مقدّمات نشرات الأخبار المسائيّة اليوم
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
مقدمة نشرة اخبار الـ"ان بي ان"
حركة دبلوماسية نشطة باتجاه لبنان في هذه الأيام على إيقاع سخونة على الجبهة الجنوبية سجلت اليوم فصلا جديدا ينضح بالكثير من العدوانية الإسرائيلية.
الفصل العدواني تصدره اعتداء بمسيرة إسرائيلية على سيارة في الغندورية أدى إلى ارتقاء شهداء. غارة اليوم تأتي بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على استشهاد القيادي في المقاومة وسام الطويل في اعتداء مماثل على سيارته في خربة سلم.
لاكروا ليس وحده منخرط في الحركة الدبلوماسية النشطة باتجاه بيروت.
فبعد الأوروبي جوزيب بوريل تحط وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم في العاصمة اللبنانية. أما المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين فعلمت الNBN أنه سيكون في بيروت خلال أربع وعشرين ساعة. من جانبه يواصل وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن جولته في المنطقة وهو اليوم في كيان العدو الإسرائيلي الذي يتخبط في موضوع "المرحلة الثالثة" للحرب على غزة ويرصد في الكيان تململ متنام من حرب لا إمكانية لينتصر فيها. أما بالنسبة للولايات المتحدة فهي تحاول استدراك تأثير استمرار العدوان على مصالحها مع اقتراب إنتخاباتها الرئاسية.
مقدمة نشرة اخبار الـ"ام تي في"
لبنان في انتظار آموس هوكشتاين الخميس. سبب الانتظار معرفة ما يحمله الموفد الاميركي، ولا سيما بعد زيارته الخاطفة الى اسرائيل في الاسبوع الفائت. علما ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب التقى هوكستين في روما ليل الاثنين، وعاد بعد ظهر اليوم الى بيروت. فماذا سيحمل هوكستين الى المسؤولين اللبنانيين؟ هل ينجح في تثبيت الحدود البرية وفي تأمين الاجواء اللازمة لتطبيق القرار 1701، ام ان ما تحقق في البحر لن ينطبق على البر، ما يتيح لاسرائيل ان تستكمل حربها على الجبهة الجنوبية؟ انتظار هوكستين لا يعني البتة ان الحركة الديبلوماسية مقتصرة عليه. اليوم كانت جولة لوكيل الامين العام للامم المتحدة جان بيار لاكروا، فيما وصلت وزيرة الخارجية الالمانية الى لبنان قبل بعض الوقت، و ينتظر ان تجتمع بعد نصف ساعة بالوزير عبد الله بو حبيب.. الحماوة الديبلوماسية رافقتها حماوة ميدانية. فالعمليات العسكرية تواصلت جنوبا. لكن التطور البارز تمثل في اقدام اسرائيل على استهداف سيارتين تابعتين لحزب الله ما ادى الى سقوط اربعة عناصر ، قالت اسرائيل ان واحدا منهم هو مسؤول العمليات الجوية في الجنوب. هكذا خلال أقل من 24 ساعة، اغتالت اسرائيل خمسة عناصر لحزب الله بين قادة ومقاتلين. فهل تعاظم حجم الخرق الاسرائيلي للحزب؟.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
مختصرا كل الاوسمة، وصل وسام.. ما خفت موازين جهاده، فعلى طول العمر جواد..
كما كانت الكلمة الطولى لحرابه في الميادين، كذلك كان فعل دمه المرفوع على اكف الرفاق والمجاهدين، فكان فيض دمه ودماء الشهيد القائد الشيخ صالح العاروري ورفاقه اصابات دقيقة في عمق المنظومة العسكرية الصهيونية في صفد المحتلة، ومن يدير حرب الشمال..
قبل ان يسترجع تراب خربة سلم ايقونته الشهيد القائد وسام طويل، رمى واترابه الجنوبيون في عيون المحتل مخرزا، فكانت مسيرات انقضاضية حلقت بعيدا في عمق ما يقارب الثلاثين كيلومترا داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، مستهزئة بكل المنظومات الامنية والتجسسية وما تسمى قبابا حديدية، فاصابت مقر قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الصهيوني، محققة اهدافها، وناشرة على طول الخط حتى صفد وما بعد بعدها رسائل مدججة فهمها الصهاينة جيدا قادة ومحللين، حتى انفجرت على مدى الشاشات العبرية سجالات وتحليلات زادت من الخيبات الصهيونية..
فحمل رفاق الشهيد القائد جواد الطويل نعشه بيد، ورموا المحتل بالقصاص بيد ، وما اخافتهم صواريخ مسيرة تاهت بين اوهامها في شوارع خربة سلم، رامية بعض احقادها، فما غيرت عزيمة السيل البشري الذي اجتمع في البلدة المقاومة لتوديع رفيق الجهاد..
اما كلمة رفاق السلاح فكانت تأكيدا للمؤكد بالدم والنار كل يوم، فاستشهاد الحاج جواد لن يخرج جيش الاحتلال من تحت ضربات المقاومة، ولن يعوض هزيمة “اسرائيل” التي ستبقى اوهن من بيت العنكبوت كما أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق.
لو لم تكن "اسرائيل" اوهن من بيت العنكبوت لما كانت تتوسل اميركا لاعادة المستوطنين، وتتوسل الامم المتحدة لتطبيق ال1701 وتطلب العون من اميركا وعشرين دولة لتوفير الحماية للسفن الاسرائيلية في البحر الاحمر، كما قال الشيخ قاووق..
وفي غزة قال المقاومون كلمتهم واداموا على العدو رعبهم، وابقوه هناك داخل النفق الذي فجروه بقوة صهيونية مدججة في البريج، فعلقوا هناك عاجزين عن تحليل الضربة التي قال اعلامهم وعسكريوهم انها من الاصعب خلال حرب الخمسة والتسعين يوما، بل لعلها الاصعب على الاطلاق.
مقدمة نشرة اخبار الـ"ال بي سي"
حرب من دون هوادة بين حزب الله وإسرائيل، تفلتت من قواعد الأشتباك وتجاوزت الخطوط الحمر، وبات كل يوم يحمل المزيد من المفاجآت أكثر من اليوم الذي يسبقه، ما يطرح السؤال التالي: إلى أين سيصل التصعيد؟ وهل سيبقى تحت سقف حرب الاغتيالات والرد بضربات لقواعد عسكرية استخبارية؟
حزب الله استهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الاسرائيلي في مدينة صفد، والتي تعرف بقاعدة "دادو"، الواقعة على بعد اثني عشر كيلومترا من الحدود الجنوبية، والاستهداف تم بمسيرات إنقضاضية.
إسرائيل ترد بالأغتيالات... هكذا ضربات كبيرة، ولكن ما هو مداها؟ وإلى أين ستصل؟
ديبلوماسيا ، بلينكن في حركة ، وهوكستاين إلى بيروت منتصف هذا الأسبوع: وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، يؤكد لرئيس الحكومة الاسرائيلية أهمية تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين في غزة، والمعلومات من تل أبيب لا تتوقع أن يحقق بلينكن أي تقدم أو خرق في محادثاته.
في ما يتعلق بحركة آموس هوكشتاين، تقاطعت المعلومات عند أن الموفد الأميركي سيزور لبنان في النصف الثاني من هذا الاسبوع.
في الخرق السيبراني الذي تعرضت له بعض الأنظمة في مطار بيروت، يبدو أن معالجة القرصنة تتقدم تباعا ، والأمور تكاد أن تعود كليا إلى طبيعتها.
البداية من التطورات الميدانية المتسارعة من الجنوب إلى قاعدة صفد.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
تضبط المنطقة ساعتها على توقيت أميركي، وتلعب اسرائيل بعقاربها لتمديد زمن الحرب وعلى جبهتين لبنانية وغزية تستطلع الولايات المتحدة مسيراتها الدبلوماسية، فيستكشف وزير الخارجية انطوني بيلنكن في تل أبيب اليوم التالي للحرب، ويتأهل اموس هوكشتاين الى الدوري اللبناني في تحويل الجمر الى رماد...
وستكون مهمة الوسيط الأميركي مشحونة بوصايا اسرائيلية اودعتها تل ابيب في الحقيبة الدبلوماسية لانطوني بلينكن، الذي كشف بالامس من السعودية ان اسرائيل "طلبت منا المساعدة من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع حزب الله، وقال إن توسيع الحرب ليس في مصلحة إسرائيل ولبنان والحزب ولم يفصح الاسرائيليون عن هذه الرغبة في العلن خلال لقاءاتهم مع وزير الخارجية الاميركي اليوم، ولكن الاجتماع مع وزير الحرب يوآف غالانت اسفر عن مناشدة اسرائيلية لواشنطن بأن تمارس ضغطا متزايدا على ايران لمنع اي تصعيد اقليمي وأضاف غالانت أن "أولويتنا على الجبهة الشمالية هي إعادة السكان إلى بيوتهم بعد تغيير الوضع الأمني الحالي ووقف هجمات حزب الله".
وهذه الهجمات وصل الحزب صاعقها مع تطورات غزة وفيما استهوت اسرائيل طريقة التصفية عبر الاغتيالات سواء بالمسيرات او زرع العبوات واوجعت الحزب في التشييع ومواكبه، فان المقاومة ذهبت الى المسافات البعيدة في معركة الشمال عبر تخطيها الاثني عشر كيلومترا حلقت فيها مسيرات المقاومة من جنوب لبنان في اتجاه الأراضي المحتلة وتحديدا مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة.
وفي بيان للحزب أن المقاومة نجحت في الوصول الى اهدافها وانقضت على مبنى القيادة الشمالية مخترقة الصواريخ الاعتراضية ومنظومة القبة الحديدية.
ويأتي تفعيل منظومة المسيرات وتكثيف العمليات كرسالة الى اسرائيل بأن اغتيالها قائدا ميدانيا لا يلغي خرائط العمليات.. وبأن حركة الاقلاع والهبوط نحو الجليل الأعلى تسير وفق ملاحتها العسكرية المعتادة منذ بدء الحرب...
ووفق هذه المعادلات فإن الجنوب اللبناني والشمال الفلسطنيي يبقيان بعيدين عن توسيع الحرب، لكنهما ليسا قريبين من الهدوء، والقواعد هناك تحكمها مظلات دولية ارفعها اميركا وايران وعلى قواعد الاشتباكات الداخلية فإن لبنان ما يزال اسير الاختراق السبيراني ورهينة تصريحات سياسية مخترقة تقنيا وليست السياسة والرئاسة بأنظم حالا حيث ينتظر اللبنانيون زيارات الوفود وبينها وزيرة خارجية ألمانيا اليوم والوسيط الاميركي بعد غد...
وإذ ترسو هذه الجولات على البر الجنوبي فإن صناع المحتوى الرئاسي قطعوا الآمال عن خرق جديد اقله لهذا الشهر ولا يبدو ان اي امر طارىء سيجمع القوى السياسية باسثناء تجميعهم في مطمر الكوستا برافا حيث وقعت المعجزة والتقت المكونات على مطمر واحد برعاية وزير البيئة قبل ان ينتقل الامر الى جلسة لمجلس الوزراء تتراكم عليها عقود النفايات وحلول المطامر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مقر قیادة المنطقة الشمالیة وزیر الخارجیة حزب الله لبنان فی
إقرأ أيضاً:
شعب المقاومة يبدّد حفلة المجون الأمريكيّة
يمانيون../
لا يمكن الرهان على أمريكا مطلقًا، وعند الحديث عن أميركا يستتبع بالضرورة أن نستصحب ظلالها الإقليميّة، ومنها ذلك الكيان الغاصب “إسرائيل” التابع وظيفيًا لقيادتها العسكريّة الوسطى، وتلك الملحقات المتعدّدة في اصطفافات الأقطار الإسلاميّة والعربيّة، وكذلك مصاديق نفوذها في الأقطار المحليّة. لا يخفى على القارئ البصير في السياسة اللبنانيّة، بداهة خضوع قوى ونخب للسيّد الأميركيّ ومن يدور مدار نفوذه، من قبل بعض مكوّنات الاجتماع السياسيّ اللبنانيّ داخل الأجهزة العميقة الرسميّة (السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة والقضائيّة والماليّة والإداريّة) أو في التشكيلات الطائفيّة والزعامات السياسيّة وبعض الأحزاب وتشكّلات المجتمع المدني والنخب والهيئات الاقتصاديّة ووسائل إعلاميّة.
أوهام الغلبة الأمريكيّة
بالتأكيد، إن خارطة النفوذ الأمريكيّة في الساحة اللبنانيّة تلقي بأثقالها على القادم من يوميّاتها ودائمًا على حساب السيادة والاستقرار والحريّة والاستقلال. وهي إذ تزداد سفورًا بفعل التطوّرات الأخيرة، وتحديدًا لناحية ما أسبغه العدوان “الإسرائيليّ” من أوهام الغلبة، وما تلاه الانقلاب المدبّر بإسقاط نظام الحكم وتداعي الدولة في سورية وتعديل موقعها ودورها “الجيواستراتيجيّ”، فتمظهر الحدثان في إعادة إنتاج السلطة اللبنانيّة عبر مراسم التعيين الانتخابي لرئيس الجمهوريّة جوزاف عون ومن ثم تكليف رئاسة الحكومة للقاضي الأمميّ نوّاف سلام بالتوقيت والطريقة الأميركيّة “الهوليووديّة” تمهيدًا لإحداث تغييرات في قانون الانتخاب وموازين القوى داخل البرلمان اللبنانيّ وما يستتبعه من تشريعات وإجراءات وممارسات مرسومة سلفًا.
فقد أرسى قرار وقف إطلاق النار مفاعيله من جانب واحد خلال ستين يومًا، سواء في جغرافيّة التطبيق أو في الالتزام بمضامينه مع تسجيل مئات الاعتداءات والاستفزازات “الإسرائيليّة” بالتدمير وإعادة تغذية بنك الأهداف العدوانيّة مرفقة بدعوى تلكؤ الحكومة اللبنانيّة والجيش الوطنيّ من القيام بالدور المناط بهما، ليضيف وصمة استعلاء أميركيّ “إسرائيليّ” آخر على سجل الابتزاز الرخيص والانتهاك الفاضح.
جدليّة الميدان وعملية التفاوض: الفراغ النوعيّ
كلمة حق يجب أن تقال، لم يُنصِفُ “الاتفاق” الميدان ولا يستطيعه، فموازين الميدان تختلف عن موازين السياسة وفواعل تأثيراتها، فيما الميدان عبّر عن “صمود إعجازي” يُبهر العدو ويستجيب إلى “الوعد الصادق” بتحطيم الفرق القادمة إلى لبنان وفاء بما وعد به سيّد شهداء الأمّة. بينما، ومن جانب آخر لم يكن يمتلك المفاوض اللبنانيّ (أي ما يخلص إليه التفاوض اللبنانيّ-اللبنانيّ) في حاصل انكسارات الرأي واستثمار مجريات الميدان وكباش التفاوض داخلًا وخارجًا، أوراقًا ومناورة وصبرًا على مستوى صلابة التصدّي لـ”أولي البأس”.
خاصة وأن فراغًا كبيرًا كان قد تركه غياب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله باستشهاده في إدارته لجبهتي الميدان والسياسة ومعهما البيئة المجتمعيّة الحاضنة للمقاومة.
يمكن تقفّي آثار هذا الفراغ للوهلة الأولى وبنحو مباشر في أربع دوائر تفاعليّة، ابتداءً من المكانة الخاصة للسيّد في حزب الله ودوره في مقاومة الاحتلال والهيمنة على صعيد لبنان والمنطقة، وعلاقته مع سائر أركان ومكوّنات المحور المقاوم ولا سيّما الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وموقعها ونظرتها وتقديرها للموقف بالتناغم معه وخلفه، وفي علاقته مع المفاوض اللبنانيّ ووزنه في عمليّة التفاوض وضبطه لحركتها ربطًا باضطلاعه بأسرار الميدان رغم صدق التفويض وما يرتكز عليه من شرعيّة وثقة ودهاء، وفي حضوره المعنويّ والنفسيّ الخاص في قيادته الحرب النفسيّة ضد أعدائه وخصومه من صنّاع القرار إلى الوسطاء والجمهور.
وعليه، لا يمكن نكران الفراغ الكبير الخاص للسيّد نصر الله “وجدانًا وبنيةً وديناميّةَ خطابٍ وقرارٍ وفِعل وتأثير” أو التخفيف من حدّته، بل جاء مضاعفًا مع ما سبقه ورافقه واستتبعه من الجرائم والعدوان.
ملء الفراغ: البدائل والقيادة
يفيد منطق الأمور بأن الطبيعة تأبى الفراغ، والفراغ يأبى الانتظار بطبيعته، من هنا سارعت القيادة لملئه، فكان الاستشهاديّ الأوّل سماحة الشيخ نعيم قاسم ومعه البدائل المتاحة في القيادة والسيطرة أوّل المتصدّين لسد الثغرات في البنية التنظيميّة وعلاقاتها السياسيّة والأمنيّة.
بينما سال لعاب بعض الفاعلين اللبنانيّين على أرض المستجدات الإستراتيجيّة، أخذ بعضٌ ينتصر لمقاومة “إسرائيل”، لكن لم يتوان عن أن يستغل ما يراه ضعفًا في الحزب لتعويم زعامته وأدواره، وبعض آخر امتهن اللهاث خلف مصالحه الضيّقة معيدًا تعريفها بناء للمتغيّرات والتغيّرات، وبعض آخر سبقته فرحته في كسب رهانه على رأس المقاومة وقيادتها وسلاحها مدشّنًا نَخْبَ الانتشاء باحتفالية المنصب الجديد، واضعًا كلّ أرصدته في سلّة الولايات المتحدة الأميركيّة التي فتحت أبوابًا مؤصدة وانقلبت على أرجحيات حتى الأمس القريب كانت مضمونة.
العودة الشعبيّة المظفّرة: حرية وكرامة
لكن مدرسة السيد حسن نصر الله في السياسة أرست منهجها، فكل ما يحدث خير، ويمكن تبديل التهديد إلى فرص، والصبر البصير الشجاع يُنتج ولو بعد حين، ولا شيء من الحكمة أو التضحيات يذهب سدًى.
تقدّم شرطا صيانة مجتمع المقاومة من أي اهتزاز داخليّ، ومنح العوائل فرصة التقاط الأنفاس، فكانت الموافقة المشروطة على مضض على اتفاق وقف إطلاق النار الذي بادر العدو بنفسه لطلبه، وعلى مهلته، إيذانًا باختبار اللجنة الخماسيّة والحكومة، وإتاحة لكل المقدّمات المساعدة في إطلاق مشروعي الإيواء والإعمار، وتيمّنًا باكتساب الفرصة الكاملة في ترميم أمتن لبنية المقاومة الداخلية واستخلاص الدروس والعبر من الحرب والاستعداد التام لمرحلة ما بعد الستين يومًا.
فكانت العودة الشعبيّة المظفّرة على رأس الوقت عند انتهاء مدّة الستين يومًا إعادة ترسيم لشارة الانتصار على كل المكر “الإسرائيليّ” مع تعويم ميداني ساطع لثلاثيّة الشعب والجيش والمقاومة، والانفتاح على كل التطوّرات الأمنيّة.
تهيئة للمرحلة المقبلة
ما بين دموع الانتصار ودموع وداع سيد شهداء الأمة، يقف شعب المقاومة على أهبّة العظمة لأقدس استفتاء حول خياراته الحاسمة في أعلى تيئيس وإجهاض لكل المؤامرات الأميركيّة “الإسرائيليّة”، وفي أعلى استعداد لاستئناف مسيرة المقاومة بيدٍ عُليا، لا انكسار فيها ولا وهن.
وإزاء العودة المظفّرة تلك، وما يمكن أن تحمله الأيام من تطوّرات لا سيّما بعد ارتقاء الشهداء الذين سطّروا دروس العزّة في التمسّك بعقيدة المقاومة والأرض والديار، وإزاء ما ينتظر أشرف الناس برهبة التشييع الجلل والاستعداد اللائق للارتقاء بروح سماحة السيّد نصر الله، ما عاد من الجائز إلّا المجاهرة بمقاومة النفوذ الأميركيّ داخل لبنان والمضي قدمًا في استعادة تدريجيّة لألق المقاومة ومعادلاتها ولو كرهت أمريكا وأزلامها ومعها عدو الوطن والأمّة الكيان المؤقّت، وفق معادلة واقعية تفيد: إن الحقائق لا تسترها المجاملات، وإن الوقائع لا تلغيها أو تعدّلها الأمنيات؛ وهذه هي بوصلة المؤمن بعدالة قضيّته في إجهاض المؤامرات والمشاريع الخبيثة، حيث لا يتوسّم الخير من الويلات الأميركيّة، إنما فقط حمل المسؤوليّة لمواجهة التحدّيات، بما تصنعه الإرادات في نيل الحريّة وعدم التفريط بالكرامة قيد أنملة.
موقع العهد الإخباري ـ عبد الله عيسى