كشفت صحيفة التايمز البريطانية، أن السعودية كانت من بين عدد من الدول العربية والشرق الأوسطية، التي أبلغت الغرب تأييدها لشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد جماعة الحوثي في اليمن، الذين أدت هجماتهم المتواصلة منذ 19 نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي على الشحن في البحر الأحمر إلى تقليص حركة المرور التجارية في الممر المائي الحيوي.

  

وتوعدت الجماعة اليمنية في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، نصرة لسكان غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيل متواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.   

وذكرت الصحيفة البريطانية أن السعودية، شددت على أن أي إجراء غربي ضد الحوثيين لابد أن تتزامن مع مساعي أمريكية للحيلولة دون توسع دائرة الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس لتشمل بقية المنطقة.  

وعلى غرار الحوثيين، شنت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن منذ حرب غزة هجمات على مئات الأهداف الأمريكية بينها قواعد عسكرية، وذكرت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يقوم بجولة في المنطقة في محاولة لاحتواء حرب غزة وعدم توسعها إقليميا.   

وتوقف بلينكن في الإمارات قبل سفره إلى السعودية، و"أكد على أهمية منع انتشار النزاع"، وذلك حسب الملخص الأمريكي للقاء.  

وذكر الإعلام السعودي أن بلينكن التقى الإثنين مع ولي العهد محمد بن سلمان، في العُلا، بشمال جدة، وشدد الأمير السعودي على أهمية وقف الحرب في غزة. 

وذكرت الصحيفة أن الحوثيين الذين رفعت هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل من شعبيتهم بالمنطقة، يجرون في الوقت ذاته محادثات مع السعودية برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة من أجل وقف الحرب المدمرة والطويلة في اليمن. 

اقرأ أيضاً

هل تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها تأمين البحر الأحمر من هجمات الحوثيين؟

وبحسب التايمز فإن السعودية تخشى من أن عملية عسكرية أمريكية وبريطانية ضد الحوثيين، قد تفسد هذه المحادثات، لكن المملكة توصلت إلى وجهة نظر مفادها أن عدم التحرك يجعل الحوثيين أكثر تعنتا في المفاوضات.  

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع لم تسمه قوله “في اليوم الذي يفلت فيه الحوثيون من هذا، فإنهم سيذهبون للمفاوضات أكثر جرأة”. 

وقال إن أي محاولة لإقناع الحوثيين بوقف هجماتهم على الملاحة البحرية، بما في ذلك وعود بمزيد من المساعدات لليمن، لن تؤدي إلى نتائج، “كيف يمكن إقناعهم للخروج من هذا السياق؟ فهم ينتصرون وبقوة، ويعتقدون بأنهم انتصروا وحققوا شعبية في المنطقة”.  

وقال الباحث اليمني ريمان الحمداني، إن الحوثيين يقومون بفحص حدود الصبر من خلال إطلاق النار، و"أعتقد أن السعوديين يحبون تعرضهم لضربة" في إشارة إلى الحوثيين، و"لكنهم سيحاولون تجنب التورط فيها" 

وكلّف بايدن، وزير خارجيته بلينكن بمهمة العثور على طرق لدخول مزيد من الدعم إلى غزة وتقوية جهود إعادة الإعمار بعد توقف الحرب. 

وتقوم الدول العربية التي لا تدعم حماس بالضغط على الولايات المتحدة لكي تضغط بدورها على إسرائيل لوقف الحرب التي أشعلت مشاعر الرأي العام في المنطقة.  

 وفي هذا الصدد، حث الملك عبد الله الثاني بلينكن للضغط من أجل وقف فوري للنار، محذرا من "تداعيات كارثية" حسب بيان من البلاط الملكي الأردني. 

اقرأ أيضاً

الحوثي يتوعد بالرد وكاميرون يلّوح بـ "إجراء دولي" لوقف الهجمات في البحر الأحمر

 

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة السعودية ضربات ضد الحوثيين الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: القدرات اليمنية لا يمكن القضاء عليها بسهولة


وأضافت أن القوات المسلحة استطاعت خلق تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الإسرائيلي، وعلى القطع الحربية الأمريكية بما في ذلك حاملات الطائرات، مؤكدة أن الوسيلة لتخفيف هذا التهديد هي إنهاء الإبادة الجماعية في غزة.

ونشرت المجلة، الجمعة، تقريراً أكدت فيه أن "البحرية الأميركية انخرطت في أشد المعارك البحرية كثافة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو ما قد يشكل مفاجأة بالنسبة لمعظم الأميركيين، وهذه المرة، لا تدور المعارك في المحيط الأطلسي أو المحيط الهادئ، بل في البحر الأحمر" ضد اليمنيين الذين "يدعمون الفلسطينيين في غزة ضد الحرب الإسرائيلية الشاملة".

وأوضح التقرير أنه "في الأشهر الأخيرة، واجه اليمنيون ضربات جوية متكررة من طائرات أمريكية، وردوا بعدة أمور من بينها مهاجمة حاملة طائرات أميركية وسفن أخرى قبالة سواحلهم، وأسلحتهم المفضلة هي الصواريخ والطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة المجهزة بالمتفجرات، و لأول مرة الصواريخ الباليستية المضادة للسفن".

واعتبر التقرير أنه "من وجهة نظر تاريخية، لا يمكن أن يكون الأمر أكثر إثارة للدهشة، فقد نجح عدد من اليمنيين في إطلاق تحدي للنظام العالمي السائد، على الرغم من كونهم فقراء وضعفاء وذوي بشرة سمراء، وهي الصفات التي تجعل الناس غير مرئيين عادة للمؤسسة الأميركية".

وأوضح أن اليمن يمتلك قدرات "لا يمكن القضاء عليها بسهولة في الوقت الحالي حتى باستخدام الأسلحة المتطورة التي تمتلكها البحرية الأميركية".

ونقل التقرير عن برايان كلارك، الباحث البارز في معهد هدسون، وغواص البحرية السابق، أن هناك "مخاوف من أن "الحوثيين" على وشك اختراق الدفاعات البحرية الأمريكية بصواريخهم، مما يزيد من احتمالية قدرتهم على إلحاق أضرار جسيمة بمدمرة أمريكية، أو حتى حاملة طائرات".

وأكد التقرير أن "الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية المتكررة ضد مواقع الأسلحة المشتبه بها في العاصمة اليمنية صنعاء وحولها فشلت حتى الآن في وقف الحرب على الشحن، وحتى طائرات (إم كيو – ريبر) الأمريكية عالية التقنية لم تعد مضمونة الهيمنة على المجال الجوي في الشرق الأوسط منذ أن أسقط "الحوثيون" عدداً من تلك الأسلحة التي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار".

وأضاف التقرير أن اليمن "أطلق أيضاً أعدادًا كبيرة من الصواريخ الباليستية على ميناء "إيلات" الإسرائيلي على البحر الأحمر، ما أدى إلى تعطيله منذ نوفمبر، وكانت حوالي 5% من واردات إسرائيل تصل عبر الميناء، والآن، تم إعادة توجيه هذه التجارة إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط ​​بتكلفة أعلى بشكل واضح، في حين تعرض اقتصاد جنوب إسرائيل لضربة كبيرة".

وذكر التقرير أن "الوضع في البحر الأحمر يمكن أن يصبح واحداً من أخطر الأوضاع في العالم".

وقال إن "أي ضرر كبير يلحقه الحوثيون بسفينة حربية أمريكية في أي وقت في المستقبل" قد يدفع واشنطن إلى أعمال حربية قد تخاطر بصراع أوسع.

واعتبر أن التخفيف من حدة هذا التوتر يمكن من خلال "التحرك بقوة أكبر لإنهاء الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي تعتبر إهانة لا تطاق لمعايير القانون الإنساني الدولي، ولا تؤدي إلا إلى تعزيز يقظة الحوثيين وأمثالهم" حسب تعبيره.

واختتم بالقول إنه "في حين ينبغي إنهاء الهجوم الإسرائيلي الجاري لمنع المزيد من الموت والمجاعة الجماعية الوشيكة في غزة، فإنه ينبغي أيضًا إنهاءه لمنع حرب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط".

 

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: القدرات اليمنية لا يمكن القضاء عليها بسهولة
  • ردود فعل عربية ودولية على صعود بزشكيان.. السعودية تريد فتح صفحة جديدة
  • مباحثات أمريكية عمانية بشأن مستجدات الأوضاع في اليمن
  • وصلت عبر دولة عربية.. روسيا تزود الحوثيين بأسلحة فتاكة لتنفيذ هجمات على ‘‘منشآت أمريكية’’
  • عاجل: ضربات أمريكية عنيفة غربي اليمن
  • عاجل: غارات أمريكية في مناطق سيطرة الحوثيين
  • محادثات سعودية أمريكية تتناول التطورات بالسودان
  • 720 مشارك من مصر ودول عربية بمؤتمر البحوث التطبيقية
  • ضربات جوية وبحرية مدمرة ضد الحوثيين
  • اجتماع في جدة بين محمد بن سلمان وسيناتور أمريكي.. ووزير خارجية السعودية يتلقى اتصالا من بلينكن