بلاستيكس 2024 – ثلاثون عاماً تكشف عن الدور المحوري للبلاستيك والمطاط في تشكيل اقتصاد دائري ومستقبل مستدام
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
القاهرة، 9 يناير ٢٠٢٤: افتتح معرض بلاستيكس ٢٠٢٤، الدورة التاسعة عشر لأكبر معرض للبلاستيك والمطاط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أبوابه في القاهرة، بمركز مصر للمعارض الدوليه في التجمع الخامس في الفترة من ٩-١٢ يناير و تحت رعاية الدكتور/ مصطفى مدبولي – رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية. أفتتح السيد المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة و الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المعرض، و من المتوقع أن يشكل معرض بلاستيكس ٢٠٢٤ عصرًا جديدًا لصناعة البلاستيك والمطاط الديناميكية.
بمساندة كل من من وزارة التجارة والصناعة، وغرفة الصناعات الكيماوية، وقسم الصناعات البلاستيكية، والمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، يتجاوز بلاستيكس ٢٠٢٤ الحدود كمحفز للتحول، ويشكل العقد المقبل من خلال الابتكار، والتعاون، ورؤية مشتركة للأستدامة.
وعقب جولة في معرض بلاستيكس 2024، و معرض أيجيبت بلاست قال المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة: "تجاوز معرض بلاستيكس توقعاتنا في عرض أحدث الصناعات، باعتباره أول حدث كبير للبلاستيك والمطاط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليساهم في تطوير الصناعة المصرية وجودة المنتجات بما يتوافق مع المعايير العالمية وجعل مصر قاعدة صناعية لتلك الصناعة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نظراً لما تمتلكه من إمكانات ومميزات تفضيلية والعديد من العناصر الأساسية لتحقيق التميز التشغيلي والصناعي".
وأضاف: "تمثل مصر سوقًا مربحًا واستراتيجيًا، وهو ما يظهر بوضوح في مستوى المشاركة الدولية التي تشهدها القاهرة اليوم. ويعد مستوى المشاركة الدولية بمثابة شهادة على التعاون العالمي المهم الضروري لدفع مستقبل البلاستيك والمطاط في مصر والمنطقة".
من جانبها أشادت الدكتورة/ ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بمدى الوعي والاهتمام لدى المصنعين المصريين المشاركين بالمعرض بمعايير البيئة ومشاركة العديد من الشركات بحلول إعادة التدوير والمنتجات صديقة البيئة وناشدت المصنعين المصريين بمراعاة تلك المعايير وبصفة خاصة المصنعين اللذين يهدفون إلى التصدير، مع بذل المزيد من الاهتمام لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة مراعاةً لنظم الاقتصاد الدائري والحفاظ على الموارد وحماية المناخ.
توسعت هذه الدورة في التزام بلاستيكس طويل الأمد بتكوين شراكات قيمة في صناعة البلاستيك والمطاط، كشريك موثوق به لأكثر من 30 عامًا. كوجهة رئيسية وبوابة للعلامات التجارية العالمية، يفتح بلاستيكس ٢٠٢٤ الباب أمام الجيل القادم من التقنيات المتقدمة والممارسات المستدامة، مساهمًا في بناء نظام بيئي مزدهر للمستقبل.
"نحن متحمسون للعودة إلى القاهرة لـبلاستيكس ٢٠٢٤ ، ولتمكين الموزعين والموردين والمشترين بفرصة فريدة للانغماس في الابتكارات والاتجاهات الرائدة في المستقبل. إنها منصة حيث لا نقّوي فقط الشراكات القائمة ولكننا أيضًا نقيم شراكات جديدة. يعتبر بلاستيكس وجهة هامة، حيث يجمع بين شبكة البلاستيك والمطاط ويفتح أفق تطوير تعود بالفائدة على جميع الصناعات التي تخدمها أسواق منتجات وحلول البلاستيك والمطاط، سواء في مصر أو في المنطقة. نعبر عن امتناننا لشركائنا ورعاتنا، ونتطلع إلى دفع تقدم الصناعة نحو اقتصاد دائري أكثر مرونة ومسؤولية. وأعرب عن ذلك سلمان أبو حمزة، النائب الأول لرئيس قطاع الطاقة في شركة دي ام جي ايفينتس
ومن أهم الأحداث التي يشهدها معرض بلاستيكس 2024 هو انعقاده متزامناً مع معرض مصر الدولى لمنتجات البلاستيك والمطاط بغرض التصدير، كحدث مستقل بمصاحبة معرض بلاستيكس 2024. ويرجع الهدف الرئيسي من تنظيم هذا الحدث هو أن يكون نقطة التقاء بين المصدرين والمصنعين المصريين لمنتجات وخامات البلاستيك النهائية، مع المشترين والتجار المستوردين من دول إفريقيا والدول العربية المجاورة، بهدف تنشيط صادرات منتجات البلاستيك المصرية واختراق مزيد من الأسواق.
أكثر من ٥٠٠ شركة من ٥٠ دولة ستعرض الابتكارات لإدارة مستدامة ومسؤولة لمنتجات البلاستيك والمطاطبالتعاون مع ايجيبت بلاست، يضم معرض بلاستيكس ٣٠،٠٠٠ زائر كمنصة لربط الأعمال الأساسية والتواصل واستغلال الفرص الجديدة. ومع مشاركة أكثر من ٥٠٠ شركة يلعبون دورًا رئيسيًا من أكثر من من ٥٠ دولة، حيث تمتد المساحة المعروضة على مساحة تبلغ 20,000 متر مربع. ويتيح للحضور الوصول غير المقيد إلى مجموعة متنوعة من المواد والمعدات والتقنيات تمتد عبر أكثر من ١٠ فئات منتجات، تخدم مجموعة متنوعة من الصناعات. ويعرض أكثر من ٦٠ آلة ثقيلة عالية التقنية، مما يوفر تواجد لأحدث التطورات في هذا المجال.
تطورات مثيرة في المشهد الصناعي في مصر، حيث من المتوقع أن تدفع التحفيزات الحكومية الحديثة الإنتاج الصناعي من 4.3 تريليون جنيه مصري في عام 2024 إلى تقديرات تصل إلى 5.74 تريليون جنيه مصري بحلول عام 2026. تخلق هذه الزيادة فرصًا رائعة لمزودي الحلول للتوسع إقليميًا. مصر، كوجهة عالمية استراتيجية، تستمر في تعزيز نفسها كمركز لصناعة البلاستيك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
سيظهر المعرض والأجنحة الدولية منتجات تتميز بها دول معينة، حيث ستقدم خبرات وآراء عالمية حول الاستدامة والابتكارات وتطور المنتجات البلاستيكية والمطاطية الحديثة من خلال أجنحة بلدان مثل ألمانيا والهند وتركيا وتايوان والصين، بالإضافة إلى مشاركة جديدة من كوريا والكويت.
كجزء من المعرض العالمي، ستسلط الشركات الرائدة الضوء على تقنيات مبتكرة في إعادة تدوير نفايات البلاستيك، كاشفة عن الإمكانات الكبيرة لإعادة تدوير البلاستيك في مصر في ظل نموها الصناعي والابتكارات المعترف بها في مجال التعبئة والتغليف، مما يوجه الصناعة نحو ممارسات مستدامة تتماشى مع الأهداف العالمية، بما في ذلك الطرق التي تسهم في اتباع نهج أكثر وعيًا بالبيئة تجاه إدارة النفايات.
مع استمرار تصاعد الزخم والتفاعل المتزايد لدى المجتمع الدولي في التعامل مع التقدم هنا في القاهرة، بلاستيكس يعتبر مفترق الطرق حيث يتقاطع الموردون العالميون والمصنعون الإقليميون لاستكشاف ومناقشة التعاون في ديناميات السوق المتطورة باستمرار، كمنصة حيث يتحد قادة الصناعة لتعزيز التميز التشغيلي، ودفع التطورات المستدامة، والمشاركة في حوار ذو مغزى حول الجيل القادم من التكنولوجيا والمواد والمعدات والحلول الشاملة. وتم تحديد المجال لاستكشاف متطلبات سلسلة إمداد وطلب الصناعة متعددة الجوانب بشكل جماعي، ممهدًا الطريق نحو اقتصاد دائري قوي ومستقبل صديق للبيئة.
وكتجربة ذات قيمة مضافة لعام ٢٠٢٤، يُطلق برنامجا حصريا للندوات والتدريب يمتد على مدى أربعة أيام يقوده خبراء صناعيون من شركات كبرى مثل إلكتروبلاست، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وغيرها.
وكركن أساسي للمعرض، يهدف جدول الفعاليات التعليمية إلى أن يكون موردًا لا غنى عنه في مجال التنمية الصناعية المستدامة، وتعزيز تبادل المعرفة وتطوير المهارات الحيوية لرفع كفاءة الخبراء التقنيين في صناعة البلاستيك والمطاط في المنطقة. تُقدم جلسات التدريب معايير جديدة من خلال تزويد المحترفين في الصناعة بآخر التحديثات والاستراتيجيات وأفضل الممارسات لرفع مستوى المهارات والاستفادة من فرص جديدة، معززين بذلك التقدم والابتكار بحيث يظل المشاركون على اطلاع دائم بأحدث التطورات في الصناعة ويساهمون فعالًا في تشكيل مستقبلها.
تفاعلوا مع بلاستيكس ٢٠٢٤ ونحن ننطلق في رحلة نحو غد مستدام وتكنولوجيا متقدمة. ويعد بأن يكون فرصة لا مثيل لها للتواصل والتعاون، ورسم مسار للجيل القادم لصناعة البلاستيك والمطاط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يظل دخول الزوار مفتوحًا حتى يوم الجمعة، ١٢ فبراير ٢٠٢٤
www.plastexegypt.com/RSVP
For more information, visit: plastexegypt.com
نبذة عن بلاستيكس
يُقام معرض بلاستيكس تحت رعاية معالي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري وبدعم من السلطات المختصة مثل: وزارة التجارة والصناعة وغرفة الصناعات الكيماوية، شعبة البلاستيك باتحاد الصناعات المصرية، المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة. بلاستيكس هو أكبر معرض وملتقى للبلاستيك والمطاط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تجتمع شركات البلاستيك والمطاط الرائدة للمشاركة والتعرف على الفرص الهائلة في الأسواق المتنامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نبذة عن شركة دي إم جي إیفنتس
تأسست شركة دي إم جي إیفنتس في عام 1989 ويقع مقرها الرئيس في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، كما تمتلك فروعًا في كل من كندا ومصر ونيجيريا والمملكة العربية السعودية وسنغافورة وجنوب أفريقيا وتايلاند والمملكة المتحدة. تُعد "دي إم جي إيفنتس" مُنظم للمؤتمرات والمعارض ومزود لخدمات المعلومات. وبالتعاون مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، تتولى الشركة تنظيم أكثر من 80 فعالية في العام، تستقطب أكثر من مليون زائر، بهدف تسهيل النقاش العملي، حيث تناقش تلك الفعاليات أحدث المستجدات.
على مر السنوات الأخيرة، قامت شركة دي إم جي إیفنتس بتوسيع عملياتها بشكل كبير لتحقيق نمو ملحوظ في الأسواق الناشئة والناضجة، وتظل الفعاليات الحية ذات أهمية حتى مع إطلاق فعاليات جديدة بشكل مستمر للتكيف مع تغيرات السوق، حيث توفر الفعاليات الحية مزيجًا من المعارض والمؤتمرات وورش العمل المعتمدة والندوات التقنية والمجموعات المتخصصة والموائد المستديرة للقادة.
يضُم الجدول الزمني للشركة أكثر من 40 فعالية ضخمة ومتخصصة في جميع أنحاء العالم، من أبرزهم: ADIPEC وGastech و EGYPESوFuture Energy Asia وGlobal Energy Show وNOG Energy Week، وتهدف شركة دي إم جي إيفنتس إلى إتاحة مصدر غني بالمحتوى يتوافق مع متطلبات قطاع الطاقة، بالإضافة إلى منصة للمساهمين في القطاع للتواصل وتوسيع أعمالهم.
لا تزال شركة شركة دي إم جي إیفنتس هي المُنظم الرئيسي لعدد كبير من المعارض والمؤتمرات في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا وإقليم البحر المتوسط، بدعم ومشاركة فعالة من كل من: فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والوزارات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض بلاستيكس البلاستيك المطاط وزارة التجارة البلاستیک والمطاط التجارة والصناعة أکثر من فی مصر
إقرأ أيضاً:
تأثير سقوط الأسد على إيران ومستقبل العلاقات الإيرانية السورية
بالحديث عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وانهيار نظام حزب "البعث"، الذي هيمن على حكم البلاد لأكثر من 60 عامًا، يمكن القول إن "ضربة كبيرة وُجهت لسياسة "محور المقاومة" التي تبنتها إيران بعد غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003″.
جدير بالإشارة إلى أن سياسة "محور المقاومة" هي إستراتيجية متعددة الأوجه، وضعتها الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الإيرانية.
وعلى الرغم من أن الجانب العسكري هو الأبرز في هذه السياسة، فإنها تشمل مجالات عديدة مثل: الاقتصاد، والثقافة، والدين.
وبعد الأحداث الأخيرة، تلقت إيران ضربة لا يمكن تعويضُها في سوريا، التي يمكن القول إنها تمثل الركيزة الأهم لسياسة "محور المقاومة"، وذلك بعد استثمارها الكبير اقتصاديًا وعسكريًا على مدى 24 عامًا.
وهذا التأثير السلبي قد يمتد ليؤثر على وجود إيران ومستقبله في دول أخرى، مثل: العراق، ولبنان، واليمن، والبحرين.
ولذلك، لا يؤثر سقوط بشار الأسد على الوجود الإيراني في سوريا فقط، بل إنه ألحق كذلك أضرارًا جسيمة بمصالح إيران في الدول الأخرى التي تُعد جزءًا من سياسة "محور المقاومة".
وفي هذا السياق، تتعامل إيران مع مسألة نهاية حكم بشار الأسد وصعود المعارضة إلى السلطة من خلال مسارين؛ الأول يتعلق برد فعل الشعب الإيراني، أما الثاني فيتعلق بالجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في المنطقة.
إعلانوفي خطاب ألقاه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، آية الله خامنئي، بعد سقوط نظام "البعث" بأربعة أيام، إلى جانب تصريحات المسؤولين السياسيين والعسكريين الآخرين، ظهرت رسائل واضحة موجهة إلى الشعب الإيراني والجماعات المسلحة المنضوية تحت مظلة "محور المقاومة".
ومن خلال هذه الرسائل، أظهرت إيران أنها تعتبر أولويتها الإستراتيجية هي "كبح ردود الفعل الداخلية، واحتواء التشاؤم واليأس بين الجماعات المسلحة المدعومة منها".
رسائل خامنئيلقد أثار سقوط بشار الأسد في سوريا، حيث أنفقت إيران مليارات الدولارات، وفقدت العديد من قادتها البارزين، غضب الشعب الإيراني ضد المرشد الأعلى آية الله خامنئي والحرس الثوري الإيراني.
إذ بدأ الشعب الإيراني يعبر عن رأيه بأن الادعاء الذي تروج له السلطات الإيرانية بشأن "قوة إيران وتأثيرها الحاسم في المنطقة" ليس سوى وهم وسراب.
جدير بالذكر أن هذه الآراء تُتابع من كثب من قبل القيادة الإيرانية.
وهنا، يمكن التأكيد على أن سقوط نظام الأسد تسبب في تصدعات خطيرة داخل الحرس الثوري الإيراني وقوات "البسيج"، وهي قوات تعبئة الفقراء والمستضعفين، وكذلك على المستوى السياسي في إيران.
ويبدو أن الحكومة الإيرانية قلقة بشدة من تأثير هذا التغيير في سوريا على المجتمع الإيراني.
ونتيجة لذلك، يُتعامل مع حالة الضعف وخيبة الأمل التي ظهرت بين الشعب الإيراني وفصائل المحور كأولوية قصوى في الوقت الحالي.
وفي خطاب ألقاه يوم الأربعاء، 11 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وجّه خامنئي أصابع الاتهام بشكل صريح إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما لم يذكر تركيا بالاسم، لكنه أشار إليها كمسؤولة بشكل غير مباشر عما حدث.
وأكد خامنئي أن ما جرى في سوريا لن يضعف إيران، واصفًا من يعتقدون ذلك بـ "الجهل".
وفي هذا الصدد، قال خامنئي: "هناك محللون جهلة يظنون أن سقوط النظام في سوريا سيضعف إيران، ولكن بإذن الله وقوته، إيران قوية وستصبح أقوى".
إعلانويمكن اعتبار أن هذه التصريحات تهدف إلى تقليل الانتقادات، وتعزيز الآمال المتراجعة، ورأب التصدعات.
ففي النهاية، أذهل سقوط نظام "البعث" الذي دعمته إيران اقتصاديًا وعسكريًا لمدة 13 عامًا خلال 12 يومًا فقط العالم، وأثار دهشة وغضب الشعب الإيراني.
وفي خطابه، صرح خامنئي قائلًا: "ما حدث في سوريا هو نتيجة خطة مشتركة بين الولايات المتحدة والصهاينة، ولا شك في ذلك، فنحن لدينا أدلة واضحة لا تقبل الجدل".
وبالحديث ضمنًا عن دور تركيا، قال خامنئي: "بالإضافة إلى أميركا وإسرائيل، هناك دولة مجاورة لسوريا لعبت دورًا واضحًا في هذا الأمر، وتواصل القيام به، وهذا أمر مرئي للجميع".
لقد حاول خامنئي من خلال هذه التصريحات تبرير خسارة نظام بشار الأسد، والإيحاء بأنه لم يُهزم من قبل جماعات مسلحة، بل من قبل تحالف دولي تقوده دول كبرى.
وإلى جانب ذلك، أدّى سقوط النظام السوري إلى تداعيات كبيرة على جماعات مثل الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن.
وبتخصيص جزء من خطابه لتوجيه رسائل إلى الجماعات التابعة لـ "محور المقاومة"، قال خامنئي: "المستكبرون يفرحون بالأحداث في سوريا، ويظنون أن سقوط الحكومة السورية المؤيدة للمقاومة أضعف جبهة المقاومة، لكنهم مخطئون بشدة؛ من يعتقد أن جبهة المقاومة ضعفت بسبب هذه الأحداث لا يفهم المقاومة، ولا يعرف معناها".
وتابع: "إن المقاومة ليست كيانًا يمكن قطعه أو القضاء عليه، المقاومة إيمان وفكرة وقرار لا يتزعزع ومدرسة عقدية، ما تؤمن به أي جماعة لا يضعف، بل تزداد قوة تحت الضغوط، كما أن جبهة المقاومة تزداد قوة ويتسع نطاقها عندما ترى الشرور".
وبشكل جلي، تُظهر هذه التصريحات بوضوح حالة الإحباط وفقدان الأمل التي سادت بين الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران.
وإحدى أبرز النقاط في خطاب خامنئي كانت الإشارة إلى حزب الله كدليل على قوة جبهة المقاومة.
إعلانحيث أشار إلى أن حزب الله أصبح أقوى بعد مقتل قائده حسن نصر الله خلال هجوم إسرائيلي.
وخلال حديث مع ثلاثة أشخاص من داعمي الثورة الإسلامية في إيران: أكاديمي وصحفيين، قال الأخيران، اللذان فضلا عدم الكشف عن اسميهما، إن "تصريحات خامنئي حول سقوط النظام السوري لم تكن مقنعة لمعظم الشعب الإيراني الغاضب".
وأشار أحد الأكاديميين السياسيين إلى أن "التغيير في سوريا سبّب خيبة أمل كبيرة لدى الشعب الإيراني، وأضعف ثقته في تصريحات المسؤولين".
لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أمله في أن "تساعد سياسات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، التي تهدف إلى تحقيق الوحدة داخل إيران، في تهدئة الغضب وتخفيف التوترات".
تأثير التطورات في سوريا على "محور المقاومة"إن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي تعتبره إيران أهم مكونات محور المقاومة، كان له تأثيرات مادية ومعنوية كبيرة على الجبهة.
ومن المعروف أن رحيل حسن نصر الله وغيره من القادة البارزين خلال الهجمات الإسرائيلية قد تسبب في ظهور خلافات داخلية في صفوف حزب الله.
إذ تعمقت هذه الخلافات بين المجموعات التي تضم أفرادًا من توجهات مختلفة، خاصة بعد مقتل نصر الله، حيث برزت اختلافات حول إستراتيجية حزب الله وعلاقته بإيران.
بالإضافة إلى ذلك، وردت تقارير عن وجود انقسامات عسكرية داخل منطقة الضاحية، التي تُعد معقل حزب الله.
وفي ظل تفاقم هذه الخلافات داخل الحزب، يمكن القول إن "تغيير النظام في سوريا قد يعزز موقف التيار الذي يدعو إلى تبني سياسة أكثر استقلالية عن إيران، على حساب التيار المؤيد للاستمرار تحت السيطرة الإيرانية".
كذلك، يمكن أن نشهد تعزيزًا لتيار داخل حزب الله يطالب بالتركيز على الأنشطة السياسية وإعطاء الأولوية لها على حساب الأنشطة العسكرية، باعتبار ذلك إستراتيجية أكثر ملاءمة لضمان استمرارية حزب الله.
ومن المتوقع أيضًا أن تتيح التطورات في سوريا فرصة للأمين العام الجديد لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، للعمل على إعادة تشكيل الحزب بشكل أكثر استقلالية عن إيران.
إعلانومن أبرز النقاط المهمة هنا أن الطريق الذي كانت إيران تستخدمه لتزويد حزب الله بالأسلحة قد انقطع بسبب التطورات في سوريا.
ورغم أن هذا يمثل عائقًا لإيران، فإنه يمكن أن يكون له تأثير مزدوج على حزب الله، فهو يشكل تحديات من ناحية، لكنه قد يدفع الحزب إلى تطوير إستراتيجيات جديدة من ناحية أخرى.
من جهة أخرى، أثرت التطورات في سوريا بشكل كبير على الحشد الشعبي في العراق وحركة أنصار الله في اليمن.
ووفقًا لمصدر داخل حركة أنصار الله اليمنية "الحوثيين"، طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن الأحداث في سوريا أثرت بشكل كبير على الحركة، حيث ظهرت خلافات داخلية وشهدت الحركة تراجعًا في الثقة والأمل.
وأشار المصدر إلى أن حركة أنصار الله، التي تسعى للسيطرة في اليمن، قد تضطر إلى إعادة النظر في إستراتيجيتها بعد سقوط بشار الأسد في سوريا.
وفي هذه النقطة، وباعتبار أن سقوط النظام السوري قد أثر بشكل كبير على محور المقاومة بلا أدنى شك، يبقى سؤال: "ما إذا كان المحور سيستمر في مساره أو كيف سيواصل" مفتوحًا دون إجابة واضحة حتى الآن.
مستقبل العلاقات الإيرانية- السوريةمن الواضح من تصريحات آية الله خامنئي وغيره من المسؤولين الإيرانيين أنه لا توجد أي نية لإقامة علاقات مع الحكومة الجديدة في سوريا في الوقت الحالي.
ويبدو أن إيران تعطي الأولوية لمعالجة الانقسامات الداخلية – التي سببها تغيير النظام السوري – داخل إيران، وداخل "محور المقاومة".
ومع ذلك، هناك معلومات تشير إلى أن إيران تواصلت مع الحكومة الجديدة في سوريا عبر أطراف ثالثة، وذلك لتسهيل عملية إجلاء المواطنين الإيرانيين العالقين هناك.
وعند سؤال أحد الصحفيين الإيرانيين عن مستقبل العلاقات الإيرانية- السورية، قال إن: "إيران لا يمكنها أن تقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا إلى الأبد، وإنها ستراقب من كثب المرحلة الانتقالية".
وأضاف الصحفي أن "إيران قد تفضل إقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة التي ستُشكل بعد الانتخابات، بدلًا من التعامل مع الحكومة الانتقالية الحالية".
إعلانوفي الوقت الراهن، يبدو أن علاقة إيران مع الحكومة الجديدة في سوريا ستظل محدودة وقاصرة على جهود إجلاء مواطنيها من خلال وسطاء.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية