صفحة مشرقة في سجلات هزائمنا
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
سجلت وحدها ارقاماً قياسية مشرفة لم تسجلها الأنظمة العربية مجتمعة في حروبها ضد اسرائيل، والتي انتهت كلها بخسائر فادحة في غضون أيام معدودات. نذكر منها حرب الأيام الستة في هزيمة عام 1967. كانت الغلبة وقتذاك محسومة لصالح عصابات الكيان ضد ثلاثة جيوش عربية، فتمدد الصهاينة على رقعة واسعة من الأرض تابعة لثلاث دول تعادل ثلاثة أضعاف المساحة التي استولوا عليها، ولم يسقط منهم سوى 600 جندي.
ونذكر أيضاً حرب اكتوبر عام 1973 التي انتهت في غضون أسبوعين تقريباً. بينما واصلت غزة مقاومتها على مدى ثلاثة شهور، كان فيها العدو يأن تحت هول الضربات القاتلة. من دون ان يأتيها المدد بالرجال والسلاح والعتاد من جيرانها في الأردن أو في مصر، الذين حرموها من الغذاء والماء والدواء. وفرضوا عليها حصارهم الجائر على مدى 16 عاماً دعما لإسرائيل وحلفاءها، في حين تواصل كل من مصر والأردن إرسال شاحناتها براً وبحراً إلى تل ابيب. .
أرادوا ترحيل سكان غزة من ديارهم، فارغمتهم غزة على الهروب عبر المنافذ البحرية والجوية نحو ارض الشتات في المنافي البعيدة.
لقد تكبدت اسرائيل افدح الخسائر على أيدي المقاومة، وهُزمت شر هزيمة، ولاذ جنودها بالذعر كحمر مستنفرة فرَّت من بأس كل قسورة. انصهرت دباباتهم. وطاف عليها طائف من المقاومة فتطايرت كالعصف المأكول. اما من ظل منهم حياً فلحقت به الكوابيس والعفاريت والأشباح. يتبول على نفسه حينما يغفو. ويقتل رفاقه بالسلاح حينما يصحو. .
اما السر المخفي وراء صمت السيسي وعبدالله الثاني تجاه مذابح غزة، فهو أن قادة مصر والأردن يريدون رحيل رجال المقاومة، ولا يهتمون بمآسي الشعب الفلسطيني. ويتوسلون بنتنياهو لمواصلة عمليات التطهير العرقي نيابة عنهم. .
لقد عززت لنا غزة مفاهيمنا العسكرية وصححت تحليلاتنا القاصرة، فقد تبين لنا بما لا يقبل الشك والتأويل، ان الجنود والضباط في صفوف الجيوش العربية التي منيت بالهزائم الحربية في معاركها مع العدو، لم تكن ضعيفة، ولم تكن عاجزة عن تحقيق النصر، ولم تكن مذعورة وخائرة القوى، وإنما كانت تأتمر بأوامر قيادات غبية وهشة وقاصرة ومتواطئة وجبانة، ولا تتوفر فيها ادنى خصال القيادة. كان جنودنا عبارة عن اسود وفهود وصقور تقودها غربان وسحالي وأرانب. .
اما الآن ومع اقتراب حرب غزة من يومها المائة. يواجه الاقتصاد الاسرائيلي أسوأ أزماته، بسبب التكلفة المالية الباهضة للحرب التي تجاوزت 18 مليار دولار، وربما تصل إلى 200 مليار شيكل في الأيام القليلة القادمة، حيث تقدر الخسارة اليومية حوالي 900 مليون دولار، فيما شهد الناتج القومي تراجعاً غير مسبوق، وشكل انضمام الحوثيين إلى الحرب الضربة الأكبر، وكانوا هم السبب الرئيس بتعطيل ميناء إيلات وإخراجه عن الخدمة. وتسببوا أيضا بارتفاع اجور النقل البحري بنسبة 350%، وارتفاع رسوم التأمين في البحر الأحمر إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب، بينما شهدت أسواق اسرائيل قفزات هائلة وغير متوقعة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وذلك على الرغم من تدفق الشحنات الأردنية والمصرية على المنافذ والمرافئ الاسرائيلية. .
وللحديث بقية. . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
رفع العلم السوري الجديد أمام مقر الأمم المتحدة لأول مرة.. والشيباني: طوينا صفحة أليمة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهد مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة، رفع العلم السوري الجديد لأول مرة أمام المقر، بحضور وزير الخارجية في الحكومة السورية الحالية، أسعد الشيباني الذي رحب بتلك الخطوة.
وقال الشيباني في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "باسم الجمهورية العربية السورية، أقف اليوم في لحظة تاريخية تفيض بالكرامة، لأرفع علمنا السوري الجديد في هذا الصرح الأممي، للمرة الأولى بعد أن طوينا صفحة أليمة من تاريخنا".
وأضاف الشيباني: "هذا العلم الذي يرفرف اليوم في سماء الأمم المتحدة، لا يرمز فقط إلى دولة، بل إلى إرادة شعب صمد وناضل، ورفض الاستسلام، وآمن بأن الحرية والعدالة ليستا رفاهية، بل حق يُنتزع"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية "سانا".
كما أكد أسعد الشيباني بعد رفع العلم السوري الجديد الذي يرمز للانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السوري السابق، بشار الأسد، أن "رفع العلم خطوة ستعزز دور سوريا في المنظمات الدولية. والعالم بحاجة الآن إلى سماع متطلبات الشعب السوري، ومنفتحون على المجتمع الدولي ونتطلع إلى معاملتنا بالمثل".
ومضى الشيباني يقول في تصريحاته التي نقلتها وكالة "سانا": "مع زوال سبب العقوبات، يجب رفعها وألا تبقى تستهدف حياة الشعب السوري لأن رفعها سيساعد في إنعاش اقتصادنا".
وختم وزير الخارجية السوري: "السوريون في الداخل والخارج لديهم آمال في إعادة بناء بلدهم وشعبنا يستحق أن يعطى ثقة وهو محل لها. يدنا ممدودة لدول الجوار والإقليم، وهناك كثير من المصالح المشتركة مع العراق الذي تجمعنا معه مخاطر مشتركة نأمل حلها عبر التعاون".