أمين «خارجية الشيوخ»: المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويستخدم ملف حقوق الإنسان للضغط على الدول (حوار)
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
قالت النائبة الدكتورة عايدة نصيف، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عضو البرلمان الدولى، إن الجهود المصرية تجاه القضية الفلسطينية مستمرة منذ بداية الأزمة التاريخية، مشيرة إلى أن الرئيس السيسى يؤكد دعمه للقضية وحرص مصر على رفض مبدأ التهجير.. وإلى نص الحوار:
ما تعليقك على الموقف المصرى من القضية الفلسطينية؟
- موقف مصر مشرف دائماً، حيث الرفض القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل ورفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، وقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولى لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعى، وأيضاً دعا للعمل على التهدئة فى غزة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسى وصولاً لحل الدولتين، فضلاً عن أن الاهتمام المصرى الدائم بالملف الفلسطينى على المستويات كافة تم تأكيده بشكل مستمر طوال مراحل الصراع، حيث أكد الرئيس فى مناسبات عدة استمرار مصر فى جهدها الدؤوب تجاه القضية الفلسطينية لكونه من ثوابتها السياسية.
مصر تدعم فلسطين منذ 1948.. ما تحليلك لذلك؟
- مصر دورها رائد فى المنطقة، وتشعر دائماً بالمسئولية السياسية والأخلاقية باستقراء الدور والمواقف المصرية حكومة وشعباً من القضية الفلسطينية عبر أكثر من نصف قرن، نجد أن ارتباط مصر بالقضية دائم وثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر ارتباطها بالقضية بتغير النظم والسياسات، فقبل ثورة 1952 كان ما يجرى فى فلسطين موضع اهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت طرفاً أساسياً فى الأحداث التى سبقت حرب عام 1948، ثم فى الحرب ذاتها التى كان الجيش المصرى فى مقدمة الجيوش العربية المشاركة بها، فكانت القضية الفلسطينية موضع الاهتمام من الزعماء المصريين، خاصة بعد الجلاء البريطانى، إلا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة، حيث كان الزعيم عبدالناصر من أكثر الزعماء اهتماماً بها، واعتبرها جزءاً من الأمن المصرى، وعندما تولى الرئيس الراحل السادات تغيرت الأوضاع قليلاً بعد توقيع معاهدة «كامب ديفيد» التى اهتمت بتحقيق السلام مع مصر وفى نفس الوقت المطالبة بحصول الشعب الفلسطينى على كامل حقوقه، وعندما تولى «مبارك» سار على نفس نهج السادات، والآن فى عهد الرئيس السيسى أصبحت مصر تسعى بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع فى قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة.
الاحتلال الإسرائيلى ضرب المستشفيات والكنائس والمساجد.. والجهود المصرية نجحت فى تغيير الموقف الأوروبىبرأيك كيف يتعامل المجتمع الدولى مع قضية التهجير؟
- ما يحدث من المجتمع الدولى حيال القضية الفلسطينية ليس جديداً وهناك ازدواجية فى المعايير، فدائماً ما يتشدق باستخدام ملف حقوق الإنسان كأداة للضغط على الدول، لكن فى ملف القضية الفلسطينية يكيل بمكيالين وأسأل الآن أين منظمات المجتمع المدنى من ضرب قوات الاحتلال بحقوق الإنسان عرض الحائط وانتهاك المواثيق والقواعد الدولية بقتل النساء والأطفال وضرب المستشفيات والكنائس والمساجد.
ما رسالة مصر من ربط خروج متعددى الجنسيات مقابل دخول المساعدات؟
- مصر رفضت فتح معبر رفح من الجانب المصرى لعبور الأجانب والفلسطينيين الذين يحملون جنسيات أخرى، إلا بالتزامن مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية وذلك يدل على حرص مصر على الشعب الفلسطينى ومساعدته لتصل المساعدات الإنسانية إليهم، فلا تعمل على المستوى السياسى فقط، ولكن على المستوى الإنسانى الذى ينبع من القواعد والمبادئ الأخلاقية المصرية.
عايدة نصيف: مصر رمانة ميزان المنطقة العربية.. ودعم القضية الفلسطينية من ثوابتها السياسيةكيف ترين تغير تعامل الدولة مع القضية الفلسطينية فى عهد السيسى؟
- فى عهد السيسى أصبحت القضية الفلسطينية مركزية، فبجانب بذل العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، هناك تقدم فى الجهود الإنسانية بفتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية، فمصر دائماً رمانة الميزان فى المنطقة العربية.
ما رأيك فى الموقف الدولى تجاه القضية؟
- الموقف الدولى وخاصة الأوروبى فى بداية الأزمة كان موقفاً صامتاً، لكن نجحت جهود مصر فى تعديل موقف الاتحاد الأوروبى لصالح القضية الفلسطينية، فخلقت رأياً عاماً عالمياً يرفض تصفية القضية وتهجير أصحاب الأرض، وتستمر الدولة فى جهودها لوقف العدوان الإسرائيلى، وإنقاذ الأطفال الأبرياء والأمهات، ما يتعرضون له من قصف بشكل يومى.
العلاقة بين الشعبين المصرى والفلسطينىمصر حاضنة سياسية واستراتيجية وعمق اجتماعى يربط الشعبين، وهى علاقة لا تحددها الفترة التاريخية الحالية، بل هى عمق وامتداد تاريخى يمتد لآلاف السنين، ودائماً ارتبطت الأوضاع السياسية فى فلسطين ضعفاً أو قوة بالأوضاع السياسية فى مصر، وفلسطين هى بوابتنا الشرقية ودرعها الاستراتيجية على امتداد مراحل التاريخ المتعاقبة، فالدولتان يجمعهما مصير مشترك عزز قيمة الانتماء العربى الواحد، ومن ناحية أخرى فإن مصر لها ثقل وتأثير عربى وإقليمى ودولى، وهو واحد من أهم أبواب الشرعية فى المنطقة، إضافة إلى كونها - بمنطق الجغرافيا- ممراً إجبارياً لغزة إلى العالم الخارجى، فى الوقت الذى يتعرض فيه القطاع لضرب إسرائيلى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشعب المصري الشعب الفلسطيني فلسطين القضية الفلسطينية القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
حسين فهمي للصحفيين الدوليين: مهرجان القاهرة السينمائي الدولي صوت قوي لدعم القضية الفلسطينية
القاهرة - الرؤية
التقى الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مع نخبة من الصحفيين الدوليين، من بينهم ممثلون عن فارييتي، وسكرين ديلي، وفيلم فيرديكت، وسيني يوروبا، وغيرهم من أبرز وسائل الإعلام حول العالم، ألقى الضوء على الدور المحوري للمهرجان كأعرق مهرجان سينمائي في المنطقة.
ناقش فهمي مكانة المهرجان التي تستند إلى الإرث السينمائي المصري العريق، مؤكدًا أن صناعة السينما في مصر منذ عقود طويلة كانت دعامة أساسية أثرت على سينما المنطقة بأكملها. كما شدد على التزام المهرجان بالحفاظ على التراث السينمائي المصري ودعم المواهب الشابة، مشيرًا إلى أهمية مواكبة الصناعة للتطورات العالمية الحديثة لضمان استمرارية هذا التأثير.
من جانب آخر، تحدث فهمي عن موقف المهرجان الواضح من القضية الفلسطينية، مبينًا أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لا يكتفي بدعم القضية من خلال الأفلام، بل يعلن موقفه بكل وضوح أمام العالم، مشيرًا إلى أن المهرجانات الكبرى عالميًا تتخذ مواقف سياسية تدعم قضايا محددة، مما يمنح مهرجان القاهرة الحق في أن يكون صوتًا قويًا يدعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة
واختتم حسين فهمي حديثه بالتأكيد على أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي سيظل جسرًا للتواصل الثقافي بين مصر والعالم، ونافذة تعكس أصالة السينما المصرية وتاريخها العريق. كما عبّر عن تطلعه لمواصلة تعزيز مكانة المهرجان كمنصة تدعم الإبداع السينمائي وتساهم في إيصال رسائل إنسانية وفنية تعبر عن قضايا العصر وأحلام الأجيال القادمة.