أوقاف غزة تناشد العلماء والدعاة نصرة أهالي القطاع
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
دعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة الأئمة والدعاة حول العالم إلى "تسخير محابرهم وأقلامهم وأصواتهم ومنابرهم دفاعا عن فلسطين ونصرة للمسلمين في القدس والضفة الغربية وغزة".
وقالت الوزارة -في رسالة وجهتها إلى وزراء الأوقاف والشؤون الدينية والإسلامية في الدول العربية والإسلامية، وإلى "مشايخنا من الأئمة والدعاة في الوطن العربي والإسلامي الكبير"- إن "لكم قدوة في شيخ الإسلام العز بن عبد السلام الملقب بسلطان العلماء كيف هز عروش المغتصبين الظالمين بخطبه وكلماته التي حركت ضمائر الأمة وأيقظت فيهم النخوة والكرامة وأشعلت في صدورهم جذوة الجهاد والنصرة".
وخاطبت الوزارة العلماء والدعاة بأنه "وإن حالت بيننا الحدود فإن الجهاد بالبنان لا يقل عن الجهاد بالسنان، في ظل انتهاك العدو الصهيوني كافة الشرائع السماوية والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية وتدنيس للمقدسات وهتك للأعراض، وقد جرت دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في الطرقات وتناثرت الأشلاء في كل مكان تلعن كل متخاذل ومتقاعس عن نصرة المستضعفين المسلمين في غزة".
وتابعت "إننا نحمّلكم أمانة الدفاع عن فلسطين ونصرة أهلها في غزة ورفع الظلم عنهم، والتي ستُسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون".
وذكّرت الوزارة في رسالتها بحديثي النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما من امرئ يخذل امرأ مسلما عند موطن تُنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله -عز وجل- في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يُحّبُ فيه نصرته"، وقوله "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلِمه".
وأشارت الرسالة أيضا إلى أن أهالي غزة يتعرضون منذ أكثر من 90 يوما على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى "أبشع صنوف القتل والتعذيب والتشريد (ما يقارب 90 ألف شهيد ومفقود وجريح)، وتدمير المؤسسات الحكومية والمقار التعليمية (ما يزيد على 500 مؤسسة ومدرسة وجامعة)، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها في الليل والنهار (355 ألف وحدة سكنية كليا وجزئيا)، وتدمير المساجد (ما يقارب 500 مسجد كليا وجزئيا)، وطمس كل معلم إسلامي حضاري وأثري، ومنع الماء والدواء والغذاء وتجويع الناس وتهجيرهم من مساكنهم في العراء بلا طعام أو مأوى في ظل البرد الشديد".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جمعة: شُعَب الإيمان مدخل دقيق لفهم النفس الإنسانية
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الإيمان لا يقتصر على أركانه المعروفة، بل له شعب وخصال متعددة، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة، فأفضلها قول (لا إله إلا الله)، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" [رواه مسلم].
جهود العلماء في جمع شُعَب الإيمانأوضح جمعة أن العلماء اهتموا بجمع شُعَب الإيمان وتصنيفها، وكان من أبرزهم الإمام البيهقي، الذي ألف كتاب "الجامع لشعب الإيمان"، حيث استعرض فيه هذه الشعب بالتفصيل، مستندًا إلى نصوص النبي صلى الله عليه وسلم وأوامره وإرشاداته.
وأصبح هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا في علم الحديث، حيث يُعد الأضخم من نوعه، إذ طُبع في نحو 15 مجلدًا، مقارنةً بكتاب الإمام الحليمي، الذي جاء في ثلاثة مجلدات فقط.
الإيمان وشُعَبه.. فهم أعمق للنفس البشريةأكد جمعة أن مفهوم "شُعب الإيمان" يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة النفس البشرية، التي تتميز بتركيبها المعقد، مما يجعل وصف الإيمان بالشعب تعبيرًا دقيقًا، كما أن ترتيب هذه الشعب من الأعلى إلى الأدنى يحمل دلالة على أهميتها، حيث تأتي في مقدمتها "لا إله إلا الله"، باعتبارها القضية الجوهرية التي توجه فكر الإنسان وتؤثر في مواقفه الحياتية.
أثر الإيمان في حياة الإنسانأضاف جمعة أن الإيمان بالله والتصديق باليوم الآخر والتكليف الإلهي ينعكس بشكل مباشر على تصرفات المؤمن، مقارنةً بمن يغفل عن قضية الألوهية أو ينكرها. فالبعد عن الإيمان قد يؤدي بالبعض إلى الاستغراق في الدنيا ونسيان حقيقة الموت، مما يجعل الفرح لديهم مذمومًا، على عكس الفرح المحمود الذي ذكره الله في قوله: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ".
الإيمان بين الغيب والشهادةأوضح جمعة أن الإيمان الحقيقي يوازن بين التصديق بالغيب والواقع المشهود، مما يجعل الإنسان أكثر وعيًا بمسؤولياته في الدنيا، وأكثر استعدادًا للحياة الآخرة. وهذا الفهم العميق للإيمان هو ما يميز المؤمن في سلوكه وقراراته اليومية.