استخدام ماء البصل للفشل الكلوي كذبة.. مختصون لـ«البلاد»: «رسائل التواصل».. علاج وهمي
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
جدة – ياسر خليل
حذر أطباء مختصون مرضى الفشل الكلوي من المزاعم المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن عدم الانصياع إلى قرارات الأطباء وإلى عمليات زرع الكلى؛ إذ تزعم الرسالة المتداولة أن تلك العمليات ليست ناجحة، وأن الفشل يعود بعد فترة لا تتجاوز 10 سنوات، وأن الحل بسيط وغير مكلف ولن يضر المريض، ويكمن فى مقدارين متساويين ومخلوطين من عصير أو ماء البصل اﻷحمر وعسل النحل، وبعد خلطهما معًا فى خلاط، يؤخذ من هذا الخليط مع التوقف تمامًا عن تناول اﻷدوية، وذلك عبر ملعقتين كبيرتين كل ساعة من هذا الخليط لمدة 3 أيام متوالية، وبعد ذلك ملعقة كبيرة يوميًا على الريق مدى الحياة مع إجراء التحاليل كل أسبوع؛ للتأكد من التحسن حتى الوصول إلى النسب الطبيعية لعمل الكليتين.
ويقول خبير واستشاري أمراض الكلى الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين: كل ما ذكر في الرسالة المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح جملة وتفصيلاً، فمريض الفشل الكلوي لابد أن يخضع في علاجه على الطب القائم على البراهين، وليس الأعشاب أو التجارب الوهمية، ومن المعروف أن مريض الفشل الكلوى أمامه خيار الغسيل الدموي، أو زراعة الكلى، وما جاء في الرسالة بأن عمليات الزراعة غير مجدية ويعود الفشل بعد عشر سنوات غير صحيح، وخير ما يؤكد ذلك أن هناك مرضى زرعوا الكُلى منذ سنوات طويلة، والحمدلله، جميعهم بخير ويتمتعون بصحة وعافية.
وأضاف: سبق لي شخصيًا أن استقبلت عدة مرضى بالفشل الكلوي في عيادتي تناولوا أعشاباً، وكادت حياتهم أن تدخل في مراحل صعبة وخطرة؛ لولا لطف الله، فقد توقفوا عن الغسيل الدموي استجابة لمدعي العلاج بالأعشاب والخلطات، ثم وجدوا أنفسهم في مأزق كبير، فعادوا للغسيل مرة أخرى؛ لأنه لا يوجد أي شيء خارج الطب يقضي على الفشل المزمن.
وتابع شاهين: هناك بعض الحالات لا يمكن زراعة الكلى لهم لاعتبارات صحية؛ منها معاناتهم من مرض القلب أو السرطان أو كبر السن أو أسباب أخرى يحددها الطبيب المعالج، ويتم علاجهم بالديلزة، وهناك متبرعون طوعًا بالكلى يساعدون كثيرًا في سرعة زراعة الكلى لبعض الحالات، فالتبرع التطوعي للكلى من الأحياء يعتبر جيدًا، وحقق أهدافه الإنسانية، وطبعًا هؤلاء يتم إخضاعهم لاختبارات اللجنة المعنية باختيار الأشخاص المناسبين؛ للتأكد من دوافعهم ومنعًا لوجود أي شبهة أو تجارة مادية في الأمر، وهناك تبرع الأقارب فهو جيد، وقد أسهم في إنقاذ العديد من المرضى في نطاق العائلة.
ويجدد د. شاهين تحذيره لجميع مرضى الفشل الكلوي، أو غيرهم من الانسياق وراء ما يبثه البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الفئة لا تفقه في مشاكل طب الكلى، وكل همها الترويج عن نفسها، وتسويق أفكارها على حساب صحة البشر، داعيًا جميع مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي إلى عدم التفاعل مع هذه الفئة؛ حفاظًا على سلامة وصحة مرضى الفشل الكلوي.
وفي السياق، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا: من المؤسف أن يتم استغلال منصات التواصل الاجتماعي في طرح مواضيع غير صحيحة، وتمس صحة البشر، فالكل يدرك معاناة مرضى الفشل الكلوي؛ إذ إنهم يخضعون للعلاج بالديلزة ثلاث مرات أسبوعيًا، وفي ذلك عناء الذهاب للمستشفى والجلوس على أجهزة الديلزة والإرهاق الشديد الذي يتعرضون له من جراء ذلك، وهناك حالات تنتظر زراعة الكلى، فلماذا يقوم البعض بتكذيب العلاجات القائمة على طب البراهين والترويج عن تركيبات وخلطات قد تؤثر على حياتهم. ويؤكد د. براشا أن المرضى متعبون نفسيًا، ومتعلقون بأي أمل ينهي معاناتهم، فالأولى أن ندعمهم معنويًا بالطرق الإيجابية الصحيحة، التي تعزز وترفع من معنوياتهم، وفي الاتجاه الآخر يجب على مرضى الفشل الكلوي عدم التجاوب أو التفاعل مع أي رسائل أو مقاطع يتم بثها في مواقع التواصل الاجتماعي؛ حفاظًا على سلامة الصحة الشخصية.
إلى ذلك يقول استشاري طب الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف: أستغرب تمامًا مثل هذه الرسائل، التي تروج لعلاج مرض مهم، فمعروف أن الفشل الكلوي الذي قد يصيب الأطفال والكبار -لا قدر الله- هو مرض يستوجب العلاج بالغسيل الدموي أو زراعة الكلى، ومثل هذه الحالات قد أنهكها التعب كثيرًا، وعندما تقرأ أو تشاهد مقطعًا مرتبطًا بمرضهم، قد لا يترددون في تطبيق أي تجربة عبر تناول الخلطات.
واختتم الشريف بقوله: يجب أن يكون المجتمع على قدر كبير من الوعي الصحي بكل ما يتعلق بصحة البشر، وأن يتجنب تداول أي رسائل غير صحيحة ومؤثرة ، فعلاج هذه الفئة قائم على الديلزة أو الزراعة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: رسائل التواصل التواصل الاجتماعی مرضى الفشل الکلوی زراعة الکلى
إقرأ أيضاً:
«الطفولة والامومة» يحذر من استغلال الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التربح
حذر المجلس القومي للطفولة والأمومة، من استغلال الأطفال من قبل ذويهم للتربح من خلال البث المباشر وعدد المشاهدات مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنه سيتم توفير الحماية اللازمة للأطفال واتخاذ كافة الإجراءات القانونية وفقاً لقانون حماية الطفل.
وأوضحت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والامومة، أنه للأسف انتشرت ظاهرة استغلال الآباء والأمهات لأطفالهم في المراحل العمرية المختلفة في صناعة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، سواء من خلال التمثيل أو الرقص أو الغناء، من أجل تحقيق الشهرة وكسب المزيد من المتابعات والمشاهدات ومن ثم ارتفاع مكاسبهم المادية، دون أن يضعوا في اعتبارهم الأضرار النفسية والاجتماعية التي تلحق بهؤلاء الأطفال، غير المؤهلين على التعامل مع التفاعل السلبي من جانب الجمهور والذي تتنوع أشكاله ما بين خطاب كراهية أو تنمر، فضلا عن التأثير السلبي للشهرة عليهم.
وأشارت السنباطي، الى أن التقدم التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم يمثل فرصة ذهبية للتعلم والمعرفة، وفي الوقت نفسه يحمل مخاطر جسيمة تهدد سلامة وأمان الأطفال، لافتة الى أن المجلس يولي اهتمامًا بالغًا بمشكلة إيذاء الأطفال عبر الإنترنت، والتي تتعارض تمامًا مع أهداف المجلس ورؤيته في توفير بيئة آمنة وحاضنة لكل طفل، كما يعمل المجلس على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج لحماية الأطفال من كافة أشكال الاستغلال والعنف، مؤكدة أن هذه الجهود تأتي في إطار منظومة متكاملة تشارك فيها العديد من الجهات الحكومية والخاصة.
ولفتت السنباطي، إلى أن المجلس يركز بشكل خاص على حماية الطفل بعالم الإنترنت، حيث أطلق حملة "بأمان" والتي تهدف إلى توعية الأطفال وأولياء الأمور بمخاطر الإنترنت وكيفية الوقاية منها، مشيرة إلى أن المشكلة لا تقتصر على الإنترنت فقط، بل تتعداها لتشمل دور الأسرة في حماية الأطفال، مؤكدة أن انشغال الآباء والأمهات بمتابعة شؤونهم الخاصة وتقليل تفاعلهم مع أطفالهم يمثل تحديًا كبيرًا لعملية التربية، ويجعل الأطفال أكثر عرضة للوقوع في المشكلات.
وشددت رئيس القومي للطفولة والأمومة، على أن المجلس عازم على مواصلة جهوده لحماية الأطفال من كافة أشكال الخطر والاستغلال، وأن حماية الأطفال هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، ودعت المواطنين للابلاغ عن اى حالات سواء من خلال الخط الساخن ١٦٠٠٠ والذى يعمل على مدار ٢٤ ساعة طوال أيام الأسبوع، أو من خلال تطبيق الواتساب على الرقم ٠١١٠٢١٢١٦٠٠ أو عبر الرسائل الخاصة بصفحات المجلس على مواقع التواصل الاجتماعى.
ومن جانبه أشار الاستاذ صبرى عثمان، مدير عام الإدارة العامة لنجدة الطفل، الى أن وقائع استغلال الأطفال تجاريا أو اقتصاديا معاقب عليها وفق حكم المادة ٩٦ من قانون الطفل، فيما تضمنه من انه يعد الطفل معرضاً للخطر إذا وجد فى حالة تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له، ومنها إذا تعرض أمنه أو أخلاقه أو صحته أو حياته للخطر، أو إذا كانت ظروف تربيته فى الأسرة أو المدرسة أو مؤسسات الرعاية أو غيرها من شأنها أن تعرضه للخطر، أو كان معرضاً للإهمال أو للإساءة أو العنف أو الاستغلال أو التشرد، كما حظرت المادة ٢٩١ من قانون العقوبات كل مساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي أو استخدامه في الأبحاث و التجارب العلمية ويكون الطفل الحق في توعيته و تمكينه من مجابهة هذه المخاطر.
وأضاف"عثمان" أن هذه المادة أوجبت عقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنية و لا تجاوز مائتي ألف جنيه لكل من باع طفلا أو اشتراه أو عرضه للبيع، وكذلك من سلمه أو تسلمه أو نقله باعتباره رقيقا، أو استغله جنسيا أو تجاريا.
كما عاقب القانون رقم ٦٤ لسنة ٢٠١٠ بشأن مكافحة الإتجار في البشر كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر - بالتعامل باي صورة في شخص طبيعي بقصد استغلاله أيا كانت صوره - بالسجن المؤبد والغرامة التي لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز خمسمائة ألف جنيه.
وقال" عثمان" إنه وفقا لحكم المادة ٩٩ من قانون الطفل: "يكون للجان حماية الطفولة الفرعية تلقي الشكاوي عن حالات تعرض الطفل للخطر، ولها في هذه الحالة - بعد التحقق من جدية الشكوى - استدعاء الطفل أو أبويه ومتولي أمره أو المسئول عنه والاستماع إلي أقوالهم حول الوقائع موضوع الشكوى، وعلي اللجنة فحص الشكوى والعمل علي إزالة أسبابها فإذا عجزت العامة لحماية الطفولة لتتخذ ما يلزم من إجراءات قانونية".
كما أنه وفقا لاحكام قانون الطفل وما تضمنه كتاب دوري السيد المستشار النائب العام رقم ٧ لسنة ٢٠١٨ عند مباشرة النيابة العامة تحقيقاتها في حالة طفل معروض امره عليها وبعد قيد الواقعه بخط نجدة الطفل يحضر أخصائي اجتماعي ومحامي من قبل الإدارة العامة لنجدة الطفل أو لجان حماية الطفولة لبحث حالته وتقديم التوصية بشأنه والتي يكون لها أن توصي بايداع الطفل إحدي دور الرعاية الاجتماعية المناسبة له مراعاة لمصلحته الفضلي حال كونه معرضا للخطر من قبل اهليته، وعدم وجود عائل مؤتمن يمكن تسليم الطفل اليه لرعايته والمحافظة عليه وعدم تعريضه للخطر، ويتم تقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية للطفل.