البوابة نيوز:
2024-09-30@16:36:06 GMT

إعلام بلا حقيقة كاملة

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

اعتدنا على أن نتابع أكثر من جهة أثناء فترات الحروب، إذ يشير التاريخ إلى أن الإنسان حين يشعر بالخطر يبدأ في البحث عن أب روحي لمخاوفه يطمئنه ويحمل عنه هواجسه. يصبح طريق جمع المعلومات طريقًا جيدًا في هذه الحالة، إذ أن المعلومات تشير إلى أنك تستطيع أن تختار الأفضل حين يصبح لديك وعي. يختار الإنسان أن يفقد وعيه فقط في الظروف العاطفية، ورغم أن الإنسان يظن أن حالات الصراعات والحروب هي حالات يحتاج فيها لوعي مرتفع يتغلب على عواطفه، إلا أن الذي يحدث هو حالة عاطفية كبيرة يدخلها دون أن يدري، ويرفض أن يخرج منها مهما أشارت المعلومات له على بوابات مخارج الطوارئ من مخاطرها.

 


يعلم الكثيرون منا تلك القاعدة البشرية التي تفسر سلوك البشر عبر ميلهم لما يشبه حياتهم في معظم ما يقومون به في الحياة، أو ما يرغبون بشدة في القيام به مستقبلًا ويتلاءم مع الإمكانات الواقعية لهم. وهذا ما جعلنا نرى إعلانات أبطالها ممثلون مغمورون وغير وسيمين على الإطلاق لأنها تقول لك ببساطة: "انت ده. هو شبهك وانت ممكن تعمل اللي هو بيعمله". أدى ذلك لمتلازمة التشابه. إذ يبعد الأفراد أنفسهم عما يسبب لهم الإحباط بسبب العجز عن الوصول لما يدعو له. فالحياة المرفهة المثالية مثلًا أوقات الحرب لن يميل أحد لمتابعة أخبارها. هي ببساطة لا تشبه يومهم ولا غدهم القريب. لذا يهاجمونها، والأغرب أنهم بذكاء فطري لا يطيلون الهجوم عليها. إذ أن الهجوم في الأصل يمثل دعاية انتشار عبر تكرار ذكر من نهاجمه.


تعد هذه الفقاعة العاطفية الكبرى في حياة الأفراد وقت الخطر سببًا لأن يكون الإعلام غير حقيقي بنسبة كبيرة في كثير من مصادره. إذ أن الأفراد قد لا يكونون مهيئين لقبول الحقيقة الكاملة في كثير من الأحيان. قد تعد الحقيقة الكاملة في كثير من الأحيان تهديدًا كبيرًا من وجهة نظر بعض المتلقين. هنا تظهر إشكالية كبرى أمام الإعلام الرسمي تحديدًا. 


إن الإعلام الرسمي يحمل مهمة قومية لا ربحية في الأساس، على عكس الإعلام الخاص الذي يبدأ كمؤسسة لها طموح ربحي. إلا أن مواثيق الإعلام تفرض على الجميع المصداقية والشفافية، بل وتحاسبهم على الإخلال بها. لم يمر على البشرية حالة من حالات الخطر إلا وأعقبتها حالة من المحاسبات أنتجت التخلص من شخصيات كبيرة وأطاحت بها لأن الإعلام لا يجيد الاختباء تحت السجادة طويلًا. هو مهنة تعيش وترقد تحت الضوء.


إن الأحداث التاريخية في معظم الأحوال سجلت أن الإعلام الرسمي كان يخبر مواطنيه بالحقائق، لكنه كان يوجه خطابًا غير كامل للآخرين. لذا صعب عليك أن تأخذ من الآخرين أفكارًا حقيقية بشكل كامل أوقات الأزمات الطاحنة، لأنك وببساطة الفكرة الشديدة لست منهم، وربما لست قريبًا من فكرة الأزمة. يعد الحياد أحيانًا لا إعلام. ليس أدل على ذلك من حالة الحياد الإعلامي التي حاولت سويسرا تبنيها في الحرب العالم الثانية، وانتهت بأن أحدًا لم يلتفت لإعلامهم في معظم الأحوال من الأساس. 


إن الحقائق تمثل مشكلة كبيرة، إذ أن بعضها سري بالفعل لضرورة البقاء أحياء، وأفضل شيء يمكن أن تقدمه للوثائق السرية ألا تتحدث عنها، ولا تسمح بوصول الحوار للسؤال عنها، فإن سئلت عنها عليك ألا تنكرها وألا تتحدث عنها في ذات الوقت. عليك أن تحاول بحديثك أن تعيدها للرقاد خلف ستار أنيق دون إحداث إزعاج، وهو ما نسميه في فنون العلاقات العامة "سياسة". 
 

د. نهلة الحوراني : أستاذة الإعلام بقسم الصحافة - آداب المنصورة
 


 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فترات الحروب الإعلام الرسمي الإعلام الإعلام الخاص

إقرأ أيضاً:

التكفل بـ 145 حالة إصابة بالملاريا.. هذا سبب إنتشارها بالجنوب

أكد البروفيسور كمال صنهاجي، أن الوكالة الوطنية للأمن الصحي تعكف على مراقبة الوضع الصحي ببعض ولايات جنوب البلاد، التي شهدت ظهور حالات دفتيريا وملاريا.

وقال البروفيسور صنهاجي في تصريح للصحافة بتمنراست، بأن الوكالة الوطنية للأمن الصحي كلفت من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. للقيام بمهام التقويم والتقييم العلمي للوضع الصحي. من خلال إيفاد بعثة مكونة من أطباء مختصين في علم الأوبئة وعلم المناعة وعلم اللقاحات. إلى جانب 14 عون شبه طبي في الصحة العمومية، لدعم الفرق الطبية الموجودة حاليا في الميدان.

وأكد صنهاجي على تزويد كل المناطق التي سجلت بها إصابات الدفتيريا والملاريا باللقاحات اللازمة. لافتا إلى أن البروتوكول العلاجي المستخدم حاليا معتمد من قبل المنظمة العالمية للصحة. ومن المنتظر أن يتم إيفاد طاقم آخر لتدعيم الفرق الطبية بولايات تمنراست وإن قزام وبرج باجي مختار. مشيرا إلى أن الحالات المسجلة هي حالات مستوردة. وذلك نتيجة لنزوح بعض سكان المناطق الحدودية لبعض دول الجوار. إلى جانب التغييرات المناخية التي أسهمت هي الأخرى في إنتقال المرض.

من جهته، أشار مدير الصحة بتمنراست مصطفى زناقي، إلى أن مصالحه جندت وسائل بشرية هامة من أطقم طبية وشبه طبية من أجل ضمان التكفل الأمثل بالحالات المصابة.

وقال مدير الصحة لولاية برج باجي مختار، مجيد زيدان، أن مديرية الصحة أطلقت حملة تلقيح ضد الملاريا والدفتيريا والحصبة. مضيفا أن هذه الحملة، التي تجري تحت إشراف مصالح الولاية. تتضمن أيضا التكفل بـ 145 حالة إصابة بالملاريا، وذلك من خلال تقديم جرعات اللقاحات والأدوية المضادة لهذا الداء.

وأكد في سياق ذي صلة، أنه تم تسجيل أكبر عدد من حالات الإصابة بهذا الداء ببلدية تيمياوين بأقصى جنوب البلاد والمناطق المجاورة لها. الذي أوضح أن الولاية ستتدعم بحصة إضافية من اللقاحات.

مقالات مشابهة

  • إعلام الأزهر تعقد لقاءً ترحيبًا بالطلاب وتقدم الدعم اللازم لصقل مهاراتهم الصحفية
  • «التعبئة والإحصاء»: 8.6 ألف حالة خلع في مصر خلال 2023
  • حقيقة تستر بي بي سي على جرائم إسرائيل في لبنان وغزة
  • ارتفاع عدد حالات الإصابة بوباء الكوليرا في السودان إلى 17 ألف
  • المفتي: الإلحاد قضية يلزم عنها الاضطراب والصراع النفسي والتجرؤ على الذات الإلهية
  • التكفل بـ 145 حالة إصابة بالملاريا.. هذا سبب إنتشارها بالجنوب
  • ظهور أول حالة اشتباه بالكوليرا بين المقيمين في وادي حلفا
  • وفقًا لقانون الإجراءات الجنائية.. حالات لا يستحق المحبوس التعويض عنها - (تفاصيل)
  • نهى بكر: «التحالف الوطني» يمثل دفعة كبيرة لتعزيز برامج الحماية الاجتماعية
  •  حالات نزوح كبيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد استهداف عدد من المباني