الأونروا.. ما يحدث في غزة يفوق إمكانياتنا والوضع في رفح وصل إلى حافة الانهيار
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
جنيف-سانا
أوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” اليوم انه تم تحويل غزة لمكان غير صالح للعيش بعد أن باتت المكان الأسوأ على الأرض جراء القصف الاسرائيلي الوحشي المتواصل على القطاع، وليس لديها القدرة على مواجهة الانهيار الحاصل وتوفير المساعدات الإنسانية للأعداد الهائلة من النازحين.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن عدنان أبو حسنة المتحدث باسم الأونروا قوله: حول قدرة الوكالة على توفير المساعدات الانسانية للنازحين إن “ما يحدث لا يفوق فقط امكانيات الأونروا ولكنه يفوق إمكانيات دول إذ يتم تهجير شعب بأكمله إلى مدينة رفح حيث وصل الوضع في تلك المدينة إلى حافة الانهيار مع وجود أكثر من مليون و400 ألف نازح لجؤوا إليها من مناطق وسط وشمال غزة ومن مدينة خان يونس المجاورة التي تشهد عمليات قصف متواصل”.
وبين أن “ما تقدمه الوكالة قليل بالنسبة للاحتياجات وان استمرار الوضع بهذه الطريقة وازدياد الاحتياجات الانسانية يدفع مجمل العمليات الإنسانية إلى حافة الانهيار”، مؤكداً أن هناك “مئات الآلاف من الأشخاص الجوعى سواء في المنطقة الشمالية أو المنطقة الجنوبية”.
وأوضح المتحدث أن “هناك مليونا و900 ألف نازح في مختلف مناطق قطاع غزة منهم نحو مليون و400 ألف يتواجدون في 155 مدرسة ومركز إيواء تابعين للأونروا كما أن هناك 500 ألف نازح آخرين مسجلين لدى الوكالة يمكن الوصول إليهم لتقديم المساعدات”.
ولفت أبو حسنة إلى أنه “يتم الآن دفع معظم سكان قطاع غزة إلى مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية وأن عدد سكان مدينة رفح وصل إلى مليون و400 ألف فلسطيني نازح وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الساعات القادمة إلى مليون ونصف المليون فلسطيني وليس لدى الأونروا القدرة لمواجهة الانهيار الحاصل حيث إن الأوضاع بائسة على كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وأيضاً على مستوى تقديم المساعدات”.
وطالب المتحدث باسم الاونروا بوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الانسانية وفتح ممرات انسانية وادخال المزيد من الوقود وفتح الخط التجاري للأسواق هناك.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً متواصلاً على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي خلف حتى اليوم 23210 شهداء و59167 جريحاً معظمهم نساء وأطفال ودماراً هائلاً وفقاً لسلطات القطاع ومصادر أممية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هل هناك تفاهمات سرية؟
هل هناك #تفاهمات_سرية؟ _ #ماهر_أبوطير
في الوقت الذي بدأت فيه هدنة الحرب في غزة، سربت جهات محددة كلاما عن وجود تفاهمات سرية حول قطاع غزة، لم يتم الاعلان عنه، وتحديدا حول ترتيبات الفترة المقبلة.
هذه الترتيبات تتعلق بهوية الذي سيحكم قطاع غزة، وطبيعة الحكم، وعلاقة كل ذلك بالوضع في الضفة الغربية، ووضع الحكومة الاسرائيلية، وقدوم ادارة اميركية جديدة، وما يرتبط بملفات اعادة الاعمار، ومن سيقوم بادارتها، وملف المساعدات وادارتها في غزة.
لا يوجد ادلة على وجود تفاهمات سرية، حول تفاصيل كثيرة، لكن الهدنة التي تم اعلانها تعني اكثر من نقطة الاولى انها مؤقتة، وليس وقفا دائما للحرب، وثانيها ان مدة الهدنة ذاتها قد تؤدي الى احياء مسار مواز للتفاهم حول قطاع غزة خلال الفترة المقبلة وادارته، وثالثها ان الهدنة ايضا ستجمد لفترة محدودة جدا العمليات الاسرائيلية في الضفة الغربية، خشية افساد الهدنة، وانتظاراً لتصور الادارة الاميركية الجديدة، التي بدأ البعض يقول انها تنزع الى مشروع جديد تحت مسمى “اقليم فلسطين” بدلا من دولة فلسطين، وهو اقل من دولة واعلى من سلطة، وبحيث تضم تبعية الاقليم الغزيين، بمعزل عن مساحات الاقليم الجغرافية، وهناك تفاصيل كثيرة حول مشروع اقليم فلسطين ومالذي يعنيه قانونيا على صعيد كل الاقليم، ورابعها ان وضع الحكومة الاسرائيلية وملف استقرارهأ، سيضغط نحو خطوات محددة قد تكون ضد قطاع غزة، وخامسها ان من سيحدد تفاصيل المرحلة المقبلة، يرتبط فعليا بالوضع داخل القطاع ذاته، والازمة الانسانية، ومن سيفرض نفسه سلطة داخله قانونيا وعشائريا.
مقالات ذات صلة مرافعة موضوعية أم مقامة إنشائية؟! 2025/01/20حين تعلن سلطة اوسلو مثلا انها جاهزة للدخول الى قطاع غزة لادارته، يتنزل السؤال حول مااذا كان هذا الاعلان من جانب واحد، اما بتوافق فلسطيني عربي دولي، مثلما نلاحظ ان شرطة غزة اي التابعة لحماس اعلنت في التوقيت ذاته عن انتشار الاف العناصر التابعة لها وكأنها تؤكد انها ما تزال السلطة الحاكمة، ولن تقبل طرفا ثانيا، فيما يحتاج الغزيون وسط هذا الوضع الى المساعدات واعادة الاعمار، واستعادة الاقتصاد، والحياة، وسط تساؤلات عن الجهات التي ستتولى هذه الملفات، واذا ماكانت الاطراف الحالية مقبولة من جانب جهات عديدة كلها تريد اعادة ترسيم خارطة القوى داخل قطاع غزة، وهي جهات تقف ضد حماس، وتقف مرحليا ايضا ضد السلطة، بسبب غياب الاصلاحات، والملاحظات على اجهزتها.
اسوأ ما قد تخطط له اسرائيل امام فشلها في تنفيذ سيناريو التهجير، وهذا الفشل من ابرز نتائج الحرب، ان تقرر خنق القطاع بعد انتهاء تبادل الاسرى، بمعنى تركه مغلقا دون ايجاد طرف حاكم مقبول دوليا، وترك سلطة حماس لتحكمه، وهذا الخنق يراد عبره ترك الغزيين فوق ركام الحرب، بلا مستقبل، ولا اعادة اعمار، من باب العقاب الجماعي، لمجتمع تحمل حربا لا تحتملها شعوب ثانية، وسط القتل والتجويع، ومحاولات التهجير التي فشلت، فيما يرى آخرون ان تل ابيب تريد ادامة التضاد بين قطاع غزة والضفة، وبين حماس والسلطة، لغايات ثانية تتعلق بتكريس الفصل بين جناحي الدولة المحتملة، ومواصلة افشال قيام اي هوية رسمية للفلسطينيين، على شكل دولة فاعلة في المنطقة، وهي لهذا قد تسعى لمواصلة نزع سلاح حماس، مع تركها كسلطة مدنية، مع المساعي لتوليد اقتتال اهلي داخل القطاع بين كافة اطراف القطاع على خلفية التلاوم بسبب الحرب، وتبادل الاتهامات الداخلية.
لم تتسرب معلومات حول اليوم التالي للحرب، الا اذا حدث تحرك عربي مفاجئ، او فلسطيني عربي، او عربي دولي، للتباحث حول مستقبل غزة خلال المفترة المقبلة، وبدون ذلك لا احد يعرف ملامح اليوم التالي للحرب، على صعيد ادارة القطاع وحكمه، وعلاقة ذلك بكل الاطراف، لكن المؤكد هنا ان اليوم التالي للحرب، ازمة اسرائيلية مضاعفة، قبل ان يكون مشكلة فلسطينية، خصوصا، ان زلزال غزة لم تتوقف ارتدادته على كل الاطراف، خصوصا في اسرائيل التي لا تحصي خسائرها المرعبة علنا، وتخفي كل فشلها في غزة، وتستثمر في اثارة الندم في قلوب الفلسطينيين والعرب، بسبب كلفة الخسائر الانسانية والعمرانية في القطاع.
الغد