بوابة الوفد:
2025-01-18@19:30:27 GMT

الموضع والموقع!

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

تقع مصر فى موقع القلب من العالم، فهى نقطة تلاقى قارات العالم القديم، أفريقيا وآسيا وأوروبا، كما تطل على بحرين هما البحر الأحمر والبحر المتوسط، وتشرف على خليجين هما خليج السويس وخليج العقبة، وعلى أرضها تجرى قناة السويس، أحد الممرات المائية الدولية، كما يتدفق عبرها نهر النيل الذى يمثل شريان الحياة لمصر، ويحظى بمكانة كبيرة فى وجدان الشعب المصرى.

هذا الموقع المتفرد الذى تتمتع به مصر مكّنها من لعب دور مهم فى صياغة السياسات الإقليمية والدولية فى فترات الحرب والسلام ومنحها مكانة متفردة فى العالم بملتقاه الآسيوى والأفريقى، وجعلها من اللاعبين الكبار بمنطقة الشرق الأوسط منذ عقود طويلة.

كما حفز موقع مصر المنفرد كثيراً من العملاء والمفكرين على شرحه وبيان أهميته وخصائصه وأثره وتأثيره على مصر فى الداخل والخارج. ويمثل كتاب الدكتور جمال حمدان «شخصية مصر.. دراسة فى عبقرية المكان» دليلاً قوياً فى هذا السياق. لقد استفاض المؤلف فى المجلدات الأربعة فى شرح شخصية مصر الإقليمية والبشرية والزمانية والمكانية ولخص ذلك فى قوله: «لمصر شخصيتها الإقليمية التى تضفى عليها تميزها وانفرادها عن سائر الدول فى الأقاليم المختلفة، إنها فلتة جغرافية فى أى ركن من أركان العالم». وحدد أهمية الموقع ومكانته قائلاً: «إن عبقرية مصر الإقليمية تستند إلى محطة التفاعل بين بعدين أساسيين هما: الموضع والموقع، حيث يقصد بالموضع البيئة بخصائصها وحجمها ومواردها فى ذاتها، وهى البيئة النهرية الفيضية لطبيعتها الخاصة، أمام الموقع فهى الصفة النسبية التى تحدد بالقياس إلى توزيعات الأرض والناس والإنتاج وتضبط العلاقات المكانية التى ترتبط بها.

لم يكن تأثير الموقع المتفرد الذى تتمتع به مصر مقتصرًا عليها كأرض فقط، بل امتد ذلك إلى تكوين الإنسان المصرى الذى ظل على مر العصور متمسكًا بقيم الاعتدال والانفتاح على الآخر، والتفاعل الخلاق مع سائر الأمم والثقافات من أجل تحقيق الأمن والسلام ليس لوطنه فقط بل للإنسانية جميعاً.

ومن هذا المنطلق تبوأت مصر مكانتها الإقليمية والدولية المتميزة والتى أتاحت لها القيام بدور مؤثر وفاعل لا يمكن إغفاله أو التغاضى عنه، استمدته عبر مقومات رئيسية من أهمها الامتداد الطبيعى لمصر عبر القارات، فهى تقع فى شمال شرق قارة أفريقيا، ولكنها أيضاً ذات امتداد آسيوى حيث يقع جزء من أراضيها داخل قارة آسيا، وهى شبه جزيرة سيناء. هذا الامتداد جعلها بمثابة البرزخ الذى مرت عبر أراضيها الديانات السماوية كما كانت وستظل الملتقى الرئيسى للتفاعل الثقافى والفكرى بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب. كما كانت مقراً لحضارات متواصلة بدءاً من الفرعونية، مروراً بالإغريقية والرومانية انتهاء بالحضارة القبطية والإسلامية، إضافة إلى أنها أقامت أول جسور مع الحضارة الأوروبية الحديثة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن الشعب المصرى البحر الاحمر البحر المتوسط

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء القطري يبحث هاتفيا ووزير الخارجية الإماراتي العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الإقليمية

بحث رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، اليوم الجمعة، في اتصال هاتفي، مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها.

كما جرى خلال الاتصال، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، استعراض تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة على ضوء اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى، وآخر المستجدات في سوريا، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

مقالات مشابهة

  • أم البواقي : المجموعة الإقليمية للدرك الوطني تسهر على تنظيم وتسهيل حركة المرور
  • الزراعة تطالب بتوفير الدعم لحماية الغابات الإقليمية من الحرائق
  • عبدالغفور البرعى!!
  • الأردن تحتفل بعيد الظهور الإلهي في المغطس وتدعو العالم لزيارة أرض المعمودية
  • رئيس الوزراء القطري يبحث هاتفيا ووزير الخارجية الإماراتي العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الإقليمية
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • مدبولي: مصر تستهدف الصدارة الإقليمية في صناعة السيارات
  • محمد بن سلمان يبحث مع ماكرون المستجدات الإقليمية
  • ترامب يقول إنه سيستخدم اتفاق غزة لتوسيع علاقات إسرائيل الإقليمية
  • النائبة عايدة نصيف: مصر أثبتت جدارتها في احتواء الأزمات الإقليمية