أخبارنا:
2025-01-30@18:01:14 GMT

أما آن للتنسيق الوطني لقطاع التعليم أن يتعقل؟!

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

أما آن للتنسيق الوطني لقطاع التعليم أن يتعقل؟!

بقلم: إسماعيل الحلوتي

بينما كان الكثير من المواطنات والمواطنين المغاربة يظنون أن اتفاق 26 دجنبر 2023 بين الحكومة في شخص اللجنة الوزارية الثلاثية وممثلي النقابات التعليمية الخمس "الأكثر تمثيلية"، سيسدل الستار على مسلسل الوقفات والمسيرات الاحتجاجية والإضرابات المحلية والوطنية، التي شلت مؤسسات التعليم العمومي في كافة جهات المملكة على مدى ثلاثة شهور، وأدت إلى حرمان أزيد من سبعة مليون تلميذة وتلميذ من حقهم الدستوري في التعلم مثلهم مثل تلاميذ مؤسسات التعليم الخصوصي، وخاصة تلاميذ المستويات الإشهادية في السنوات: السادسة ابتدائي، الثالثة إعدادي والأولى والثانية من سلك البكالوريا.

 فإذا بهم يباغتون بإعلان التنسيق الوطني لقطاع التعليم الذي يضم 24 تنسيقية تعليمية فئوية مدعوما بالتنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب وتنسيقية أساتذة الثانوي التأهيلي عن مواصلة الإضراب، للتعبير عن الرفض المطلق لمخرجات الاتفاق الأخير، باعتباره اتفاقا لا يستجيب لمطالب الشغيلة التعليمية في حدها الأدنى، ولا يعمل سوى على تكريس الريع النقابي ومكافأة المتفرغين النقابيين، مطالبا وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتلبية جميع المطالب المشروعة، ومنها سحب النظام الأساسي المجحف، إسقاط نظام التعاقد واسترجاع الأموال المقتطعة من أجور المضربين، وتنفيذ جميع الاتفاقيات والالتزامات السابقة دون قيد أو شرط، وتصحيح اختلالاتها والزيادة في الأجور والمعاشات وغيرها من المطالب الأخرى. كما لم يفته تقديم اعتذار للمتعلمين والمتعلمات وأسرهم، وتحميل المسؤولين تداعيات الحوارات المغشوشة والتعامل الانتقائي التمييزي مع فئات الشغيلة التعليمية...

وهو الإصرار الذي أثار استياء وتذمر الرأي العام والوطني وخاصة آلاف الأسر المغربية ممن يتابع أبناؤها دراستهم بمؤسسات التعليم العمومي، حيث لم تستسغ الكثيرون أن تبذل الحكومة مجهودا استثنائيا قصد الاستجابة لعدد من المطالب بما فيها تعديل بعض مضامين النظام الأساسي وتجويد أخرى، تطييب خواطر نساء ورجال التعليم بزيادة غير مسبوقة في الأجور حددت في مبلغ 1500 درهم موزعة على سنتين، الشطر الأول ابتداء من فاتح يناير 2024 والشطر الثاني ابتداء من فاتح يناير 2025.

فالنظام الأساسي الجديد لم يكشف فقط عن ضعف الحكومة في التعامل مع الاحتقان الذي شهدته الساحة التعليمية والتفاعل السريع مع احتجاجات ونساء رجال التعليم حفاظا على المصلحة الفضلى لأكثر من سبعة مليون متعلمة ومتعلم، بل أيضا عن تراجع دور النقابات التعليمية "الأكثر تمثيلية" في احتواء الوضع، رغم التوقيع على اتفاق 10 دجنبر 2023 واتفاق 26 دجنبر 2023، حيث استطاعت التنسيقيات التعليمية المنضوية تحت لواء التنسيق الوطني لموظفي التعليم أن تسرق الأضواء وتحشد عشرات الآلاف من العاملات والعاملين بقطاع التربية الوطنية في المسيرات الاحتجاجية قبل وبعد الاتفاقين المشار إليهما.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن ما يؤكد قوة التنسيق الوطني، هو أنه حتى بعد توقيع ممثلي النقابات التعليمية الخمس "الأكثر تمثيلية" مع اللجنة الوزارية الثلاثية محضر اتفاق 26 دجنبر 2023 تحت إشراف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، دعا إلى إضراب وطني أيام 03 و04 و05 يناير 2024 مع تجسيد مسيرة ممركزة بالعاصمة الرباط يوم الخميس 4 يناير 2024، وهو ما استجاب له عشرات الآلاف من نساء ورجال التعليم مزاولين ومتقاعدين، حيث تعالت الأصوات للمطالبة بإقالة الوزير الوصي والتعبير عن تشبثها بمطالبها المشروعة، فضلا عن إدانة كل المحاولات الهادفة إلى ضرب وحدة صف التنسيقيات ومصادرة مكانة المدرسة العمومية، والتشديد على رفض الاتفاقات التي لم تنصف الفئات التعليمية المزاولة والمتقاعدة، والتأكيد على الاستمرار في البرنامج النضالي التصعيدي مهما كان الثمن باهظا.

من هنا يمكن الجزم بما حققته التنسيقيات التعليمية من زخم كبير في الساحة التعليمية، مما يستدعي أن يسارع التنسيق الوطني إلى تأسيس نقابة تعليمية قوية وذات مصداقية، من شأنها الترافع الجاد على ملفات جميع الفئات دون أي تمييز، مادامت النقابات التعليمية فقدت شعبيتها وإشعاعها، بدل الاستمرار في استعراض العضلات داخل وخارج أسوار المؤسسات التعليمية. حيث لم يعد مقبولا لدى الأسر وكافة الجهات، أن تتواصل المسيرات والإضرابات الجهوية والمحلية والوطنية، لما لذلك من كلفة على مستقبل البلاد والأجيال الصاعدة، حتى أن عديد المواطنين يشككون اليوم في خلفيات رموز هذه التنسيقيات التي يجدر بها أن تتعقل وتستحضر المصلحة العليا للوطن وأبنائه من التلاميذ الأبرياء.

إننا نأسف ليس فقط لما آلت إليه أوضاع تعليمنا من ترد، أخفقت في تجاوز أعطابه كل الجهود المضنية والميزانيات الضخمة التي رصدت للخطط والبرامج الرامية إلى محاولة إصلاحه، مما جعل منظومتنا التعليمية تواصل احتلال المراكز الأخيرة في التصنيفات الدولية، جراء السياسات الفاشلة وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى الحكومات المتعاقبة، بل ونأسف كذلك لما ابتلينا به من أشخاص مندسين سقطوا سهوا على القطاع، ممن يدفعون نحو "سنة بيضاء" ويقامرون بمستقبل تلامذتنا. ولا غرو في أن ينحاز عديد المواطنين لقرار الوزارة الوصية القاضي بطرد العابثين الذين جردوا الإضراب من مضامينه، وذلك من خلال تطبيق مسطرة التغيب غير المشروع وترك الوظيفة دون سند قانوني في حقهم.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: النقابات التعلیمیة التنسیق الوطنی دجنبر 2023

إقرأ أيضاً:

المرتضى زار الراعي: تشكيل الحكومة يستدعي الأخذ بالإعتبار رأي الثنائي الوطني

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي ببكركي، وزير الثقافة محمد وسام المرتضى الذي قال على الاثر: "اللقاء بصاحب الغبطة مبشر جدا، وكانت مناسبة للتداول في جملة من الأمور، منها واقع البلد بفعل العدوان الإسرائيلي والمرحلة التي يستبشر معها اللبنانيون مستقبلا افضل مع العهد وانتخاب فخامة الرئيس وتكليف دولة الرئيس سلام بتشكيل حكومة، واهمية ان تكون هذه الحكومة على قدر انتظارات اللبنانيين وان تكون حكومة وحدة وطنية بكل ما للكلمة من معنى، وحكومة تبث الوعي لدى الكل لان ما من عداوة في الداخل وان اختلفت الآراء وتباينت وجهات النظر بالنسبة لملفات سياسية جديدة وانما هناك خصومة وهي تكون أحيانا محبذة ومردودها مهم على الواقع السياسي اللبناني. العداوة تكون مع العدو المتربص شرا والذي يمعن خرقا لكل المواثيق، ومنها ما شهدناه مؤخرا لجهة عدم الانسحاب من لبنان في المدة المتفق عليها".

اضاف: "كما عرضنا لأوضاع المقيمين في وادي قنوبين وتوصلنا الى صيغة توائم بين حفظ الموروث التراثي المتمثل بالوادي المقدس والتسهيل على الناس في حياتهم في هذه المنطقة". 

وعن موضوع تشكيل الحكومة، قال: "الثنائي الوطني هو من الأطياف السياسية القائمة في لبنان ويطمح الى تيسير تشكيل الحكومة والمشاركة فيها بفعالية، والعمل مع المكونات اللبنانية الأخرى والسعي بالتكاتف والتعاون لإنهاض لبنان من كبوته الأخيرة، لذلك تشكيل الحكومة يستدعي الأخذ بالإعتبار رأي الثنائي الوطني".

وتطرق الى "الإستفزازات التي وقعت مؤخرا، في عدد من المناطق اللبنانية ومن ضمنها التعرض للإعلاميين من قبل مؤيدين للثنائي الوطني"، قال المرتضى: "موقفي منسجم مع قناعاتي ومع ما يصبو ويتطلع اليه الثنائي الوطني. وفي هذه المرحلة لا يجوز على الإطلاق القيام بأي عمل انفعالي لا مردود له سوى خدمة اجندة إسرائيلية تراهن على الدوام إيجاد شروخات وبث الفرقة بين اللبنانيين".

اضاف: "كانت دعوتي امس، الى وجوب عدم الإستفزاز وضرورة استيعاب الآخر والتبصر الى دقة المرحلة وخطورتها لان لا مصلحة لأحد من اللبنانيين في مثل هذه الأمور. فلننبذ الإنفعال ونحكم العقل وليحفظ كل منا الآخر على جميع المستويات".

وعن موعد تشكيل الحكومة، أكد على "تشكيلها قريبا".   كما استقبل الراعي المحامي شربل شرفان على رأس وفد، وتم البحث في ملف الأسرى والمفقودين اللبنانيين في سوريا ومن بينهم الأب الأنطوني ألبير شرفان الذي اعتقلته قوة من الجيش السوري من داخل دير مار يوحنّا القلعة في بيت مري مع قيّم الدير الاب سليمان أبي خليل في 14 تشرين الأول 1990.

ثم التقى الراعي السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول الذي صرح: "عرضنا للتطورات الإيجابية التي نشهدها وترافقها الروح التفاؤلية وضرورة الإستفادة منهما لخلق واقع جديد يؤمن للإنسان العيش بكرامة وسلام".

أضاف: "ننتظر مع أصدقائنا جميعا بعد إتمام عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية ان تتشكل الحكومة بشكل سريع لمواكبة التطورات على الساحة، والعمل لما فيه خير الجميع".

كما استقبل الراعي عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب آلان حكيم الذي قال: "عرضنا مع غبطته للإستفزازات التي تشهدها بعض المناطق مؤخرا، ومنها المسيرات في مناطق آهلة. واعربنا عن رفضنا التام للموضوع والطلب من القوى الأمنية التدخل لإنهاء الأمر، وان يكون هناك استباق لوقف هذه الظاهرة المرفوضة. ونحن كحزب للكتائب سنقف بوجه أي استفزاز في المرحلة المقبلة".

اضاف: "أكدنا لغبطته اننا اليوم بتصرف ودعم كامل لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وعلى صعيد التشكيل والتأليف أيدنا الرئيس المكلف بتأليف الحكومة دون اي شروط مسبقة واعتبارات خاصة لأي احد، وان يكون هناك تساو بين الجميع".

مقالات مشابهة

  • التيار الوطني الحر في موضوع الحكومة: نقدم كل التسهيلات والتيار يعرف حجم حضوره
  • وزير التعليم يزور مدرسة «كومينيوس» في برلين للتعرف على أحدث الأساليب التعليمية
  • وزير التعليم يزور مدرسة "كومينيوس" للتعرف على أحدث الأساليب والممارسات التعليمية بألمانيا
  • 16.3 % نموا في أرباح القاهرة للخدمات التعليمية
  • مخزومي: لضرورة تعاون الجميع لإزالة العوائق التي تعترض تشكيل الحكومة
  • 850 مليون درهم أرباح «الفجيرة الوطني»
  • المرتضى زار الراعي: تشكيل الحكومة يستدعي الأخذ بالإعتبار رأي الثنائي الوطني
  • حمدان: الثنائي الوطني مع الإسراع في تأليف الحكومة
  • بشأن التمثيل السني في الحكومة.. التوافق الوطني: لن نكون مكسر عصا!
  • المغرب..هيئة حقوقية تدعو إلى إصلاح عاجل للمنظومة التعليمية لضمان حق التعليم للجميع