كتابٌ عن الرواية الجزائرية الجديدة بين المثاقفة والتأصيل
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
الجزائر ـ "العمانية": يُقدّم الجزائري د. مويسي بوسماحة في كتابه الصادر بعنوان "الرواية الجزائرية الجديدة بين المثاقفة والتأصيل"، مقاربة نقدية من خلال جملة نماذج مهمّة عرفها النصُّ السّرديُّ الجزائريُّ. ولا يعني د. مويسي بوسماحة بمصطلح "الرواية الجديدة"، بحسب ناشر الكتاب، مقصدًا زمنيًّا، بل مصطلح "Nouveau Roman" الفرنسي المُعبّر عن رواية تميّزت ببنية سردية مغايرة لما عرفته الرواية التقليدية، والتي أحدثت ثورة على البنية السّردية الكلاسيكية، كما يطرح المؤلّف في هذا المنجز سؤالا عن "المثاقفة والتأصيل".
وبخصوص مصطلحي "المثاقفة والتأصيل" الواردين في العنوان؛ فيعني صاحب الدراسة بـ "المثاقفة" التواصل بين الأفراد والأمم، والتفاعل والاطلاع على ثقافة الآخر، وهو التفسيرُ الذي يبرّرُ به وجود الرواية الجديدة في الجزائر، أو انعكاس تلقّي الرواية الجديدة - كما هي عند مؤسّسيها ودعاتها الفرنسيين - على الوعي الأدبي الجزائري بما يُفرز بالضرورة نمطا تجديديًّا في الرّواية.
أمّا مصطلح "التأصيل" فلا يعني - لدى هذا الباحث - العودة إلى التراث السردي العربي، بل يقصد به انفتاح النصّ السّردي على خصائص التراث السردي والاستفادة منه في ابتكار رواية متميّزة لها صلة بعمقها الثقافي، والسردي، وبقضايا أُمّتها.
ويرى هذا الباحثُ ضرورة أن تستفيد الرّواية من المنجز الناضج عبر تاريخ طويل من الممارسة الأوروبية للرواية، لكن في إطار التواصل مع الواقع، والتاريخ، والثقافة الأصيلة.
وتناول مؤلّف هذه الدراسة بإسهاب خصائص الرّواية الجديدة في فرنسا، مجملا الانعطاف على الشّخوص الروائيّة، والحكاية، والالتزام، والزمن، والفضاء، كدلالة على الوعي بالأسس الفكرية والفلسفية التي تقوم عليها الرّواية الجديدة، وبالتالي، انعكاسها على البنية السّردية لها، وهو ما يجعل الرّواية الجديدة تمثّل "رؤية للعالم" وتحدّدُ موقفًا منه.
وللبحث في ماهية "الرواية الجزائريّة الجديدة"؛ اختار مؤلّف الكتاب روايتي "صوت الكهف" للروائي عبد المالك مرتاض، و"حمائم الشفق" للروائي جيلالي خلاص، اللّتين تُبرزان جوانب من تجلّيات الرّواية العالميّة، ولم تهدفا لتكريس التقليد، بل لتبرير التجريب والخلوص إلى ملامح رواية تستمد من جذور التجربة الكونيّة التي تتأسّس في مسار التجربة الإنسانية حتى لا تكون الرواية الجزائرية بدْعا في مسار ما يُنتجه العالم.
ويُشيرُ مويسي بوسماحة إلى أنّ بنية السرد عند كثير من الروائيّين الجزائريين - ومنهم عبد المالك مرتاض والجيلالي خلاص - تخلّت عن النمط التقليدي السيمتري الدقيق، الذي كانت تتحرّك فيه الشخصيات؛ من خلال فصول متتابعة، وتنمو الأحداث وتتطوّر بصورة تنتهي نهاية طبيعيّة، بالطريقة الملحميّة ذات البداية والنهاية المعلومة التي لا تُفاجئ أفق القارئ، وتهاوي البطل وتتهاوى معه أركان القصّة، كالعقدة، والتطوُّر والإقناع الفنّي المبني على قانون السببيّة أو العلية فانمحت معالم فكرة المحاكاة أو كادت في الرواية الجديدة الجزائرية، وتغيّر مفهوم الشخصية النامية والمسطّحة، إلى غير ذلك من الأطر الفنيّة التي كانت تمثل الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الهيكل الروائي العتيق.
ويضيف الباحث أنّ هذه الأعمال - وإن تخلّت عن الشكل الروائي الكلاسيكي القديم – لا تعني بالضرورة أنّها تخلو من شكل فنيّ معيّن، وإلا تحوّلت إلى نسيج هلاميّ مختلط بعيد عن مجال الفن.
ويرى د. بوسماحة أنّ الرّواية الجديدة لا تخلو من حكاية بل هي مفعمة بها في شكل لوحات غير مكتملة أو أجزاء متناثرة هنا وهناك، تتكرّر في متن النص، وتظهر ثم تختفي، كما هي الأحداث في الواقع المعيش؛ فالحكاية في الرّواية الجديدة - بحسب رأي الكاتب - تمثّل عنصرًا قائمًا بذاته قد يصل درجة الشّخصية لأنّها لا تمثل فقط سردية الحدث بل تؤسّس موقفًا يهدف إليه الرّوائيُّون الجدد مناهضا لما آلت إليه أوضاع العالم والإنسان على العموم، فالحكاية في الرّواية الجديدة تقوم مقام البيان المساند أو الضد.
يُشار إلى أنّ الباحث د. مويسي بوسماحة مؤلّف الكتاب، حاصلٌ على شهادة دكتوراه في الأدب العربي، واشتغل أستاذًا للأدب العربي بجامعات أدرار، وبشار (جنوب الجزائر).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الروایة الجدیدة ة الجدیدة ة التی فی الر
إقرأ أيضاً:
الباحث باكر حسن الاهنومي ينال الماجستير بامتياز في اللغة العربية
هاشم علي:
نال الباحث باكر حسن الاهنومي درجة الماجستير بامتياز بدرجة 95% في اللغة العربية من كلية التربية جامعة صنعاء، اليوم الأحد ، عن رسالته الموسومة بـ”الأصول النحوية عند الخبيصي في كتاب الموشح على كافية ابن الحاجب دراسة نحوية وصفية”.
وتشكلت لجنة المناقشة والحكم برئاسة الأستاذ الدكتور صالح علي النهاري، مناقشاً داخليا، وعضوية الأستاذ الدكتور محمد حسين النقيب ، مناقشاً خارجيا جامعة عمران، والأستاذ الدكتور/ عبدالله أحمد النهاري ، المشرف الرئيس على الرسالة.
وبعد المناقشة اقرت اللجنة باعطاء الباحث درجة الماجستير بامتياز وتقدير 95%.. وأوصت اللجنة بطباعة الرسالة وتداولها بين الجامعات والجهات ذات العلاقة.
وقد هدفت الدراسة الى بيان حجية الكلام العربي عند الخبيصي سواء كان كلام الله – تعالى – أم كلام رسوله، أم الكلام العربي شعره ونثره، وذلك في تأصيل القواعد النحوية ، وكذلك حجية القياس والإجماع عند الخبيصي في تأصيل القواعد النحوية.
واتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي المرتكز على المسح الميداني للحصول على البيانات من خلال الاستبانة، واستخدم الباحث مسائل النحو عند الخبيصي، ثم تحليلها ونسبة كل منها إلى أصله .
وكشفت نتائج الرسالة أن كتاب الموشح مليء بجميع أصول النحو السمعية والعقلية، والأدلة السمعية النقلية التي مصدرها القرآن الكريم وقراءاته – متواترة وشاذة – والحديث الشريف كلام العرب – نظماً ونثراً ؛ فلا تكاد تخلوا مسألة منه، وقد بلغت الشواهد النقلية فوق ثمانين وتسع مائةٍ شاهداً نقلياً،ولم يتقيد الخبيصي بالإطار المكاني كالبصريين، فمذهبه كمذهب ابن مالك في التوسع.
حضر المناقشة الدكتور حمود عبدالله الاهنومي ومدير عام مكتب رئيس مجلس الإدارة بمؤسسة الثورة للصحافة الاستاذ/حسن شرف الدين وعددا كبير من الاكاديميين والباحثين واصدقاء وزملاء الباحث.