دشنت الإمارات عام 2024، إضافة نوعية لسجل إنجازاتها الحافل في مجال الفضاء، وذلك بالإعلان عن انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، مؤكدة عزمها على استكمال البناء على ما حققته من إنجازات في الأعوام الماضية عبر مجموعة من البرامج والمهام الفضائية الطموحة التي تعزز ريادتها في هذا المجال.

ويجسد انضمام الإمارات إلى المشروع العالمي الأبرز في القرن ال 21 مدى حرصها على تطوير وتفعيل آليات التعاون الدولي في مجال الفضاء بما يخدم البشرية ويعود بالنفع والتقدم والازدهار، كما يبرز حجم الثقة بالكوادر الوطنية وقدرتها على لعب أدوار مؤثرة في أصعب وأدق المشروعات العلمية ذات الطابع العالمي.

ويعد المشروع الأكثر تقدماً لعودة البشر إلى القمر بعد غياب تجاوز الخمسين عاماً، للنزول على سطحه وجعله قاعدة لمهمات مستقبلية نحو المريخ، وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد.

وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.

اهتمام الإمارات باستكشاف القمر والهبوط على سطحه يعود إلى سبتمبر 2020 حينما أعلنت أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر عبر تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم «راشد» الذي نجح في إبريل الماضي بالوصول إلى مدار القمر والاقتراب من الهبوط على سطحه، قبل أن يتم فقدان الاتصال بمركبة الهبوط.

وكعادتها في عدم الاستسلام وقبول التحدي، أعلنت الإمارات فوراً عن مهمة جديدة لمركز محمد بن راشد للفضاء لاستكشاف القمر تحت اسم «راشد2» وذلك بناء على النجاح الذي تمثَّل في تصميم وبناء «المستكشف راشد 1»، أحد أكثر المركبات الفضائية تقدماً بالنسبة إلى حجمه، والذي بات أول مستكشف إماراتي وعربي يبلغ مدار القمر قبل محاولة الهبوط.

وتسعى الإمارات خلال العام الجاري إلى تحقيق المزيد من الأهداف في قطاع الفضاء الذي أصبح واحداً من القطاعات الاستراتيجية التي تطمح الدولة إلى تطويرها ولا سيما في مجالات البحث والمهام العلمية والتصنيع وبناء الكفاءات والقدرات التخصصية، فضلاً عن زيادة إسهام القطاع الخاص في هذا المجال عبر تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية العالمية.

ويشهد عام 2024 إطلاق القمر الصناعي «MBZ-SAT» ثاني الأقمار الصناعية التي يتم تطويرها وبناؤها بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد «خليفة سات»، وسيوفر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تطور تقنياته الكبيرة، خاصة أنه يعد أحد أفضل الأقمار الصناعية على مستوى العالم.

ويتميز مشروع القمر «MBZ-Sat»، الذي يعد رابع قمر صناعي لرصد الأرض، بتوفير البيانات بدقة وسرعة عالية للمستفيدين، الذين سيكون بمقدورهم وللمرة الأولى تقديم طلبات الجهات المعنية للحصول على الصور التي يريدونها بشكل آلي ومؤتمت، ومن ثم الحصول عليها بشكل مباشر وسريع، وعلى مدار الساعة، ودون التواصل مع أشخاص.

وعلى صعيد رواد الفضاء الإماراتيين، ينهي رائدا الفضاء محمد الملا، ونورا المطروشي، تدريباتهما خلال العام الجاري ليتخرجا ويصبحا بعدها جاهزَين لخوض المهمات، وهما من الدفعة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، حيث تم اختيارهما مع 10 رواد من وكالة ناسا ضمن برنامج ناسا لرواد الفضاء 2021.

ويتواصل في عام 2024 العمل في دولة الإمارات على مجموعة من المشروعات الطموحة في قطاع الفضاء ومن أبرزها مشروع تطوير الأقمار الصناعية الرادارية «سرب»، ومشروع استكشاف حزام الذي يستغرق 13 عاماً، منها 6 سنوات للتطوير و7 سنوات لرحلة الاستكشاف، ستقطع خلالها المركبة الإماراتية «MBR Explorer 5» مليار كيلومتر متجاوزة كوكب المريخ لاستكشاف 7 كويكبات والهبوط على آخر كويكب في 2034.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات وكالة الإمارات للفضاء

إقرأ أيضاً:

دبي تستضيف مسابقة محكمة صورية دولية للنزاعات الفضائية

نظمت محاكم مركز دبي المالي العالمي، ومؤسسة دبي للمستقبل، مسابقة محكمة صورية للنزاعات الفضائية، هي الأولى من نوعها، بمشاركة 15 فريقاً من طلاب جامعات في دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم، تنافسوا على مدى أربعة أيام من الجولات التمهيدية وربع النهائية عبر الإنترنت، بينما أُجريت الجولتان نصف النهائية والنهائية حضورياً في محاكم “المركز”.

وتم تطوير سيناريوهات المسابقة لتوفر للمشاركين فهماً أفضل لنوعية التشريعات المطلوبة مستقبلاً وأبرز القضايا التي يمكن أن تنشأ في هذا الميدان القضائي الحديث نسبياً.

واكتسب الطلاب خلال مشاركتهم في هذه المسابقة معلومات قيمة حول آلية عمل محاكم مركز دبي المالي العالمي في قضايا النزاعات المتعلقة بمخالفات العقود واللوائح التنظيمية وغيرها من القضايا المرتبطة بالسياحة الفضائية.

وفازت جامعة حمد بن خليفة بالمسابقة، بعد منافسة شديدة مع الفرق المشاركة، وتم تكريم الفائزين بحضور شركاء الفعالية من جامعة ميدلسكس، ومحكمة “ويبنياي”، ومنصة “سبيس مونيتور الشرق الأوسط”.

وقال سعادة القاضي عمر المهيري، مدير محاكم مركز دبي المالي العالمي: “تهدف هذه المسابقة إلى إعداد الجيل القادم من المتخصصين في تشريعات مجال الفضاء ونحن فخورون بالإسهام في بناء معرفتهم وخبراتهم المستقبلية من خلال توفير التدريب اللازم وتعريفهم بأفضل الممارسات انطلاقاً من ريادة دبي في محاكم الفضاء”.

وأكد حرص محاكم مركز دبي المالي العالمي على دعم المبادرات الإماراتية لتطوير التشريعات والأنظمة القضائية وإعداد القدرات والكفاءات لتسوية النزاعات التجارية المتعلقة بالفضاء عبر توفير دورات وبرامج تدريبية لاكتساب المهارات التخصصية للنظر والفصل في النزاعات المتعلقة باقتصاد الفضاء.

وكانت بداية إطلاق مشروع محاكم الفضاء عام 2021 بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل، ضمن مبادرة محاكم المستقبل التي أطلقت عام 2017؛ بهدف دراسة واستكشاف موضوعات متنوعة تتعلق بالتكنولوجيا القانونية وتوفير القيادة البحثية والفكرية اللازمة لتعزيز وتشجيع الأساليب المعاصرة التي تزيد سبل الوصول للمحاكم وكفاءتها للمستخدمين كافة حول العالم.

من جانبه قال سعادة خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: “دبي مركز عالمي رائد للإبداع والابتكار وهي المكان الأمثل لمناقشة الفرص في مختلف المجالات المستقبلية مثل قوانين الفضاء، وتحرص المؤسسة على دعم المبادرات والجهود كافة، الرامية إلى تعزيز ريادة دبي ضمن أفضل مدن المستقبل عبر توفير بيئة حيوية للابتكار والتعاون”.

وأضاف: “تعتبر مسابقة محكمة الفضاء الصورية مبادرة هامة تبرز دور دبي كحاضنة لتطوير الأفكار الجديدة واختبارها ثم توسيع نطاق تطبيقها، كما تؤكد مكانة الإمارة كوجهة رائدة للمواهب العالمية وتطوير مهاراتهم وتشجعيهم على التفكير المبتكر والتطلع نحو آفاق جديدة في ميدان تخصصهم”.

بدورها قالت آمنة العويس، المُسجّل العام لمحاكم مركز دبي المالي العالمي: “تؤكد مبادرة محاكم الفضاء أهمية الاستعداد للفرص والتغيرات المطلوبة في الأنظمة القانونية والقضائية والناجمة عن تطور علوم الفضاء واستكشافاته، وتهدف “محاكم” مركز دبي المالي العالمي لتعزيز ريادتها كوجهة مفضلة لتسوية النزاعات التجارية في هذا المجال”.وام


مقالات مشابهة

  • "روس كوسموس" تعتمد جدولا زمنيا لبناء المحطة المدارية الروسية
  • دبي تستضيف مسابقة محكمة صورية دولية للنزاعات الفضائية
  • لأول مرة.. ثلاث مركبات فضائية مأهولة مختلفة تلتحم بالمحطة الفضائية الدولية
  • الهند تعلن بناء المرحلة الأولى من محطتها الفضائية المدارية في 2028
  • الهند تعلن موعد بناء المرحلة الأولى من محطتها الفضائية بمدار الأرض
  • المحطة الفضائية تعدل مدارها لاستقبال مركبة "سويوز" الروسية
  • اليابان تطلق صاروخ H3 مع قمر صناعي إلى الفضاء (فيديو)
  • حطام قمر صناعي روسي يدفع روّاد فضاء إلى الاختباء بكبسولاتهم الفضائية
  • «بوابة الإمارات».. طريق العالم للقطب الجنوبي القمري
  • الصين تفتح أبوابها لدراسة عينات القمر..