بالتزامن مع انتقال إسرائيل إلى المرحلة الثالثة -التي ستكون طويلة - من حربها المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، اعتبرت صحيفة معاريف العبرية أن حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القادمة ستكون فوق رأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. 

وذكرت الصحيفة أنه المرحلة الثالثة التي ستشهد بخفض كثافة العمليات العسكرية على غزة، وتنفيذ الخطوة التالية للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة من شأنها وضع مصر وإسرائيل في مسار تصادمي.

 

وأوضحت أن مسار التصادم القادم بين مصر وإسرائيل يتمثل في محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة، والذي طلبت إسرائيل مؤخرا تركيب أجهزة استشعار في الجانب المصري منه، لتنبيهها بشكل مباشر في حالة حفر عناصر المقاومة حفر أنفاق جديدة لاستخدامها في عمليات التهريب. 

وذكرت الصحيفة أن محور فيلادلفيا وقطاع رفح هما الموقعين اللذين لم تتعامل معها بشكل ملحوظ القوات الإسرائيلية خلال عملية توغلها بريا في قطاع غزة. 

وأشارت معاريف إلى تقرير أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية هذا الأسبوع، كشفت فيه أن مصر وإسرائيل تجريان حاليا مفاوضات مهمة حول مستقبل محور فيلادلفيا.  

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين مصريين كبار، قولهم إن مفاوضات مصرية إسرائيلية بشأن مستقبل المحور الواقع على حدود مصر وغزة، توقفت بعد أسبوعين من بدئها، إثر طلب إسرائيلي بتركيب أجهزة استشعار في الجانب المصري، لتنبيهها بشكل مباشر في حالة إعادة بناء الأنفاق وشبكة التهريب بعد الحرب، وأن يكون لتل أبيب الحق في إرسال طائرات استطلاع دون طيار إلى المنطقة إذا تم تشغيل أجهزة الاستشعار. 

وذكرت الصحيفة العبرية أن تقارير أخري أكدت أن القاهرة ردت على إسرائيل بأنها ستفكر في السماح بتركيب أجهزة الاستشعار، لكنها رفضت بشكل قاطع طلب السماح بالطائرات بدون طيار على أساس أنه يمثل انتهاكًا للسيادة المصرية. 

وبالإضافة إلى محور فيلادلفيا، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مصرية قولها إن القاهرة رفضت مقترحا إسرائيليا لتعزيز الإشراف الإسرائيلي على المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة وإن القاهرة تعطي الأولوية لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار قبل العمل على ترتيبات ما بعد الحرب. 

وذكرت الصحيفة العبرية أن محور فيلادلفيا يعتبر من أكثر القضايا تعقيدا في الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى أن توقف الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ أي عمليات في رفح يرتبط بهذا التعقيد. 

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ سيطرة حماس على القطاع في عام 2007، تدعي إسرائيل أن محور فيلادلفيا أصبح الطريق الرئيسي للحركة الفلسطينية لتهريب الأسلحة والبضائع غير القانونية. 

ومؤخرا، قال جيورا إيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي إنه "من الواضح أن المصريين فشلوا في وقف تدفق الذخيرة والأسلحة إلى غزة خلال الأعوام الثمانية عشر الماضية؛ ولا يمكنهم إنكار ذلك".  

اقرأ أيضاً

إسرائيل تتحرك لاحتلال محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.. ما موقف القاهرة؟

وبحسب الصحيفة العبرية فإن مصر واقعة في مأزق استراتيجي في هذه القضية، لاسيما بعد أن تمكنت إيران من إلحاق أضرار اقتصادية كبيرة؛ بعد الحصار الذي فرضته جماعة الحوثي اليمنية (المدعومة من طهران) على السفن المتجهة لإسرائيل؛ ما تسبب بانخفاض عدد السفن المارة في قناة السويس. 

خلال شهر نوفمبر/ تشرين أول المنصرم، هدد عضو بارز في جماعة حزب الله الإيرانية المدعومة من إيران بأنه إذا شعرت المنظمة الشيعية بأن هناك احتمالاً لانهيار قبضة حماس على كامل أراضي قطاع غزة، فإنها ستبدأ حرباً واسعة النطاق ضد إسرائيل. 

وفي نهاية الشهر المنصرم، كرر نتنياهو حديثه عن ضرورة سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، للمرة الثالثة منذ بداية الحرب في غزة التي لم تحقق حتى الآن هدفيها الرئيسيين وهما القضاء على حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة. 

وشدد نتنياهو على أن "محور فيلادلفيا يجب أن يكون بأيدينا وتحت سيطرتنا، وأي ترتيب غير ذلك لن تقبل به إسرائيل". 

وبعد تصريحات نتنياهو، كتب اللواء اسحاق باريك مقال في صحيفة معاريف هذا الأسبوع، رأي فيه أن "الفشل في القضاء على حكم حماس في رفح والفشل في السيطرة على الأنفاق تحتها، والتي تشكل الممر الرئيسي للأسلحة من سيناء إلى القطاع - يعني أننا فشلنا في تحقيق المهمة الرئيسية التي حددناها لأنفسنا في الحرب، وهي الإطاحة بحكم حماس". 

ووفق باريك فإن "حماس في رفح تتمتع بحرية الوصول إلى خان يونس، ومن هناك - إلى شمال قطاع غزة عبر مئات الكيلومترات من الأنفاق المرتبطة بها، والتي لا نزال بعيدين جدا عن الوصول إليها". 

وتابع " حتى لو دمرنا أكثر من ألف نفق، فإن إرهابيي حماس لديهم آلاف أخرى، وبالتالي فإن التدمير الجزئي لا يؤثر فعليًا على حركتهم في الأنفاق". 

وعقب "لقد حان الوقت لإعادة تقييم طريقة القتال، أي تغيير النموذج والخروج من التجمعات السكانية الكثيفة، وتنفيذ هجمات بالطائرات تستند على معلومات استخباراتية دقيقة وغارات بسيطة من الأرض. 

وذكر أنه صحيح أن إسرائيل لم تحقق هدفها المتمثل في القضاء على قدرات حماس، ولكن مواصلة السيطرة على المنطقة بخسائر أقل بكثير، وسنمنع حماس من إعادة تنظيم نفسها.  

وولفت "هذه هي الخطة التي يتعين على الجيش تنفيذها في المرحلة الثالثة من الحرب. وأطلب من المستوى السياسي والأمني أن يفعل ذلك فوراً ويخرج من المأزق الذي لا فائدة منه". 

من جانبه، اعتبر الأكاديمي يارون فريدمان أن "السيطرة على مدينة رفح لا يشبه أي منطقة أخرى استولى عليها الجيش الإسرائيلي" 

وأوضح في مقال بصحيفة معاريف قبل نحو أسابيع، أن مدينة رفح "هذا هو شريان الحياة للإرهاب (المقاومة) في قطاع غزة". 

وأشار إلى أن السيطرة على مدينة رفح لن يكون سهلاً، ليس بسبب اكتظاظها بالسكان، ولكن بسبب أنه سيكون على إسرائيل وقف المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وربما أيضا عند معبر كرم أبو سالم حتى نهاية العملية، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يثير ردود فعل دولية غاضبة. 

ولفت إلى أنه يجب الافتراض أيضا أن حماس ستبذل قصارى جهدها لمنع الجيش الإسرائيلي من السيطرة على منطقة التهريب المركزية في المنطقة، وذلك مع العلم الواضح بأن احتلال الجيش الإسرائيلي للمعبر سيغلق أخيراً الباب أمام أسلحة حماس. 

وشدد أنه من أجل "منع نمو كيان إرهابي جديد، يجب على إسرائيل، في أي ترتيب يتم التوصل إليه في اليوم التالي لغزة، أن تحافظ على سيطرتها على محور فيلادلفيا" 

اقرأ أيضاً

ليبرمان يدعو للاستيلاء على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر

 

المصدر | معاريف- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محور فيلادلفيا مدينة رفح عبدالفتاح السيسي فیلادلفیا الحدودی الجیش الإسرائیلی محور فیلادلفیا وذکرت الصحیفة السیطرة على قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما

#سواليف

أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أمانته العسكرية تلقت ليلة 7 أكتوبر معلومات حول استعداد حماس تنفيذ هجوم، وهو ما يناقض مزاعم سابقة بأن مكتبه لم يتلق أي تحذيرات مسبقة.

ويعد هذا البيان اعتراف هو الأول من نوعه، وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو مساء السبت، أن “ضابط الاستخبارات في السكرتارية العسكرية لرئيس الوزراء تلقى في تلك الليلة رسالة تحتوي على عدة إشارات دالة، إلى جانب تأكيد بأن حماس تتصرف كالمعتاد، وأن قائد المنطقة الجنوبية سيعقد مناقشة حول الأمر في صباح اليوم التالي فقط”.

وأوضح البيان أن الرسالة نقلت حرفيا إلى السكرتير العسكري، لكن “نظرا لعدم اعتبار الأمر عاجلا، اختار الضابط عدم إيقاظ رئيس الوزراء”.

مقالات ذات صلة أهالي جرمانا يردون على نتنياهو .. نحن عرب سوريون ولم نطلب حماية من أحد 2025/03/02

يتناقض هذا الاعتراف مع الموقف الرسمي السابق لمكتب رئيس الوزراء، حيث زعم لفترة طويلة أن أي معلومات استخباراتية متعلقة بهجوم محتمل لم تصل إلى المكتب بأي شكل خلال الساعات الأربع والعشرين التي سبقت الهجوم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشف الصحفي رونين بيرجمان في تقارير أن العقيد (س)، وهو ضابط استخبارات بارز في مكتب نتنياهو، تلقى تحذيرات عبر اتصالات مشفرة ومكالمات هاتفية من مركز عمليات مديرية الاستخبارات، لكنه لم ينقلها إلى رئيس الوزراء. ولم ينف مكتب نتنياهو صحة هذه التقارير آنذاك.

وكشف تحقيق أجراه جيش الدفاع الإسرائيلي أن تقييما للوضع أعده قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، بالتنسيق مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس قسم العمليات عوديد بيوك، قد تم إرساله إلى الهواتف العملياتية للأمناء العسكريين لرئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك، يواف غالانت.

لكن وفقا للتحقيق، لم يستيقظ نتنياهو أو غالانت من النوم، ولم يتأكد أحد في الجيش من وصول تقييم الوضع إليهما أو قراءته. وعند الاستفسار من الجيش حول البروتوكول المتبع في مثل هذه الحالات، لم يقدم أي رد بشأن ما إذا كان يتوجب التأكد من أن السكرتيرين العسكريين قد تلقوا المعلومات واطلعوا عليها.

كما كشف التحقيق أن الاستخبارات العسكرية والقيادة الجنوبية تلقت خلال تلك الليلة خمس إشارات واضحة على هجوم وشيك، شملت تفعيل عشرات بطاقات الهواتف المحمولة في غزة، ورصد تحركات مشبوهة في منظومة الصواريخ التابعة لحماس، وعلامات أخرى غير واضحة.

في سياق متصل، شن يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، هجومًا حادًا على قيادات المؤسسة الأمنية، متهمًا إياهم بعدم إيقاظ والده ليلة الهجوم.

وكتب على منصة “إكس”: “كان بإمكانهم الوصول إلى رئيس الوزراء مباشرة في أي وقت عبر هاتفه المحمول، والهاتف الأحمر بجانب سريره، والخط الأرضي في منزله. لو فعلوا ذلك، لما تعرض أي مدني أو جندي للقتل أو الاختطاف”.

ونشر الجيش الإسرائيلي تحقيقا حول هجوم “طوفان الأقصى”، الذي نفذته كتائب القسام وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر، كاشفا عن إخفاقات أمنية واستخباراتية سبقت الهجوم وفي أثنائه.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يهدد حماس بشأن الأسرى الإسرائيليين: ستكون هناك تبعات إضافية
  • مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما
  • نتنياهو ردًا على فيديو القسام: إسرائيل لن تتراجع بسبب دعاية حماس
  • إطلاق نار كثيف من دبابات إسرائيلية على طول محور فيلادلفيا
  • خبير عسكري مصري يكشف عن تحرك مصر إذا لم تنسحب إسرائيل من فيلادلفيا
  • تنصل إسرائيلي من الاتفاق ورفض للانسحاب من “محور فيلادلفيا” في رفح
  • تنصل إسرائيلي من الاتفاق ورفض للانسحاب من محور فيلادلفيا في رفح
  • محور فيلادلفيا بين مصر وغزة.. مصدر يكشف لـCNN نية إسرائيل حيال الانسحاب
  • إسرائيل ترفض الانسحاب من «فيلادلفيا»
  • هل يتسبب محور فيلادلفيا في ارتفاع التوتر بين القاهرة وتل أبيب؟