شبكة انباء العراق:
2024-11-26@08:14:40 GMT

صفحة مشرقة في سجلات هزائمنا

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

سجلت وحدها ارقاماً قياسية مشرفة لم تسجلها الأنظمة العربية مجتمعة في حروبها ضد اسرائيل، والتي انتهت كلها بخسائر فادحة في غضون أيام معدودات. نذكر منها حرب الأيام الستة في هزيمة عام 1967. كانت الغلبة وقتذاك محسومة لصالح عصابات الكيان ضد ثلاثة جيوش عربية، فتمدد الصهاينة على رقعة واسعة من الأرض تابعة لثلاث دول تعادل ثلاثة أضعاف المساحة التي استولوا عليها، ولم يسقط منهم سوى 600 جندي.

.
ونذكر أيضاً حرب اكتوبر عام 1973 التي انتهت في غضون أسبوعين تقريباً. بينما واصلت غزة مقاومتها على مدى ثلاثة شهور، كان فيها العدو يأن تحت هول الضربات القاتلة. من دون ان يأتيها المدد بالرجال والسلاح والعتاد من جيرانها في الأردن أو في مصر، الذين حرموها من الغذاء والماء والدواء. وفرضوا عليها حصارهم الجائر على مدى 16 عاماً دعما لإسرائيل وحلفاءها، في حين تواصل كل من مصر والأردن إرسال شاحناتها براً وبحراً إلى تل ابيب. .
أرادوا ترحيل سكان غزة من ديارهم، فارغمتهم غزة على الهروب عبر المنافذ البحرية والجوية نحو ارض الشتات في المنافي البعيدة.
لقد تكبدت اسرائيل افدح الخسائر على أيدي المقاومة، وهُزمت شر هزيمة، ولاذ جنودها بالذعر كحمر مستنفرة فرَّت من بأس كل قسورة. انصهرت دباباتهم. وطاف عليها طائف من المقاومة فتطايرت كالعصف المأكول. اما من ظل منهم حياً فلحقت به الكوابيس والعفاريت والأشباح. يتبول على نفسه حينما يغفو. ويقتل رفاقه بالسلاح حينما يصحو. .
اما السر المخفي وراء صمت السيسي وعبدالله الثاني تجاه مذابح غزة، فهو أن قادة مصر والأردن يريدون رحيل رجال المقاومة، ولا يهتمون بمآسي الشعب الفلسطيني. ويتوسلون بنتنياهو لمواصلة عمليات التطهير العرقي نيابة عنهم. .
لقد عززت لنا غزة مفاهيمنا العسكرية وصححت تحليلاتنا القاصرة، فقد تبين لنا بما لا يقبل الشك والتأويل، ان الجنود والضباط في صفوف الجيوش العربية التي منيت بالهزائم الحربية في معاركها مع العدو، لم تكن ضعيفة، ولم تكن عاجزة عن تحقيق النصر، ولم تكن مذعورة وخائرة القوى، وإنما كانت تأتمر بأوامر قيادات غبية وهشة وقاصرة ومتواطئة وجبانة، ولا تتوفر فيها ادنى خصال القيادة. كان جنودنا عبارة عن اسود وفهود وصقور تقودها غربان وسحالي وأرانب. .
اما الآن ومع اقتراب حرب غزة من يومها المائة. يواجه الاقتصاد الاسرائيلي أسوأ أزماته، بسبب التكلفة المالية الباهضة للحرب التي تجاوزت 18 مليار دولار، وربما تصل إلى 200 مليار شيكل في الأيام القليلة القادمة، حيث تقدر الخسارة اليومية حوالي 900 مليون دولار، فيما شهد الناتج القومي تراجعاً غير مسبوق، وشكل انضمام الحوثيين إلى الحرب الضربة الأكبر، وكانوا هم السبب الرئيس بتعطيل ميناء إيلات وإخراجه عن الخدمة. وتسببوا أيضا بارتفاع اجور النقل البحري بنسبة 350%، وارتفاع رسوم التأمين في البحر الأحمر إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب، بينما شهدت أسواق اسرائيل قفزات هائلة وغير متوقعة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وذلك على الرغم من تدفق الشحنات الأردنية والمصرية على المنافذ والمرافئ الاسرائيلية. .
وللحديث بقية. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كانت أمّاً لطفل.. مقتل عتالة كوردية بنيران القوات الايرانية

كانت أمّاً لطفل.. مقتل عتالة كوردية بنيران القوات الايرانية

مقالات مشابهة

  • من ضمنها سيري و شازام… أهم الشركات التي استحوذت عليها آبل عبر السنين
  • رئيس لجنة شؤون الأسرى لـ “الثورة نت”: مستعدون لتنفيذ كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها برعاية الامم المتحدة دون قيد أو شرط
  • كانت أمّاً لطفل.. مقتل عتالة كوردية بنيران القوات الايرانية
  • لشفاه مشرقة: وصفات طبيعية لتفتيح الشفاه الداكنة بسهولة
  • العراق يطوي صفحة الكاش ويفتح عصر الدفع الإلكتروني (فيديو)
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • الأردن: مطلقو النار بمنطقة الرابية لهم سجلات إجرام ومخدرات
  • وزارة الإسكان تضيف أحد عقارات مصر الجديدة للمباني ذات الطراز المعماري المميز
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • ‏مصدر عسكري أوكراني: أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية