غزة- قال معتقلون فلسطينيون أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنهم، إنهم تعرضوا للتنكيل، ولظروف احتجاز مُروّعة.

وقالت هيئة المعابر الفلسطينية في غزة (تتبع لحكومة غزة) إن جيش الاحتلال أفرج الثلاثاء، عن 110 فلسطينيين كان قد اعتقلهم خلال حربه على غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، فإن لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المعتقلين من غزة حتى الآن نظرا لسياسة الإخفاء القسري التي تنتهجها إسرائيل.

غير أن تقديرات أولية تشير إلى تسجيل أكثر من 3 آلاف اعتقال، بينهم ما لا يقل عن 200 امرأة وطفلة.

زياد عليوة: طلب مني جندي إسرائيلي خلع ملابسي كاملة وقيّد يدي بالقيود الحديدية، وسحبني إلى منطقة بها شوك (الجزيرة)

 

جردوني من ملابسي وقيدوني بالحديد 

روى زياد عليوة البالغ من العمر 62 عاما، والذي أفرجت سلطات الاحتلال عنه -اليوم الثلاثاء 9 يناير 2024- أنه تعرض للتعذيب من قبل جيش الاحتلال رغم كِبر سنه.

وقال عليوة للجزيرة نت خلال وجوده في مركز إيواء يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة إنه اعتقل يوم 18 نوفمبر خلال اجتيازه الحاجز الفاصل بين شمالي القطاع وجنوبه.

وكان الجيش قد أمر سكان شمال قطاع غزة بمغادرته إلى الجنوب، وأقام حاجزا جنوب مدينة غزة، وأجبر العائلات النازحة على المرور عبره.

وأضاف عليوة "لدى عبوري الحاجز، نادى عليّ جندي واحتجزني وطلب مني خلع ملابسي كاملة وقيّد يدي بالقيود الحديدية، وسحبني إلى منطقة بها شوك وهو ما أدى إل تمزيق قدمي، وما زلت حتى الآن أعاني منها".

وتابع الأسير المحرر"جمعوني مع معتقلين آخرين، وتعرضنا للضرب الشديد، والشتائم البذيئة، وكلما كنا نصرخ يزيد الضرب"، مشيرا إلى رفض الجنود السماح لهم بقضاء الحاجة.

زياد عليوة: سألوني عن الأنفاق وكانوا يضربونني بشدة كلما قلت لا أعرف (الجزيرة) تحقيق وسؤال عن الأنفاق 

وبعد 14 يوما تم نقل عليوة للتحقيق مع المخابرات الإسرائيلية، مضيفا "سألوني حول المكان الذي كنت فيه يوم 7 أكتوبر، الذي شهد هجوم طوفان الأقصى، وماذا أعرف عن حركة حماس و"المخطوفين"الإسرائيليين في غزة".

كما سأل ضابط التحقيق عليوة عن مكان وجود الأنفاق التي حفرتها المقاومة الفلسطينية في منطقته وعن الأشخاص المنتمين لحركة حماس.

وتابع "كلما كنت أقول له: لا أعرف، كانوا يضربوننا بشدة".

ولاحقا، تم نقل عليوة إلى سجن النقب، ووُضع مع 14 معتقلا في غرفة تبلغ مساحتها حوالي 20 مترا مربعا، بمرحاض تصله المياه لمدة ساعة واحدة في اليوم. ويضيف "كنّا ننتظر وصول الماء لتنظيف القاذورات من الحمام".

وذكر أنهم لم يغيروا ملابسهم، بما فيها الداخلية، مطلقا منذ يوم اعتقالهم قبل 53 يوما، كما لم يتم السماح لهم بالاستحمام، أو تزويدهم بأي نوع من الصابون أو المنظفات.

أما بخصوص الطعام، فيقول "كانوا يحضرون لنا وجبة واحدة في اليوم فقط، في المساء، وهي عبارة عن بيضة و4 شرائح خبز صغيرة وطبق صغير من الأرز، ولم يكن هناك فطور، وإذا كان هناك فطور كان عبارة عن نصف كوب من اللبن الزبادي".

محمد طشطاش: تعرضنا للضرب والشتائم وتم تعريتنا ونشر صورنا على الإنترنت(الجزيرة) برد ووفاة داخل السجن

وبعد 25 يوما نقل عليوة إلى غرف من الخيام، موضحا أنها كانت باردة دون توفر أغطية كافية. ويتابع "عانينا من البرد وأعطونا بطانية واحدة رقيقة، وكانوا يرفضون إحضار بطانيات إضافية رغم البرد".

ورغم كِبر سنه ومعاناته من جروح في قدميه، لم يتم عرض عليوة على الطبيب، حسبما يقول. وكشف أن أحد المعتقلين من عائلة "كلاّب" ويبلغ من العمر حوالي 75 عاما، توفي داخل السجن، وكان يعاني أمراضا عديدة وغير قادر على قضاء حاجته بنفسه.

وأضاف أن الاحتلال نكّل بالمعتقلين كونهم صرخوا "الله أكبر" بعد اكتشافهم وفاته، موضحا أنه رفض السماح لهم بإقامة صلاة الجنازة عليه.

وقبيل الإفراج عنه بيومين، كشف عليوة أن جنود الاحتلال أخذوه إلى منطقة في صحراء النقب، وتم التنكيل بهم بطريقة قاسية، حيث تم ضربهم ودُفعوا أرضا على وجوههم. وأضاف "أحضر الجنود أطفالا إسرائيليين يشتمونا، ويصوروننا، ويستهزؤون بنا".

واستمر المعتقلون، على هذا الوضع نحو 6 ساعات كاملة، دون السماح لهم برفع رؤوسهم عن الأرض، موضحا أن القيود نكأت جراح قدميه القديمة وتسببت بسيلان الدم منهما.

وفي السياق ذاته يقول محمد طشطاش إنه اعتقل من منطقة مشروع بيت لاهيا من منزله، واستمر اعتقاله حوالي شهر.

ويضيف للجزيرة نت "تم تعذيبنا واستخدام أساليب استفزازية، وتعرضنا للضرب والشتائم وتم تعريتنا ونشر صورنا على الإنترنت".

 

حسام عودة: تعرضت للتعذيب الشديد، اجبرونا على البقاء في وضعية غير مريحة والجلوس على الركب والنوم ساعة واحدة (الجزيرة) سرقة وأساليب استفزازية 

وفي رحلة عودتهم إلى غزة، يوضح عليوة أن جيش الاحتلال سرق أموالهم وهواتفهم وملابسهم، وبطاقات الهوية الشخصية الخاصة بهم.

من جانبه، يقول المعتقل السابق حسام عودة، من حي الزيتون شرقي مدينة غزة، إنه تم اعتقاله يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي، واستمر اعتقاله لمدة 25 يوما.

ويضيف للجزيرة نت إنهم اعتقلوا من منازلهم، وأخبرهم الجيش أنه سوف ينقلهم إلى منطقة آمنة، لكنه أخذهم إلى السجن. مشيرا إلى آثار القيود الحديدية التي ما زالت ظاهرة على يديه، ويقول "تعرضت للتعذيب الشديد، وهذه بعض آثاره".

وحول أساليب التعذيب يقول "كان هناك إجبار على البقاء في وضعية غير مريحة طوال النهار، وجلوس على الركب، والنوم ساعة واحدة فقط".

وأوضح حسام أن الجيش أحضر لهم الطعام والشراب بعد 3 أيام من الاعتقال، وكان عبارة عن وجبة واحدة في اليوم هي خبز وجبن.

 

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال ينسى أحد جنوده في منطقة موراج جنوب قطاع غزة

سلطت وسائل إعلام عبرية، الضوء على حادثة غريبة وقعت في صفوف الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي، حينما تم نسيان أحد الجنود في منطقة "موراج" شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وذكرت القناة الـ13 العبرية أن "قوة من الجيش الإسرائيلي انسحبت من منطقة موراج، ونسيت خلفها جنديا لمدة 40 دقيقة، إلى أن وصلت إليه قوة من لواء الجولاني وأنقذته، بعد أن سار نحوهم وصاح: جيش الدفاع الإسرائيلي، حتى لا يفتحوا النار عليه".

ولفتت القناة العبرية إلى أن "المقاتل الذي تم نسيانه من وحدة (ياهالوم)، وذلك عقب نهاية إحدى العمليات العسكرية في منطقة موراج، بعد أن غادر زملاؤه وتركوه خلفهم".

وبحسب المصدر ذاته، فإن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أكد الحادثة، وقال إنها وقعت يوم الثلاثاء الماضي، معتبرا أنها "حادثة خطيرة يتم التحقيق فيها، وسيتم استخلاص الدروس منها".

وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت الشهر الماضي، أنه تم استكمال السيطرة على كامل "محور موراج" بين مدينة رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة.



وقالت إذاعة جيش الاحتلال في منشور عبر منصة "إكس"، إن "الجيش أعلن عن تقدم كبير في العمليات البرية جنوبي قطاع غزة"، حيث استكمل ما وصفه بـ"مأسسة محور موراج".

وبحسب إذاعة الاحتلال، فإن "قوات من فرقتي 36 ولواء المدرعات 188، تمكنت من السيطرة الكاملة على المحور وتطويق مدينة رفح من كافة الجهات".

ولفتت الإذاعة إلى أن رفح باتت "محاصرة بشكل كامل"، مشيرة إلى أن "المرحلة المقبلة تشمل عمليات تثبيت السيطرة داخل محور موراج، والاستعداد لتوسيع التوغل داخل رفح، بهدف ضمّها إلى منطقة العازل الحدودي، كمنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية".

وتعود التسمية إلى مستوطنة إسرائيلية كانت تقع في المنطقة بين رفح وخانيونس، ضمن مجمع مستوطنات غوش قطيف الذي كان يقضم أجزاء كبيرة من جنوب غرب قطاع غزة.

وأُسست "موراج" عام 1972 كنقطة عسكرية ثابتة لمراقبة تحركات الفلسطينيين، لكنها تحولت لاحقا إلى منطقة زراعية تضم مئات الدفيئات الزراعية، وتقوم على استغلال المياه الفلسطينية والأرض الخصبة في تلك المنطقة، لدعم النشاط الزراعي في المستوطنة.

مقالات مشابهة

  • استشهاد سبعة فلسطينيين في قصف الاحتلال بيت لاهيا
  • جيش الاحتلال ينسى أحد جنوده في منطقة موراج جنوب قطاع غزة
  • أكبر موجة سحب جنسيات في الكويت.. 434 شخصاً يفقدون الجنسية
  • الإمارات تنوي السماح لمواطنيها بالسفر مجددا إلى لبنان  
  • جريمة قتل مروعة في مسجد تضع نظرة فرنسا للمسلمين تحت المجهر مجددا
  • ترامب يعرب عن استيائه من “ضخ الأموال” الأمريكية في أوكرانيا دون مقابل
  • تفاصيل مروعة لاعتداء جنسي على جثة داخل مترو
  • أمريكا تدعم الحظر الإسرائيلي على عمليات الأونروا في غزة
  • شيعة يواجهون إعداماً وشيكاً في السعودية وخبراء أمميون يدعون للإفراج عنهم
  • مصرع سيدة عراقية على يد زوجها في مصر بعد وصلة تعذيب مروعة