تحدث  د. أحمد هارون، مستشار الصحة النفسية والعلاج النفسي، عن وجود الضمير وتأثيرها على الإنسان وعدم السماح بالوقوع في الخطأ، مشددًا على أن الضمير لا يمنع الإنسان من ارتكاب الخطأ.

دور الضمير

وشدد على أن دور الضمير هو الذي يمنع الإنسان من الاستمتاع بالخطأ، ولكن ما يمنع الإنسان من الخطأ هو التحكم في النفس، وجاء ذلك خلال لقائه عبر شاشة "دي أم سي"، مع الشيخ خالد الجندي.

وأوضح أن جهاد النفس ينتج عنه التحكم فيها والأمر الثاني إدارة الحياة وإذا تحكم الإنسان في نفسه معناه عدم قيامه بالخطأ، متابعًأ: " نعبد الله حبًا فيه.. إذا تركنا المعصية يكون مرضاة له وليس خوفًا منه".

ومن جانب آخر، حسم الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حكم التهئنة بين المسلمين وبعضهم عن العام الميلادي الجديد، قائلًا إن الأمر يقتصر فقط على غير المسلمين.

وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"،  اليوم الخميس، أنه يجوز للمسلمين التهنئة فيما بينهم بالعام الميلادي الجديد مستشهدا بالآية القرآنية "وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور".
وأضاف: "معنى ذلك أن الأيات لا تخلو من أمرين، أولها أن ما يضايقك أو يحزنك يجب الصبر عليه، وهناك أيضا ما يفرحنا وأخبار إيجابية يجب أن نشكر الله عليها".
وفي حلقة سابقة، كشف الشيخ خالد الجندي، أن أول حالة للحسد في الكون عندما كان يحسد إبليس سيدنا آدم على الجنة، فوسوس له حتى نزل للأرض.

وأضاف: "الطاعة تحسد  عندما تجد شخص قارئ للقرآن ويقوم الليل وتقديم الصدقات، ولكن الحقيقة عندما تجد شخص نفسيته غير سوية، يتم حسدك، وهنا قول الله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث".

وتابع: "هذه الأية تعني تقديم العلم للناس وإعطاء الصدقات من مال الله، ربنا أعطاك سلطة، ساعد المحتاج، وإنما التباهي بالسلطة تكسر قلوب الأشخاص، وأنه ليس من الدين التباهي لأنه لابد من الحرص على قلوب الفقراء".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضمير الصحة النفسية العلاج النفسي

إقرأ أيضاً:

عندما يصير الجسد ساحة معركة: تراجيديا الإنسان السوداني بين القنص والاغتصاب

الجسد، ذاك الهامش الذي ظنّوه هشًّا، أصبح ساحةً يتبارى فيها الرماة الجدد؛ لا في معركة نظيفة النوايا، بل في مجزرة تُدار ببرودة الحذاء العسكري حين يخطو على ملامح الحياة. كل ما في الأمر أن سودانًا قديمًا قد مات، أو قُتِل عن عمدٍ مع سبق التواطؤ بين العساكر والخطاب الديني المستنقعي، بين الرصاصة والفتوى، بين المتحدث باسم الجيش ومنشد كتائب البراء. هناك، حيث كانت الساحات تُستعاد فيها المدن للناس، غدت الآن رؤوس الناس ساحة لتعلّم القنص. ليس مجازًا بل واقعًا، في زمنٍ بات فيه المدني السوداني محض هدف حيّ، يمارس عليه الجندي رماية الصيد، ويعلّق نجاحه في التصويب على جمجمة مواطن، لم يفعل سوى أن مشى تحت شمس حارقة، أو أطل من نافذة بيته.

إنهم يتدرّبون على الجسد، لا على العدو. والفرق بين الجندي المحترف والقاتل المرتبك لم يعد واضحًا في جحيم الخرطوم ولا في الظلال الطويلة لوَد مدني المنكوبة.
لا يُطلقون النار من خوف، بل من لذة، لذة السيطرة على الفزع. هكذا، تحوّل الجسد السوداني إلى هدف رمزي للحكم، كأن الدولة ذاتها لم يعد لها سوى هذا الجسد تهزمه مرارًا لتثبت أنها لا تزال تحكم ولو على الأطلال.

في الجزيرة، في طيبة بالاسم لا بالفعل، ذُبح الناس كالطقس، كأنها مسرحية قديمة أُعيد إخراجها بحرفية جزارين لا يعرفون اللغة. أُحرقت القرى بعد أن نُهبت، وبُعثرت الماشية التي كانت تمد الأرض بما تبقّى من استقرار. انتشلت الجثث من الأزقة وساحات المساجد، طُمست الشواهد، وبقي في الذاكرة فقط مشهد شيخ يُذبح أمام تلميذه، أو أم تئن بعد أن نُزع رضيعها منها لتُغتصب أمام صمت الحيطان.

وهناك، حيث الغرب يُجاهد في التمييز بين الجلاد والضحية، دارفور تُباد من جديد، بهدوء متعمد. المساليت، هذه المجموعة التي لم تطلب يومًا دولة، ولا رفعت سلاحًا خارج حدودها، يُخيّرها المسلحون بين الموت أو المنفى المفتوح على العراء، على الصمت، على حدود لا يسكنها أحد إلا الناجون من المجازر. ومع أن العالم قد شهد، فإن أحدًا لم يتوقف ليفهم كيف تُعيد قوات الدعم السريع إنتاج مشاهد الإبادة وكأنها تحفظها عن ظهر رصاصة.

الاغتصاب، لم يعد سلاحًا مسكوتًا عنه. بل صار أداة سياسية معلنة، تمارس في وضح النهار، في الخرطوم ودارفور وكردفان، بأيدٍ سمراء مسلحة وبنظرات لا ترتجف. فتاة تُحمل عنوةً إلى معسكر، تتناوب عليها البنادق، لا لشيء إلا لأن أمّها صوتت ذات يوم لصالح الحرية. شهادات النساء تُروى بمرارة تُقطّع أوصال اللغة. هناك من استُعبدت في بيوت ضباط، ومن فُتحت أجسادهن كخرائط للانتقام. بعضهن صُبّ عليهن الماء المغلي بعد الاغتصاب، وبعضهن قُطعن، وهن على قيد الحياة، فقط لتكون الرسالة أوضح.

من لم يُغتصب، هُجّر. ومن لم يُهجر، جُوِّع. ومن لم يُجَوَّع، قُصف وهو يفر. في الجنينة، يُجبر المدني على الاختيار بين القبر والترحال. وفي جنوب كردفان، تُحرق القرى فقط لأن ملامح ساكنيها تُشبه التاريخ. لا بوصلة ولا رحمة. فقط جيشٌ فقد معناه، ودعمٌ سريع أبطأ من أن يستوعب ما تبقّى من إنسانية في الميدان.

إن كل ما يجري لا يشي بحربٍ على السلطة فحسب، بل بكراهية للإنسان، بنقمة على الجسد، على أنفاسه، على صبره، على ذاكرته. لقد تحوّل الإنسان السوداني إلى محض مادة حربية، يُقتل لأنه لم يمت سابقًا، يُغتصب لأنه ما زال يأمل، يُهجّر لأنه يشبه الغد، والغد لدى هؤلاء جريمة.

وهنا، يحضر صوت هربرت ماركوز، وهو يقول: “حين يُختزل الإنسان إلى مجرد وسيلة، فإن كل ما فيه يُحوّل إلى ساحةٍ للسيطرة: جسده، لغته، ذائقته، وحتى موته.”، وكأن الفيلسوف قد قرأ تقارير الحرب السودانية قبل نصف قرن.

من كان يتساءل عن فداحة السلطة حين تتحالف مع الوهم، فلينظر إلى السودان، حيث الدولة لم تعد تُحكم بالقانون، بل بالقتل. لا سلطة مدنية ولا حتى دكتاتورية واضحة، فقط خليط مسلح من رجالٍ يشبهون الكوابيس، يحكمون بالسيف والمزاج، يوزّعون الموت كما توزع الخطب في المساجد، ويغسلون أياديهم بالدين.

الخرطوم، دارفور، الجزيرة، كردفان… ليست مناطق متفرقة، بل جراح في جسدٍ واحد أُعلن موته سريريًا. والمفارقة أن الجناة لا يطلبون الغفران، بل يريدون من الضحية أن تعتذر لأنها لم تمت في الوقت المناسب.

هل سيُحاسَب أحد؟ ربما. لكن الجسد، ذلك الجسد الذي حمل الوطن، لم يعد كما كان. صار خريطةً للذل، وشاهدًا على عصرٍ يعاد فيه تعريف الجريمة لا بحسب فظاعتها، بل بحسب الجهة التي ترتكبها.

هذا ليس توصيفًا لواقع. هذا إعلان فجيعة، ونعي لضمير كان ينبغي أن يستقيل منذ الطلقة الأولى.

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • من غير جدل عقلي.. خالد الجندي يكشف أسهل رد على الملحدين
  • كيف تنتقل مشاعر الأم السلبية للجنين؟.. استشاري صحة نفسية يجيب
  • هل نشعر بالوقت بين الموت ويوم القيامة؟.. خالد الجندي يجيب
  • هل نشعر بالوقت بين الموت ويوم القيامة؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح
  • خالد الجندي: بعض الناس يستهين بالذنوب والمعاصي.. فيديو
  • خالد الجندي: هذه الأمور تجعلك تستحي من ارتكاب ذنب صغير.. فيديو
  • خالد الجندي: كيف للإنسان أن يرتكب ذنبًا والله يراه في كل مكان؟
  • عندما يصير الجسد ساحة معركة: تراجيديا الإنسان السوداني بين القنص والاغتصاب
  • لماذا تعددت واختلفت كتب تفسير القرآن؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • خالد الجندي: الضرب جاء 14 مرة في القرآن وليس له علاقة بالزوجات.. فيديو