في أرض الحرمين وغيرها، ورأينا من يتهمها بمحاولة قلب نظام الحكم والاعتداء على الأمن القومي، وهي مزاعم كاذبة، لأن حركات الجهاد والمقاومة لا تنشغل بغير المجال الوطني وهدف التحرير من الاستعمار والاستيطان، وتمد أيديها لمن يقدم لها المساعدة بغير شروط.
وبينما يمد العالم الكيان الصهيوني بكل احتياجاته من سلاح وعتاد ومواقف سياسية واقتصادية من دول العالم الغربي والدول العربية بلا خوف ولا وجل ولا حياء مع إدراكهم أنهم يدعمون قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعزل من أبناء فلسطين، لا لشيء إلا لأنهم يطلبون تحرير وطنهم من الاستعمار الصهيوني، وهكذا يفصح الإجرام والمجرمون عن نواياهم وأفعالهم، إذا بهم يجرمون مد المجني عليه والمعتدى على أرضه بالغذاء والدواء والوسائل البسيطة اللازمة لتضميد جراحاته النازفة جراء عدوان وحشي يمارس كل أنواع الجرائم وبأقذر وأشد الأسلحة المحرمة دوليا وما تخلفه من آثار كارثية على الإنسان والحيوان والبيئة والجماد، ومع ذلك فإن قيام المقاومة بالرد على المعتدي أو المقاومة له، يعتبر بمقياس أخلاقهم المنحطة فعلاً مرفوضاً، بينما القتل والإجرام والتدمير “دفاع عن النفس”، مما يدل على الانحطاط الأخلاقي التفسخ الخلقي لدى هذا التحالف الإجرامي والداعمين والمؤيدين له.
سقوط الشعارات والأقنعة
في كل حرب أو مواجهة يشنها الغرب، يرفعون الشعارات البراقة الخادعة مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة والعدالة واحترام مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة، لكن عندما تتعارض تلك الشعارات فإن آلة الإجرام تدوسها تحت جنازيرها وقنابل طائراتها وقذائف وصواريخ بوارجها التي تجوب بحار العالم، سقطت الشعارات في تدمير هيروشيما وناجازاكي بالأسلحة الذرية، وبالأسلحة الكيمياوية في فيتنام وفي العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها وفي المغرب العربي على يد الاحتلال الفرنسي والبرتغالي والهولندي والإسباني والإيطالي والبريطاني وغيرها من الدول الاستعمارية التي لم تتورع عن الفتك بالمقاومة وبأشد وافتك الأسلحة المحرمة، مما جعل العالم كله ينادي بضرورة الالتزام بأقل المبادئ الإنسانية حينما حرم استعمال تلك الأسلحة، لكنهم حرموها على من لا يملكها ولا يستطيع صناعتها وأباحوها للقادرين على تصنيعها واستعمالها وهم ذاتهم المجرمون لا غيرهم.
لقد اتهموا العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل ودمروه وبلغت حصيلة إجرامهم بحق أبنائه ما يقارب المليون شهيد وجريح وبعد ذلك اعلنوا للملأ أنه لا توجد أسلحة دمار شامل واعطوا الصهاينة أسلحة دمار شامل وسمحوا لها بأن تقتل أبناء فلسطين وها هي حصيلة إجرامهم الجديد تصل إلى ثلاثين ألف شهيد وتدمير شامل للمباني السكنية والاحياء بأسلحة الفوسفور الأبيض المحرم دوليا، ولم يكتفوا بذلك، بل قتلوا الإرادة الدولية بالفيتو الأمريكي وغيره، وهو فعل لا يقل جرماً عن ممارسة القتل والتدمير وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
القرارات الدولية نافذة ومطبقة إذا كان المعني عربيا أو مسلما، أما إن كان المجرم صهيونيا أو أمريكيا أو صليبيا فلا مجال للقول والتحجج بحقوق الإنسان، لأن ذلك لا يمكن، فشريعة الغاب والتحكم والهيمنة والاستعلاء والسطوة والقوة لا تخضع للمساءلة أو العقاب “مواجهة الهزيمة”.
حققت المقاومة المسلحة انتصارا رائعا في تحطيم الأسطورة الصهيونية التي رسختها الدعاية الإعلامية على مدى السنوات الماضية بواسطة العمالة والخيانة من جهة وبواسطة الاستخواذ على مراكز القرار والنفوذ، وكلما تكاثرت الهزائم وجدنا العدو يرتكب المجازر المروعة في حق النساء والأطفال والعزل وبشكل هستيري يؤكد عمق المأزق والهزيمة النفسية التي مني بها الجيش الصهيوني المجرم، والآن اختار الأسلوب القديم الجديد وهو اغتيال قيادات الحركات المقاومة، ليثبت أنه مازالت لديه القدرة على مد أذرعته الإجرامية إلى خارج حدود الأرض المحتلة وهي محاولة لإرضاء الداخل الذي يعيش وقع الهزيمة يوميا مع كل مواجهة وكل خبر مصور، لما يحققه أبطال المقاومة ورجالها، قد يصيبنا الحزن والألم لاستشهاد أولئك الرجال، لكن ما أعده الله لهم خير وأبقى وخاصة أنهم يعلمون أن السير في طريق الجهاد ليس معبدا بالورود وإنما هو بيع وشراء للأنفس من خالقها الذي أنعم بها ” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” التوبة (111).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حاكم دارفور يدعو لحوار شامل بالسودان مع مراجعة تجربة الإسلاميين

دعا حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إلى الجلوس مع الإسلاميين، وذلك شريطة إجراء مراجعات لتجربتهم في الحكم، مطالبا في الوقت نفسه بوحدة طوعية للسودانيين، يضع فيها الجميع رؤاهم ومخاوفهم ومصالحهم على الطاولة من أجل التوافق.

وقال مناوي، إنّ: "نظام الإنقاذ قد سقط جزئيا، لكن الأحزاب رفضت سقوطه كليّا خوفا من وصول قوى جذرية إلى الحكم في أعقاب ثورة ديسمبر/ كانون الأول 2018 التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير"، وذلك خلال مخاطبته مؤتمرا صحافيا في العاصمة الإدارية، بورتسودان، حول مشروع الحوار السوداني- السوداني.

وأشار إلى أن قوات "الدعم السريع" وفّرت التمويل من دول بعينها -لم يسمها- ولهذا تمّت الموافقة على مشاركتها في السلطة الانتقالية التي حكمت البلاد، إلى أن اندلعت الحرب منتصف نيسان/ أبريل 2023. فيما استفسر: "كيف تُسقِط حزبا سياسيا -المؤتمر الوطني- لتأتي بمليشيا "الدعم السريع" إلى سدة الحكم؟".

وأوضح أنّ "الوحدة يجب أن تتم على أساس طوعي وفقا لعقد اجتماعي"، مؤكدا على أهمية مشاركة القوات المسلحة السودانية في الانتقال.

وفي السياق نفسه، اقترح مناوي، (6) ركائز لحوار، تتضمّن إشراك الإسلاميين، مشيرا إلى أنهم مواطنون سودانيون لديهم حقوق مدنية ولا يمكن عزلهم أو إقصاؤهم، وأن ذلك سيتسبب في استمرار المشاكل في البلاد. 


وتابع: "هذا لا يعني فتح الطريق لهم ولكن يجب أن يقدموا مراجعات حول فترة حكمهم البلاد"، مبرزا ضرورة مشاركة مكونات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) التي انشقت إلى تحالفات رافضة ومساندة لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة "الدعم السريع".

أيضا، أضاف بأن "(تقدم) أخطأت بشكل كبيرة لأنها ركبت حصان "الدعم السريع" ولكن في الوقت ذاته لديهم وجود وحيز ويجب ان يحاسبوا أنفسهم وينضموا للحوار، حتى لا نخوض المزيد من الصراعات"، مؤكدا على: "ضرورة مشاركة القوات المسلحة في الفترة الانتقالية". 

وأشار إلى أنّ: "عبور هذه الفترات يحتاج مشاركة جميع العناصر السودانية بما يتضمن القوى العسكرية والأحزاب والقوى المدنية الأخرى". مردفا أنّ: "مشاركة القوات المسلحة مهمة وتضمن انتقالا مستقرا للبلاد".

إلى ذلك، دعا إلى التسامح الديني، مشيرا إلى: "ضرورة مناقشة قضايا الدين والدولة من أجل انتقال مستقر"، فيما أبرز أنّ: "خريطة الطريق مطروحة للجميع من أجل المضي للأمام".

وأكد على: "ضرورة الحوار مع الدول التي دعمت الحرب عبر القنوات الدبلوماسية في وقت لاحق"، فيما بيّن أنّ: "رؤية خريطة الطريق هي جهود بذلتها قوى سياسية، وأنها مفتوحة للجميع للمساهمة وأن هدفها هو تحقيق رؤية موحدة تحقق التراضى بين الجميع".


واسترسل بأنّ: "الوثيقة ركزت على الثوابت الوطنية ووحدة السودان وأن الوحدة تبنى بالتراضي الوطني، وأن حقوق المواطنين تقوم على أساس المواطنة المتساوية والمساواة أمام القانون".

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة، مبارك أردول إنّ: "المشروع الذي تطرحه هذه الوثيقة هو دافع وطني متحرك لمشروع إدارة البلاد كمحاولة لجمع شتات السودانيين، مؤكدا على ضرورة تقديم تنازلات من أجل مصلحة البلاد".

وبحسب أردول، خلال مؤتمر صحافي، فإن: "مشروع خريطة الطريق يتضمّن مقترحات حول: كيف تحكم البلاد، الانتخابات، الانتقال، التأسيس، النقاش بين السودانيين".

وأشار إلى: "ضرورة الوصول إلى إجماع حول هذه القضايا بإجماع كاف بين السودانيين بما يحقق التوافق ويفضي إلى تصمم مشروع وطني تخرج منه وثائق وقانون"، مبرزا أهمية الاتفاق على المبادئ الاساسية.


وأشار إلى أنّ: "خريطة الطريق قابلة للإضافة والحذف، والحوار في الموضوعات والقضايا بما يضع خطوطا واضحة، وأن الترتيبات جارية لعقد ورش عمل متخصصة تناقش الإصلاح السياسي والحزبي في البلاد، والحوار السوداني السوداني، وقضايا الدستور والتنمية وإعادة الإعمار والهوية وتعزيز الوحدة الوطنية".

إلى ذلك تنص خريطة الطريق على إطلاق حوار وطني شامل لكل القوى السياسية والمجتمعية وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب.

مقالات مشابهة

  • فيكتور فازاريلي والهوية البصرية .. كيف صنع أشهر الشعارات في العالم؟
  • يداً بيد مع الأهالي.. فرحة النصر مع رجال الجيش العربي السوري في ساحة السبع بحرات بإدلب
  • الحرب ستشتعل في الضعين؛ قراءة في المشهد القادم!
  • أدعية ليلة القدر 2025 .. ردد أفضل 100 دعاء جامع شامل للخيرات ويقضي جميع الحوائج
  • حماس تستنكر قرار حجب قناة الأقصى
  • أنباء عن تعرض قائد قسد لمحاولة اغتيال فاشلة في القامشلي
  • “المطوف الرقمي “.. إرشاد للمعتمرين ودليل شامل للمناسك
  • دليل شامل لاختيار الحليب المثالي لصحتك
  • كيف تلعب لعبة الحبار Squid Game Unleashed؟ دليل شامل للتحميل والتشغيل
  • حاكم دارفور يدعو لحوار شامل بالسودان مع مراجعة تجربة الإسلاميين