جدة – ياسر خليل

حذر أطباء مختصون مرضى الفشل الكلوي من المزاعم المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن عدم الانصياع إلى قرارات الأطباء وإلى عمليات زرع الكلى؛ إذ تزعم الرسالة المتداولة أن تلك العمليات ليست ناجحة، وأن الفشل يعود بعد فترة لا تتجاوز 10 سنوات، وأن الحل بسيط وغير مكلف ولن يضر المريض، ويكمن فى مقدارين متساويين ومخلوطين من عصير أو ماء البصل اﻷحمر وعسل النحل، وبعد خلطهما معًا فى خلاط، يؤخذ من هذا الخليط مع التوقف تمامًا عن تناول اﻷدوية، وذلك عبر ملعقتين كبيرتين كل ساعة من هذا الخليط لمدة 3 أيام متوالية، وبعد ذلك ملعقة كبيرة يوميًا على الريق مدى الحياة مع إجراء التحاليل كل أسبوع؛ للتأكد من التحسن حتى الوصول إلى النسب الطبيعية لعمل الكليتين.

ويقول خبير واستشاري أمراض الكلى الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين: كل ما ذكر في الرسالة المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح جملة وتفصيلاً، فمريض الفشل الكلوي لابد أن يخضع في علاجه على الطب القائم على البراهين، وليس الأعشاب أو التجارب الوهمية، ومن المعروف أن مريض الفشل الكلوى أمامه خيار الغسيل الدموي، أو زراعة الكلى، وما جاء في الرسالة بأن عمليات الزراعة غير مجدية ويعود الفشل بعد عشر سنوات غير صحيح، وخير ما يؤكد ذلك أن هناك مرضى زرعوا الكُلى منذ سنوات طويلة، والحمدلله، جميعهم بخير ويتمتعون بصحة وعافية.

وأضاف: سبق لي شخصيًا أن استقبلت عدة مرضى بالفشل الكلوي في عيادتي تناولوا أعشاباً، وكادت حياتهم أن تدخل في مراحل صعبة وخطرة؛ لولا لطف الله، فقد توقفوا عن الغسيل الدموي استجابة لمدعي العلاج بالأعشاب والخلطات، ثم وجدوا أنفسهم في مأزق كبير، فعادوا للغسيل مرة أخرى؛ لأنه لا يوجد أي شيء خارج الطب يقضي على الفشل المزمن.

وتابع شاهين: هناك بعض الحالات لا يمكن زراعة الكلى لهم لاعتبارات صحية؛ منها معاناتهم من مرض القلب أو السرطان أو كبر السن أو أسباب أخرى يحددها الطبيب المعالج، ويتم علاجهم بالديلزة، وهناك متبرعون طوعًا بالكلى يساعدون كثيرًا في سرعة زراعة الكلى لبعض الحالات، فالتبرع التطوعي للكلى من الأحياء يعتبر جيدًا، وحقق أهدافه الإنسانية، وطبعًا هؤلاء يتم إخضاعهم لاختبارات اللجنة المعنية باختيار الأشخاص المناسبين؛ للتأكد من دوافعهم ومنعًا لوجود أي شبهة أو تجارة مادية في الأمر، وهناك تبرع الأقارب فهو جيد، وقد أسهم في إنقاذ العديد من المرضى في نطاق العائلة.

ويجدد د. شاهين تحذيره لجميع مرضى الفشل الكلوي، أو غيرهم من الانسياق وراء ما يبثه البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الفئة لا تفقه في مشاكل طب الكلى، وكل همها الترويج عن نفسها، وتسويق أفكارها على حساب صحة البشر، داعيًا جميع مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي إلى عدم التفاعل مع هذه الفئة؛ حفاظًا على سلامة وصحة مرضى الفشل الكلوي.


وفي السياق، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا: من المؤسف أن يتم استغلال منصات التواصل الاجتماعي في طرح مواضيع غير صحيحة، وتمس صحة البشر، فالكل يدرك معاناة مرضى الفشل الكلوي؛ إذ إنهم يخضعون للعلاج بالديلزة ثلاث مرات أسبوعيًا، وفي ذلك عناء الذهاب للمستشفى والجلوس على أجهزة الديلزة والإرهاق الشديد الذي يتعرضون له من جراء ذلك، وهناك حالات تنتظر زراعة الكلى، فلماذا يقوم البعض بتكذيب العلاجات القائمة على طب البراهين والترويج عن تركيبات وخلطات قد تؤثر على حياتهم. ويؤكد د. براشا أن المرضى متعبون نفسيًا، ومتعلقون بأي أمل ينهي معاناتهم، فالأولى أن ندعمهم معنويًا بالطرق الإيجابية الصحيحة، التي تعزز وترفع من معنوياتهم، وفي الاتجاه الآخر يجب على مرضى الفشل الكلوي عدم التجاوب أو التفاعل مع أي رسائل أو مقاطع يتم بثها في مواقع التواصل الاجتماعي؛ حفاظًا على سلامة الصحة الشخصية.


إلى ذلك يقول استشاري طب الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف: أستغرب تمامًا مثل هذه الرسائل، التي تروج لعلاج مرض مهم، فمعروف أن الفشل الكلوي الذي قد يصيب الأطفال والكبار -لا قدر الله- هو مرض يستوجب العلاج بالغسيل الدموي أو زراعة الكلى، ومثل هذه الحالات قد أنهكها التعب كثيرًا، وعندما تقرأ أو تشاهد مقطعًا مرتبطًا بمرضهم، قد لا يترددون في تطبيق أي تجربة عبر تناول الخلطات.
واختتم الشريف بقوله: يجب أن يكون المجتمع على قدر كبير من الوعي الصحي بكل ما يتعلق بصحة البشر، وأن يتجنب تداول أي رسائل غير صحيحة ومؤثرة ، فعلاج هذه الفئة قائم على الديلزة أو الزراعة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: رسائل التواصل التواصل الاجتماعی مرضى الفشل الکلوی زراعة الکلى

إقرأ أيضاً:

أميركا تقرر مراقبة صفحات المهاجرين على منصات التواصل الاجتماعي

قالت الحكومة الأميركية، الأربعاء، إنها ستبدأ في فحص صفحات المهاجرين وطالبي التأشيرات على منصات التواصل الاجتماعي وإنه سيتم إلغاء تصاريح الإقامة أو التأشيرات لمن ينشرون محتوى تصنّفه إدارة الرئيس دونالد ترامب معاديا للسامية.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فستُعتبر معادية للسامية أنشطة التواصل الاجتماعي الداعمة لمجموعات مسلّحة تصنّفها واشنطن إرهابية، بما في ذلك حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن.

يأتي ذلك في أعقاب إلغاء إدارة ترامب تأشيرات طلاب في الولايات المتحدة، ما أثار كثيرا من الجدل بالنظر إلى أن التعديل الأول للدستور الأميركي يكفل حرية التعبير.

وقالت إدارة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية التابعة لوزارة الأمن الداخلي في بيان "ستبدأ اليوم دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية في اعتبار نشاط الأجانب المعادي للسامية على منصات التواصل الاجتماعي والتحرشات الجسدية بالأفراد اليهود كأسباب لرفض طلبات الحصول على مزايا الهجرة".

كما قال بيان صادر عن وزارة الأمن الداخلي أن الوزيرة كريستي نويم "أوضحت أن كل من يعتقد أن بإمكانه المجيء إلى الولايات المتحدة والاحتماء بالتعديل الأول للدفاع عن عنف معاد للسامية أو إرهاب، عليه أن يعيد التفكير في ذلك. أنت غير مرحب بك هناك".

إعلان

وستدخل التدابير حيّز التنفيذ على الفور وتطبّق على تأشيرات الطلاب وطلبات الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة (غرين كارد).

إلغاء تأشيرات

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو نهاية الشهر الماضي إنه ألغى تأشيرات نحو 300 شخص، وإنه يفعل ذلك على نحو يومي.

واعتبر روبيو أن المواطنين غير الأميركيين لا يتمتعون بالحقوق نفسها التي يتمتّع بها الأميركيون وإن إصدار التأشيرات أو رفضها هو من اختصاصه، وليس من اختصاص القضاة.

وحسب وكالة رويترز، تصف إدارة ترامب غالبا الأصوات المؤيدة للفلسطينيين بأنها معادية للسامية ومتعاطفة مع الجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله والحوثيين الذين تصنفهم واشنطن "إرهابيين".

وتحاول الإدارة الأميركية ترحيل بعض الطلاب الأجانب، وألغت تأشيرات كثيرة، وحذرت الجامعات من خفض التمويل الاتحادي بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

قضية محمود خليل

وتعد قضية محمود خليل الذي قاد الاحتجاجات الطالبية في جامعة كولومبيا في نيويورك، واحدة من أبرز هذه الحالات.

واقتيد خليل إلى لويزيانا تمهيدا لبدء إجراءات ترحيله على الرغم من أنه يحمل تصريح إقامة دائمة.

كما أوقفت إدارة ترامب تمويلا فدراليا بملايين الدولارات لجامعات رائدة، في خطوة برّرها مسؤولون بأن إدارات تلك المؤسسات لم تتصدَّ بالشكل المناسب لاحتجاجات معادية للسامية اندلعت على خلفية الحرب في غزة.

انتقادات

ويقول محتجون، بعضهم من جماعات يهودية، إن إدارة ترامب تخلط بين انتقادهم لأفعال إسرائيل في غزة ودعمهم لحقوق الفلسطينيين وبين معاداة السامية ودعم التطرف.

وندد مدافعون عن حقوق الإنسان وخبراء في حقوق الإنسان بإدارة ترامب، بما في ذلك إعلان الأربعاء الذي يقولون إنه يهدد حرية التعبير وأقرب إلى المراقبة واستهداف المهاجرين.

وقالت مؤسسة حرية التعبير والحقوق الفردية (فاير) إن إدارة ترامب "تضفي الطابع الرسمي على ممارسات الرقابة".

إعلان

وأضافت "من خلال مراقبة حاملي التأشيرات والبطاقات الخضراء واستهدافهم لا لشيء سوى تعبيرهم عن رأيهم المكفول بالدستور، تستبدل الإدارة الخوف والصمت بالتزام أميركا بالخطاب الحر والمفتوح".

وقال مشروع نيكسوس الذي يتصدى لمعاداة السامية إن إدارة ترامب تلاحق المهاجرين باسم التصدي لمعاداة السامية وتتعامل مع معاداة السامية على أنها مشكلة مستوردة.

وعبّر مدافعون عن حقوق الإنسان أيضا عن مخاوف تتعلق برهاب الإسلام والتحيز ضد العرب أثناء الحرب بين إسرائيل وغزة.

مقالات مشابهة

  • 4 متوفين دماغيًا ينقذون حياة 8 مرضى
  • خلال 12 ساعة.. إنقاذ حياة 8 مرضى بتبرع من 4 متوفين دماغيًا
  • الحكومة تدرس إضافة اسم الأم إلى بطاقة الرقم القومي وسط جدل على مواقع التواصل الاجتماعي
  • أميركا تقرر مراقبة صفحات المهاجرين على منصات التواصل الاجتماعي
  • قسنطينة: توقيف شخص متورط في النصب والاحتيال على مواقع التواصل الاجتماعي
  • موت بطيء.. مرضى السرطان بغزة بلا علاج جراء الحصار الإسرائيلي
  • حرب منصات التواصل الاجتماعي.. هل بيكسل فيد قادرة على منافسة إنستغرام؟
  • طرق طبيعية وآمنة لعلاج احتقان الحلق.. تحذير من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
  • الشعب الجمهوري يقدم دعماً مالياً ومستلزمات طبية لتخفيف معاناة مرضى الغسيل الكلوي بالفيوم
  • ضبط 4 أشخاص لقيامهم بالترويج لبيع الأسلحة البيضاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي