المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: لا بديل عن إيقاف الحرب على غزة فورا
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن الموقف القطري والإقليمي تجاه الحرب على غزة واضح، ويستند إلى أنه لا بديل عن إيقاف هذه الحرب فورا، وتجنيب المدنيين تبعات القتال، معربا عن تقدير دولة قطر للجهود الأمريكية في إطار خفض التصعيد.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، على أن التركيز ينصب حاليا على دفع جميع الأطراف إلى إيقاف الحرب وحقن الدماء وحماية المدنيين والأعيان المدنية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة كافة دون عوائق.
ونبه الدكتور الأنصاري إلى أن الدور القطري مستمر في الوساطة التي تهدف لإنهاء الحرب والتي بدأت بتبادل الأسرى والسجناء، وأنه لا يوجد من يقبل أو يسمح بتهجير آخر للشعب الفلسطيني الذي عانى على مدى عقود طويلة من أكثر من تهجير، ولا يوجد ما يشرعن لمثل هذا التهجير في أي قانون من القوانين الدولية، مؤكدا أن هذا الموقف بات واضحا عالميا، وأن قطر شددت عليه في أكثر من سياق، وتعمل مع شركائها، خاصة المنظمات الإقليمية والدولية، للتوافق عليه، وإرسال رسائل واضحة للاحتلال الإسرائيلي بأنه لن يتم القبول بأي شكل من الأشكال بمثل هذه الإجراءات التهجيرية.
ونوه إلى أن المفاوضات والاتصالات القطرية مستمرة مع جميع الأطراف، ولم تتراجع حتى في أحلك أوقات هذه الأزمة، لتبادل الأفكار، ولن تتوقف أو تتنازل عن دورها كوسيط في هذه الأزمة رغم التحديات الموجودة على الأرض، والتي تسبب مشاكل كبيرة، مشيرا إلى حادث اغتيال صالح العاروري القيادي بحركة حماس في لبنان، وإلى المجازر اليومية في غزة، والتي تؤدي لإعاقة وتصعيب عملية التفاوض، وتأخير إنهاء هذه الحرب وإخراج الرهائن.
وحول اتساع رقعة الحرب قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: إن أولويات دولة قطر منذ اليوم الأول كانت واضحة، وتتمثل في إيقاف هذه الحرب وإدخال المساعدات إلى القطاع، وضمان عدم توسع نطاق هذه الحرب على المستوى الإقليمي، وإخراج الأسرى والرهائن، وأن ما يجري اليوم هو ما حذرنا منه، وهو امتداد وارتدادات إقليمية نتيجة الصراع المستمر والعدوان الإسرائيلي، فلا يمكن أن نتوقع حصر العدوان في غزة في ظل درجة وحشيته والجرائم المرتكبة.
وأكد أنه لا تزال هناك فرصة لتجنيب المنطقة ويلات حرب إقليمية شاملة بإنهاء هذا العدوان ومعالجة القضايا العالقة، فالباب موارب أمام هذه الفرصة، ولا شك أن ما يجري في القطاع لن تكون نتيجته إلا توسع هذه الأزمة إقليميا، لافتا إلى أن دولة قطر أكدت مرارا وتكرارا على لسان جميع مسؤوليها منذ اليوم الأول للحرب أنها تعمل على عدم توسع هذه الحرب إقليميا، وأنها على اتصال مع جميع الأطراف والشركاء الإقليميين لضمان ألا تكون هناك ارتدادات إقليمية، لكن ما يظهر على شاشات الأخبار يثير القلق بأن هذه الارتدادات بدأت في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته على أن سبب هذه الارتدادات الإقليمية هو الحرب العبثية على غزة، ومتى توقفت هذه الحرب فإن الجهود الدبلوماسية ستؤدي تدريجيا إلى انتهاء حالة التصعيد بشكل عام دون النظر لمن يقوم بهذا التصعيد.
وأفاد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بأن الأطراف الإقليمية تتفق على أنه لا خيار إلا إنهاء الحرب، وأن أي عملية تقود إلى سلام شامل في المنطقة ستكون محط ترحيب من الجميع، وهذا هو الموقف المشترك الذي عبرت عنه القمة العربية الإسلامية واجتماعات المنظمات الإقليمية المختلفة، والاجتماعات الثنائية بين قادة المنطقة ومسؤوليها، موضحا أن المنطقة ملتزمة بعملية سلام تؤدي لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وأي جهد في هذا الإطار سيكون مدعوما من المنطقة، ولكن ذلك مربوط بإيقاف هذه الحرب العبثية، وأن تكون هناك خارطة طريق واقعية وحقيقية تؤدي لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني.
وعن نتائج اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أنها تمثل الإرادة العربية الإسلامية المشتركة للضغط على المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره ومهامه لإيقاف هذه الحرب، وأن رسالتها وصلت بوضوح لجميع المسؤولين الذين اجتمعت معهم اللجنة، وأنها مستمرة في عملها، مبينا أن عدم إنهاء الحرب تقع مسؤوليته على المجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي، وهذا لا يعني أن الجهود المقدرة التي قام بها الوزراء المكلفون من قبل القمة كانت دون المتوقع، بل كانت كبيرة، واللقاءات التي عقدت كانت مثمرة لإيصال الصوت العربي الإسلامي الموحد، وظهر أثر ذلك في سياق العلاقات الثنائية بين الدول العربية والإسلامية والدول التي زارتها اللجنة.
في سياق آخر، أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سيغادر يوم 15 يناير الجاري إلى دافوس ليترأس وفد دولة قطر المشارك في منتدى الاقتصاد العالمي، الذي سيعقد من 15 إلى 19 يناير، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين، حيث دأبت دولة قطر على أن تكون حاضرة في هذا الحدث العالمي، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والأولويات الاقتصادية الرئيسية للدولة.
وأشار الدكتور الأنصاري إلى استمرار المساعدات الإنسانية القطرية إلى غزة بوصول الطائرة رقم 60 من الجسر الجوي، اليوم، إلى مطار العريش بجمهورية مصر العربية الشقيقة، تحمل 29 طنا من المساعدات الغذائية، مقدمة من صندوق قطر للتنمية؛ تمهيدا لنقلها إلى غزة، مشيرا إلى أن حجم المساعدات بلغ نحو 1880 طنا، كما تم إجلاء 111 من الفلسطينيين إلى قطر من قطاع غزة، إضافة إلى 21 من الحالات المختلفة و74 من المرضى و78 من المرافقين بعدد إجمالي 284 شخصا.
واستعرض الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، جهود الوزارة ومسؤوليها خلال الفترة الماضية، وأهم ما تناولته اجتماعاتهم واتصالاتهم، ومنها لقاء معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة السيد أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وعقدهما مؤتمرا صحفيا حول آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومناقشة سبل الضغط من أجل وقف إطلاق النار، ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، ولقاء معاليه مع وفد من أعضاء الكونغرس بالولايات المتحدة الأمريكية، وسعادة السيد عبدالله ديوب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية مالي.
وذكر الدكتور الأنصاري باستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لمعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث ناقشا علاقات التعاون بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى آخر التطورات في المنطقة.
وتطرق الدكتور الأنصاري إلى الاتصالات الهاتفية التي أجراها معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع كل من سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودولة السيد نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية، والتي جرى خلالها مناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وخطورة اتساع رقعة العنف ودائرة النزاع في المنطقة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: رئیس مجلس الوزراء وزیر الخارجیة المتحدث الرسمی لوزارة الخارجیة الدکتور الأنصاری إیقاف هذه الحرب الشیخ محمد بن فی المنطقة قطاع غزة دولة قطر على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
رفض خليجي للتدخلات الخارجية بسوريا ودعم لجهود وقف الحرب على غزة
عبر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عن رفضهم للتدخلات الأجنبية في سوريا، كما عبروا عن دعمهم لجهود الوساطة القطرية المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي اختتام اجتماعهم في الكويت -اليوم الخميس- ذكر البيان أن الوزراء أكدوا "رفض التدخلات الأجنبية في شؤون سوريا الداخلية"، ووقوفهم الثابت والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، مع التطلع لنجاح جهود الوساطة القطرية المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا إن استقرار سوريا ولبنان "أولوية قصوى" للدول العربية، وأضاف في كلمة خلال الاجتماع "مسؤوليتنا ليست التزاما سياسيا بل واجب أخلاقي وإنساني تجاه شعوب شقيقة تربطنا بها أواصر الأخوة واعتبارات التاريخ والجغرافيا والثقافة المشتركة".
وتابع "من هذا المنطلق تؤكد دول مجلس التعاون الخليجي تمسكها بالمبادئ الأساسية التي تضمن سيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها ونعبر عن رفضنا أشكال التدخل الخارجي ودعمنا ومساندتنا لإدارة الشعب السوري كونه الوحيد المخول بتقرير مستقبله".
ودعا اليحيا إلى "استئناف العملية السياسية الشاملة التي تضمن مشاركة كافة الأطراف وبشكل يسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والازدهار".
إعلانوقال إن دول المجلس تجدد موقفها الثابت بدعم القضية الفلسطينية العادلة وتؤكد على أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة.