دراسة: “كوفيد-19” الجديد أكثر فتكاً مما كان يعتقد
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
الثلاثاء, 9 يناير 2024 9:55 م
متابعة/ المركز الخبري الوطني
أظهرت دراسة جديدة أن متحور أوميكرون الفرعي BA.2.86 الذي يقف وراء عودة ظهور حالات دخول المستشفى بسبب “كوفيد-19” قد يكون أكثر فتكا مما كان يعتقد سابقا.
وتشير الأبحاث إلى أن BA.2.86، أو بيرولا (Pirola)، هو طفرة في المتحور الفرعي أوميكرون BA.2 وهو سلف JN.
وتحتوي كلتا السلالتين (BA.2.86 و JN.1) على نحو 60 طفرة بروتينية أكثر من فيروس كورونا الأصلي وأكثر من 30 طفرة من متغيرات أوميكرون الأخرى مثل BA.2 وXBB.1.5.
ووجدت الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة ولاية أوهايو أن BA.2.86 يمكن أن يصيب الخلايا في الجزء السفلي من الرئة ويمكنه دخول أغشية الخلايا بكفاءة أكبر من الإصدارات الأخرى من أوميكرون.
وقال الدكتور شان لو ليو، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الفيروسات في قسم العلوم البيولوجية البيطرية بجامعة ولاية أوهايو، إن النتائج “مثيرة للقلق”.
ويكمن هذا القلق في ما إذا كان هذا المتحور، وكذلك نسله، بما في ذلك JN.1، سيكون لديهم ميل متزايد لإصابة الخلايا الظهارية الرئوية البشرية على غرار الفيروس الأم الذي أطلق الوباء في عام 2020.
وفي الاختبارات المعملية، وجد الباحثون أن BA.2.86 كان أكثر كفاءة في إصابة البشر في الجزء السفلي من الرئة.
وتؤثر التهابات الجهاز التنفسي العلوي على الحلق والجيوب الأنفية، بما في ذلك نزلات البرد والتهاب الحلق. ومع ذلك، تستمر التهابات الجهاز التنفسي السفلي لفترة أطول وتكون أكثر شدة لأنها تؤثر على الشعب الهوائية والرئتين. وهي تشمل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، مع أعراض تشمل السعال المزمن وصعوبة التنفس.
وكتب الباحثون: “قد يكون لدى BA.2.86 ميل متزايد لاستخدام طريق دخول غشاء البلازما بدلا من طريق الجسيم الداخلي (حجرة محاطة بغشاء داخل الخلايا حقيقية النوى)”.
وهذا يعني أن BA.2.86 يدخل الخلايا بطريقة أكثر كفاءة عن طريق اختراق غشاء الخلية مباشرة بدلا من الارتباط بسطح الخلية وتجمع المستقبلات.
أجريت التجارب باستخدام فيروسات زائفة، وهي جزء غير معدي من الفيروس محاط ببروتينات كوفيد “سبايك” مختلفة على السطح ومصممة لتتناسب مع المتغيرات المعروفة.
وأشار الدكتور ليو: “نحن بحاجة إلى تأكيد هذه النتائج باستخدام الفيروس الحقيقي. ولكن من تجربتنا السابقة، نعلم أن العدوى في خطوط الخلايا الظهارية البشرية توفر معلومات مهمة للغاية. وهذا يثير مخاوف محتملة بشأن ما إذا كان هذا الفيروس أكثر إمراضا مقارنة بمتغيرات أوميكرون الحديثة أم لا”.
وفي حين أشارت الاختبارات المعملية إلى أن BA.2.86 أكثر خطورة، إلا أن ذلك لم ينعكس في البيانات الرسمية.
وتتزامن نتائج الدراسة الجديدة مع تقارير من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تفيد بأن BA.2.86 والسلالة الفرعية المشتقة منها JN.1، اكتسبت شهرة سريعة في الولايات المتحدة، وهي المسؤولة عن ما يقدر بنحو 44% من حالات “كوفيد-19”.
وتم اكتشاف BA.2.86 وسلالاته الفرعية لأول مرة في يوليو في أوروبا والشرق الأوسط، ومنذ ذلك الحين ينتشر بوتيرة متزايدة في أجزاء مختلفة من العالم. في 22 نوفمبر، صنفت منظمة الصحة العالمية BA.2.86 على أنها “متحورات مثيرة للاهتمام”.
وفي تجربة منفصلة، قام الباحثون بتحليل الأجسام المضادة في عينات الدم من المتخصصين في الرعاية الصحية الذين تلقوا ثلاثة لقاحات كوفيد أحادية التكافؤ (لقاح أحادي التكافؤ مصمم ليمنع الجسم ضد جسم مضاد واحد أو عضية دقيقة واحدة)، ولقاحين أحادي التكافؤ وواحدا معززا ثنائي التكافؤ (لقاح مصمم لمنع الجسم ضد سلالتين لنفس العضية الدقيقة)، والمستجيبين الأوائل الذين أصيبوا بكوفيد خلال موجة XBB.1.5.
وقارنوا قدرة الأجسام المضادة على منع عدوى BA.2.86، وفيروس “كوفيد-19” الأصلي، ومتحور مشتق من XBB يُعرف باسم FLip، والعديد من متحورات أوميكرون.
ووجد الباحثون في جامعة ولاية أوهايو أن اللقاح المعزز ثنائي التكافؤ فعال في تحييد BA.2.86 مما كان عليه في تحييد متحورات أوميكرون الأخرى، بما في ذلك XBB.1.5، وهو ما يفسر سبب عدم تسبب المتحور في موجة ضخمة كما كان يخشى سابقا.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: کوفید 19
إقرأ أيضاً:
النواة الداخلية للأرض أقل صلابة مما كان يعتقد سابقا
ربما شهدت النواة الداخلية للأرض تغيرات في شكلها خلال العقدين الماضيين، وأنها أقل صلابة مما كان يعتقد من قبل، وفقا لدراسة جديدة نشرت في العاشر من فبراير/شباط الحالي في مجلة "نيتشر جيوساينس".
ويعتقد العلماء أن النواة الداخلية الصلبة للأرض تلعب دورا مهما في الحفاظ على المجال المغناطيسي للكوكب حيث إن نمو النواة الداخلية هو المحرك الرئيسي للحمل الحراري في النواة الخارجية السائلة.
ولعقود من الزمان، ناقش العلماء طبيعة النواة الداخلية، مع التركيز بشكل أساسي على دورانها. ومع ذلك، تشير الدراسة الجديدة إلى حدوث تغييرات هيكلية بالقرب من مركز الكوكب، حيث أظهرت الدراسة أن النواة الداخلية تحولت من الدوران بشكل أسرع إلى أبطأ من بقية الأرض حوالي عام 2010، من خلال تحليل الموجات الزلزالية من الزلازل المتكررة التي تم تسجيلها بعد أن مرت عبر النواة الداخلية.
وتتكون الأرض من عدة طبقات رئيسية تختلف في تركيبها الكيميائي والفيزيائي. هذه الطبقات هي: القشرة الأرضية الخارجية، وهي رقيقة نسبيا، يليها الوشاح ويمثل طبقة سميكة تقع تحت القشرة الأرضية، تمتد حتى عمق حوالي 2900 كيلومتر، ثم اللب، والذي ينقسم إلى نواة خارجية سائلة تتكون من الحديد والنيكل ونواة داخلية في مركز كوكبنا.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة "جون فيدال" -أستاذ علوم الأرض في جامعة جنوب كاليفورنيا- إن هدف الفريق البحثي لم يكن إعادة تعريف الطبيعة الفيزيائية للنواة؛ ومع ذلك، تشير نتائجهم إلى أن السطح القريب من نواة الأرض الداخلية يخضع لتغيير هيكلي، ما يعني أنه ليس صلبا تماما.
إعلانكان المؤلفون يحققون في البداية في التباطؤ التدريجي لدوران اللب الداخلي. وفي أثناء تحليلهم للبيانات الزلزالية التي امتدت لعقود من الزمن، لاحظوا مجموعة غير عادية من الموجات الزلزالية التي لم تتطابق مع الأنماط المتوقعة.
ويقول "فيدال" في تصريحات لـ"الجزيرة نت": "في البداية، حيرتني مجموعة البيانات. ومع ذلك، بعد تحسين تقنيات الدقة الخاصة بهم، أدرك الفريق أننا كنا نراقب نشاطا غير معروف سابقا داخل اللب الداخلي للأرض".
استخدمت الدراسة بيانات من 121 زلزالا متكررا تم تسجيلها بين عامي 1991 و2024 بالقرب من جزر ساندويتش الجنوبية، وهي منطقة نائية في المحيط الأطلسي. انتقلت الموجات الزلزالية عبر اللب الداخلي وتم اكتشافها في محطات المراقبة في ألاسكا وكندا. أظهرت مجموعة واحدة من الموجات المسجلة في يلونايف، كندا، خصائص غير متوقعة تشير إلى أن شكل اللب الداخلي كان يتحول بمرور الوقت.
أسباب وتداعيات التغييروفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن السبب الأكثر ترجيحا لهذه التغيرات البنيوية هو التفاعل بين اللب الداخلي والخارجي. يبدو أن اللب الخارجي، المكون من الحديد المنصهر المضطرب، يؤثر على اللب الداخلي الصلب بطرق لم تلاحظ من قبل. وأوضح "فيدال": "من المعروف على نطاق واسع أن اللب الخارجي المنصهر مضطرب، لكن لم يلاحظ أن اضطرابه يعطل اللب الداخلي المجاور له على مقياس زمني بشري. ما نلاحظه في هذه الدراسة لأول مرة على الأرجح هو اللب الخارجي الذي يزعج اللب الداخلي".
قد يكون لهذا الاكتشاف تداعيات كبيرة على فهم باطن الأرض العميق، إذ يلعب اللب الداخلي دورا حاسما في توليد المجال المغناطيسي للأرض، والذي يحمي الكوكب من الإشعاع الشمسي الضار. من خلال دراسة هذه التغييرات، قد يكتسب العلماء رؤى جديدة حول كيفية تطور الأنظمة الحرارية والمغناطيسية للأرض بمرور الوقت.
إعلانويعتقد "فيدال" وفريقه أن هذه مجرد بداية لكشف ديناميكيات خفية داخل قلب الكوكب. كما تفتح نتائجهم آفاقا جديدة للبحث وقد تؤدي إلى تنبؤات أفضل بشأن التغيرات في دوران الأرض، والمجال المغناطيسي، والسلوك الجيوفيزيائي بشكل عام.