الأنصاري و«قديمه المتجدد» .. والعلم ممنوع على العرب!
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
تعود «دارة الأنصاري للفكر والثقافة»*، بالتعاون مع جريدة «الأيام»، بإعادة نشر بعض مقالات أ. د. محمد جابر الأنصاري، «بتصرف» وبقراءة للحاضر من ماض قريب، حول الصراع العربي - الإسرائيلي والحل المفقود للقضية الفلسطينية منذ عقود، لعل ما يأتي فيها يسهم، ولو باليسير في إعادة قراءة الواقع التاريخي القديم لهذا الصراع وسبل تفكيك تعقيداته، وصولاً لمسار متجدد نتنفس، على طريقه أمل عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق خريطة سلام، شامل ودائم، يكافح من أجلها من لا يعرف لليأس مكانًا في عالم يصرخ بالمفارقات والمزايدات والتأجيلات والاستهانة بالكرامة الإنسانية والروح البشرية.
منذ حرب حزيران عام 1967م والعرب تلّح عليهم الأحداث والصدمات لمعرفة المعنى الحقيقي لإسرائيل وصانعي إسرائيل، ولكن يبدو أنه يتوجب على العرب قبل كل شيء معرفة المعنى الحقيقي لأنفسهم، من هم؟ وماذا يريدون؟ وإن الذي لا يعرف نفسه على حقيقتها، لن يعرف عدوه على حقيقته!! كتب «تيودور هرتزل» مفلسف الفكرة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر: (علينا أن نكون جزءاً من سور للدفاع عن أوروبا في آسيا، ومركزاً أمامياً للحضارة ضد البربرية). وفي الربع الأخير من القرن العشرين، أرسل مناحيم بيغن طائراته الأمريكية الصنع لضرب المنشآت العلمية العربية في العراق تأكيداً لاستمرار «المركز الأمامي اليهودي للحضارة الغربية والأمريكية في آسيا» ضد ما أسماه جده «هرتزل» بالبربرية. وبالطبع فإن العالم المتحضر لن يجرؤ على سؤال إسرائيل من هو البربري؟ أهو الذي يبني العلم؟ أم الذي يقصفه بالطائرات؟! فالحضارة يريدونها حكراً في هذه المنطقة على اليهود، والبربرية كما قدرها «هرتزل»، يجب أن تظل قدر العرب. وإذا ما قرر بعض العرب معاندة هذا القرار والعمل على اكتساب العلم الحقيقي والحضارة الحقيقية، فالجواب هو ضربهم بالطائرات (المتحضرة) وإرجاعهم إلى البربرية بالقوة. هل تحتمل مثل هذه الغارات أقل من هذا التفسير؟ وهو أن العلم والحضارة ممنوعان على العرب بقرار صهيوني. ذلك واضح كالشمس لأبدع المراقبين الأجانب. ولكن ماذا نقول لبعض اتجاهات التفكير السياسي العربي التي تحاول بحسن نية تحويل النمر إلى قط أليف! المشكلة إذن ليست في إيجاد دولة لليهود في فلسطين، ولا في اعتراف العرب بالكيان الإسرائيلي ضمن حدود آمنة وعلاقات طبيعية، فلو أن المشكلة كانت كذلك، لنهجت إسرائيل طريق الحل والتهدئة بين عرب أقدموا على الاعتراف بها وإقامة علاقات معها، وعرب آخرين ينتظرون فقط صيغة أفضل للحل لينهوا المشكلة. ولكن إسرائيل تأبى إلا أن تصرخ في وجه كل العرب بلا استثناء، بأنها ليست تلك الدولة ذات الحدود الآمنة التي يتصورون؛ لأن حدودها الآمنة تقع في عمق المشرق العربي كله وصولاً إلى صرح المنشآت العلمية، مروراً غداً بآبار النفط وأرضه، رجوعاً بعد غد إلى إجهاض أي تقدم يتحقق في أي قطر عربي، لأن إسرائيل – كما يقول رؤسائها على مر التاريخ ومنهم بيغن – هي التي تقرر مصادر الخطر عليها بغض النظر عن أية أعراف أو اتفاقات دولية. إذن فهذه إسرائيل الحقيقية، كما حددها «هيرتزل» في الأصل، وكما يجسدها قادتها، اليوم وغداً وبعد غد، بلا وهم وبلا تزويق: هي تدمير للتعايش العربي الحضاري ومحاولة لإيقاف مسيرة العلم، وهي تسميم للعلاقة العضوية بين العربي وأخيه، هي كل ذلك قبل أن تكون إخراجاً للفلسطيني من وطنه. والكبار الذين خلقوا إسرائيل لم يخفوا أغراضهم أيضاً، ولم يقولوا إنها دولة مسالمة لليهود المسالمين، بل قال بلسانهم، «كامبل بانرمان» رئيس الحكومة البريطانية عام 1902م، وقبل صدور وعد بلفور بسنوات، ما يلي بالنص الحرفي: (إن هناك قوماً يسيطرون على أرض واسعة تزخر بالخيرات وتسيطر على ملتقى طرق العالم، وتجمع هؤلاء القوم ديانة واحدة، ولغة وتاريخ وآمال واحدة. وليس هناك حاجز طبيعي يعزل القوم عن الاتصال ببعضهم، ولو حدث واتحدت هذه الأمة في دولة واحدة في يوم من الأيام لتحكمت في مصير العالم، ولعزلت أوروبا عنه. ولذلك يجب زرع جسم غريب في قلب الأمة، يكون عازلاً عن التقاء جناحيها، ويشتت قواها في حروب مستمرة، ورأس جسر ينفذ إليه الغرب لتحقيق مصالحه).. هذا ما قاله رئيس وزراء بريطاني عام 1902م. وبالأمس بريطانيا، واليوم أمريكا، ولا جديد في جعبة الغرب غير تجاهل العرب والدعم غير المحدود لعدوان إسرائيل حيثما وصل. ومنذ حزيران عام 1967م والعرب تلح عليهم الأحداث بل الصدمات لمعرفة المعنى الحقيقي لإسرائيل، والمعنى الحقيقي لصانعي إسرائيل، بلا أوهام أو تبسيط أو تقليل، ولكن يبدو أنه يتوجب عليهم معرفة المعنى الحقيقي لأنفسهم قبل كل شيء، وتقرير من هم، وماذا يريدون، لأنه، كما قلنا في البدء، الذي لا يعرف نفسه على حقيقتها، لن يعرف عدوه على حقيقته. والمعرفة المطلوبة ليست بياناً يعلن، بل هي إرادة تفعل وترد وتتحرك، وربما كان أخطر من إسرائيل على العرب بطء استجابتهم لخطر إسرائيل! إن بعض استجابة الأمم ضد التحديات هي أخطر من التحديات ذاتها؛ لأن من التحديات ما يوقظ الهمم ويدفع على العمل. والمطلوب من العرب معالجة ضعف استجابتهم للخطر وتحديد علة ذلك الضعف، أما الخطر ذاته فهو واضح ويعلن عن نفسه كل يوم بأشد الأسلحة تقدماً وفتكاً، وبما يتعدى الضفة الغربية وغزة بكثير في الامتداد وفي العمق!
* دارة «الأنصاري» للفكر والثقافة هي مؤسسة ثقافية تهدف إلى الحفاظ على إنتاج الدكتور الأنصاري وأعماله الفكرية والأدبية التي اهتم بها وركز عليها طوال مسيرته العلمية، وفي مقدمتها التعريف بالجوانب المضيئة للحضارة الإسلامية والتراث العربي ومطالبته بصحوة فكرية وثقافية لأمة العرب، وإتاحتها للمختصين والمهتمين للبناء عليها وإثرائها.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: المعنى الحقیقی على العرب
إقرأ أيضاً:
محمد رمضان يرصد 5 ملايين جنيها مكافأة لمن يعرف أغنيته الجديدة (تفاصيل)
أثار الفنان محمد رمضان جدلا واسعا بين جمهوره، بعد إعلانه عن مكافأة قدرها 5 ملايين جنيهًا، لمن يتمكن من معرفة الأغنية التي سيطرحها خلال الفترة المقبلة.
وكتب محمد رمضان، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «أيه الأغنية اللي جاية؟! اللي هيجاوب صح هياخد 5 مليون جنيه»، في إشارة إلى الشركة راعية الإعلان التي قدم لها حملة إعلانية مؤخرا.
محمد رمضان أبرز أعمال محمد رمضانومؤخرا طرح الفنان محمد ر مضان، أغنية «كبير بلد» عبر قناته على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، ومختلف منصات الموسيقى الرقمية، وحققت الأغنية نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
وتقول كلمات أغنية «كبير بلد»:
«اسد أسد اخوك آه
يثير جدل يدور شغب
أسد يا زميلي اه
كبير بلد يا خيول سبق
على القمة دايمًا في إيدي سيفي
والخطوة ثابته طموحي أعلى
مهزنيش كلام ولاد أبالسة رزق الهبل على المجانين سعادتك
دماغي سابقة اسمي ماركة
صغيرين ميعملوش عتاولة
عامل كمين بجد مش هزاولك
مش شايفكوا بجد مفيش منافسة
عندما أتيت أنا
الساحة أنا ولعتها كلها كلها
حاولوا يقلدوني عشان يعدوا
عارف إني كده كده كده عاجبه
وعندي كتير لسه يضايقه
بلاش تقاوحوا وتعاندوا
خدوا فيتامين عشان تسدوا
صعب الأسطورة تستفزه أنا بنجح واأنتوا تجزوا
ثقة في الله نجاح كده على طول
أسد أسد اخوك آه
يثير جدل يدور شغب
أسد يا زميلي اه
كبير بلد يا خيول سبق
عندما أتيت أنا
الساحة أنا ولعتها كلها كلها
لما أقول الكلمة تمشي زي التاكس
أنت عامل فيها نينجا أنا عامل سكس باكس
الأول موعدكش
التانية متسلك
تالت مرة صغرت في نظري
أنا مشوفتكش
طب ذنبه على جنبه جاي يضيع وقتي روحت قالبه
باب الحنية هنا انا قفلته أخوك تقيل ومش شبهكوا
أسد أسد اخوك آه
يثير جدل يدور شغب
اسد يا زميلي اه
كبير بلد يا خيول سبق».
جدير بالذكر أن الفنان محمد رمضان، غاب عن تكريمه بجائزة أفضل ممثل للجمهور، في مهرجان الأفضل بدروته العاشرة، الذي أقيم بالأمس في مركز المنارة للمؤتمرات، تحت رئاسة الفنان محمد قابيل، بحضور عدد كبير من نجوم الفن والإعلام والرياضة والشخصيات العامة.
اقرأ أيضاً«الحرب العالمية».. المطرب «أبو» يطرح أحدث أعماله الغنائية
مسلسلات رمضان 2025.. جيهان خليل تنضم لـ فريق «شهادة معاملة أطفال»
أوس أوس يكشف عن كواليس «الصفا الثانوية بنات»