«الواحة الزراعية».. استدامة الموارد والأمن الغذائي
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عندما يصل الزائر إلى «الواحة الزراعية» بـ «مهرجان الشيخ زايد» بمنطقة الوثبة في أبوظبي، يجد مجموعة من الفعاليات والأنشطة التفاعلية في استقباله، إلى جانب أنواع كثيرة من الخضراوات والورقيات والعسل، ومساحة مخصصة للأطفال لتوعيتهم بأهمية استدامة الثروة النباتية والحيوانية، ومسرح للأنشطة ومعرض تعريفي للحد من الهدر الغذائي، ومحلات لبيع شتلات التين، وكلها تزين جناح «الواحة الزراعية»، الذي تشارك به هيئة أبوظبي للزارعة والسلامة الغذائية، ضمن أجواء عالمية ومشاركات دولية.
اكتفاء ذاتي
يكون الجمهور على موعد يومي، مع حزمة كبيرة من الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تثري معلوماتهم عن الزراعة المحلية وطرق استدامتها، وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلالها، وغيرها من المواضيع الهادفة، بينما يستفيد الأطفال عبر المنطقة المخصصة لهم من ورش تعليمية تفاعلية عن الزراعة المنزلية والحديثة، بالإضافة إلى معرض النحل وسوق المزارعين لعرض وبيع المنتجات المحلية الطازجة من الخضراوات والفواكه وعسل النحل المحلي، فضلاً عن العديد من المسابقات والجوائز القيّمة.
«حصاد مزارعنا»
ويضم الجناح دفقاً من المنتجات المحلية من خضراوات طازجة وورقيات، وبعض الفواكه التي نجحت الإمارات في زراعتها وأقلمتها مع الطبيعة المحلية، إلى جانب العسل والسمن والحناء والمخللات والذرة الطازجة، حيث يوفر «سوق المزارعين» تجربة ملهمة للزوار الذين يبحثون عن المنتجات عالية الجودة، ليشهد الجناح إقبالاً كبيرا من زوار المهرجان خاصة بعد أن عملت الهيئة على توسعة المساحة المخصصة للسوق لتعزيز الوعي بجودة المنتج المحلي، ومواصلة جهودها في دعم المزارعين المحليين من خلال توفير قنوات تسويقية فعالة لمنتجاتهم الطازجة في ركن «حصاد مزارعنا».
منصة للترويج
كمال الجابري من مدينة العين، أحد المشاركين بعرض أنواع كثيرة من عسل النحل الطبيعي، أهمها «السدر» و«السمر»، أكد أهمية الدعم الذي يحظى به أصحاب المزارع والمنتجات المحلية، موضحاً أن الجناح يشكل منصة للترويج لمنتجاته من العسل، ولتبادل الخبرات والمعارف، ضمن مشاركة واسعة من المزارعين المحليين إلى جانب الضيوف من مختلف الجنسيات الذين يزورون جناح «الواحة الزراعية»، مؤكداً أنه يعمل على تربية النحل ضمن مراعي أشجار السدر، حيث ينتقل إلى رأس الخيمة بحثاً عن مراعي السمر في الجبال، لافتاً إلى أنه يبحث عن أجود المراعي لتوفير أفضل أنواع العسل، خاصة العسل البري الذي يُعد الأقوى والأجود.
جودة عالية
ضمن مشاركة متميزة في جناح «الواحة الزراعية»، تُعرض مجموعة من المنتجات ذات الجودة العالية، التي تُصنع بأنامل الأمهات والجدات بكثير من العناية والحب، ومنها السمن الذي لا يخلو منه أي بيت إماراتي، و«الإبزار» أو البهارات، و«اللومي اليابس» والحناء، إلى جانب مجموعة من الخضراوات والتمور التي يتم تقديمها طازجة وبجودة عالية وبأسعار مناسبة للزوار، حسبما أكد يونس محمد الحضرمي، قائلاً إن الغرض من المشاركة هو الترويج لهذه المنتجات وإحداث تواصل مع مختلف الجنسيات، موضحاً أنه يعرض صناعة منزلية لمنتجات من إبداعات والدته من المزرعة إلى السوق.
تعلّم وترفيه
يقدم جناح «الواحة الزراعية»، رحلة تمتزج بالتعلم والاستكشاف، ويخصص للأطفال مساحة واسعة للعب والتعلم، من خلال مسرح خاص وركن مفعم بالأشكال والألوان الجذابة، حيث يتفاعل الصغار مع عروض التوعية والأنشطة وعروض المسرح المتنوعة، حيث تقول شيخة محمد التي كانت ترافق أبناءها لهذا الجناح، إن الأسرة استمتعت بما تعرضه هذه المنصة من فقرات ترفيهية هادفة، حيث تحث على الاستدامة وتعزز الوعي البيئي، كما تحفز على الاستكشاف والتعلم، لاسيما أن الأسرة تعشق عالم الزراعة، وتسعى إلى تأسيس مزرعة مصغرة في البيت.
أسلوب تفاعلي ومبتكر
تحرص هيئة أبوظبي للزارعة والسلامة الغذائية، على توعية مختلف فئات المجتمع وزوار «مهرجان الشيخ زايد» بأهمية الاستدامة الزراعية وتحقيق الاكتفاء والأمن الغذائي، من خلال مختلف وسائل وقنوات التواصل الحديثة والتقليدية، وتُعتبر «الواحة الزراعية» إحدى المنصات الرئيسة لنشر الوعي وتثقيف المجتمع بأسلوب تفاعلي ومبتكر وممتع، مع إبراز الجهود المبذولة للارتقاء بقطاع الزراعة وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، مع التعريف بالخدمات التي تقدمها للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الواحة الزراعية الإمارات الأمن الغذائي مهرجان الشيخ زايد الوثبة الواحة الزراعیة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
دافوس 2025.. مريم المهيري تؤكد التزام الإمارات بدعم جهود استدامة الغذاء
أكدت مريم بنت محمد المهيري رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة الرئيس التنفيذي لمجموعة "2PointZero"، التزام دولة الإمارات الراسخ بتعزيز التعاون الدولي وتبني الابتكار لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك خلال مشاركتها في الدورة الخامسة والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي "WEF" المنعقد في دافوس، بسويسرا.
وشاركت مريم المهيري، في جلستين رفيعتي المستوى، قدمت خلالهما مجموعة من الأفكار والرؤى التي أبرزت الدور الريادي لدولة الإمارات في مواجهة التحديات العالمية الملحة.
نظم الغذاءوسلطت مريم المهيري، في جلسة بعنوان "الغذاء"، الضوء على أهمية فهم نظم الغذاء والمناخ والزراعة بشكل معمق لمواجهة التحديات المتزايدة.
وشاركت المهيري في هذه الجلسة إلى جانب العديد من الشخصيات القيادية من مختلف أنحاء العالم بما يشمل يوهان ويستمان، الرئيس التنفيذي لشركة "AAK"، وأنا لويزا فيرجينيا المديرة المالية لشركة "Jerónimo Martins"، وديفيد جون هاينز الرئيس التنفيذي لشركة "Flora Food Group".
وقالت المهيري إن "تحويل نظم الغذاء يمثل أحد التحديات الأكثر إلحاحاً في عصرنا، ولكنه في الوقت ذاته يفتح آفاقًا لتحقيق نمو اقتصادي مشترك، وزيادة مرونة وأمن الغذاء لملايين الأشخاص، وتقليل التأثيرات السلبية للتغير المناخي، وتعزيز نظم التغذية والصحة وجودة الحياة للجميع".
وأبرزت "إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي"، الأول من نوعه في تاريخ مؤتمرات الأطراف، كإنجاز عالمي أسهم في وضع التغذية كجزء أساسي في العمل المناخي.
وأكدت على أهمية الشراكات والابتكار في تحقيق التقدم، مشيرة إلى شراكة الإمارات مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والتي تشمل مشروع يسعى إلى ضمان التمويل وتسريع وتيرة العمل في الدول النامية.
وفي جلسة أخرى حول مستقبل الغذاء والمناخ والاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ناقشت مريم المهيري أهمية وضع أطر مبتكرة للشراكات والتعاون الدولي والإقليمي، وسلطت الضوء على الأدوار الحاسمة التي تلعبها الأطر الحكومية وبرامج التمويل الأخضر، والمبادرات التكنولوجية، في تمكين القطاع الخاص من دعم تنفيذ المساهمات المحددة وطنيًا "NDCs".
وشاركت الجلسة، شخصيات بارزة مثل نور علي الخليف، وزيرة التنمية المستدامة في البحرين، وعادل بن أحمد الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية والمبعوث المناخي في المملكة العربية السعودية.