أبوظبي (الاتحاد)
يحظى التعاون الاقتصادي بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، بنمو كبير ومتسارع لتعدد قطاعاته ومجالاته؛ وذلك بفضل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) بين الدولتين والتي دخلت حيز التنفيذ خلال شهر مايو من عام 2022، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين الإمارات والهند 84.5 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من شهر أبريل من عام 2022 وحتى شهر مارس من عام 2023، ومن المتوقع ارتفاع حجم التجارة المتبادلة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2027.

كما تعد دولة الإمارات سابع أكبر مستثمر في جمهورية الهند، باستثمارات تقدّر بنحو 18 مليار دولار في عام 2023.
ووقّعت مذكرات التفاهم الثلاث بين وزارة الاستثمار وكل من: وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة في جمهورية الهند، بشأن التعاون الاستثماري ضمن قطاع الطاقة المتجددة، وزارة الصناعات الغذائية في جمهورية الهند، بشأن التعاون الاستثماري في مجال تطوير مجمعات تصنيع الأغذية، وزارة الصحة ورعاية الأسرة في جمهورية الهند، بشأن التعاون الاستثماري في مجال مشاريع الرعاية الصحية المبتكرة.
وقّع مذكرة التفاهم الخاصة بالطاقة المتجددة كل من معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومعالي الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار، وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند، بالنيابة عن وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة.
وبموجب مذكرة التفاهم، قد يصل التعاون الاستثماري في مجال تطوير مشاريع الطاقة المتجددة المقرر تنفيذها في جمهورية الهند، إلى 60 جيجاواط.
وتدعم جمهورية الهند الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، ويمثل نهج التحول إلى الطاقة النظيفة أولوية وطنية بالنسبة لها، حيث تهدف إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2070، وتلبية 50% من احتياجاتها للكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030؛ ولذلك وضعت خططاً لزيادة قدراتها الإنتاجية للطاقة المتجددة إلى نحو 500 جيجاواط، والحد من كثافة الانبعاثات الصادرة عن اقتصادها بنسبة 45%، وخفض 1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون. وتشير التقديرات الحكومية في جمهورية الهند إلى أن تحولها إلى مسار منخفض الكربون سيتطلب استثمارات جديدة تفوق قيمتها 10 تريليونات دولار بحلول عام 2070.

وتركز مذكرة التفاهم بين دولة الإمارات وجمهورية الهند على تعزيز التعاون الفعّال، من خلال بناء علاقات راسخة بين المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص، مع تقديم حوافز تنافسية تدعم المبادرات المشتركة بهذا المجال، وتعزز تبادل الخبرات والمعرفة.
 ووقع مذكرة التعاون الاستثماري في مجال تطوير مجمعات الأغذية كل من معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومعالي باشوباتي كومار باراس، وزير الصناعات الغذائية في جمهورية الهند.
وبموجب المذكرة، يلتزم الطرفان بتطوير مشاريع مجمعات الأغذية وتنفيذ المبادرات الأخرى في قطاع تصنيع الأغذية، بما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، وتسخير أحدث حلول التكنولوجيا الزراعية والتكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، ما يعكس أهمية هذه الشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند.
وتركز مذكرة التفاهم على تشكيل أسس التعاون الفعّال، من خلال بناء العلاقات بين المؤسسات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات وجمهورية الهند، كما تقترح المذكرة تقديم حوافز لدعم المبادرات ذات الصلة؛ بهدف تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة.
 ويعتبر قطاع تصنيع الأغذية، قطاعاً مزدهراً في جمهورية الهند، وقد حظي بدعم كبير من خلال برنامج Mega Food Park، المبادرة الحكومية التي تم إطلاقها في عام 2008 بهدف توفير بنية تحتية حديثة لتصنيع الأغذية على امتداد مراحل سلسلة القيمة. ويوفر البرنامج الدعم المالي للجهات الحكومية والخاصة لإنشاء مجمعات مكونة من وحدات لتصنيع الأغذية، وتعرف باسم «مجمعات الأغذية»، وتجمع بين المزارعين والمصنعين وتجار التجزئة معاً، وتستخدم التكنولوجيا المتقدمة لتقليل النفايات والحفاظ على المياه وزيادة إنتاجية المحاصيل. ويوجد في الهند حالياً 24 مجمعاً ضخماً للأغذية، إلى جانب العديد من المجمعات الأخرى في مراحل مختلفة من الإنشاء.
 ويُعد قطاع تصنيع الأغذية في الهند من أكبر القطاعات في العالم، حيث بلغ متوسط معدل نموه السنوي 8.3% خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع أن يصل إنتاج القطاع إلى 535 مليار دولار بحلول 2025 - 2026، وسيكون لهذا القطاع دور حيوي في تنمية اقتصاد جمهورية الهند بشكل عام.

أخبار ذات صلة البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات حمدان بن محمد: شهادة نجاح جديدة يمنحها العالم لدبي

ووقّع مذكرة التعاون الاستثماري في مجال مشاريع الرعاية الصحية المبتكرة كل من معالي محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومعالي الدكتور مانسوخ ماندافيا، وزير الصحة ورعاية الأسرة في جمهورية الهند.
وتركز مذكرة التفاهم بشكل خاص على دقة خدمات الرعاية الصحية، وهي التي تعنى بتقديم خدمات الرعاية الصحية المتخصصة بناءً على التركيب الجيني أو الجينومي أو البيولوجي الفريد للشخص، وذلك للمساعدة في تحقيق الرفاهية والصحة المثالية. ويجري حالياً تقييم تطوير مركز التميز الجينومي كأحد المشاريع المحتملة بموجب مذكرة التفاهم.
الدخل
أدى ارتفاع مستويات الدخل وزيادة فرص العمل والوصول إلى الأسواق الدولية والتقدم التكنولوجي السريع إلى تعزيز نمو هذا القطاع.
وباعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان على مستوى العالم، فقد أولت جمهورية الهند اهتماماً كبيراً للرعاية الصحية منخفضة التكلفة والمتاحة والمبتكرة بشكل متزايد؛ وذلك بفضل زيادة الإنفاق على الصحة العامة، عاماً بعد عام.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الهند التجارة وزارة الاستثمار وزارة الطاقة فی جمهوریة الهند الطاقة المتجددة الرعایة الصحیة تصنیع الأغذیة مذکرة التفاهم ملیار دولار بحلول عام

إقرأ أيضاً:

الإمارات تقتنص صفقة طاقة ضخمة بقيمة 18 مليار دولار

مقالات مشابهة ما هو موعد مباراة الزمالك وريال مدريد 2024؟ الكاف يجيب ويحسم الجدل

‏30 دقيقة مضت

اليوم العالمي للقهوة.. استمتع برحلة من المتعة والانتعاش في فنجانك اليومي

‏36 دقيقة مضت

طرح الرسوم التوضيحية الجديدة لتقويم جوجل مع الوضع الداكن

‏47 دقيقة مضت

مصدر الإماراتية تنهي صفقة الاستحواذ على 50% من شركة طاقة أميركية

‏ساعة واحدة مضت

“وزارة الإسكان “.. تتيح خدمة نقل المديونية سكني وإعادة جدولة القروض العقارية المدعومة 1446

‏ساعة واحدة مضت

أسعار الذهب ترتفع 5 دولارات وسط ترقب بيانات أميركية

‏ساعتين مضت

اقتنصت الإمارات صفقة طاقة ضخمة بقيمة تصل إلى 18 مليار دولار، في خطوة من شأنها تعزيز موقعها بصفتها لاعبًا رئيسًا في أسواق الطاقة وقيادة عملية التحول عالميًا.

وأنهت شركة أدنوك رسميًا مفاوضات شراء شركة ألمانية متخصصة في البتروكيماويات من الانتهاء في صفقة تُقدَّر قيمتها بنحو 18 مليار دولار، ما يجعلها أكبر صفقة استحواذ في أوروبا خلال 2024.

وأعلنت عملاقة النفط الإماراتية اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، وفق بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أنها اتفقت على شراء شركة كوفيسترو الألمانية للكيماويات، مقابل 15.9 مليار يورو (18 مليار دولار) شاملة الديون.

تمثّل الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ الأجنبية التي تقوم بها دولة خليجية، إذ تسعى الإمارات ودول أخرى في المنطقة إلى تقليل اعتماد اقتصاداتها الكبير على النفط في مواجهة تحول الطاقة العالمية.

تأتي صفقة أدنوك للاستحواذ على شركة الكيماويات الألمانية بعد مفاوضات مطولة بين الشركتين، وستشهد دفع عملاقة النفط الإماراتية نحو 62 يورو (68.88 دولارًا) لكل سهم في كوفيسترو، أي ما يعادل 14.7 مليار يورو (16.33 مليار دولار)، منها نحو 3 مليارات يورو (3.33 مليار دولار) ديون.

تتضمن الصفقة خططًا من أدنوك لشراء أسهم جديدة بقيمة 1.17 مليار يورو (1.30 مليار دولار) في كوفيسترو، لزيادة رأس المال لتحسين تمويل هدف الاستحواذ.

صفقة أدنوك

تمثّل الصفقة حجر الزاوية في خطط أدنوك لتنمية أعمالها في مجال البتروكيماويات، إلى جانب الغاز والطاقة المتجددة.

وتنفّذ شركة بترول أبوظبي الوطنية إستراتيجية طموحة تهدف إلى إنشاء منصة عالمية لإنتاج الكيماويات لتلبية الطلب المتزايد على البتروكيماويات، من خلال تنفيذ عمليات اندماج واستحواذ عالمية.

وتُجري أدنوك أيضًا محادثات مع شركة “أو إم في” النمساوية منذ أكثر من عام لدمج مشروعيها المشتركين في مجال البتروكيماويات “بورياليس وبروج”، إذ استحوذت أدنوك على حصة 24.9% في “أو إم في” من صندوق مبادلة السيادي التابع لأبوظبي في فبراير/شباط.

وتأسست شركة كوفيسترو (Covestro)، التي تصنع المواد البلاستيكية والمواد الكيميائية لقطاعات السيارات والبناء والهندسة، في عام 2015، بعد انفصالها عن شركة باير (Bayer)، وفتحت دفاترها لأدنوك في يونيو/حزيران، بعد عام من إعلان اهتمام شركة النفط الإماراتية.

وأعلنت كوفيسترو خسارة صافية قدرها 72 مليون يورو (80 مليون دولار) في الأشهر الستة الأولى من العام، مقارنة بأرباح قدرها 46 مليون يورو (51.11 مليون دولار) في العام السابق.

شعار شركة كوفيسترو الألمانية أمام مقرّها – الصورة من رويترزصفقات الخليج

توضح الاتفاقية زيادة في إبرام الصفقات بين الشرق الأوسط وأوروبا، إذ ينجذب المستثمرون الخليجيون إلى تقييمات الشركات عن تلك الموجودة في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت رويترز.

وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الدكتور سلطان الجابر، إن الاتفاقية الاستثمارية التي أبرمتها أدنوك مع شركة “كوفسترو”، الشركة الرائدة عالميُا، تمثّل خطوة محورية لكلا الشركتين، وتفتح فرص نمو جديدة.

وأضاف: “يسرّنا إبرام الاتفاقية مع كوفيسترو التي تعدّ شركة عالمية المستوي تمتلك مجموعة كبيرة من التقنيات المتطورة، وتحتلّ مكانة رائدة في توظيف حلول الذكاء الاصطناعي لتسريع إنتاج الكيماويات من خلال استعمال تكنولوجيا مبتكرة”.

وأشار إلى أن الصفقة تنسجم مع إستراتيجية أدنوك للنمو الذكي، وتحقيق نقلة نوعية، لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل والتقدم نحو هدفها بأن تصبح ضمن أكبر 5 شركات عالمية للكيماويات.

وأوضح أن الصفقة تمثّل خطوة محورية للمؤسستين، وتجسّد النهج المنضبط للاستثمار في الأصول الإستراتيجية التي تطلق العنان لفرص نمو جديدة، وتعزز تنويع محفظة أدنوك.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة كوفيسترو، ماركوس ستيلمان: “نحن مقتنعون بأن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع أدنوك يصبّ في مصلحة كوفيسترو وموظفينا ومساهمينا وجميع أصحاب المصلحة الآخرين”.

وأضاف، وفق بيان للشركة الألمانية، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة: “بدعم من أدنوك، سيكون لدينا أساس أقوى للنمو المستدام في القطاعات الجذابة للغاية، ويمكننا تقديم مساهمة أكبر في التحول الأخضر”.

شركة كوفيسترو

تعمل شركة كوفيسترو -المنبثقة عن تكتل باير للأدوية والمواد الكيميائية (Bayer) في عام 2015- في إنتاج البلاستيك والمواد الكيماوية للبناء والهندسة.

وتُعدّ كوفيسترو جوهرة الصناعة الألمانية، ويقع مقرها الرئيس في ليفركوزن بقلب المنطقة الصناعية في شمال الراين وستفاليا.

وتُنتج كوفيسترو الألمانية نوعين من المواد الكيميائية، هما إم دي آي (MDI) وتي دي آي (TDI)، لصنع أشكال مختلفة من رغوة البولي يوريثان، والبولي كربونات.

يُستعمل البولي كربونات في المصابيح الأمامية للسيارات، وفتحات السقف، والديكورات الداخلية للسيارات الكهربائية، في حين يُستعمل البولي يوريثان في صناعة الثلاجات ومقاعد السيارات والوسائد والمراتب.

ويعتمد العديد من المواد الكيميائية التي تنتجها شركة كوفيسترو على النفط، لكن الشركة الألمانية تعمل على إجراء تجارب لاستعمال البدائل النباتية والنفايات، وإعادة التدوير.

ويضع تخصص شركة كوفيسترو في رغوة البولي يوريثان بمنتصف اتجاه كبير نحو التحول في مجال الطاقة، إذ يعمل البلدان على جلب مزيد من اللوائح المتعلقة بالعزل وكفاءة الطاقة.

كما ستستفيد أعمال البولي كربونات في كوفيسترو مع سعي مصنّعي السيارات الكهربائية إلى استبدال البلاستيك القوي خفيف الوزن بالمعادن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • توقيع مذكرة بين تركيا والعراق للتعاون في ملف الهجرة والعودة الطوعية
  • “حماد” يبحث مع رئيس وزراء جمهورية غينيا بيساو العلاقات الثنائية وسبل التعاون المشترك
  • البنك المركزي المصري يوقع مذكرة تفاهم مع نظيره التونسي
  • الإمارات والسعودية يتصدران عربياً قطاع أقساط التأمين المكتتبة بـ32 مليار دولار
  • الإمارات والسعودية يتصدران عربيا قطاع أقساط التأمين المكتتبة بـ32 مليار دولار
  • "الإمارات للدواء" توقع مذكرة تفاهم مع كوريا لتعزيز التعاون المشترك
  • مذكرة تفاهم بين”الإمارات للدواء” ووزارة سلامة الأغذية والأدوية الكورية
  • الإمارات تقتنص صفقة طاقة ضخمة بقيمة 18 مليار دولار
  • 36.2 مليار درهم حركة التجارة غير النفطية بين الإمارات وقطر
  • البنك المركزي المصري يوقع مذكرة تفاهم مع نظيره التونسي لتعزيز التعاون في المجال المصرفي