الثورة نت:
2024-12-25@23:51:37 GMT

السيد القائد وعهد الإمَام عَلي ..

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT

 

ذات يوم وحين قراءتي لعهد الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- لمالك بن الحارث الأشتر، حين ولاه على مصر، دعتني الحاجة الماسة إلى تعزيز معرفة بعض المفردات الغريبة ومعانيها وعلاقتها ودلالاتها بما بعدها وما قبلها من جمل وفقرات نص العهد، فتذكرت سريعاً السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- حين ألقى على مسامعنا جميعا دروساً خاصة شرح فيها العهد بصورة مفصلة جداً وموضحة وبشكلٍ متصل ومؤثر لمشاعر وأذهان السامعين ومنهم الكثيرون المعنيون بتطبيق العهد، الملامسون للمجتمع في إصلاح إبنائه وتدبير شؤونه وأموره، والمواجهون لمحور الشر في هذا العالم ومن يمثله من الطغاة الظالمين المستكبرين، وما يجب أن يكون عليه أبناء الأمة في جهاد عدوهم وفي تقواهم وإيثار طاعتهم لله واتباع ما أمر الله في كتابه الكريم .


وحين اطلاعي لعدد من دروس السيد القائد بهذا الشأن وجدتُ ضالتي ووجدت معها رؤية عميقة جداً وتحليلاً دقيقاً وشرحاً مستفيضاً وسرداً مطولاً من دون إسهاب أو ملل مما يجعل القارئ لتلك الدروس والشروح على بينة ووضوح لمراد وغاية وأهمية العهد وأهدافه.
وأقولها شهادةً بملء الفم وقوة اللسان لله وللتاريخ وللعالم :
ألا أحد من علماء وأعلام الأمة الإسلامية قام بشرح “عهد الإمام علي لمالك الأشتر” بشكلٍ مفصل وواضح وميسر وشيق كمثل ما شرحه السيد القائد، يحفظه الله .. إنه بحق مدرسة مثالية وفريدة ومتميزة في اللغة والبيان والتبيين .. فقد بيّن أبعاد تطبيق العهد الإيجابية في إقامة ونشر الدين وثمرة القيام به في تحقيق سعادة الناس وعواقب التفريط والتقصير في العمل به لما في مضامينه وتفاصيله من أسس وقيم إيمانية وجهادية تتمثل في الصدق مع الله وفي زكاء النفس وسلوك الأعمال الصالحة والرحمة والتواضع والعدل والإنصاف وضرورة الارتباط بالمنهج والقيادة.
كثير من العناوين والمواضيع التي أخذت طابع العبادات والتعاملات مع الآخرين، تحدث عنها وبيَنها السيد القائد في عدة دروس وحلقات عديدة لساعات طوال، وكأنه موسوعة وقاموس أحاط بكل ما له علاقة بتنظيم وإدارة أمور الدولة وشؤونها ومواردها، وكذلك اعتبارات اختيار القضاة والموظفين والتجار والاستفادة من الكوادر العلمية والشخصيات الاجتماعية في بناء دولة الإسلام.
ومن يقول عني مبالغاً في إعجابي الشديد بفلسفة وشرح السيد القائد لعهد الإمام علي فليقرأ أو يسمع بتمعن الدرر الثمينة التي ينثرها في أوساطنا كمجتمع مستهدف ونظام دولة أشد الاحتياج للعهد في تطبيقه لنصل إلى إدارةٍ رشيدة ومجتمعٍ مثالي تسوده الفضيلة والعزة والكرامة والسيادة امتثالاً لقوله سبحانه : “كنتم خير أمة أخرجت للناس”
وعلى سبيل المثال نستعرض هذه الفقرة من نص العهد : “فإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ، يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى، وَتُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا )، يتحدث عنها السيد القائد بالشرح والإيضاح فيقول : كل هذه القيم كل هذه المبادئ العظيمة مبادئ الإسلام، نظام الإسلام، منهجية القرآن، ما الذي أضاعها، ونحن نقرأها من أول ما قرأنا في هذا العهد المبارك؟ ما الذي أضاع هذه المبادئ، والتعليمات، وهذه الأسس والمعايير؟
أضاعها الأشرار الذين عبثوا بالدين حتى فقد الناس الشعور بعظمة الإسلام، بقيمة الإسلام وأثره في حياتهم، بما يمثله من حل وصلاح في واقع حياتهم، الأشرار أضاعوا كل هذه المبادئ والأسس والقيم وأتوا بالبديل عنها، مما ضيَّع العدل وضيَّع الحق وضيَّع الأمة، ضيَّع قيمة الدين وأثره في حياة الناس.
((يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى)): بهوى النفوس، ((وَتُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا)، هذا ما أثَّر على الناس ويؤثر.
فلذلك إذا أراد الناس الخير لحياتهم، والصلاح لحياتهم، والاستقرار في حياتهم، والتغيير لواقعهم نحو الأفضل، فليعودوا إلى هذه المبادئ القرآنية الإسلامية، وإلى هذه المعايير ليصححوا وضعيتهم على أساسها .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"أوقاف الفيوم" تُنظم لقاءات دعوية في المدارس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقدت مديرية أوقاف الفيوم، اليوم الإثنين، لقاءات دعوية في المدارس بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، تحت عنوان "رحمة النبي بالحيوان"، وذلك بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبمشاركة نخبة من العلماء والأئمة المتميزين.

خلال اللقاء، أكد العلماء أن الرحمة والتراحم من أعظم أخلاق الإسلام وأبرز سمات الأنبياء والمرسلين، مشيرين إلى أن الرحمة هي صفة من صفات الله عز وجل، كما جاء في قوله تعالى: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، وهي خلق من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضحوا أن الرحمة في الإسلام تشمل جميع المخلوقات، حيث يحث المسلم على رحمة البشر جميعًا، من أطفال ونساء وشيوخ، كما تمتد الرحمة لتشمل الحيوان، والدواب، والطيور، وحتى الحشرات.

وشدد العلماء على أهمية غرس هذا الخلق الكريم في نفوس الطلاب والنشء، لما له من أثر في بناء مجتمع متراحم ومتكاتف يعكس قيم الإسلام السمحة.

مقالات مشابهة

  • حقوق الطفل في الإسلام.. الإفتاء توضح
  • لماذا ذهب السيد المسيح لبيت سمعان الفريسي وزكا العشار؟
  • كفارة المعاصي غير الاستغفار والطريقة المثلى للتوبة.. أمين الفتوى يكشف عنها
  • ماذا قال النبي عن أعظم آية في القرآن.. يغفل عنها الكثيرون
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • حكم ممارسة الأشخاص الملاكمة كرياضة بدنية
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي وفد مزارعي القضارف
  • أستاذ تفسير: القرآن أمرنا بإجراء "fake check" للأخبار لمنع الشائعات
  • أستاذ بالأزهر: الإسلام أمرنا بالتحقق من الأخبار قبل نشرها لمنع الشائعات
  • "أوقاف الفيوم" تُنظم لقاءات دعوية في المدارس