قالت منظمة حقوقية فلسطينية، الثلاثاء 9 يناير 2024، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 نحو 8 آلاف و81 طفلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واصفة العام الماضي بـ"عام الإبادة الجماعية بحق الأطفال الفلسطينيين".

أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية


وأضافت جمعية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال: "عام 2023 هو عام الإبادة الجماعية بحق الأطفال الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل ما لا يقل عن 8 آلاف طفل في غزة ، و81 طفلا في الضفة بما فيها القدس منذ 7 أكتوبر الماضي".


وأوضحت أن معدل "قتل الأطفال الفلسطينيين خلال العام الماضي غير مسبوق"، لافتة إلى أنهم شكلوا "أهدافا رئيسية للاحتلال".


وتابعت: "هذا المعدل مرشح للزيادة حيث لا يزال الآلاف في عداد المفقودين في غزة، عدا عن قيام الاحتلال بقطع الغذاء والمياه والكهرباء والإمدادات الطبية والوقود عن سكان القطاع، واستمراره بشن هجمات عشوائية ومباشرة ضد المباني السكنية والبنية التحتية المدنية والنظام الصحي".


وذكرت أن إسرائيل "تشن حملة متعمدة ومنهجية في جميع أنحاء الضفة وغزة لتدمير الحياة الفلسطينية"، لافتة إلى أن العام الماضي شهد "مقتل 121 طفلا في الضفة على يد الجنود والمستوطنين".


وأضافت: "أطلقت قوات الاحتلال والمستوطنين النار على 102 طفل فلسطيني وقتلتهم بالذخيرة الحية، فيما قتلت 19 طفلا فلسطينيا بهجمات جوية شمال الضفة؛ من بينهم 14 طفلا قتلوا بهجمات لطائرات دون طيار (مُسيرات)، وأربعة آخرين بصواريخ أطلقتها مروحية هجومية، وطفل واحد في غارة جوية لطائرة حربية إسرائيلية".


وبيّنت أن "الأدلة التي جمعتها المنظمة تشير لانتظام استخدام القوات الإسرائيلية للقوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين في ظروف ترقى لمستوى القتل خارج نطاق القضاء أو القتل العمد".


وفي السياق، قالت المنظمة الحقوقية إنها وثّقت منع الجيش الإسرائيلي "المسعفين ومركبات الإسعاف من تقديم المساعدة للجرحى الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال".


وتابعت: "خلال عام 2023 تم توثيق 38 حالة منعت فيها قوات الاحتلال مركبات الإسعاف والمسعفين من الوصول للمصابين، من بينهم أطفال".


كما أكدت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، أن الجيش الإسرائيلي واصل خلال عام 2023 "اعتقال وتعذيب ومحاكمة الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات العسكرية بشكل تعسفي".


وقدرت المنظمة الحقوقية معدل الأطفال الذين تم اعتقالهم شهريا خلال العام الماضي وصل إلى "165 طفلا".


وذكرت أن إسرائيل "تعتقل سنويا ما بين 500 إلى 700 طفل فلسطيني وتحاكمهم في محاكم عسكرية".


وقالت إن الأطفال يتعرضون لظروف تحقيق صعبة منها "تقييد الأيدي وعصب الأعين والحرمان من النوم، كما أنهم يدلون باعترافاتهم بعد تعرضهم للإساءة اللفظية والتهديدات والعنف الجسدي والنفسي والتعذيب".


وبحسب استبيان أجرته المنظمة على عينة لشهادات 75 طفلا اعتقلهم الجيش في الضفة والقدس، فقد أظهر أن 61 بالمئة منهم تعرضوا للعنف الجسدي بعد الاعتقال و96 بالمئة منهم كانوا مقيدي الأيدي و88 بالمئة معصوبي الأعين.


وذكرت المنظمة، وفق الاستبيان، أن 47 بالمئة من الأطفال تم اعتقالهم من منازلهم ليلا، فيما واجه 69 بالمئة منهم إساءة لفظية وترهيب، كما تعرض 65 بالمئة منهم لتفتيش عار مرة واحدة على الأقل.


وأفادت المنظمة أن 72 بالمئة من الأطفال المعتقلين تعرضوا للحرمان من الغذاء والماء الكافيين، كما تم استجواب 97 بالمئة منهم دون حضور أحد من أفراد أسرتهم، فيما لم يتم إبلاغ 95 بالمئة من الأطفال عن سبب اعتقالهم.


وأشارت المنظمة إلى أن إسرائيل عزلت 24 بالمئة من الأطفال الذين أجرت عليهم الدراسة، لمدة يومين أو أكثر.


وفي ختام بيانها، قالت المنظمة الحقوقية أن إسرائيل اعتقلت ما لا يقل عن 45 طفلا فلسطينيا، بشكل إداري (دون تهمة أو محاكمة)، خلال العام الماضي.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الأطفال الفلسطینیین بالمئة من الأطفال العام الماضی بالمئة منهم أن إسرائیل عام 2023

إقرأ أيضاً:

المقاومة بالقرى نمط آخر من نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال

لم يكن حدثا عابرا استهداف جندي إسرائيلي برتبة رقيب أول وقتله وجرح اثنين آخرين بينهم قائد كتيبة 8211 في بلدة طمون شمال الضفة الغربية، في الـ20 من الشهر الماضي، بعد أن فجَّرت المقاومة عبوة ناسفة برتل عسكري إسرائيلي اقتحم القرية.

لم تتوقف "مقاومة القرى" وخاصة بشمال الضفة الغربية عند المواجهة الشعبية في التصدي لاقتحامات الاحتلال، بل توسعت وتطورت في شكلها وأدوات نضالها خاصة بعد طوفان الأقصى.

وانتقلت المقاومة بقرى الضفة من أفراد ومجموعات إلى خلايا وكتائب منظمة ومسلحة، أثخنت جراح الاحتلال، بإعدادها الجيد وعددها الذي يزداد مع كل اغتيال واعتقال لعناصر فيها.

وتصدرت طمون قرب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية مشهد المقاومة بكتائبها المختلفة، وقدَّمت منذ الحرب على غزة قبل 15 شهرا 29 شهيدا، منهم 10 استشهدوا دفعة واحدة قبل أيام، إضافة لعشرات الجرحى وأكثر من 200 معتقل يقبعون بسجون الاحتلال.

 

جانب تحطيم الاحتلال لصرح الشهداء في بلدة طمون (الجزيرة) رد فعل

ويعتبر ناجح بني عودة رئيس مجلس بلدية طمون تشكل المقاومة في قريته كرد فعل على اقتحامات الاحتلال وسياساته التنكيلية ضد الفلسطينيين، واستخدامه أراضي طمون التي توصف بأنها "البوابة الشرقية" للأغوار الفلسطينية ومحافظة طوباس كممر، واحتكاكه المباشر مع الأهالي.

إعلان

كما حرم الاحتلال المواطنين من أكثر من ثلثي أراضيهم المقدرة بنحو 93 ألف دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع)، وهجَّرهم منها بعد تحويلها لمناطق عسكرية ومناطق ومستوطنات زراعية وغير ذلك.

ويقول بني عودة، في حديث مع الجزيرة نت، إن المقاومة أمر طبيعي بحد ذاتها، وإن البوادي والقرى تتأثر كغيرها بالحالة الوطنية العامة للمخيمات والمدن الفلسطينية، وساعدها أكثر عمقها التاريخي بالنضال.

الأمر ذاته يؤكده ثامر سباعنة، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، للجزيرة نت، موضحا أن ظلم الاحتلال وغطرسته ضد الشعب الفلسطيني وتراكم انتهاكاته للمقدسات سارع بانتشار هذه المقاومة، وأصبحت القرى تورث العمل المقاوم. إضافة لعامل التأثر والتأثير بين الأصحاب وخاصة الشهداء.

 

المقاومة بالقرى تستمد قوتها من تجربة المخيمات بالمدن (الجزيرة) نماذج منظمة

وظهرت نماذج مقاومة منظمة ومسلحة أيضا في بلدات فلسطينية كعزون شرق مدينة قلقيلية، وقباطية قرب جنين شمال الضفة الغربية، تعدى دورها حمل البنادق الخفيفة وإلقاء المتفجرات المحلية الصنع كـ"الأكواع"، إلى زرع عبوات ناسفة ضخمة أصابت وقتلت جنودا إسرائيليين وأعطبت آلياتهم العسكرية.

وكانت بلدة قباطية أقرب لمشهد "مقاومة القرى"، بل إنها تصدرته في السنوات القليلة الماضية، وظهرت فيها عناصر مسلحة، ضمن أطر مشكلة من فصائل مختلفة، وتميزت أكثر بإيوائها واحتضانها مقاومين من مناطق أخرى.

وحسب، ثامر سباعنة، تنامى هذا الشكل من المقاومة وتطور فعلا، مؤكدا أنه لن يندثر مهما حاول الاحتلال إنهاء وجوده أو محاصرته.

ويضيف سباعنة المنحدر من بلدة قباطية، للجزيرة نت، أن مقاومة القرى برزت أكثر بشمال الضفة بعد معركة سيف القدس عام 2021 وانتصاراتها.

وانتقلت المقاومة بالقرى من الأعمال الفردية إلى نمط جديد أكثر تنظيما ودقة باختيار الأهداف ودرجة عالية من اللامركزية، مستفيدة من تجربة كتيبة جنين وعرين الأسود بنابلس وغيرها، وهي لا تعبر بالوقت نفسه عن التشكيلات العسكرية المعتادة.

إعلان

وفقدت قباطية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 40 شهيدا، وعديد الشهداء الذين ارتقوا داخلها من مناطق أخرى، واعتقل الاحتلال المئات منها ولا يزال يطارد عشرات المقاومين.

صرح شهداء اغتالهم الاحتلال قبل أكثر من عقدين في طمون (الجزيرة) عوامل داعمة

وثمة عوامل أخرى أوجدت هذه المقاومة وحافظت عليها أيضا حسب سباعنة، منها:

الإرث التاريخي والنضالي للقرى والفخر به. جغرافية المكان وتضاريسه التي شكلت حصنا للمقاومين للاختباء والتخفي. والحاضنة الاجتماعية بحكم العلاقات القوية والمتقاربة بين المقاومين.  الإعلام وخاصة مواقع التواصل، التي لعبت أيضا دورا في إبراز "مقاومة القرى" وتصدرها كغيرها من المواقع الحالة النضالية الفلسطينية. ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية الأمنية على القرى، وهو عامل لا يقل أهمية حسب المحلل ذاته.

ويقول سباعنة إن قباطية ردت بأول عملية استشهادية على مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، وشكلت منبعا لمجموعة الفهد الأسود المقاومة في ثمانينيات القرن الماضي.

وذهب سباعنة في تعليقه على تنامي "مقاومة القرى" إلى أن مشاهد انتصار المقاومة بغزة وتحرير الأسرى، وبالوقت نفسه مشاهد الاحتلال العسكرية بالضفة ستكون ملهمة للشباب المقاوم في القرى والمدن، وبالتالي رفع رصيد المقاومة عند الشباب الفلسطيني.

وبظل إمكانياته المتواضعة، بات الفلسطيني يدرك أن الحل يكمن في تمسكه بخيار المقاومة للبقاء بأرضه واستعادة حقوقه، فضلا عن روح التحدي الموجودة عند الشعب الفلسطيني، والتي يستغربها الاحتلال نفسه، حسب سباعنة.

 

طور جديد

من جهته، يرى نهاد أبو غوش المحلل السياسي أن المقاومة دخلت "طورا جديدا" لم يكن مثله قائما من قبل، يعبر عن نفسه من خلال مجموعات حلقية صغيرة العدد منتشرة بمعظم المناطق الفلسطينية، بدأت بشمال الضفة الغربية ومن ثم اتسعت لتتشكل بأغلب المناطق.

ويقول أبو غوش، للجزيرة نت، إن إسرائيل وبالرغم من سيطرتها الشاملة عسكريا وتقنيا على الضفة الغربية عجزت عن اجتثاث المقاومة وكسرها، فانتشرت بمظهر جديد وحالات فردية.

إعلان

وذلك نابع من أن المقاومة "أمر وجداني" يعكس إرادة الشعب بصرف النظر عن إمكانياته المادية، وأن الفلسطينيين تجرعوا ولا يزالون اعتداءات الاحتلال واقتحاماته الموسومة بالاغتيال والاعتقال، وانتهاكات مقدساتهم، فأجج ذلك الرغبة لديهم بالرد عليه، بحسب تحليل أبو غوش.

كما أن هذه المقاومة تنامت عبر الأجيال التي تتبلور، وشقت لنفسها طريقها الخاص بالرد على الاحتلال، ولم يعد مقنعا لها المسار السياسي "الفاشل" عبر اتفاق أوسلو، ولا أي من أشكال العمل الأخرى التي كانت متاحة ولم تعد تُجدي أمام وحشية الاحتلال وجرائمه. يضيف المحلل.

وردا على سؤال ما إذا كانت "مقاومة القرى" مكتملة، قال أبو غوش إنه لا شيء يولد مكتملا، لكنه ينضج ويتطور بالتجربة والخبرة وتعلم الدروس.

 

مقالات مشابهة

  • شرطة الاحتلال تعتقل 432 عاملا فلسطينيا
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 432 عاملا فلسطينيا داخل أراضي 1948
  • المقاومة بالقرى نمط آخر من نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال
  • إسرائيل تقتل فلسطينيا في جنين تحرر بصفقة مع حماس في 2023
  • مقتل 841 جنديا إسرائيليا وإصابة أكثر من خمسة آلاف منذ أكتوبر 2023
  • معظمهم من الأطفال..50 مريضاً وجريحاً فلسطينياً يغادرون غزة عبر معبر رفح
  • رصاص إسرائيلي يُصيب رجلاً فلسطينياً في صدره بالضفة
  • مصر تستقبل اليوم 50 طفلا جريحا فلسطينيا و 61 مرافقا لعلاجهم بالمستشفيات
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية في الضفة وتعتقل فلسطينياً
  • الضفة الغربية والقدس تشهد 124 عملاً مقاوماً خلال الأسبوع الماضي