السيد القائد وعهد الإمَام عَلي ..
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
ذات يوم وحين قراءتي لعهد الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام- لمالك بن الحارث الأشتر، حين ولاه على مصر، دعتني الحاجة الماسة إلى تعزيز معرفة بعض المفردات الغريبة ومعانيها وعلاقتها ودلالاتها بما بعدها وما قبلها من جمل وفقرات نص العهد، فتذكرت سريعاً السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- حين ألقى على مسامعنا جميعا دروساً خاصة شرح فيها العهد بصورة مفصلة جداً وموضحة وبشكلٍ متصل ومؤثر لمشاعر وأذهان السامعين ومنهم الكثيرون المعنيون بتطبيق العهد، الملامسون للمجتمع في إصلاح إبنائه وتدبير شؤونه وأموره، والمواجهون لمحور الشر في هذا العالم ومن يمثله من الطغاة الظالمين المستكبرين، وما يجب أن يكون عليه أبناء الأمة في جهاد عدوهم وفي تقواهم وإيثار طاعتهم لله واتباع ما أمر الله في كتابه الكريم .
وحين اطلاعي لعدد من دروس السيد القائد بهذا الشأن وجدتُ ضالتي ووجدت معها رؤية عميقة جداً وتحليلاً دقيقاً وشرحاً مستفيضاً وسرداً مطولاً من دون إسهاب أو ملل مما يجعل القارئ لتلك الدروس والشروح على بينة ووضوح لمراد وغاية وأهمية العهد وأهدافه.
وأقولها شهادةً بملء الفم وقوة اللسان لله وللتاريخ وللعالم :
ألا أحد من علماء وأعلام الأمة الإسلامية قام بشرح “عهد الإمام علي لمالك الأشتر” بشكلٍ مفصل وواضح وميسر وشيق كمثل ما شرحه السيد القائد، يحفظه الله .. إنه بحق مدرسة مثالية وفريدة ومتميزة في اللغة والبيان والتبيين .. فقد بيّن أبعاد تطبيق العهد الإيجابية في إقامة ونشر الدين وثمرة القيام به في تحقيق سعادة الناس وعواقب التفريط والتقصير في العمل به لما في مضامينه وتفاصيله من أسس وقيم إيمانية وجهادية تتمثل في الصدق مع الله وفي زكاء النفس وسلوك الأعمال الصالحة والرحمة والتواضع والعدل والإنصاف وضرورة الارتباط بالمنهج والقيادة.
كثير من العناوين والمواضيع التي أخذت طابع العبادات والتعاملات مع الآخرين، تحدث عنها وبيَنها السيد القائد في عدة دروس وحلقات عديدة لساعات طوال، وكأنه موسوعة وقاموس أحاط بكل ما له علاقة بتنظيم وإدارة أمور الدولة وشؤونها ومواردها، وكذلك اعتبارات اختيار القضاة والموظفين والتجار والاستفادة من الكوادر العلمية والشخصيات الاجتماعية في بناء دولة الإسلام.
ومن يقول عني مبالغاً في إعجابي الشديد بفلسفة وشرح السيد القائد لعهد الإمام علي فليقرأ أو يسمع بتمعن الدرر الثمينة التي ينثرها في أوساطنا كمجتمع مستهدف ونظام دولة أشد الاحتياج للعهد في تطبيقه لنصل إلى إدارةٍ رشيدة ومجتمعٍ مثالي تسوده الفضيلة والعزة والكرامة والسيادة امتثالاً لقوله سبحانه : “كنتم خير أمة أخرجت للناس”
وعلى سبيل المثال نستعرض هذه الفقرة من نص العهد : “فإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ، يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى، وَتُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا )، يتحدث عنها السيد القائد بالشرح والإيضاح فيقول : كل هذه القيم كل هذه المبادئ العظيمة مبادئ الإسلام، نظام الإسلام، منهجية القرآن، ما الذي أضاعها، ونحن نقرأها من أول ما قرأنا في هذا العهد المبارك؟ ما الذي أضاع هذه المبادئ، والتعليمات، وهذه الأسس والمعايير؟
أضاعها الأشرار الذين عبثوا بالدين حتى فقد الناس الشعور بعظمة الإسلام، بقيمة الإسلام وأثره في حياتهم، بما يمثله من حل وصلاح في واقع حياتهم، الأشرار أضاعوا كل هذه المبادئ والأسس والقيم وأتوا بالبديل عنها، مما ضيَّع العدل وضيَّع الحق وضيَّع الأمة، ضيَّع قيمة الدين وأثره في حياة الناس.
((يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى)): بهوى النفوس، ((وَتُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا)، هذا ما أثَّر على الناس ويؤثر.
فلذلك إذا أراد الناس الخير لحياتهم، والصلاح لحياتهم، والاستقرار في حياتهم، والتغيير لواقعهم نحو الأفضل، فليعودوا إلى هذه المبادئ القرآنية الإسلامية، وإلى هذه المعايير ليصححوا وضعيتهم على أساسها .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العيسى يلقي خطبة عيد الفطر في أكبر جوامع ألبانيا ومنطقة البلقان
استضافت جمهورية ألبانيا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى، لإلقاء خطبة عيد الفطر المبارك في جامع تيرانا الكبير، أكبر جوامع الجمهورية ومنطقة البلقان، بحضور علماء ألبانيا.
واستهل د. العيسى الخطبة بتهنئة الأمة الإسلامية بحلول عيد الفطر المبارك، مشيرًا إلى أنه يوم للفرح بفضل الله، وتعاهُد آداب الإسلام وأُخوة الإيمان، وترسيخ الروابط الوثيقة لهذه الأخوة، وهو أيضا يوم للتسامُح وتعزيز أواصر الأخوة والمودة.
وشدد على أن هذه القيمة الإسلامية الرفيعة تشمل الجميع من مسلمين وغير مسلمين.
وتناولت خطبةُ فضيلته ملامح ميزت "هداية القرآن الكريم للتي هي أقوم"، وهي الطريقة الأهدى والأرشد في شؤون العبد كافة، سواء كان ذلك في معتقده أو عبادته أو معاملته أو سلوكه.
وأكد العيسى أن الله تعالى بعث نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بفطرة سليمة، وبقيم عالية، ومن خلال معاني الفطرة ومضامين القيم وصلت رسالتُه للعالمين، وجعلت الناس يتلقونه برحابة صدر، فدخلوا في دين الله أفواجا حتى ناهز المسلمون -اليوم- ملياري نسمة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } العيسى خلال إلقائه خطبة عيد الفطر في أكبر جوامع ألبانيا ومنطقة البلقان - إكس رابطة العالم الإسلامي
ومنذُ أن أشرق الإيمان بضيائه حتى اليوم، لم يستطع أحد الوقوف أمام حقيقته، أو النيل من عقيدة أهله، بل لم تزِدهُم محاولات الجهل والشر إلا إيمانا مع إيمانهم.
وتطرقت خطبته في هذا السياق إلى الحرص على سُمعة الإسلام، وقال: "لا شك أن كل مسلم يعتزُ بدينه، غير أن الاعتزاز الحقيقي يُصدِقُهُ العمل، وكلُ مسلمٍ حريص على سُمعة دينه، غير أن الحرص الصادق والنافع يتمثل في أن يكون كل منا -نحن المسلمين- سفير خير لدينه أمام العالمين، على هدي مبادئ الإسلام الثابتة وقِيمِهِ العالية، التي لا تُغيِرها الظروف ولا الأهواء ولا الإثارة ولا الاستفزاز".
ونوه فضيلتُه إلى أهمية الأسرة، التي هي أملُ كلِ أُمة، بوصفها نواة مجتمعها وصِمام أمانها، لافتًا النظر إلى دور المرأة الفاعل في بناء الأسرة.