بوابة الوفد:
2024-12-03@18:17:06 GMT

نحو آليات اقتصادية كلية جديدة

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

يعتبر استقرار الاقتصاد الكلى شرطًا ضروريًا من أجل التنمية والنمو التى تبحث عنهما مصر هذا العام، ومع مراعاة التوصيات المتداولة من المنظمات الدولية، فقد أدت التطورات فى العقد الأخير إلى تغيير التصورات السائدة عن الاقتصاد الكلى المرغوب، وقد أظهرت الأزمات المالية العالمية إمكانية أن تكون الإستراتيجيات المالية والنقدية سببًا فى احتمالية نشوب أزمات، وأدى التركيز الواضح الذى تضعه الأمم المتحدة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والحاجة لتأمين تمويل لعمليات التنمية إلى حتمية تغيير التركيز فى أساليب إدارة الاقتصاد الكلى فى الاقتصادات المفتوحة على النحو الذى يحقق أهداف إطار الاقتصاد الكلى ومنها تحقيق معدل نمو يفوق معدل التزايد السكانى البالغ ٢.

٦%. مع تخفيف التقلبات فى معدلات النمو التى تواكبت مع ازدياد حالة عدم اليقين فى مجمل الأوضاع الاقتصادية العالمية. أخيرًا توجيه عمليات النمو نحو مسار أكثر إنصافًا للفقراء ومحدودى الدخل عبر استراتيجيات اجتماعية منصفة لمحدودى الدخل والفئات الأكثر هشاشة. وفى هذا السياق، فإن رفع معدل النمو أقل العناصر إشكالية. إذ تبقى العوائق الرئيسية أمام دفع عجلة النمو وهى السياسات المالية الانكماشية، والسياسات النقدية التقيدية، ووجود قيود على ميزان المدفوعات ويبقى الأهم والذى تقوده القيادة السياسية باحترافية عبر تحويل السياسة المالية الخاضعة للقيود إلى سياسة توسعية باعتماد برنامج للاستثمار، يتسم بكثافة فرص العمل, ويمول من الاقتراض, أومن المساعدات الإنمائية. وعلى التوازى تعزيز وجود سياسة نقدية هادفة إلى تشجيع النمو واستخدام أسعار الفائدة كأداة للاستثمار طويل الأجل بدلًا من استخدامها لأغراض التثبيت القصير الأجل. وعلى افتراض أن الحد الأدنى من الأهداف التى يرمى إليها راسم السياسة الاقتصادية الكلية تتلخص فى الحفاظ على مستوى قريب من مستوى التوظف الكامل لقوة العمل. والحفاظ على مستوى عال من الإنفاق الاستثمارى. مع الحد من مقدار العجز فى ميزان المدفوعات، أيضاً مكافحة واحتواء الضغوط التضخمية. وأخيرًا تخفيض حدة الفقر وحماية مستوى معيشة المواطنين، وهو صلب المحتوى الرئيسى للمادة ٢٧ من دستور مصر ٢٠١٤، ولهذا إذا ما أردنا تحقيق أحد الأهداف الأساسية للسياسة الاقتصادية الكلية، فليس أمام راسم السياسة الاقتصادية لإعادة التوازن للاقتصاد سوى، تحقيق زيادة فى مستوى إنتاجية العمل لزيادة المعروض من السلع والخدمات( دون زيادة فى الأسعار). وكذلك حدوث تحسن فى شروط التبادل الدولية لصالح الصادرات الوطنية التى من المفترض أن تحقق المستهدف منها وهو الوصول إلى ١٠٠ مليار صادرات سلعية خلال السنتين القادمتين، وبالتالى فإن من المهم لأى استراتيجية مالية أن تكون مستدامة على المدى المتوسط، وهذا يعنى أن لا تؤدى إلى تراكم ضخم للديون العامة أو تقود إلى عجز تراكمى فى الموازنة. لذا فإن المرحلة القادمة يتعين فيه على راسم السياسة الاقتصادية ممارسة الضبط المالى خلال المدى المتوسط، لأن خلاف ذلك قد يؤدى إلى نتائج عكسية متمثلة تخفيض فرص النمو وتقليص إمكانية إيجاد فرص العمل وعدم توظيف الموارد المحلية بطريقة فعالة، لذا نستطيع أن نؤكد أن الأنظمة الضريبية المرغوبة فى ظل المعايير الدولة وهى تحقيق حصيلة لا تقل عن ٢٥% من الناتج المحلى الإجمالى ستوفر حصيلة ضريبية متزايدة, دون أن تضر الفقراء, ودون أن يكون لها أثر تراجعى، بشرط أن تقوم على عناصر مجتمعة منها تحسين نظم الضريبة، وخفض وإلغاء الاستثناءات وسد الثغرات المؤدية إلى تزايد حالات التهرب والتجنب الضريبى مع تنويع مصادر عوائد الضريبة بدلًا من الاعتماد على ضريبة مفردة غير مباشرة مثل ضريبة القيمة المضافة. أيضاً العمل على زيادة تحصيل ضريبة الدخل الشخصية من الأثرياء حتى نستطيع الاستمرار فى طريق الاستقرار.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق الأزمات المالية العالمية

إقرأ أيضاً:

وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يستعرض مع سفيرة النرويج بالقاهرة سبل تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة

استقبل المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية السيدة هيلدا كليميتسدال سفيرة النرويج بالقاهرة والوفد المرافق لها، حيث تم استعراض أوجه التعاون والعلاقات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين البلدين.
وأكد الوزير العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين، وما تشهده تلك العلاقات من تطورات خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى تطلعه لتعزيز وتعميق التعاون الثنائي مع النرويج في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما قطاعات الاستثمار والتجارة. 
واستعرض «الخطيب» التطورات التي شهدها الاقتصاد المصري، والخطة الاستراتيجية لتنمية الاقتصاد، وجذب مزيد من الاستثمارات النرويجية بالسوق المصري، والترويج للفرص الاستثمارية في مجالات الخدمات اللوجستية، ومشروعات المشاركة بين القطاعين العام والخاص، والطاقة والبنية التحتية، في ضوء توجه الدولة المصرية نحو تهيئة بيئة استثمارية مواتية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
كما استعرض الوزير مشروعات شركة سكاتك النرويجية الحالية والمستقبلية بالسوق المصري في مجالات الطاقة المتجددة، مؤكدا أن الاقتصاد المصري يمتلك العديد من المقومات والإمكانات الاستثمارية المتميزة، والتي تشمل الموقع الجغرافي ومنظومة البنية التحتية للنقل اللوجستي والقوى العاملة المؤهلة بأجور تنافسية، وتوافر مصادر الطاقة المتجددة، والموانئ المؤهلة، كما تمتلك مصر شبكة اتفاقيات للتجارة الحرة والتفضيلية مع عدد كبير من الدول والتجمعات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.

ولفت «الخطيب» إلى حرص الوزارة على توفير كافة أوجه الدعم والتسهيلات الممكنة للشركات النرويجية للاستثمار وتوسيع مشروعاتها في السوق المصري، خاصة مشروعات الطاقة الخضراء.

وأضاف الوزير أن الدولة المصرية تسعى لتصبح مركزا إقليميا للتصدير، من خلال الإجراءات والإصلاحات للسياسات المالية والنقدية والتجارية والضريبية التي تبنتها، والتي من شأنها أن تسهم في التيسير على المستثمرين وتسهيل حركة التجارة الخارجية لمصر، إلى جانب جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، فضلا عن زيادة الصادرات المصرية للأسواق الخارجية، مشيرا إلى أن مصر تعد بوابة للتصدير للقارة الأفريقية.

ومن جانبها أكدت السيدة هيلدا كليميتسدال سفيرة النرويج بالقاهرة حرص بلادها على تعزيز أطر التعاون الاقتصادي المشترك مع مصر باعتبارها إحدى الدول المحورية بالمنطقة، مشيرة إلى أن النرويج تمتلك عددًا كبيرًا من المشروعات الاستثمارية بالسوق المصري، وتسعى للاستمرار والتوسع في هذه المشروعات، لا سيما في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.

وقالت «كليميتسدال» إن هناك رغبة وخطط لدى عدد من الشركات النرويجية لإقامة مشروعات لها في السوق المصري، حيث تعتزم هذه الشركات القيام بزيارة إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة لبحث الفرص والقطاعات الاستثمارية المختلفة.
حضر اللقاء، السيد حسام هيبة رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.

مقالات مشابهة

  • شادي المنزلاوي يوضح دور صندوق النقد الدولي في تحقيق الاستدامة الاقتصادية
  • وزير الصناعة يبحث فرص شراكة اقتصادية جديدة مع ألمانيا
  • شمال الشرقية .. مشروعات اقتصادية وعمرانية ترفع مستوى الخدمة وتحفّز فرص الاستثمار
  • العمل تستعد لإطلاق السياسة الوطنية للتشغيل
  • آليات التفكير في تعزيز المحتوى المحلي
  • مصر تمتلك مقومات الخروج من الأزمة.. خبير اقتصادي: القوى العاملة ودعم التحول الرقمي من أبرز عوامل تحقيق النمو المستدام
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يستعرض مع سفيرة النرويج بالقاهرة سبل تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة
  • وزير الاقتصاد: الإمارات تقدم تجربة رائدة في النمو والرخاء
  • «الشؤون الاقتصادية» يناقش برامج الرؤية
  • تحليل السياسات الاقتصادية والنقدية وتداعياتها على الاقتصاد الليبي في الفترة 2011-2024